قصة انت حقى انا البارت الواحد والعشرون21 والاخير بقلم نورهان حسني


قصة انت حقى انا
البارت الواحد والعشرون21 والاخير
بقلم نورهان حسني



أنتهي من التصميم النهائي لأحد المشاريع ليفرد ظهره بألم و يقوم من علي كرسيه الخشبي..أرتشف آخر قطرة من فنجان القهوة وقال محادث نفسه:أما أروح أشوف حنين بقي أصلها وحشتني 
اتجه أدهم إلي مكتب حنين و هو يدندن بعض الأغاني..خطي أدهم بقدمه أول خطوة داخل مكتب حنين قائلا:حبيبي وح.. 
ليري نادر يمسك بيد حنين بينما حنين شبه غائبة عن العالم الخارجي ومتعلقه بيده.. 
تجمد لسان أدهم عن الكلام و اتسعت عينيه دهشة..ضغط علي يده بقوة و ظهرت عروق رقبته و يده التي تنم عن بركان غضب انفجر للتو..بينما تجمد كلا من نادر وحنين في مكانهم..ابتعد نادر عن حنين بخوف قائلا:أدهم بيه أنا .. 
قاطعه ادهم بصيحة اهتزت لها الحجرة قائلا:اسكت انت خالص حسابك بعدين 
جلست حنين علي كرسيها بتعب قائلة بخوف:أدهم اسمعني بس أنا تعبت فجأة و هو سندي و انا و الله كنت.. 
قاطعها أدهم بقوة وهو يتقدم ناحيتها ويمسك بيدها قائلا بغضب:أمشي قدامي أحسن ما الفضيحة تبقي في المجموعة كلها 
حملت حنين حقيبتها بخوف بينما جذبها أدهم من يدها بقوة و رمق نادر بنظرة نارية قائلا:أوعي تفتكر إني هنساك بس حسابك بعدين وهخليك تندم علي اليوم اللي اتولدت فيه 
......... 
بعد ما يقارب النصف ساعة..فتح أدهم باب منزله بقوة وألقي بحنين إلي الداخل لتسقط علي الأرض ويزداد آلامها أضعاف بينما صاح فيها ادهم:بقي دي أخرتها يا حنين و فين؟؟؟في المجموعة؟؟ 
حنين بخوف ممزوج بألم:يا أدهم والله هو كان بيوصلي تصميم وأنا كنت هقع من طولي وهو لسه بيسندني وأنا هقوله ابعد أو انده لعز أو لأدهم في دخلتك بالضبط يا أدهم 
أكملت حنين بألم:يا أدهم حرام عليك تبصلي بنظرة الشك دي 
أدهم بنظرة نارية ونبرة غاضبه:حرام عليا هههههههههههه هو أنتي لسه شوفتي حاجه !! بقي أخرتها يتعمل فيا أنا كدا ؟؟ 
أكمل أدهم وهو يهبط لمستوي حنين و يمسكها بقوة من رقبتها قائلا:أنا اللي غلطان إني صدقت إن واحدة محترمة طلع إن كلكوا خاينين الخاينة بتجري في دمكوا 
حنين بوجع:اااه هموت منك اااه يا ادهم كفاية بقي حرام عليك 
ألاقي ادهم بحنين مرة أخري علي الأرض و بدا في خلع حزام بنطاله قائلا:أنا بقي هوريكي العذاب بيكون إزاي عشان تخونيني أنا 
انتفض جسد حنين بخوف و لملمت شتات قوتها و هرولت إلي حجرتها هربا من أدهم..هرول أدهم خلف حنين وهو لا يري أمامه إلا منظر غادة وهي بين احضان اسماعيل..لا يري حنين بل يري أن من تجري هي غادة.. 
أغلقت حنين الباب بأعجوبة..ليركله أدهم بقوة في محاولة لتحطيمه..انشكمت حنين في جانب الحجرة الأيسر وضمت قدمها إلي ركبتها وأنين بكائها يرتفع تدريجيا..صرخت حنين بخوف لرؤيتها سيل من الدماء حولها يغطي ملابسها في نفس اللحظة الذي قد أدهم فيها علي تحطيم الباب ودخل إليها..
اقترب ادهم من حنين التي تمتمت باسمه بخوف قائلة:أدهم الحقني أدهم 
وقف ادهم أمام حنين وهو يلهث أنفاسه بأعجوبة..بدأت الرؤية تتقطع امامه بين غادة و حنين بين غادة وهي بأحضان اسماعيل وحنين وهي مسنده علي نادر..رفع حزامه لأعلي بينما أخفت حنين وجهها بيدها الملطخة بدمائها منتظرة تسديد ضربة أدهم.. 
أخيرا وضحت الصورة أمام أدهم..و رأي أن من أمامه هي "حنين" حبيبة عمره..رفيقة دربه..كيف وصل به الحال و يرها بهذا المنظر خوفا منه هو !! كيف وهو ملاذها في الحياة ؟؟؟ كيف وهو من يحميها لا من يتباها بقوته عليه؟؟؟ كيف وهي من أعادت لقلبه الحياة؟؟؟ 
جاء أمام عينيه صورتها وهي مسنده علي نادر..كان يبدو عليها التعب..كانت تحاول أن تبعد يده عنها.. 
أخفض ادهم بنظره إلي حنين..ليجد كثير من الدماء حولها..جسدها يرتعض خوفا..أصوات بكائها تطغو علي الحجرة التي طالما طغي عليها اصوات ضحكاتها ومزاحها معه.. 
سقط الحزام من يد أدهم..و هبط بجسده أمام حنين لتهبط منه دمعة وجع وقال بصوت مرتعش:أنا آسف 
حنين بصوت مرتعش ممزوج بخوف:أدهم ألحقني 
بدأ أدهم يستوعب ما حوله..ما كل تلك الدماء!!..شعر أنه فقد قدرته علي الحركة..بعدت حنين يدها عن وجهها وقالت:أدهم ألحقني 
في لمح البصر..قام أدهم من موضعه وحملها بين يديه و هرول إلي سيارته.. 
........... 
بعد ما يقارب الساعة في المستشفي.. 
خرجت الدكتورة من الحجرة ليهرول أدهم ناحيتها قائلا:حنين مالها!! فيها إي !! 
الدكتورة بأسف:أنا آسفة لحضرتك بس المدام كانت حامل والبيبي نزل 
اتسعت عين أدهم صدمة ممزوجة بعدم تصديق قائلا:نعم!! 
الدكتورة:معلش يا بشمهندس لسه قدامكوا الحياة طويلة و الحمدلله إن مدام حنين بخير 
بلع أدهم ريقه بصعوبة قائلا:ممكن ادخل اشوفها ؟؟ 
الدكتورة:اتفضل 
سارت الدكتورة في طريقها بينما ظل أدهم واقف أمام الحجرة..لا يعلم كيف يريها وجهه؟؟ كانت تحمل في أحشائها طفلا منه و هو منذ ساعات اتهمها بالخيانة..تحولت غيرته إلي أن يشك في أقرب انسانة له علي وجه الأرض..حسم أدهم أمره و فتح باب الحجرة ببطء ليجدها ساكنة علي فراشها..دموعها تسيل علي وجهها ببطء..يدها موضعه علي بطنها..تحولت ملامحها من الفرحة إلي الحزن.. 
تنهد أدهم بقوة و اقترب من فراش حنين بتردد قائلا:حنين 
لم تلتف له حنين بنظرها بينما حركت شفتيها ببطء قائلة:طلقني يا أدهم 
اتسعت عين أدهم دهشة قائلا:حنين عشان خاطري اسمعيني أنا عارف إني غلطت جامد بس وحياة كل لحظة حلوة عشانها سوا خليني أصلح غلطتي دي
ضغطت حنين بيدها علي بطنها قائلة:بقولك طلقني يا ادهم

هبطت أدهم علي ركبتيه بجانب فراش حنين قائلا بحزن:أنا عارف إني غبي واللي عملته كان غلط وغلط كبير أوي إني أشك في أقرب انسانة ليا بس أنا 
أكمل ادهم بكسرة:أنا تعبان اوي يا حنين كل لحظة حلوة بعيشها بتتعكر من شبح غادة وهي في حضن اسماعيل..كل لما أجي أفرح أسمع صوتهم بيرن في ودني وهما سوا 
هبطت دمعة حارة من عيون أدهم قائلا:حنين أنتي الوحيدة اللي منحتني أمل في الدنيا بعد ما كنت بستسلم لأي حاجه عشان خاطري سامحيني 
أمسك أدهم بيد حنين قائلا بضعف:أنا بقيت حاسس إني ضعيف كل ما افتكر منظرهم اضعف عشان خاطري متسبنيش وخليكي جمبي قويني يا حنين 
دفن أدهم رأسه في يد حنين الصغيرة و ارتفع صوت أنين بكائه..بعد ثواني معدودة جذبه صوتها المرتعش من همومه ليسمعها تقول:أدهم 
رفع أدهم عينيه إلي حنين لتمسح حنين دموعه بحنان قائلة:أنا خايفة ونفسي أطمن في حضنك 
ابتسم أدهم ابتسامة تدريجية حزينة و قام من موضعه و اقترب من فراش حنين و أحاط كتفها بيده.. 
دفنت حنين رأسها في صدر أدهم ورفعت عينيها له قائلة بصوت يغلب عليه البكاء:مش هتخليني اخاف منك تاني؟؟ 
أدهم بصوت باكي:أبدا مش هعمل كدا تاني 
حنين بنفس النبرة الباكية:و مش هتشك فيا تاني ؟؟؟ 
هز أدهم رأسه بمعني "لا" و هو يغالب دموعه.. 
حنين ببكاء:هتفضل سندي اللي بتحامي فيه 
هز أدهم رأسه بمعني "نعم" و ضم حنين إلي صدره ليرتفع صوت بكائهم بقوة.. 
ضربت حنين أدهم في صدره بخفة قائلةمن بين دموعها:متخلنيش أخاف تاني مفهوم 
ضمها أدهم إلي صدره بكل قوته كأنه يريد لضلوعه أن تخفيفها بداخله وقال بصوت متقطع من البكاء:أنا آسف يا حنين آسف أنا بحبك أوي 
أسندت حنين برأسها علي صدر ادهم و قضوا ما يقارب الساعة بين عتاب و وعد بين حزن لفقدانهم طفلهم الأول وأملهم في الغد..و اتفاق ألا يخبروا أحد بأنهم فقدوا طفلهم الأول حتي لا يسببوا حالة من القلق خصوصا وأن موعد وضع جهاد لطفلها هي و عز اقترب..
بعد مرور أسبوع..قرر أدهم أن يصحب حنين في نزهة إلي "شرم الشيخ" ليخفف من ألمها لفقدان طفلهم الأول.. 
خرج أدهم من مكتبه في اتجاه مكتب حنين ليخبرها بأمر السفر ولكنه فوجئ بها تهرول ناحبته وتقول بسرعة:ألحق يا أدهم..جهاد بتولد 
اتجه أدهم و حنين سريعا إلي سيارتهم في طريقهم إلي المستشفي.. 
.......
بعد ما يقارب النصف ساعة في المستشفي..ارتفع صوت صراخ جهاد الصادر من حجرة الولادة بينما في الخارج عز يسير يمينا ويسارا بقلق..و علي احد الكراسي يجلس شادي و أدهم طفله علي قدمه وبجانبه "نغم"..بينما بجانبهم ماهر وعلي قدمه طفلته "منه" و بجانبه "فرح" بينما أمامه يجلس أمجد وعلي قدمه طفله "أنس" و بجانبه "رقية" و بجانبهم تجلس حنين بجانب أدهم وبجانبهم عامر وسناء..

قامت حنين من موضعها متجه إلي عز وقالت:يا حبيبي أهدي بإذن الله هتخرج بالسلامة 
عز بتوتر:هموت من القلق يا حنين ياريتني قدرت أدخل معاها 
حنين مطمئنه:أدعيلها بس وهي بإذن الله هتخرج بخير 
بعد عدة ساعات..انقطع صوت صراخ جهاد وارتفع صوت بكاء صغير معلنا وصول مولود عز وجهاد الأول..لتعم الفرحة أركان المشفي..ويهبط عز من موضعه ساجدا..بينما حنين بمجرد أن ارتفع عن الأرض تعلقت بأحضانه وضمها هو الآخر بقوة قائلا:بقيت أب يا حنين بقيت اب 
خرجت الدكتورة من حجرة الولادة وطمأنت الجميع علي حالة جهاد و مولدها الأول الذي سماه عز "حسن" 
لتعم الفرحة قصر آل توفيق بوصول الحفيد الثالث.. 
........ 
بعد ما يقارب الأسبوعين..هبطت سيار أدهم أمام أحد الفنادق في شرم الشيخ..ليهبط أدهم من السيارة ويمسك بيد حنين قائلا:حمدلله علي السلامة يا حبيبي 
حنين:و الله مش عارفه إزاي وافقتك علي الجنان دا وسبت حسن الصغير 
أنزل أدهم نظارته الشمسية علي عينيه قائلا:الحب يا حنون 
ضحكت حنين بخفوت قائلة:ماشي يا ثقة 
أنهي أدهم إجراءات السويت الخاص بهم وصعدوا للراحة قليلا.. 
مر يومان علي وصول "أدهم وحنين" إلي شرم الشيخ..استطاع أدهم بحبه و خفة ظله أن يخفف من ألم حنين المخفي وأن يمحي نهائيا أي ذرة خوف كانت بداخل كيان حنين منه.. 
و في احد الليالي..قام أدهم من علي فراشه وارتدي ملابسه قائلا:إي رأيك نخرج نتمشي علي البحر 
حنين بمرح:بس كدا ثواني وأكون جهزت ثواني إي أنا جهزت خلاص 
ابتسم أدهم لحنين و دخل إلي الشرفة ليشعر بإهتزاز هاتفه في جيبه.. 
أخرج أدهم الهاتف وقال:السلام عليكم 
عز:و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته 
أدهم:أخبارك إي يا زيزو ؟؟ و اخبار حسن إي؟؟ وحشني والله 
عز بمرح:أنا ولا حسن!! 
أدهم بجدية مصطنعه:مش محتاجه سؤال يعني.أكيد حسن طبعا 
ضحك عز قائلا:ماشي يا ادهم ليك يوم ماشي
أكمل عز بجدية:المهم عايزك في حوار

أدهم بقلق:خير؟؟؟ 
عز:حنين مالها؟؟ و متقوليش مفيش لأن الدكتورة اللي بتتابع مع جهاد قالتلي مرة أخبار مدام حنين إي و ربنا يعوضها ولما لاقتني مستغرب عملت نفسها مفيش حاجه 
أدهم بتنهيده:بص هقولك بس وغلاوة ابنك متزعلش 
عز بقلق:ماشي يا أدهم 
زفر أدهم بقوة قائلا:حنين كانت حامل و البيبي نزل قبل ما تعرف 
عز بصدمة ممزوجة بغضب:نعم!! يعني دا يحصل لأختي ومعرفش حامل وسقطت و أنا معرفش يا أدهم 
أدهم:يا عز أهدي بس واسمعني حنين كانت تعبانة وبالقوة خرجت من تعبها لما سافرنا و بوصول حسن وهي طلبت محدش يعرف عشان محدش بقلق خصوصا إن جهاد كانت قربت تولد 
زفر "عز" بقوة وقال:يعني برده يا أدهم دا يحصل وأنا معرفش 
أدهم:يا بني والله ما نقصد نهمش دورك بس أنت عارف حنين مكنتش حابه تضايقك وأنت مراتك كانت علي وشك ولادة 
عز بتنهيده:طب أخبارها إي الوقتي؟؟؟؟ 
أدهم:الحمدلله أحسن 
قطع كلامهم صوت حنين تقول:دووومي أنا جهزت 
أدهم بضحك:أهي زي القردةأهي خد كلمها 
حنين بدهشة:مين دا؟؟؟ 
أدهم:عز كلميه عقبال ما أغير 
حنين بسعادة:زيزو وحشتني أوي أوي أوي و الواد حسن أخباره إي أكيد بقي شبهي أومال هيطلع حلو لمين يعني غير عمته 
تعالت ضحكات عز بقوة قائلا:آه طبعا طبعا يخربيت الثقة اللي هتجيبك ورا دي 
حنين بضحكة خافتة:المهم أخبارك إي؟؟ و أخبار جهاد ؟؟ 
عز:الحمدلله بخير..أنتي أخبارك إي وأخبار صحتك؟؟ 
حنين:تمام الحمدلله 
بعد ما يقارب النصف ساعة..وقفت حنين أمام شاطئ البحر و أمواج المياه الباردة تداعب قدمها علي استحياء..شعرت حنين بيده تحيط بخصرها لتنظر له بابتسامة قائلة:بتبصلي كدا ليه!!! 
تنهد أدهم بقوة قائلا:ممم تقدري تقولي مش مصدق إنك جمبي و مش مصدق إنك سامحتيني 
أسندت حنين رأسها علي كتفه قائلة:مكنش ينفع أبقي قاسية علي قلبي وأمنعه من قربك وأنا عارفه إنك لما قسيت عليا كنت تحت ضغوط و إنك اتحملت بما فيه الكفاية 
ابتسم أدهم ابتسامة تدريجية قائلا:الحمدلله إن ربنا رزقني بيكي 
آتاهم صوت رجولي من خلفهم تبدو من نبرته التعجب قائلا:آنسة حنين!!! 
التفت كلا من "أدهم وحنين" بدهشة ليجدوا شاب في منتصف العشرينات ليقول أدهم بسخرية مصحوبة بنبرة غضب طفيفة:آنسة إي يا أنت!!
الشاب بإحراج:آسف يا فندم مأختش بالي

حاولت حنين جاهده أن تتذكر أين رآت هذا الشاب مسبقا؟؟ لتتسع عينيها دهشة وتتمتم بصوت غير مسموع:رضا !! 
أدهم بضيق:أيوة خير يعني في إي؟؟؟ 
رضا:مفيش يا فندم أنا بس شوفت آنس..آسف مدام حنين وحبيت أشكرك يا مدام علي اللي عملتيه في النيابة 
حنين بابتسامة قلق من نظرة أدهم:لا أبدا مفيش مشكلة أنا رديت الجميل مش أكتر 
رضا:لا جميل ولا حاجه أنا معملتش غير الصح 
أكمل رضا وهو يتحرك للخلف:عن أذنكوا سلام عليكم 
ردت حنين السلام بصوت خافت و نظرت إلي أدهم الذي يرمق "رضا" بنظرة نارية.. 
أدهم بصوت غاضب مكتوم:يلا يا حنين علي السويت 
حنين بضيق:طيب يا أدهم يلا 
..... 
بعد دقائق معدودة..أغلق أدهم باب السويت قائلا:مين دا يا حنين!!! 
زفرت حنين بضيق و قصت علي مسامع أدهم حكاية "رضا" و أنه ساعدها عند اختطافها وآبي أن يلمسها وأنها ردت له معروفه بكتمانها أنها رآته ضمن عصابة "هاني".. 
أنهت حنين كلامها قائلة:أظن الوقتي عرفت هو مين وبطل نظرة الشك دي يا أدهم بقي 
زفر أدهم بقوة قائلا:أنا عمري ما أشك فيكي يا حنين و أنتي عارفه إني غيرت و إن غيرتي مجنونة 
ضحكت حنين ضحكة خافتة قائلة:أعمل إي مفيش فايدة منك يا أدهم 
........... 
مر عام علي أبطالنا..اتسمت حياتهم بالهدوء والسعادة يقطعه بعض الملل أو ما شابه ولكن سرعان ما يختفي لقوة ترابطهم وصدق مشاعرهم...أتم "أدهم" طفل شادي و نغم العامين لتزيد ضحكاتهم وحركاته من قوة ترابط "شادي و نغم" و تصبح أول اهتمامتهم أن ينشئوه النشئة السليمة..أما "منه" طفلة "ماهر و فرح" استطاعت بضكتها التي تسحر القلوب أن تسحر قلب ماهر و فرح و خصوصا ماهر الذي أصبح يريد إنهاء عمله في أقرب وقت ليعود لها و يحملها بين أحضانه ولكنه رغم ذلك لم يستطع أن يقصر في حق طفلته الأولي "فرح" و حاول جاهدا أن يوازن بين طفلتيه..أما "أنس" طفل "أمجد و رقية" لم يختلف كثيرا عن جنان رقية وخفة ظل أمجد كان نسخة مصغرة من الإثنين في حركاتهم وكلامهم فبرغم من أنه مازال طفل يعد عمره علي أصابع اليد ولكنه لم يرحم "رقية و أمجد" من تخريب كل شئ في المنزل..أما عن "حسن" هذا الطفل الذي يعتبر نسخة مصغرة م "عز" استطاع أن يجعل ألم "عز" لفقدانه والده أن يختفي تدريجيا فكانت ضحكة هذا الطفل الصغير وراثة من جده "حسن" ليضيف نكهة من السعادة علي حياة "عز وجهاد".. 
أما عن "أدهم وحنين" استطاع أدهم قليلا أن يتحكم في غيرته و عصبيته خوفا من ان يجعل حنين تخاف منه مرة أخري وهما الآن في انتظار مولودهم الأول.. 
.....

و في احد الأيام..ارتفع صوت صراخها في أركان المستشفي لتضغط علي يد زوجها قائلة بألم:اااااااه معتش قادرة يا أدهم خلصني من الوجع دا 
مسح أدهم قطرات العرق التي تنساب علي جبينها وقال بحزن:استحملي شوية يا حبيبتي هانت 
أغمضت حنين عينيها بألم ليأتي ببالها صورة والدتها "فيروز" و الألم التي عانته في ولادتها هي وعز لتفتح عينيها بوجع وتطلق صرخة مكتومة قائلة بصوت خافت:يارب يارب أمنحني قوة ماما اللي استحملت الوجع دا 
أما في اقصي الغرفة..مسح عز دموعه ورفع وجهه للسماء قائلا بصوت غير مسموع:يارب خفف عن حنين يارب يارب أحميها يارب 
بعد ما يقارب النصف الساعة لم ينقطع فيها صراخ حنين..دخلت حنين إلي حجرة الولادة لتسود حالة من القلق والتوتر علي الجميع..وقف ادهم أمام باب الحجرة وهو يضغط علي يده وظل يناجي ربه أن يحمي زوجته وطفلها بكل الأدعية التي وردت علي باله في تلك الللحظة.. 
ساعات مرت ببطء شديد كأنها سنوات..لتمحي حالة القلق بمجرد سماع صوت بكاء صغير ينبع من حجرة الولادة ليقفز الجميع من مكانه فرحا وتخرج الدكتورة حاملة بشري وضع حنين لطفلة..هرول أدهم إلي مسجد المستشفي و توضأ سريعا وصلي ركعتين شكر لربه بأنه حمي زوجته وابنته..و دموعه تتساقط علي سجاد المسجد.. 
أنهي ادهم صلاته واتجه إلي الحضانه..حمل أدهم طفلته بين يديه بحذر و اقترب من أذنها ونطق الشهادتين و الأذان وبعض آيات من القرآن..و دموعه اللؤلؤية متحجرة في عيونه..داعب أدهم بيده المرتعشة وجه طفلته الصغيرة وقال بصوت خافت:تعرفي إني استنيت أشوفك بين ايديا كتير من النهاردة ومن أول لحظة ملكتي كياني عايز أوعدك إني هحاول علي أد ما اقدر أكون أب كويس و أبقي صاحبك برده أه أوعي تخبي حاجه عني..انا مطمن عليكي عشان قدرت اختار ليكي الأم الصح 
ابتسم ادهم من بين دموعه قائلا:إي رأيك نروح نشوف ماما 
بين دموع الفرحة و إحساس الألم..حملت حنين طفلتها بيد مرتعشة..ضمتها لصدرها ضمه حانية لتمحي آلامها تدريجيا لشعورها بنبضات قلب طفلتها الصغيرة..دمعة تلو الآخري سالت علي خدي حنين لسعادتها بحملها لطفلتها الأولي نبتة حبها هي و أدهم..نظرت إلي طفلتها الساكنة بحنان قائلة:نورتي دنيتي أنا وبابا يا.. 
نظرت حنين إلي أدهم بعيون دامعه ليبتسم أدهم ويحيط حنين من كتفها ويقول العاشقان بصوت واحد:يا فيروز 
......... 
مرت خمس سنوات..علي ولادة "فيروز" تلك الفتاة التي تجمع بين تفاصيل أدهم وحنين و جدتها "فيروز"..تلك الفتاة التي أصبحت كلماتها الشبه مفهومة ادمان لحنين و أدهم..تلك الفتاة التي جاءت تلك الدنيا نتيجة لقوة حب وترابط بين ابويها..تلك الفتاة التي حظيت بعشق خالها "عز" منذ الوهلة الأولي التي حملها فيها بين يديه..بين مزاحها مع والدها "أدهم"و هو مشغول بعمله..و مشاكستها لوالدتها "حنين" وهي تعد الطعام..و لعبها مع باقي أطفال الأسرة.. و هرولتها إلي أحضان خالها "عز" بمجرد رؤيته..و نطقها لإسم "رقية وجهاد و فرح" بطريقة طفولية مرحة جعلتهن يعشقن اسمائهن من شفاهها الصغيرة..و دلالها علي عمها "ماهر" كي يصحبها في نزهة مع منه..و مشاكستها ل "أمجد و شادي"..نشئت فيروز الصغيرة في جو أسري هادئ..ترتب الفتاة الصغيرة علي اسمي معاني الإحترام والأخلاق من والديها..
و في أحد الأيام..حملت دميتها الصغيرة واتجهت إلي والدها المنشغل بمتابعة بعض الأعمال علي حاسوبه المحمول وقالت:بابي ممكن أنزل ألعب مع منه في الجنينه؟؟؟

رفع أدهم عينيه عن هاتفه الحاسوب قائلا:مم ماشي يا حبيبي بس متتأخريش 
صرخت فيروز بمرح قائلة:هييييييه يعيش بابا يعيش هييييييه 
هرولت فيروز إلي باب المنزل بطفولة وهي تتمايل بمرح و قبل أن تغلق باب المنزل قالت بمرح:بابي فيروز بتحبك أوي 
ابتسم أدهم لطفلته و مسح علي شعره بببطء ونظر حوله متعجبا قائلا بهمس:أومال حنين فين!!! 
قام أدهم من موضعه و اتجه إلي حجرته ليجد حنين منكمشه في فراشها..اقترب أدهم منها بقلق قائلا:حبيبي مالك؟؟ 
فتحت حنين عينيها بألم قائلة:مفيش يا أدهم تعبانه شوية 
داعب ادهم بطنها التي بدأت في الإنتفاخ قائلا:إي الباشا تاعبك 
حنين بابتسامة باهتة:الباشا إي بقي مهم اتنين قول الباشوات 
تحسس أدهم حرارتها قائلا:حرارتك عالية شوية 
حنين بنظرة حزن:حرارتي بس 
أدهم بعدم فهم:هو أنتي تعبانه!! اتصل بالدكتورة 
التفت حنين بنظرها لصورة تجمعها مع أدهم ليلة زفافهم قائلة بحزن:شوفت كنت حلوة إزاي؟؟ حاسه إني اتبدلت يا أدهم..بقيت كل ما ابص لنفسي في المراية أعيط 
وضعت حنين يدها علي وجهها ليرتفع صوت أنين بكائها تدريجيا..اقترب أدهم من حنين وأبعد يدها عن وجهها قائلا:علي فكرة بقي أنتي لسه حلوة زي ما أنتي بل جمالك زاد بالكعبرة اللي في بطنك اللي فيها ولادنا دول 
حنين بدموع:أنت بتقول كدا عشان تهون عليا مش أكتر 
أدهم بابتسامة:طب ممكن تخليني أثبتلك إنك لسه زي ما انتي بل بقيتي أجمل 
نظرت له حنين بألم قائلة:مفيش داعلي يا أد... 
قطع أدهم كلام حنين لحمله إيها بين ذراعيه قائلا:قولتلك هثبتلك 
حنين بضيق:يا ادهم بلاش جنان بقي 
لم يهتم أدهم بكلام حنين و إنما دخل بها إلي الحمام المحلق بحجرتهم وأجلسها علي كرسي خشبي بالحمام..و اتجه إلي "البانيو" وملائه بالمياه الساخنة و ألقي به بعض من الزهور الوردية لتضيف رائحة ساحرة علي المياه.. 
أوقف أدهم "حنين" بحذر وساعدها في خلع ملابسها وأجلسها في البانيو قائلا:استمتعي بالمياه بقي وأنا جايلك تاني 
أغمضت حنين عينيها بألم و تحسست بطنها المنتفخة بيد مرتعشه..بينما وقف أدهم أمام خزينة الملابس الخاصة بحنين و أخرج منها "بيجامة حريرية باللون الوردي" و اتجه إلي المطبخ و أعد كوب من عصير "الفراولة" و عاد إلي حنين ليجدها مازالت مغمضة عينيها وشارده..اقترب ادهم من حنين وأمسك يدها بحنان قائلا:حبيبي
فتحت حنين عينيها ببطء لتخرج دموعها اللؤلؤية المتجمعه في عيونها..مسح أدهم دموع حنين بأنامله قائلا:مبحبش أشوف دموع عيونك عشان بتخفي لون عيونك الأزرق اللي بعشقه

ابتسمت حنين ابتسامة ضعيفه لأدهم..ليمسك أدهم بذراعها ويساعدها علي الخروج من "البانيو" ويحيط جسدها بمنشفة و يصطحبها غلي حجرتهم..ساعد أدهم "حنين" في تبديل ملابسها وهو يعلمها بكل لطف وحنان كأنها جوهره بيده يخشي عليها من الخدش أما حنين ظلت مستكينه بين يد "أدهم" تشعر وكأنها ابنته وهو أبيها الذي يدللها..نظرت حنين إلي أدهم نظرة طويلة ليجول بخاطرها كل ذكري جمعتهم سويا.."أول لقاء بينهم...كلماته لها عندما زارها في المشفي..غموضه..آلامه ليلة إعلان الحقيقة..أول كلمة "بحبك" من شفتيه..مرضه..ليلة كتب كتابهم..أول ضمه لهم..قبلتهم الأولي..تحضيرات زفافهم..أول لمسة منه..غيرته..عصبيته..حنانه..لحظة أن علم بخبر حملها..صوت ضحكاته الذي أصبح بمثابة جرعة حياة لكيانها".. 
فاقت حنين من شرودها علي صوته الرجولي يقول:ها بصي بقي في المراية قمر أهو 
تنهدت حنين بقوة وفتحت عينيها تدريجيا ونظرت لنفسها في المرآه التي يحملها أدهم..اتسعت عينيها بابتسامة دهشة..مازالت محتفظة بنضارة بشرتها..مازال جسدها متناسق عدا بطنها المنتفخة بالتؤامين..مازال شعرها اسود حريري يتراقص من الرياح..التفت بنظرها لأدهم لتجده مازال ينظر لها بعشق تلك النظرة التي تعودت عليها منه لم تتغير نظرته لها وإنما زادت جمالا و حبا..ابتسمت حنين بامتنان و دفنت رأسها في صدر أدهم قائلة:أنا بحبك أوي يا أدهم 
ابتسم أدهم براحة وتحسس شعر حنين الحريري قائلا:و أنا بحبك أوي يا حقي 
رفعت حنين عينيها إلي وجه أدهم وقالت بنصف ابتسامة:حقك!! 
أدهم:أيوة حقي أنا..حضنك دا حقي أنا ..ضحكتك دي حقي أنا مش أول يوم حسيت بدقة في قلبي ليكي وكل يوم حبك بيقوي وكياني بيقوي بيه 
أكمل أدهم بنبرة غيرة:لما اتخطبتي للي اسمه محمد دا وجه يقرأ الفاتحة حسيت إني عايز اقوم اخنقه واقوله فوق دي ليا أنا أنا وبس اللي استحقها وبعدها لما احمد دا كمان كان عايز يخطبك كان لسه ثواني وأجري عليه و أشيل عيونه بإيدي عشان بصيت عليكي وفكرت فيكي..تعبتي قلبي ما بقيتي حلالي وام ولادي و عشان كدا مبعرفش أتحكم في غيرتي قصاد حد بصلك و لو بالغلط 
نظر أدهم إلي حنين قائلا بنبرة هادئة:فهمتي بقي إنك "أنتي حقي أنا" 
ابتسمت حنين ابتسامة أنثوية قائلة:بعشقك يا أدهم 
تنهد أدهم بقوة و نظر حوله قائلا بهمس:مش فيروز تحت؟؟؟ 
ابتسمت حنين ابتسامة خافته وقالت:بقولك إي ما تجيب العصير دا ولا أنت عامله نتفرج عليه 
أدهم بغمزة:جاوبيني بس مش فيروز تحت؟؟ 
حنين بنبرة أنثوية:أيوة 
أدهم بتنهيده:طب هنفضل نرغي كتير كدا 
حنين بنبرة طفولية مرحة:هو أنا قولت حاجه مش أنت اللي بتتكلم 
ارتفعت ضحكات أدهم بقوة قائلا:طب استني عايزك في حوار كدا عالسريع 
اختفت لغة الكلام وإنهال أدهم علي شفاه حنين يزيدها عشقا..اتحد جسد العاشقان و سافروا إلي عالمهم الخاص..عالم تعلوه لغة الحب لغة الروح المتحده في لمسة بالحلال..ليعيش العاشقان ليلة من ليالي العمر 

                       تمت بحمد الله



وايضا زورو قناتنا سما للروايات 

 من هنا علي التلجرام  لتشارك معنا لك

 كل جديد من لينك التلجرام الظاهر امامك
تعليقات