
رواية زواج شرطه طلاق
الفصل السابع عشر 17 والثامن عشر 18
بقلم علا عبيد
( الفصل السابع عشر )
عندما اتصلت لميا بعبد الرحمن تدعوه إلى منزلها كانت اشاره منها على الموافقة وبالفعل عندما ذهب الاثنان واتفقا على الزواج بأسرع وقت
لميا"بس بابا بدو يكتب كل املاكه باسم زوج بنته الوحيده وانا بصراحه .."
عبد الرحمن"خايفه "
لميا"نعم بس انا حاسه انو مصطفى شاب كتير محترم مو هيك"
لم تكن هذه الجمله مدح بقدر ما هى سخريه بداخلها
لميا "فى عندك مانع انو يكون العرس بآخر الأسبوع "
مصطفى "ليه كده"
لميا"لانو انا مستعجله كتير بدى ابى يشوفنى متزوجه قبل ما يصير له شئ "
مصطفى "بعد الشر عليه اكيد مفيش مانع طالما انتى مش ممانعه "
لميا "حلو"
نعم كانت تنتظر الانتقام منه بأسرع وقت ولم يكن لديها خيار آخر ستتزوج من رجل باسم مزيف وهى تعرف لكنها لا تريد أن تفكر فى هذا إلا بعد ان تصل إلى هدفها
ويكون عبد الرحمن ومصطفى يتعذبان أشد عذاب امامها
.................................................
عندما عاد صابر إلى المنزل بعد يوم شاق فى العمل
فهو أصبح معتاد على تجاهلها ولم يعترض لأنه لا يريد ان يمنحها احلام ويحطمها مره أخرى بنفس الطريقه
جلست بجانبه بهدوء وقالت"ممكن سؤال" صابر تنهد بملل قائلا" قولى "
أخرجت البوم الصور من بين يديها وهى تشير إلى صورته هو ومصطفى "مين دول"
نظر بلا اهتمام ثم قال"ده انا ومصطفى "
أشارت إلى الوجه الذى تعرفه جيدا ولم تنس ذلك الموقف بعد "وده مصطفى صح"
نظر الى حيث تشير ثم قال"لا ده انا"
ابتسمت وكانها كانت تتوقع تلك الاجابه
فبعد ما حدث ذلك اليوم تأكدت من شئ واحد
هو أنه يكن لها مشاعر نقيه
لكنه دائما يخفيها لماذا يفعل ذلك
وعندما ذهبت إلى غرفته ذلك اليوم شعرت بشئ جميل يجذبها ناحيته
فهى لم تتوقع ابدا من نفسها ان تفعل لكن بعد مكالمه والدته لها ذلك اليوم للمره الأولى شعرت انها بحاجه للحديث معه
لم تتوقع أن يكون نائما
لقد كانت التاسعه فقط وهو غير معتاد على النوم فى مثل هذا الوقت لذلك قررت ان تخبره بالسبب الذى جعلها تدخل غرفته وهو نائم
عوده للماضى منذ اسبوع
كانت تجلس كالعاده تقرأ أحد الكتب المهمه فى دراستها
عندما سمعت رنين هاتف المنزل
استغربت لأنها المره الأولى التى يرن فيها هذا الهاتف
جهاد"السلام عليكم"
والده صابر"عليكم السلام ممكن اتكلم مع جهاد لو سمحتى "
جهاد"أيوه انا هى "
فقالت "انا ام صابر كنت عايزه اكلمك فى موضوع مهم"
جهاد"حضرتك عامله ايه"
فقالت ببرود"اناعايزه اقولك انك انتى السبب اللى خلى ابنى يضيع مجهود شغله فى السنين اللى فاتت دى"
جهاد"ايه..انا حضرتك السبب مش عارفه انتى بتتكلمى عن ايه "
ام صابر أكملت ببرود:"هو ضيع فلوسه كلها على كفالتك لما دخلت السجن وكمان دفع كل ديون اللى نصبتى بيها على الناس "
لم تشعر ابدا بالاهانه بقدر ما شعرت بها الآن وأم زوجها أعتقد انها مخادعة وسارقه
جهاد"بس انا..مش"
فقالت بغضب"انا مش عارفه ابنى عمل ايه فى نفسه "
عودة للحاضر
صابر"ليه ماقولتيش يومها"
جهاد"انا دخلت الاوضه علشان اقولك بس انت كنت نايم وبعدين اللى حصل يومها خلانى نسيت اقول أي حاجه "
تجاهل صابر الذكرى الذى لم تفارق ذهنه للحظه
هذا الإحساس الفريد الذى عاشه لم يكن يقدر بثمن لكنه خرج من بؤرة تفكيره قائلا
صابر"انا ..دفعت الفلوس علشان صاحبى مش علشانك"
جهاد"كذب..لانى اتصلت بمصطفى وقال أنه ما يعرفش مين اللى دفع الفلوس
هو مفكر بابا اللى دفع"
صابر "اتصلتى بيه ليه إننى ازاى تكلميه وانا مش موجود"
جهاد"ليه غيران "
صابر"غيران"
جهاد"أيوه غيران ليه ما تقولش انك بتحبنى
ومعجب بيا"
كان صابر يتنفس بعمق وصدريعلو ويهبط بغضب يكاد ينفجر من مشاعره ويبوح بكل ما فى داخله لها ويصرخ بها أنه يحبها لا بل يعشقها ولا يريد مقابلا هو لا ينتظر شيئا سوى أن يرى ابتسامتها
لكنها أدركت بالفعل ان كل اهتمامه بها وكل ما كان يفعله هو حب بها وحب لصديقه فى وقت آخر هو يضحى بحبه لأجل صديقه
ولكن هل يمكن ان يفعل ذلك ويضحى بها بعد ان يعترف لها بحبه وهى أيضا أصبحت تحبه وتحب اهتمامه بها وبمشاعرها وتحقيق امنياتها
كانت الطريقه الأفضل بالنسبه لها أن تضغط عليه اكثر
جهاد"معقول انت صابر اللى انا اعرفه اللى كان بيعلمنى ازاى أكون قويه ..واواجه الكل بشجاعة وأهم حاجه الصراحه. ..هى دى الصراحه ..أنت دلوقتى بتغلط نفس غلطى مره تانيه"
صابر"بلاش نتكلم فى الموضوع ده يا جهاد يا ريت تبعدى عنى زى الأول واوعى تكررى
اللى عملتيه تانى اوعى تدخلى لمكان انا فيه
وكمان اوعى تكلمى حد غيرى طول ما انتى مراتى فاهمه
لم ينتبه أنه بالفعل يمسك بكتفيها ويهزها بعنف دليل على النيران التى تشتعل بداخل قلبه
والأمر يخرج عن سيطرته تدريجيا لم يعتقد أن قربه منها سيجعل الانانيه تدخل إلى قلبه
تدريجيا
ابتسمت بالرغم من الألم من فعل قوة يديه
استفزته ابتسامتها فصرخ أكثر عليها "بتضحكى على ايه "
جهاد"أنت مش عارف تخدع نفسك حتى ازاى هتخدعنى"
صابر"انا مش عايز اوجع "
جهاد"وانت كده بتعمل ايه انت كده بتوجعنى وبتوجع صابر كمان صابر الإنسان اللى مش بيعرف يكذب".
صابر"خلاص ماشى عايزه تعرفى صابر جواه ايه جواه أنه بيجيك أيوه بحبك ..بس إننى مش بتحيينى ولا هتحبينى انا كل اللى كنت
عايزه انى أنفذ واحقق أمنياتك بس مش اكتر انا مش محتاج انى اقولك انى بحبك علشان تحبينى وده كل اللى عندى مكنتش اعرف انك هتتصرفى كده يا ريت تغيرى طريقه ضغطك عليا ماشى"
أمسك بهاتفه وخرج يريد أن يتصل بوالدته
كيف عرفت بهذا الأمر
هل يمكن ان يكون أمين من أخبرها
لا لقد أخبره أن الأمر سر لكن كيف عرفت إذا
لكنها ما زالت تتهرب منه ولا تجيب على اتصالاته
............................................
عندما أدركت بالفعل راويه أن الخطأ الفادح الذى ارتكبته كاد يكلفها حياتها بالكامل فهى كادت تهمل دراستها وامتحانات تحدد مستقبلها بالكامل
لكنها فقط تأمل ان مذاكرتها البسيطه تمنحها الفرصه لتصحيح خطاها
..........................................
فى نهايه الأسبوع تم بالفعل زواج مصطفى باسم مزيف واوراق مزيفه باسم يوسف
وبالرغم من ذلك عندما كتبت املاك والدها باسمه لم يكن يفكر ان يطيل المكوث هنا أكثر
فهو سيبيع كل شى بسرعه قبل ان يمر الشهرين الباقيان على طلاق صابر وجهاد
عندما يعودان من كندا
أبتسم بسعاده وهو يفكر ان لميا منحته طريق السعاده وهو يخدعها
بينما لا يعرف ان تفكيره هذا هو ما يقوده إلى الدمار بيده
( الفصل الثامن عشر )
__ـــــــ__ــــــــــــــ_ـــــــــــ
عندما أدركت بالفعل انها تخسر الشخص الوحيد الذى
يحفل بها ويهتم لمشاعرها
وكل هذا بسبب مصطفى قررت وأخيرا ان تتخذ هى
الخطوه القادمه كى تربطه بها إلى الأبد او هكذا
اعتقدت
اعتقدت أنه مهما كان قويا فى التحكم برغبته بها
وغرائزه أمامها فهو سيستسلم يوما ما
وها هى تعمدت أن تتقرب منه يوما بعد يوما حتى
ولو لم يرد كانت تتصرف بدلال كى تثيره وتضغط على مشاعره كى يستسلم لها فى النهايه وهى لا تعى نتائج ما تفعله فما بداخلها اتجاهه ما زالت مشاعر غامضه لكنه احساس جميل جدا بالرغم من أنه محزن ومقيد
أنه هذا الإحساس الذى يجعل قلبك يدق بسرعه رهيبه عندما تفكر ان هذا الشخص الذى أمامك سيتركك ولن تراه مره اخرى
هذا هو شعورها كلما فكرت انها لن تعيش معه بعد شهرين من الآن وسوف تفقد كل هذا الاهتمام من جانبه كما يفعل معها الآن وهو يتجنب النظر إليها الآن بنظرها المهلك أمامه وهى تتجول من المطبخ إلى غرفه المعيشه والعكس بشعرها المبلل والذى يلتصق بظهرها وما زالت تلبس ثيابا خفيفه تشبه
تلك التى تلبسه عندما تكون وحيده فى غرفتها
عقدت حاجبيها بغضب وهى تفكر اى نوع من الرجل هو أنه يملك قوه أراده لم تراها من قبل
وذلك مصطفى التى كانت تتجنب ان تظهر أمامه بهذا المنظر كى لا تتضطر الى تحمل شهوته ولكنه لم يكن يحتاج لأى شئ هو دائما كان منجرف خلف غرائزه عكس صابر تماما
..............................................
عندما جاء عنها جابر لزيارتها بعد فتره طويله فهو كان يتجنب رؤيتها بعد خطبتها كى لا يضطر ان يوبخها لقبولها هذا الشاب المستهتر الذى لم يأخذ مشاعرها فى عين الاعتبار
كانت حالتها صعبه جدا بعد تلك التجربه المؤلمه
ومن هنا احتضنت عمها بقوه وهى تبكى بمرارة لأول مره تشعر بدموع عمها تنساب من عينيه بدون حرج فهو لا يتمنى أن يراها هكذا ابدا
وكان لوالديها الجزء الأكبر من العتاب
ولكن ليس بالكلمات كانت نظراته الناريه تكفى وتزيد كى تجعلهما يشعران بالخجل والخزى أمامه
............................................
دخل صابر إلى غرفته عند عودته كالعاده متأخر كى لا يضطر لرؤيتها بأحد مظاهرها الجديده التى تصعب الأمر عليه
فهو يعرف أن بعد اعترافه بحبه لها بكل غباء هى ستحاول فعل هكذا أشياء
ربما لأنها تشفق عليه
فهو الآن فى نظرها الحبيب المضحى الذى لم يحصل على المقابل من زوجته
ولكن هذا ليس المقابل الذى يريده وهو يعرف تماما ان المقابل الذى يحتاجه منها لن يحصل عليه فى حياته فهو يريد أن تكون إلى جانبه للأبد لكن العقبات كثيره فى سبيل تحقيق ذلك
او ربما يكون السبب الآخر هو انها لا تريد ان يتركها وتريد أن تجعله يدمن جمالها وجسدها بحيث لا يستطيع أن يبتعد عنها
لكنه يعرف انها بالنهايه لا تحبه
عندما أفاق من كل هذا التفكير وجد حوريه جميله بفستان مغر جدا تنام فى سريره
حتى انها لم تضع الغطاء على جسدها كى يحجب كل هذا الجمال
فقد كانت تلبس ذلك اللون المفضل لديه والذى طالما أراد رؤيتها تلبس هذا اللون الأبيض
كما لو كانت ليله زفافهم
ابتلع الغصه التى وقفت فى حلقه بتوتر وفضل الخروج بسرعه من تلك الغرفه
فيبدو أنه المستوى الأخير من لعبتها وسوف يكون عليه الاستسلام حينها
وضع حقيبته على الكرسى بسرعه وهو يتجنب النظر إليها نهائيا
بينما هى استيقظت وظلت تنظر بابتسامه إلى خطواته المتعثرة وأدركت أن مقاومته شارفت على النهايه
كاد يخرج من الغرفه قبل أن تمسك بيده فجأه
شعرت برجفه خفيفه تمر بجسده كان واضح تاثره بوجودها اغمض جفونه يعد للعشره
لكنها لم تمنحه الفرصه للتحول إلى الشخص البارد من جديد
جذبته وهى تمسك بيده وهى ترجع للخلف
بينما فتح عيناه لينظر إلى عيناها الساحرة التى عزلته عن العالم الخارجى وعن تفكيره فى اى شى غير حبه لها
فجأه شعر بنفسه يسقط على السرير
وكانت هى ما زالت فى مكانها
انسابت اناملها على طول صدره بينما تفك رابطه عنقه وتنزع عنه جاكيته
وعندما أوشكت على فك قميصه
وجدت نفسها تدور فى الهواء لتصبح هى الفريسه
لأول مره تشعر بالسعاده عندما تمنح جسدها لصابر هذا الشعور كان كفيل بجعلها تتأكد انها الآن تربط نفسها به وهى من سيكون صعب عليه الابتعاد وليس هو
بينما هو كان فى عالم آخر من الاستمتاع معها والرجل العاشق بداخله يخبره أن يكون جشع معها ويأخذ ويرتشف من جمالها المزيد والمزيد ويقول بداخل عقله بهستريا المجنون انها ملكه وسوف تظل هكذا
حتى ظهر تفكيره جاليا متجسدا فى تلك الكلمات التى تسقط على مسامعها من حين لآخر وهو يجردها من ملابسها ويعرى مشاعره أمامها أكثر وأكثر
.................... ................
مع اشراقه الصباح وجد مصطفى عبد الرحمن يتصل به ليخبره ان عليه التهرب بسرعه من لميا والتفكير فى خطه للطلاق منها بأسرع وقت بينما عبد الرحمن لا يدخر جهدا فى البحث عن أحدهم ليشترى تلك الأملاك والأراضي التى أصبحت ملكا لمصطفى
بينما لميا لا تكف عن مراقبه أفعالهم جيدا
..................
عندما استيقظ صابر بعد تلك الليله العاصفة
التى فقد فيها سيطرته الكليه على عقله وقلبه فى نفس الوقت
لم يظهر ذلك المؤنب سوى بعد ان انتهى كل شى وحصل عليها
بينما كان ينام نصف عارى فى السرير وكذلك هى كانت تلبس قميصه الذى يصل إلى ما قبل ركبتيها بقليل وتلف ذراعيها حول عنقه كما لو كان سيهرب منها
بينما كان ينظر لها وقلبه يؤلمه يشعر بثقل كبير على قلبه كما لو أنه ارتكب جريمه فظيعة انها خيانه بالنسبه له خيانه لصديقه المقرب هو يعرف أنه لم يعد هناك أصدقاء مخلصين هكذا لاصدقائهم لكنه كذلك ولطالما تعلم من أبيه هذا وهو لا يريد ان يكون العكس لكن القدر يضعه فى اختبارات صعبه جدا صعب على اى إنسان تحملها
... رفع عنه يدها وانسحب ببطء من جانبها...
عندما استيقظت لم تشعر به بجانبها وجدته يجلس فى الشرفه يزفر أنفاسه بغضب
هى تعرف بما يفكر الآن وعليها ان تمحو ذلك الحزن من قلبه
خرجت إلى الشرفه هى الأخرى جلست على طرف الكرسى مواجه له
ثم قالت"صباح الخير"
أبتسم ببرود قائلا "صباح النور "
طبعت شفتيها على شفتيه برقه فما كان منه إلا أن امسك بخصلات شعرها الناعم بين يديه وهو يبادلها القبلة برقه أيضا
ابتعدت عنه سعيده بفقدانه السيطره أمامها
وقالت"ثوانى ويكون الفطار جاهز " انطلقت بسعاده إلى المطبخ غير قادره على كبح سعادتها هى لا أريد ان تصعد إلى السماء ثم تقع بسرعه على الأرض كالطير الذى أصابه رصاصة فى جناحه لن يكون قادرا على مواجه الحياه هذا ان نجح فى المحافظه على حياته وإنقاذ نفسه من صائد متهور لا يقدر معنى للحياه
بينما هو الأفكار السيئه فى رأسه تدور وتدور فهو الآن سيكون مضطر غصبا ان يسلم سعادته إلى مصطفى مره اخرى لن يكون حبيبها كما تمنت أن يكون وسيلمسها مصطفى مرارا وتكرارا على عكسه هو لن يكون قادرا على تكرار التجربه
ضرب حافه الكرسى بيده بغضب وهو يحرك رأسه فى جميع الاتجاهات دليل على الغضب والضيق