
رواية زواج شرطه طلاق
الفصل الحادي عشر 11 والثاني عشر 12
بقلم علا عبيد
(الفصل الحادي عشر )
فى مكان ما فى دبى كان مصطفى يجلس
وهو ينظر إلى السماء
ويتذكر كم كانت جهاد تحب تأمل السماء
البعيده خاصه عندما تكون صافيه
وعندما تذكر ما حدث وأنها الآن بين يدى رجل آخر
وبالرغم من أن الرجل الآخر هذا هو صديقه
المقرب هو مثل أخيه لكنه يغار عليها
جدا ولكنه بالنهايه يريد أن تكون له وحده
سيتحمل هذه الفتره
وبعدها لن يسمح لها بأن تبتعد مهما كانت
الأسباب
ولن يدع أحد يقف فى طريقه
لكنه لم يفكر ولو مره فى أن يعرف رأيها
فيه وفى الحياه معه التى كانت تعيشها
بالاجبار
ولكن ها هى الآن بين ذراعى رجل يفكر فى
اسعادها
بالرغم من أنه يفكر دائما أنه سياتى اليوم
الذى يتركها فيه كما تعود لصديقه
كان يود دائما ان يسألها هل كانت تنتبه له
فى الطفوله وهو يراقبها بجوار مصطفى
ام انها لم ترى سوى مصطفى
وعندما قالت هذه الكلمات أيضا أيقن انها
متعلقة بمصطفى وربما تحبه بعد كل ما
فعله بها لأنها قالت"على فكره كان ممكن انك
تتجوزنى وتطلقنى فى نفس اليوم
ما كنش فى داعى أننا نفضل سوا أربع شهور
"
ظهر الغضب جليا على وجهه وهو يغار من
فكره انها قد تكون اشتاقت لمصطفى
وتفكر به الآن وهى معه
فتجاهل سؤالها وقال "واضح انك مبسوطة
فى الوضع اللي احنا فيه ده"
انتبهت انها ما زالت تميل فى وقفتها وصابر
يمسك بخصرها يمنعها من الوقوع
فحاولت الاعتدال .أسند يده على ظهرها
وهو يمسح عليه برفق بعفوية تامه ولم ينتبه انها
تفكر أنه يحاول التقرب منها جسديا
اعدل وقفتها وقال" لا مش مهم تساعديني
انتى لو ساعدتني بالطريقة دي مش
هنلحق الطيارة خالص"
أبتسم ابتسامه صافيه خلفها غضب متفجر من تصرفاته. ...
حمل وأشار لها كل تخرج من باب
المنزل
أمسكت حقيبة اليد الصغيرة وخرجت أولا
بينما هو تناول هاتفه ومفاتيح المنزل وخرج
مغلقا الباب خلفه
.......
فى منزل جهاد بمصر
كانت نعمه تجلس يعرفه ابنتها جهاد
وها قد احتفظت بقميصها
كانت تشم رائحه ابنتها التى اشتاقت لها
الآن كثيرا وهى تفكر ان ابنتها أصبحت تبغضها كثيرا
لكنها تعرف ان الحق كله لها بأن تكرهها
وتكرهها أكثر وأكثر ...
ولأنها كانت ام جبانه لم تدافع عن حقوق ابنتها
كانت تخاف ان تقف فى وجه زوجها فلا
تستفد شئ سوى طلاق مضمون
بتهمه تجاوز حدود الزوجة المطيعةالتى
رسمها لها منذ أن تزوجها
ظلت تبكى وابكى ودموعها تبلل وجهها
وملابس جهاد
إلى ان سمعت صوت رأفت يناديها
جففت دموعها بسرعه وانطلقت إلى الخارج
وهى تردد"نعم..انا هنا"
نظرت إلى أسفل تحاول إخفاء آثار البكاء وإلا تنظر فى وجهه
لكنه ما ان أصبحت أمامه على تلك الحالة
رفع وجهها فورا وهو يقول"ايه اللي حصل
بتعيطي ليه"
نعمه "لا انا مش بعيط ليه بتقول كده"
رافت"انا عارفك كويس قولي مالك"
نعمه: "مفيش حاجه مهمه بس انا ..قصدي
جهاد وحشتني وخايفة عليها"
رافت"انا كمان ووحشتنني ما تخافيش
هتكون كويسة ان شاء الله ..هي دلوقتى
زمانه فى الطيارة "
نعمه"ينفع اكلمها"
رافت"انا معايا رقم صابر بس هنكلمها بكره
ان شاء الله دلوقتى زمانهم فى الطيارة"
ابتسمت بهدوء واستدارت قائله"هحضر الأكل فى ثواني"
بهدوء استدار يزيل جاكيته ويجلس على
الأريكة ويشعر لأول مره ان يطمئن على
ابنته. .ويشعر أن بقدر صداقه صابر
الصادقة سيكون زوج جيد لابنته حتى ولو
لفتره محدودة ..........
...............................................
فى المطار
جلس صابر على أحد المقاعد وهو يهز قدمه
بتوتر شديد بينما هي تجلس صامته
هادئة كالعادة
بينما هو قرر ان يبدأ هو بإزالة
هذا التوتر قائلا
"ممكن اقولك حاجه"
ما زالت تنظر للإمام ولكنها قالت بهدوء وهى
تصوب نظرها فى الفراغ "اتفضل"
فقال صابر مازحا "انتى مملة جدا"
عقدت حاجبيها فى استغراب من صراحته
المفرطة واستدارت بسرعه تنظر إليه
فاكمل بسرعه بعد ان أدرك أن الغضب يسيطر
عليها رويدا رويدا
"مش قصدي ..قصدي انك مش بتتكلمي كتير
وهادئة دايما كده
عكسي تماما انا بحب اتكلم كتير وساعات
كمان مش بفهم معنى اللي انا بقوله بس ما
أقدر أعيش زيك كده صامت طول الوقت
على الأقل اعملى النظام فيبرشن"
وأطلق ضحكه سعيدة على ما قاله
لكنها قاومت بشده ألا تضحك على ما قاله
وما زالت نظراتها ثابته غامضه
أدرك أن الأمر لم يعجبها فقال"آسف "
لكنه ومع ذلك لم يستسلم فهو كان مصر ان
يرى ابتسامتها لأى ثمن ولو صغيره حتى
فقال متنهدا "طيب مفيش باقة حتى مثلا
طيب مفيش اطلب نجمه خمسه خمسه
اسمع كلمه من جهاد وانا هطلب علطول على فكره
لكنها تلك المرة لم تكبح ضحكتها ابدا فبدأت
تضحك ضحكه صافيه انعشت قلبه وكيانه
ومال على اذنها وهو يقول على فكره
ضحكتك حلوه قوى ابقى اضحكي كده
علطول"
ابتسمت بهدوء على كلامه ولكنها لم تتحدث
فقال بصوت عالى"لا بقا احنا مش هنفضل
كده كتير حتى مصطفى كان كده مش
بيكلمنى خالص ..انتى تعرفي فيكم من بعض كتير"
سرعان ما عاد الحزن مره اخرى ليخيم عليها
من كل جانب وهى تتذكر حياتها معه كيف
ستكون ومصطفى يقف فى كل خطوه فى
حياتها حتى فى ابتسامتها
فاكمل صابر"علىصابر" علينا ممكن نبقى
صحاب كويسين "
هذه المرة قالت بسرعه "موافقه بس بشرط"
صابر "أمرى "
جهاد "بلاش نتكلم
عن مصطفى"
لم يتخيل أن للقلب جناحان
لكنه هذه المرة شعر بقلبه يطير ويحلق
'
فى سماء الحب
سماء عشقه لها الكامن فى مكانا ما فى
داخله
وهو يرفض ان يظهره فى صوره حيه
ملموسة هناك جزء من عقله وضميره يؤنبه
لأنها يحب
من هي حبيبه صديقه المقرب
لكنه يحبها منذ زمن والحب لا يعرف الظروف
ولا زمان ولا مكان ولا علاقات اجتماعيه
لكنه سعيد الآن بقبولها صداقته "
.................................
حضر عمرو إلى منزل راويه ليلا ...
وبعد أن أكل الطعام الذى أعدته له خطيبته
طلب منها ان يجلسا سويا يجلسا لوقت
بمفردهما
جلست إلى جانبه بخجل شديد
ولم تمانع أن يمسك يدها لكنه
هذه المرة أراد تجاوز الحدود أكثر فأكثر
فقال
"مش ملاحظه حاجه "
راويه بعفوية "ايه هي؟"
عمرو"بقالنا اكتر من شهرين مخطوبين ولا
مره أخدت منك بوسه"
استغربت بشده من حديثه فهي المرة الأولى
التى تراه بكل تلك الوقاحة فقالت"لسه
بدرى على كده بعد الجواز طبعا "
عمرو "بس بوسه صغيره تصبيره كده لحد الفرح
معقول هستنا سنه ونص علشان بوسه
أمسك بوجهها وأخذ يقترب ببطء حتى كاد
يلتقط شفتيها فى قبله كل غرضها وكل ما
يحركها هو الغرائز البشرية البشعة لدى
عمرو لكنه رفعت يدها بثقه مطلقه لتستقر
صفعتها المدوية على وجهه
نظر إليها بوجه احمر وعيون حمراء وهو
يتنفس بسرعه يكاد يفتك به
ثم .....
( الفصل الثانى عشر)
ـ_ـــــ_ـ_ـــــــــــــــــــــ
نهض عمرو سريعا من مكانه غاضبا مما حدث
كيف فعلت ذلك
من هى كل ترفع يدها عليه بل تجرأت
وضربته لم يفعلها معه أحد من قبل ما بالك
بفتاه صغيره السن لاتفقه شيئا
كان الغضب متمكنا منه فى تلك اللحظات
فصفق الباب خلفه بعنف
ارتدت على اثر الصوت سماح
فهبت من مكانها مسرعه إلى حيث غرفه
ابنتها فوجدتها تغطى وجهها بيدها وتبكى
قلقت عليها فربما حدث شيئا كبير بينهما
اقتربت منها بسرعه وهى تسالها "ايه اللى
حصل يا بنتى"
وعندما اقتربت من سرير ابنتها وجلست عليه
أكملت قائله "وعمرو ماله طالع متعصب كده ليه"
زادت راويه من نحيبها وهى تتذكر الموقف
.انها المره الأولى التى يحدث معها مثل
هذه المواقف وما أبشع هذا الوضع الذى
وضعت نفسها به
راويه كانت تفكر أنها ربما بالغت فى رد
فعلها
ومن ناحيه أخرى هناك أنوثتها التى تخبرها
انها على الدرب الصحيح فهو يستحق ذلك
ولو عاد الوقت بها إلى نفس الموقف لفعلت
نفس الشئ
بثقة كبيره سردت لوالدتها ما حدث بالتفصيل
وهى تترقب اى رد فعل من والدتها ولم
تعتقد ابدا انها قد تكون بهذا الهدوء معها
خاصه بعدمااخبرتها انها المره الأولى التى
يحاول فيها تجاوز حدوده
وضعت سماح يدها على كتف ابنتها بحنو
فهى بالفعل فضلت أن تتعامل مع الموقف
بهدوء بدلا من أن تجعل ابنتها تنفر منه أكثر
انها فتاه بريئه ولا تعرف هكذا أشياء فقالت
بهدوء شديد
كان بمثابة معجزه حيه لدى راويه "خلاص يا
بنتى هو بعد ما يفكر ويهدى هيعرف أنه
غلطان
كان المفروض بس الأول تحذريه مش كده
تروحي ضرباه بالقلم هو راجل برده وما
يرضهاش على نفسه "
لم تعقب راويه بل اندثت فى حضن والدتها
تستكمل نوبه بكاءها والأم تمسح على
ظهرها بحنان بالغ
ليت الحب شئ مادى يستطيع المرء شرائه
بالمال
لو كان كذلك لما تعذب الشعراء فى كتابه
الشعر فى الغزل ولنا سمعنا عن قصص
الحب المستحيلة
او الاسطورية لما وجد دور للشرير وسط
ادوار الفيلم الرومانسى
الحب هو حب ولن تستطيع أن تطلق عليه
شيئا آخر مهما كانت عزيمتك واصرارك
الحب ينبع من القلب
ذلك المنبع الذى لا تستطيع ان تتحكم فيه كما
المصب لهذا النهر المسمى بالحب هو الحب
الأعمى
لا أحد يجبر احد ان يحبه ولا ان يهتم به
وهذا ما لم يفهمه مصطفى ابدا فى حياته
كل ما يعرفه هو أنه يحبها ويريدها له وهى
ماذا تريد
بالطبع تريده كما يريدها وهذا هو الواقع
لديه الواقع الذى يجب ان يتحقق حتى ولو
على حساب ان تصبح زوجه لآخر
لا يهم
الاختبارات دائما يمر بها العشاق لكنه سيصمد للنهايه
بينما فى كندا عندما وصل الزوجان الجديدان
حيث المكان المؤقت الذى سيقيمان به
كانت جهاد صامته كالعاده
حتى بعد ان استطاع صابر ان يضحكها ويسمع
صوتها طوال الرحله
على متن الطائره حيث تحدث معها فى
موضوعات مختلفه ومتباينه غايه التباين فى
تلك الساعات القليله التى قضي صابر فيها
أوقات سعيدة يتمنى أن تستمر للابد معها
لكنه يعرف ان هذا الوضع لن يستمر طويلا
لم يصمت إلا عندما أدرك بالفعل انها عجزت
عن مقاومة النوم أكثر من ذلك
فغفيت على كتفه
وبالرغم من أنه ينم ببنك طوال الليل بالامس
إلا أنه لم يستطع ان يفوت هكذا فرصه
بالنظر إليها وهى نائمه تبدو غايه فى البرأه
لكن عندما استيقظت عادت إلى الوضع الأول
كما كانت..
دخل ببطء خلفها وهو يراها تتفقد المكان
بعيون منبهره
.
فقال"تحبى اطلبلك ايه عشاء من بره "
جهاد"وليه تطلب من بره انا هطبخ هنا "
صا"لا الطبخ خليه بكره لأن مفيش حاجه هنا
ممكن انك تطبخيها بكره إن شاء الله هنزل
اجيب شويه حاجات"
جهاد"براحتك ..بس كان ممكن تطلب برده
شويه خضار وانا هتصرف"
صابر"خلاص ماشى ولا تزعلى"
أمسك بهاتفه وضغط على بضع أرقام بحذر
ليجيب عليه أحد الأشخاص
لقد وجدته يتحدث بلغه غريبه عليها لا تفهم
ماذا يقول وودت لو انها تعرف كيف تتحدث
بأكثر من لغه مثله"
انهى صابر مكالمته الهاتفية ووجدها تنظر له
نظرات غريبه بأول مره يرى أحد يتفحصه
هكذا ويتمعن فيه....
لم تمر سوى بضع دقائق قليله حتى وصل
أحدهم على باب المنزل
فارتدت بسرعه الى الخلف
لكنه قال"ما تخافيش ده "بيبياع
ذهب لكى يفتح الباب
فتح صابر الباب وهو يأخذ الطلبات من شاب
صغير
أخذ منه عده أكياس ثم أخرج بعض المال
يعطيه المال
أغلق الباب مره
اخرى وقال "يلا ابدئى تحضير العشا كله
حاجه كمان انا بحب اقولك اهى أفضل عصير
الفراوله
هل يمزح ام ماذا؟
أخذت الأدوات ودخلت الى المطبخ
المطبخ
فرزت المكونات ثم أوشكت على تقطيع خضار
وجدت يده تلتف حول خصرها ويسحبها بعيد
الموقد الالى