رواية زواج شرطه طلاق البارت الثالث عشر 13 والرابع عشر 14 بقلم علا عبيد







رواية زواج شرطه طلاق

الفصل الثالث عشر 13 والرابع عشر 14

بقلم علا عبيد


( الفصل الثالث عشر )

لم اعد أدرى هل ما أقوم  به ثواب 

هل انا اعد مستغل فقط لأننى أريد ان اجعلها سعيده فى حياتها معى ولن أسمح لها أن تكون حزينه او تبكى طوال  فترة الأربعة اشهر لكن كل ما افعله يكون تلقائي وكلما خططت ان أكون باردا معها أجد العكس ما يحدث 

كانت المفاجأة باديه عليها وانا احيط خصرها بيدى بقوه 

ثم ابتعد عنها وانا اقول"انا آسف بس انتى كنتى قريبه جدا من النار هتحرقى نفسك انا مش مستعجل على الأكل "

كانت تصنع الطعام بكل حب وانا أنتظر ان اتذوق لأول مره طعام من صنع يديها


بعد فتره 

جلست على مقعد السفره وهى تضع الطعام

وأنا الآن أشعر بحماس شديد بأن يكون لى زوجه تعتنى بى وتعد لى طعامى لا استطيع أن اقول بكل حب لأننا ما زلنا لا نعرف بعضنا على الأقل بالنسبه لها 

كان الطعام لذيذ جدا

لقد أعددت لى عصير الفراولة كما طلبت بالاضافه إلى معكرونه ولكن تقديمها للطعام كان بشكل مرتب ومنظم هذه اول الأشياء التى اعرفها عن جهاد عن  قرب

...أردت أن أكسر الصمت لفترة ولو وجيزه فحاولت أن أفتح معها مجال للحديث قائلا "بكره انا هخرج للشغل وهرجع متأخر شويه

تحبى تروحي مكان معين "

لم اعتقد أنه وبمجرد ذكر العمل أمامها ستظن إننى شخص سيئ مثل مصطفى واعمالى غير مشروعه 

من نظره عيونها أدركت بالفعل مخاوفها من التجربه السابقه فاعترضت على تفكيرها قائلا"على فكره احنا صحاب عادى جدا وممكن تسأليني عن اى حاجه وانا هجاوب بصراحه "

ربما كانت تفكر فى شئ ما ولكنها قالت على الفور مردده كلماتى "صحاب"

أكدت لها قائلا "أيوه طبعا من دلوقتى احنا أصحاب "

فقالت"ممكن تحكيلى عن شغلك؟"

صابر"طبعا ..اسمعى بقا انا من ساعة ما كنت صغير كنت بحب  اصمم سيارات ..ولما كبرت كنت عاوز اشتغل فى شركه للسيارات فى مصر وأفضل جنب ماما لأنها ما لهاش غيرى بس ما لقيتش الفرصه 

واشتغلت بره فى الخليج شويه وبعدين استقريت  فى شركه كويسة جدا  فى دبى 

وطبعا ماما مبسوطة طول ما انا مبسوط وكل شهر بيكون فى اجازه ليها هى بس"

ابتسمت جهاد وبدأت تشعر بالراحه فى الحديث معه فاكمل"آسف آسف عارف انك مش بتحبى الكلام الكتير وانا رغيت صح  ..خلاص  انا هسكت خالص "

ضحكت جهاد على طريقته الطفولية فى الحديث وحركاته التلقائية  

لكنها لم تجيب على سؤاله الأول 

فهى ان تستطيع التعامل مع الآخرين إذا خرجت لأحد الأماكن مع انها تتوق لاكتشاف المكان لأنها المره الأولى التى تسافر إلى خارج مصر 

فقال صابر"ايه ما قولتيش تخرجى معايا ولا ايه"

ردت باستغراب"معاك"

صابر"أيوه معايا اكيد "

جهاد "بس انا مش. ."

صابر"خلاص ما فيش بس هتروح سوا السوق بكره نشترى حاجات  ونتفسح شويه ايه رايك"

ردت بهدوء"ماشى "

قامت بعد ان أنهى طعامه لكى تغسل الاطباق 

ثم عادت إلى حيث كانا يجلسان لكنه  كان قد ذهب إلى غرفته كى ينام

جهاد"وانا هنام فين "

ظلت تجلس خارج الغرفه فتره طويله 

لولا الصدفه لكانت ظلت تجلس هكذا حتى الصباح 

لكنه خرج يبحث عن هاتفه وجدها على تلك الحاله 

عقد حاجبيه باستغراب وقال"انتى لسه صاحيه"

جهاد"انا مش عارفه هنام فين"

صابر"فى أوضتك طبعا هناك"

وأشار إلى غرفه بعيده جدا عن غرفته 

وقد كان هذا قصدا حتى يشعرها بالأمان المطلق بعيدا عنه 

جهاد"انا فكرت ان.."

صابر"فاكرنى هنام فى نفس الاوضه"

صمتت بخجل  فتابع "عادى انا معنديش مانع خالص طالما انتى مرتاحه"

ابتسمت براحه ولكن جذب انتباهها كلمه واحده"طالما انتى مرتاحه"

هل هو الشخص الأول الذى يتحدث عنها هى وعن راحتها لا تصدق لكنها الحقيقه 

ربما لا يعرف لكن الشعور الذى يجعلها تشعر له الآن هو شعور غريب تشعر به للمره الأولى 

وهو ما يطلق عليه الاهتمام 

ولكنها قالت بهدوء وهى تتجه نحو غرفتها "لا مفيش داعى تصبح على خير"

أبتسم مقابل ابتسامه صافيه منها يراها تتعود عليه ببطء لكن لا بأس ورد عليها تحيتها 

ووجد هاتفه على الطاوله أمامه فأخذه وذهب إلى غرفته مره اخرى 

...............

عندما ذهب إلى غرفته حاول الاتصال بوالدته ربما للمره ألف او أكثر لكنها مازالت لاتجيب عليه 

هو يعرف أمه حق المعرفه ما ان تصمم على شئ لا تتركه حتى يكون قد نفذ 

وربما تموت فى سبيل هدفها لكنها لن تستسلم 

حاول عده مرات ان يجعلها تفهمه وتتفهم موقفه لكنه كل ما أخبرها به أنه يفعل ذلك لمساعده صديقه الوحيد 

ولو أنه أخبرها بالحقيقة كامله لكان قد زاد حسرتها أضعاف على ابنها المسكين الذى يضحى بالاخضر واليابس لأجل صديق عمره 

لا تعرف أمه اى نوع من الأشخاص دائما كانت تخبره بذلك 

لكنه تعلم هذا الاخلاص والوفاء من والده 

تعلم ان يتعامل مع الآخرين دون أن ينتظر مقابل ودون أن يكون هناك شروط وحدود للتضحية ربمالم يعد هناك أشخاص هكذا فى زمننا هذا لكن هل هو المثال أمامكم 

مثال للتضحيه والصداقة بمعناهاالذى نحتاجه وبشده فى هذا الزمان 

فى زمان أصبحت المصالح هى ما تحكم وجود العلاقات بين الناس ولكن هل حبه ووجوده مع جهاد فتاه احلامه هو الآخر قد تجعله يتحول ويتجه إلى الانانيه

.........................

بينما راويه كانت تضع رأسها على وسادتها بحزن وهى تفكر هل مازال غاضب 

وماذا سيفعل هل سوف يتركها بعد ان جعلها تحبه وتتعلق به 

هذا السؤال كان جوابه 

رنين هاتفه الذى افزعها من تفكيرها 

أدارت رأسها إلى الجانب كى تعرف من المتصل 

لكن سرعان ما وقفت على سريرها عندما عرفت أن المتصل هو عمرو 

أجابت فورا قائله "عمرو حبيبى "

فأجاب بهدوء " راويه ازيك"

راويه"مالك يا عمرو انت لسه زعلان منى 

والله ما كان قصدى انا مش بعترف بكده قبل الجواز وانت .."

عمرو"خلاص يا راويه انا نسيت الموضوع وانتى كمان انسيه "

راويه"ما شى يا عمرو ".

عمرو"ايه رأيك نخرج سوا بكره"

فكرت قليلا خافت ان ترفض فورا فتزيد الأمر سوءا فقالت "ماشى موافقه هقول لماما"

عمرو"مفيش .داعى انا قولتلها وهى وافقت"

راويه "ماشى"

فضلت الصمت فهى لا تريد ان تغضبه مره اخرى 

لم تعتقد انها سوف تتعلق به هكذا وتتوق للحديث معه فى فتره قصيره جدا لكنه بفطره الفتيات الصغار فالسن اللواتي يعجبن بأول شخص يمنحهن  الاهتمام والكلمات الرومانسبه البحته 

بعد مكالمه طالت كثيرا شعرت خلالها أنه يعود كما كان تدريجيا 

فها هو يمطرها بالكلمات المعتادة منه التى تجعلها تحمر خجلا وحبا له 

او لنقول افتتان بكلمات رقيقه تسمعها لأول مره وضعت رأسها على الوساده وتنهدت براحه أغمضت عيناها على أمل ان تحلم باليوم الذى سيجمعها معه 

وسرعان ما كانت تدخل فى نوم عميق 

وعلى وجهها ابتسامه صافية 

..

.....................................

فى صباح يوم جديد على ابطالنا الاربعه 

خرجت جهاد من المرحاض الملحق بغرفتها وهى تجفف وجهها بالمنشفه 

وخصلات  شعرها الطويل المبلل يمتد على طول ظهرها وكانت تلبس مئزرا طويلا واحاطت خصرها بحزامه تربطه ربطا محكما

طرق صابر باب غرفتها فردت قائله بعفويه"ادخل"

دخل صابر وهو يقول"يلا علشان اتاخرنا. ."

ولكن هذا المنظر الفاتن أمامه وهذا الشعر الذى طالما تمنى أن يراه يزحف خلفها وهى تمشى باتجاه السرير لتضع عليه المنشفة 

أدارت رأسها جهته  تستغرب من توقفه عن الحديث 

لكن سرعان ما أدركت من نظراته أنه يتاملها بتفاصيلها 

فقالت"انا .."

هز رأسه بعنف يحاول ان يسيطر على انفعاله .ورغبة ملحه فى ملامسه شعرها الفاتن 

الذى جذب نظره فى ثانيه واحده

صابر"انا آسف ..ما كنتش اعرف "

جهاد"لا عادى حصل خير انا اصلا كنت هخرج "

 لم يكن سعيد بقدر هذه اللحظه من قبل فها هى تزيل الحدود  دون ان يتدخل هو"

فقال وهو يغلق الباب خلفه"هستناكى برا"


خرجت من الغرفه بعد ان استعدت لأول مره تخرج بها معه بل مع اى أحد وكانت سعيده جدا تتمنى أن يمر اليوم على خير والا يحدث شئ يشوب شعورها بالسعاده والراحة معه 

كان  يمشى بجوارها بصمت 

وهو يتذكر ذلك المظهر الصباحي الذى أثاره 

ولكن لم يشعر كيف مر الوقت حتى وجد نفسه يحمل الأغراض التى تشتريها هى وتشير بيدها عليها 

لم تكن تستطيع التعامل مع الآخرين بنفس لغتهم لذلك كان عليه التدخل 

بينما كانت تمشى وهى تنظر حولها 

وصابر كان يمشى خلفها مشغول بتاملها 

اصطدمت بفتاه تقريبا فى نفس سنها

فقالت"انا اسفه"

ردت الأخرى "ولا يهمك"

نظرت جهاد إليها بتدقيق سرعان ما صرخت قائله " غرام "

غرام "جهاد ..جهاد رأفت يا ربى"

احتضان بعضهما بفرحة بالغه 

وكان صابر ينظر باستغراب

انتبهت غرام له  أشارت بعينيها إليه فقالت جهاد "اه ..ده صابر ..جوزى. .وكمان صابر دى غرام صديقة عمرى"

صابر"تشرفنا"

غرام"وانا كمان"

جهاد"بتعملى ايه هنا "

غرام"انا عندى شغل بشتغل هنا انا وجوزى كمان معايا وانتى "

جهاد"كمان صابر عنده شغل هنا ضرورى"

غرام "ايه رأيك نقضى اليوم سوا "

نظرت جهاد إلى صابر بتساؤل هل سيوافق

فقال "ماشى يا جهاد خليكى انتى معاها وانا اتاخرت على شغلى كمان بس  خلينى اوصلكم لمكان محدد علشان اعرف اجى أخدك "

هزت رأيها بسعاده بالغه وهى تشكره 

..........................

بينما كانت تجلس راويه مع عمرو فى أحد المطاعم 

أخبرها عن رغبته ببناء ذكريات كثيره معها فعرض عليها ان يلتقطا بعض الصور لهم معا 

و بالفعل هذا ما حدث  أخذ عده صور التقطها بهاتفه 

وبعد انتهاء يوم حافل بالأحداث بالنسبه لكليهما 

اوصلها عمرو إلى المنزل واتجه بسرعه إلى أقرب استديو للتصوير  

وأعطاه الصور كى يطبعها له .....

........................................

بعد جلوس الصديقتين  باحد المطاعم وكان يوم كله سعاده بالنسبه لجهاد 

كانت تجلس مع صديقتها وزوجها 

عندما جاء صابر كى يصطحبها  

عندما تعرف على. زوج غرام شعر أنه يحب غرام كثيرا 

ذهب الرجلان إلى مكان بعيد عن  جهاد وغرام لاحظ زوج غرام أحمد 

نظرات صابر لجهاد التى تكشف شعوره ورغبته فى ان تكون له وحده وعلى ما يبدو أنه زوج محروم من جمال زوجته التى تكون دائما أمامه ولكنه لا يستطيع لمسها 

فقال احمد"حقق لها كل اللى نفسها فيه"

صابر"عفوا"

احمد"انا شايف انك بتحبها خالص ومتعلق بيها

ونفسك تحس بنفس الشعور اتجاهك  عارف انا عملت ايه علشان اخلى غرام كده ومعلقه بيا 

......

وبتحبنى ومستحيل تسبنى لفيت وراها السبع بحار 

ونفذت كل طلبتها  حتى ولو صغيره "

ابتسم صابر بامتنان وأخذ يفكر  ان هذا الذى يحتاجه لكن الوقت الذى أمامه  قليل 

يحتاج ان يحقق لها جميع امنياتها والصغيرة   قبل الكبيره. 

فهل يمنحه الله الفرصه الأكبر فى حياته؟


( الفصل الرابع عشر )

ـ_ــــ_ــــ_ــــــ_ــــ_ــــــــ

أحبك بالرغم من المسافات التى تفصلنا 

قد تكون بعمق البحار السبع او أكثر 

وقد نحتاج عبور البحار السبع وأكثر كى نصل إلى الملتقى 

ولكن يبقى الحب قويا دائما قادرا على تحمل المصائب والعقبات ...

كان طوال الطريق يفكر ماذا قد يفعل من أجلها. .هل يحضر لها هديه ام ماذا 

ولكنه وأخيرا اهتدى أنه سوف يسألها عن امنيتها كى يحققها لها

ومهما كانت صعوبة ذلك مع أنه يعرف ان فتاه بسيطه مثلها لن يكون طموحها صعب جدا ومعقد كباقي الفتيات فى ان يحضر لها النجوم مثلا انها فتاه عاقله 

سرعان ما عدل عن رأيه ماذا لو فعلت 

ماذا لو طلبت منه فعلا إحضار النجوم 

سيفعل اى شئ آخر يوازي إحضار النجوم 

كان يعبث ويبتسم ويعبث ويبتسم وهى تنظر باستغراب وهى تعقد حاجبيها 

لكنها سالته"هو انت بتفكر فى حاجه"

فقال مجفلا"هاا"

جهاد "لا واضح حاجه مهمه انت مش هنا خالص"

صابر مبتسما"هتعرفى بعدين"

كان ينتظر بحماس كى يسمع منها اى امنيه 

لذلك عندما وصلا إلى المنزل اول شئ فعله ان امسك يدها قبل أن تدخل إلى غرفتها

استدارات ببطء تستغرب تصرفه  فهو غريب منذ التقى بصديقتها وزوجها ...هل يفكر يا ترى فى إجبارها على شئ 

لا إذا كان يظن أن تعامله الجيد لها قد يجعلها تصمت أمام رغباته فهو مخطئ  

لكنها فكرت انها منذ متى تعترض على شئ 

منذ متى وهى تقف أمام أحد وترفض له طلبه لمجرد انها لا تريد 

لذلك أغمضت عيناها باستسلام 

تستعد لأى صدمه لها من نوع آخر لأنها لم تكن تتوقع أن اول شخص يسألها عن رغبتها

يفعل مثل مصطفى فى اول ليله زفاف لهم 

لم يمنحها الأمان الذى تحتاجه ..

لكنه سحبها وقال "عايز اتكلم معاكى فى حاجه مهمه"

لكنها ما زالت تغلق عيناها بإحكام 

الشئ الذى أثار خوفه وقلقه عليها

فقال"انتى كويسه"

هزت رأسها بالإيجاب وما زالت على حالها فقال 

"اتمنى امنيه"

فتحت عيناها بصدمة قائله "ايه"

صابر"اتمنى امنيه"

جهاد"مش فاهمه"

اجلسها على الاريكه 

وجلس على الأرض يقابلها وهو ما زال ممسك بيدها وهى لم تمانع لكن تفكيرها الآن لم يكن فى مقدار قربه منها بل فى ما يقول 

للمره الأولى يخيب ظنها فى شئ ويكون هذا الشئ رائع هكذا فها هو يطلب منها ان تتمنى امنيه لكنها تعرف ان امنيتها لن تتحقق ابدا لا أحد يستطيع ان يعود للماضي ويحقق بها امنيتها

صابر " ايه مش مفهوم بقولك اتمنى امنيه علشان احققهالك بس انا من ساعه كنت عمال أفكر خايف من حاجه"

جهاد"خائف من ايه"

صابر "خايف تطلبى منى ان اجيبلك للنجوم زى ما البنات بتطلب دائما "

كانت الاجابه على تساؤله هى ضحكه ساحره منها طالت لمده طويله فالنسبه  لها الامنيه لا تكون امنيه مستحيلة مثل التى يتحدث هو عنها

قالت وهى تحاول ان تتحكم فى ضحكتها"ايه ده هى دى اسمها امنيه "

صابر "ما اعرفش المهم قولى بسرعه نفسك فى ايه "

ادعت التفكير قليلا ثم قالت"مفيش حاجه انا مش محتاجه حاجه "

ثم تركت يده وقامت تريد الهروب من إصراره. 

لكنه أمسك معصمها قبل أن تتركه قائلا "ارجوكى  اكيد كان نفسك فى حاجه حتى ولو انتى لسه صغيره"

قالت بجديه"انا عارفه ان امنيتى مستحيل تتحقق"

صابر"مفيش حاجه مستحيلة "

جهاد بغضب "لا فى ..وفى كتير كمان 

اكيد كان عندى أمنيات كتيره وانا صغيره 

كان نفسى أعيش طفولتي زى اى طفله فى سنى 

كان نفسى أختار طريقة لبسى بنفسى 

كان نفسى يكون عندى أخت بنت ..كان نفسى يكون عندى ام شخصيتها قويه وتشارك بابا فى قراراته علشان أطلع زيها قويه 

بس انا طلعت ضعيفه ما ليش رأى فى اى حاجه 

كان نفسى  اتعلم"

وهنا وقفت قليلا عن الحديث تحاول ان تمسح دموعها 

فاقترب منها بحنان وهو يزيل دموعها بأنامل مرتجفه متأثرا بلمس وجهها للمره الأولى فاكملت وهى تنظر إلى عينيه:"كانت أكبر امنيه فى حياتى انى اتعلم وبابا سرق ده منى بسهوله 

كمان كان عندى أمنيات مراهقة كتير زى مثلا ان اتجوز عن حب وأن حبيبى يكون اول واخر راجل يلمسنى بس انت وصاحبك  وبابا كمان دمرتوا كل الأحلام دى وحرقتوا حياتى وعمرى ما هاتغير عمرى ما هكون قويه وعندى شخصيه "

ثم قالت وهى تزيح يده عنها"أيوه كل دى كانت أمنيات ومستحيل تتحقق وأصعب كمان من انك تجيب النجوم لحد عندى ها هتحقق ايه ولا ايه وهو قدر تعمل ايه من كل دول ولو قدرت تنفذ واحده فى كتير منهم لا مش هتقدر ياريت تسيب الأربع شهور دول يعدوا بدون مشاكل بينى وبينك"

اندفعت بغضب وهى تركض إلى غرفتها 

بينما هو ما زال واقف لم يتحرك من صدمته 

هل كانت تخفى كل هذا الألم عنه و لا تستطيع اى إنسان تحمل هذا الشعور باليأس 

وتقول عن نفسها ضعيفه إذا من هو القوى  هل هو القوى 

انها تمتلك من القوه ما ليس لدى الرجال 

انها قد تكون أقوى إمرأه فى العالم  قابلها فى حياته 

لذلك هو ما زال مصمم ان يحقق على الأقل معظم أحلامها امنياتها 

وسيبدأ بأكبر أحلامها وهو التعليم 

حسنا فلنبدأ إذا 

لقد أمضى الليله كلها يضغط على أزرار جهاز الكمبيوتر المحمول 

امضى الليل كله يبحث ويبحث عن الحل المناسب دى يجعلها تكمل تعليمها 

عندما خرج من غرفته صباحا وهو يبحث عنها 

وجدها  تقف فى المطبخ الواسع. لكى تحضر الإفطار. اقترب منها يبطء وقال"ممكن اتكلم معاكى "

لكنه لم تجيب

فاكمل"عارف انك زعلانه منى بس انا حابب اصلح غلطى ممكن تسمحيلى"

جهاد"يفضل نقفل الموضوع خالص   "

صابر "انا هحققلك معظم أمنياتك صحيح مش  نفس العدد بس ربنا يقدرنى يدينى القوه انى احققلك أهم وأجمل الأمنيات "

جهاد"يعنى ايه"

صابر"ممكن تيجى معايا ثوانى"

قال ذلك وهو يشير إلى غرفه المعيشه بيده

خرج وسرعان ما لحقت به وهى تنظر إلى الفوضى التى أحدثها والعديد من الأوراق تحيط به 

أمسك بهاتفه ثم فتح بعض الملفات وقال"بسى انا دورت كتير عن الحل المناسب ليكى علشان ترجعى لتعليمك و .."

جهاد"و.."

صابر"لقيت ان الحل هو  واحد من اتنين أما ترجعى تدرسى ثانويه عامه تانى وبعدين كليه ..وأما تدخلى الجامعه المفتوحه"

جهاد"جامعه ..مفتوحه"

صابر "أيوه بس ده هيكون الحل الأصعب "

جهاد"بس انا ما اعرفش حاجه عن الجامعه وأى حاجه من دى "

صابر "بسى الجامعه المفتوحه دى حل كويس بس صعب ازاى بقا انت هتحددى مجال معين تتدخلى فيه وتدرسيه وبعدين هتروحى الجامعه اسالى عن المواد المطلوبه منك والشهادات واللغات المطلوبه وبعدين تنفذى كل ده تتدخلى اختبار قبول للجامعه ولو نجحتى تقدرى تدخلى الكليه اللى نفسك فيها .الكلام ده لسه جديد فى مصر بس موجود فى دول كتير برا من زمان زى امريكا مثلا وإنجلترا 

وأنا بصراحه أفضل انك تدخلى جامعه مفتوحه افضل "

جهاد"انا مش فاهمه بتعمل كل ده ليه"

صابر "المهم توافقي ويكون عندك عزيمه قويه وأظن أن ده حلمك وربنا منحك فرصه جديده ما تضيعيهاش"

جهاد"هفكر"

................................................

فى مكان آخر كان هذا اليوم هو يوم عيد ميلادها وهى لم تحتفل مثل هذا الاحتفال العظيم من قبل 

كانت راويه متشوق لكى تفتح هديه عمرو 

خاصه بعد مرور الشهر الأول على خطوبتهم 

فهل تكون او هديه لها جميل مثل هذه الأشعار التى تقرأها عن الحب 

أمسكت بهديته المغلفة بشكل جميل ورومانسى وكان غلافها باللون المفضل لديها وهو البنفسج 

 أزالت الغلاف لكى تجد صورتهم هى وهو 

وهم يجلسون على شاطئ البحر تذكرت عندما خرج سويا ذلك اليوم  وأخبرته بامنيتها بأن يبقى هذا اليوم خالدا فى ذاكرتها 

وبالفعل تلك الصوره كانت الشاهد وكلما نظرت إليها سوف تتذكر 

وكان بجانب صورتهم قلب من اللون الاحمر وبجانبه رساله مليئة بالاشعار لها هى وحدها


بالفعل فالأمر الآن بالنسبه لها أصلح يستحق أن تتخلى عن التعليم من أجل حياه أفضل مع زوج المستقبل



الفصل الخامس عشر والسادس عشر من هنا 

        لقراءة جميع حلقات الرواية من هنا 

           

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة