
رواية مجرد خيانة
الفصل التاسع والعشرون 29
بقلم رحمات صالح
الساعة 10 صباحا ...
نادية و زهراء مشو القسم بدون ما زهراء تقول ليها أي شي .. و لمن وصلو زهراء أصرت إنها تدخل براها ..... نادية انتظرتها برة و بعد نص ساعة جاتها طالعة .... ركبت معاها في العربية بدون ماتجاوب على أي سؤال كانت بتسألو ليها نادية .....
وصلو الأستديو .. و نادية دخلتها معاها مكتب و قفلت الباب .. وقعدت و قالت (زهراء ركزي معاي .. عاوزة أذكرك إنك حاليا متزوجة و الوضع مختلف عن أول .. زمان كنت واقفة معاك باعتبارك وحيدة وماعندك ضهر و كنت عاوزة أخليك تعرضي حكايتك للمجتمع عشان الظلم الوقع عليك ما يتكرر .. لكن حاليا .. انتي عندك زول مسؤول منك و كل شي بيأذيك بيأذيهو .. و يمكن ظهورك في البرنامج و حكايتك دي ما ترضيهو)
زهراء ابتسمت وقالت باستهتار (انا كنت فاكرة زيك كده ههه بس للأسف ، نصري ده أكبر مصيبة على وجه الأرض .. والمصايب كلها منو)
نادية استغربت .. مع انها ما بترتاح ليهو بس ما شايفة شي يخلي زهرا تقول كده .. (ليه يا زهراء ؟ عمل ليك شنو هو)
زهراء خلفت رجلها و قالت (أنا ما عندي بيهو شغلة .. أنا عاوزة أدمر وليد .. أي شي ممكن يكون سبب في نهايتو حأعملو .. حتى لو كان على حساب سمعتي)
نادية قالت بعد ما فكرت شوية (يبقى انتي عاوزة تستغليني .. صح؟)
زهراء (مش انتي بتساعدي المظلومين ؟ أنا مظلومة ...)
نادية (طيب أنا بساعدك .. بس انتي كلميني بكل شي )
زهراء (وليد كان خاطب بت .. و نصري أخدها منو .. وليد جن جنونو .. و بقى يفتش على بيت نصري .. لغاية ما لقاهو .. و اقتحم البيت و هو سكران ونصري مافي ... لقاني أنا ... و عرفني ..وحكى لي كل شي وهو ماواعي بنفسو وطلع)
نادية (انتي بتحلمي .. ده أكيد كابوس لا يمكن يكون حقيقة)
زهراء (لا حقيقة .. ده كلو حصل)
نادية (بالعقل كده .. نصري لقى خطيبة وليد وين ، و ليه ياخدها منو؟) و سرحت وقالت (الا لووو .....)
زهراء فهمتها (لا ما أظن نصري يعمل كده عشاني .. شكلها مجرد صدفة)
نادية قالت (انا ما مصدقة القصة دي)
زهراء قالت (ولا أنا ما كنت حأصدق لو ماشفتو بعيني و اتكلمت معاهو .. .. كلهم .. كلهم كده .. نصري وليد كلهم مقرفين مجرمين)
نادية (زهراء .. معليش أعفيني من القصة دي صعب أعرضها في البرنامج)
زهراء دموعها اتملت دموع و قالت (فاكراني بكذب ؟) و وقفت وقالت (طيب كتر خيرك .. مع السلامة)
نادية (لا يازهراء ما كده بس برنامجي حساس و المشاهد كمان حساس تجاه أي قصة يحس بيها ما واقعية ، و ممكن لو عرضت قصة زي دي الناس ماتصدق الصدف دي و برنامجي يفقد المصداقية و أخسر جماهيري .. فاهماني يا زهراء)
زهراء بحزن (فاهماك يا نادية .. لكن حقي ما بسيبو .. و حاخدو من رجال الدنيا كلهم .. أولهم وليد و نصري)
نادية حاولت تهديها (نصري ماعمل ليك شي .. بالعكس كان معاك رااجل ووقف معاك وقفة رجال)
زهراء قالت (نصري عمرو ما حيكون معاي راجل .. ماخدني خدامة .. تصدقي يوم عرسي خلاني أغسل و اكوي ههه ...)
نادية (إنتي بس متوترة شوية بسبب وليد .. امشي ارتاحي وخلي التفكير)
زهراء طلعت وهي بالها أبدا مافي كلام نادية ..
......
..
هناك نصري صحى من النوم و عاين للساعة .. و قام مخلوع و دخل استحمى و لبس بسرعة و شال شنطة صغيرة .. و قبل ما يطلع لؤي وقفو (على وين)
قال بإختصار (شغل)
لؤي (و قمر ؟ عندها معاك موعد حسي)
نصري قال بحدة (أنا عندي موعد أهم منها)
قبل ما يتحرك أمين قال (لحظة يانصري .. نحن لازم نفهم .. انت بتطلع شايل شنطة و بتجي شايل ورق و نحن مافاهمين شي و لا عارفنك بتعمل في شنو و لا عارفين دورنا شنو في الموضوع ده كلو .. و قمر دي قصتها شنو ... و في شنو بيناتكم يخليها تعاملك كده و انت تسكت ليها مع انك ما بتسمح لي بت بي معاملة زي دي ...)
نصري قال (قمر مصلحة .. أو نقول مهمة محددة .. بمجرد ما تنتهي حأوريها الوش التاني .. وبالنسبة للشغل دي رغبة جلال انو يفضل في الكتمان .. و مهمتكم حتعرفوها في وقتها)
أمين قال (و نحن ما بنرضى بي حاجة زي دي .. و الفموض الانت فيهو ده ما بنفع معانا)
نصري عاين للساعة تاني و قال (أمين .. زح لي كده بالله) ومشى وقفل باب الجناح وراهو ...
لؤي موبايلو رن .. بقى ينادي (ياااااا جن انت ماشي وين خليتني للبت البتضرب دي ... ياااخ دي أقول ليها شنو)
فتح الخط و قال (اي يا قمر .. نصري ده طلع حسي و انا ما.....)
قاطعتو و قالت (لا انا ماعاوزة نصري .. عاوزاك انت .. تعالي لي في مول//// منتظراك يلا بااااي)
قفلت الخط و لؤي عاين للشاشة وهو ما فاهم البت دي عاوزة شنو منو ... و طوالي قام و بدا يلبس .. و طلع مشى ليها في المول .....
قمر أول ما شافتو جاي عليها .. مشت عليهو وهي مبتسمة و قالت (لؤي .. ليه اتأخرت علي كده .. بس يلا مامشكلة المهم إننا نستمتع بباقي يومنا)
لؤي اتوتر منها وقال بقلق (و .. و وين جوليا)
أشرت وقالت (هناك .. عندها لفة ، و حنقابلها بعدين .. يلا)
لؤي بقى ماشي وراها وهو ماعارف يتصرف .. و شوية شوية لقى نفسو انسجم معاها في المشتريات حقتها و التصاميم البتجمع فيها .... و كل ما يتعبو بدخلو كافي يشربو شي و يقعدو شوية و يواصلو .. لغاية المسا .....
.....
نصري رجع الفندق بالمسا .. كان شايل صندوق و مدخلو في كيس .. و جا قعد و بقى ينادي .. جاهو مصطفى و بعدو أمين .. طلع الصندوق من الكيس و قبل ما يفتحو سأل (وين لؤي)
أمين قال (مع قمر)
نصري ظهر الضيق على وشو وقال (من الصباح ؟)
أمين هز راسو (أيوة من الصباح)
في اللحظة دي إتفتح الباب و دخل لؤي وهو مبتسم .. و شايل في يدو اكياس .. وقال (مسا الخير على احلى شباب)
نصري قال (ماشاءالله كمان جاي مبسوط .. و ده شنو الشايلو في إيدك)
لؤي رفع الكيس وقال (شوية هدايا للأهل في السودان)
نصري عاين ليهو مسااافة وقال بحدة (بقروش قمر صاح ؟ و بعدين ممكن أعرف بتعمل معاها شنو من الصباح؟)
لؤي قال (ما عندي خيار تاني ..إنت أخلفت مواعيدك معاها ..)
نصري انتبه لي نفسو و قال وهو بتصنع انو اتجاهل الموضوع (طيب تعال أقعد هنا)
لؤي قعد .. و نصري خت الصندوق في التربيزة الكانت في نصهم .. وقال (قبيل قلتو دايرين تعرفو مهمتكم شنو .. الصندوق ده محتوياتو قيمتها ملايين الدولارات .. مفروض نوصلو سالم و كامل.. لو العملية نجحت .. كل واحد فيكم حيكسب ملايين .. و الأهم .. اني حأقدر أقنع جلال يدخلكم معاي في العملية الكبيرة الحتكسبكم مليارات و ممكن تعيشو بعدها ملوك)
أمين قال (العملية الكبيرة عبارة عن شنو)
نصري (حاليا ما مسموح لي أتكلم عنها .. بس شدو حيلكم معاي .. انتو أخواني و عايز أكسبكم)
سمع صوت رسالة .. و قبل ما يفتحها اتكرر الصوت كتيير .. استغرب دي شنو الرسائل الكتيرة دي .. طلع الموبايل من جيبو و فتح الواتساب .. لقى 20 صورة .. كلها من قمر ........... فتحهم وحدة وحدة ... و ضغط بي كفو على الموبايل بغضب .. و عاين لي أمين بحدة .... وهو بحاول يتحكم في أنفاسو العلت فجأة من الغضب ...............
....
...
(أستاذة نادية .. جاهزة ؟)
نادية شدت ضهرها و صلحت قعدتها و اتأكدت من المايك .. و قالت (يلا على بركة الله)
(المشاهدين الأعزاء متابعي برنامج بقعة ضو .. مرحب بيكم من جديد في حلقة جديدة من البرنامج .. و قضية جديدة من القضايا المجتمعية المسكوت عنها ... الليلة حنفتح ملف جديد .. و حنسلط الضو على قضية حساسة جدا .. و حساسيتها تكمن في إنو الكل مشارك فيها بدون ما يشعر .. كتير من الأمهات والأباء بتمنو لأبناءهم أوضاع معيشية مرتفعة .. كتير من الزوجات بطالبو أزواجهم بأشياء معينة قد تفوق قدراتهم المالية .. كل شاب عشان يقدر يتزوج يفتح بيت محتاج نقلة مالية ضخمة .. بصورة عامة متطلباتنا الحياتية بقت أضخم من قدراتنا المادية .. كل الأشياء دي دفعت بعض الشباب إنهم يسلكو طرق ملتوية للأسف .. و نحن اليوم حنبدا موسم جديد من برنامجنا في مجموعة من الحلقات .. و حنسلط فيها بقعة ضو على : قضية التكسب غير المشروع للشاب السوداني)