رواية مجرد خيانة الفصل الثاني 2 بقلم رحمات صالح

رواية مجرد خيانة

الفصل الثاني 2

بقلم رحمات صالح

مد يدو في الضلام اتحسس مكان سلكة باب الشارع .. جرا السلكة لقاها مفكوكة .. رفس برجلو في الأرض لأنو اتوقع المصير الراجيهو .. طلع موبايلو و رن على رقم .. لقاهو مقفول .. استسلم للحل الوحيد إنو يدق الباب ...

(ماشاءالله منور ياخ .. الساعة كم في إيدك)

(يابوي والله أنا ... )

(ما تقعد تتحلف لي كتير .. الساعة كم؟)

(وحدة وربع)

(وأنا قلت الباب ده يتقفل كم؟)

(يابا أنا طلعت مع أصحابي و ... )

(أنا ما منعتك تطلع مع أصحابك الصايعين ديل .. لكن قلت 12 تكون جوة البيت ... ولد صايع .. عاطل .. ما منك فايدة .. )

و دخل و خلا ليهو الباب مفتوح ... نصري دخل بزهج و قفل الباب وراهو .. مشى على سرير أمو الفي الحوش ووقف جنبها لقاها متغطية بتوبها و نايمة بعمق .. قعد في الأرض على رجلينو قريب من راسها .. و ربت على كتفها و هو بقول (يمة .. يمة قومي اتعشي)

فتحت عيونها المجعدة بصعوبة و قالت (نصر يا ولدي أنا اتعش....) وقبل ما تتم كلامها قاطعها صوت أبوهو و هو بقول :

(ماشاءالله .. كمان ... !! جبت الأكل ده كلو من وين يا ولد؟ أكيد بقروش حرام ... قوم لمو من هنا أمك عمرها ما أكلت لقمة حرام )

وقف على طولو وهو قابض كفو من الغضب و بمنع نفسو من الانفعال .. 

أمو اتصلحت من رقدتها .. قعدت وقالت (يا حاج استهدى بالله ولدك ما بجيب شي بالحرام .. تعال أكل ليك لقمة معاي و طيب خاطر الولد)

(صحن الفول الجابو ناجي قبيل .. احسن الف مرة من ..... استغفر الله بس)

نصر الدين ماقدر يتحمل أكتر .. خت قدامها الكيس الكان فيهو العصاير و دخل الغرفة غير هدومو و طلع رقد في البرندة على سريرو الكان جنب سرير أخوهو الأصغر منو ناجي ....

ناجي اتقلب بحركة أخوهو .. و فتح عيونو و قال (نصري .. جيت؟)

(أيوة .. واتصلت عشان تفتح لي الباب لقيت تلفونك مقفول .. المهم ... انت اتعشيت ؟ و لا كالعادة ؟)

(ما كده يانصري لكن ما كان عندي نفس)

(عارفك بتقدم أمي و أبوي على نفسك ... قوم أكل ليك لقمة أنا جبت عشا)

و بدون تردد ناجي قام و اللهفة سابقاهو .. و نصري رقد على ضهرو وخت يدو على جبينو استعداد للنوم .. لكن فجأة اتذكر وقال (أخخخخخ نسيتها)

رفع موبايلو .. لقى 3 مكالمات و 7 رسائل .. كلهم من قمر .... فتح رسالة جديدة و كتب {قمري حبيبتي أنا آسف إنشغلت مع الوالدة}

جاهو الرد في أقل من دقيقة {طمنني على ماما .. قلقت عليها كتير}

{إطمني ياعمري مامتك كويسة .. يلا أنا هلكااان بالتعب .. نتلاقى 8 عشان أرجع ليك العربية .. تصبحي على خير}

{لا خليها معاك يمكن ماما تتعب تاني .. و إنت من أهلو حبيبي}

....

(صباح الخير يا خال .. إنت ناديتني)

(أيوة يا زهرا تعالي أقعدي)

(خير)

(أنا يا زهرا ما بفرزك من منى بتي .. و أنا عندي نظام معين بمشي في البيت ده .. الناس لازم تشتغل و أي واحد يشيل نفسو بنفسو، عشان كده دايرك تشدي حيلك و تلقي ليك شغل سريع)

اتضايقت و فكرت تدخل جوة تشيل شنطتها و ترجع البلد ، لكن اتذكرت أمها و أخوانها الصغار الأيتام الكانت بالنسبة ليهم الأخت الكبيرة و الأخ و الأب و كل شي .. وعشانهم فارقت بيتها وبلدها عشان تفتش ليهم لقمة عيش ياكلوها ... ردت بأدب (حاضر يا خال .. من دربي ده طالعة أفتش) 

(أقيفي يا زهرا)

اتلفتت هي وخالها على منى الكانت طلعت من جوة و هي في قمة أناقتها و ريحة عطرها سابقاها ... 

(اقعدي يازهرا أنا عندي إقتراح مناسب معاك .. بعد إذن أبوي طبعا)

زهرا قعدت .. و منى قالت (طبعا إنتي عارفة إنو الصيدلية شراكة بيني و بين أبوي .. و حاليا جاتني منحة للدكتوراه و حأسافر في الأيام الجاية ... و بدل ما أجيب زول غريب إنتي أولى .. الصيدلي حيكون متواجد معاك عشان دي شروط وزارة الصحة .. و إنتي استفيدي من وجودو معاك و إتعلمي منو) و وجهت الكلام لأبوها و قالت (رايك شنو يابابا؟)

أبوها باين من تعابير وشو إنو الكلام ما عجبو .. لكن قال على مضض (نختها تحت التجربة أسبوعين ... و لو ما نجحت ده شغل ما فيهو مجاملة)

ردت بكبرياء (ياجماعة أعفوني .. أنا أصلا ما بقدر على شغل الصيدلية ده)

منى خلفت رجلها و صلحت نضارتها الطبية و قالت بأسلوب فلسفي (بالعكس .. أنا أعتقد إنك بتتمتعي بعقلية تجارية كبيرة .. و بتتعلمي سريع .. و حتنجحي جدا في الشغل ده)

زهراء بتردد (تفتكري؟)

منى (أكيد .. قولي خير)

.......

..

وقفت قدام المرايا للمرة الخامسة و صلحت طرحتها الحمراء المشغولة باللون الأسود على الفستان الشفون الأسود .. و شالت شنطتها الحمراء .. و اتصلت على رقمو الحافظاهو 

(ألووو نصوري .. أنا طالعة حبيبي ألاقيك وين؟)

رد وهو بحاول يقوي صوتو عشان يخفي آثار النوم (أنا ... أنا .. جاي عليك .. إنتظريني في الكوفي شوب)

نزلت بحماس طفولي و قبل ما تطلع من باب الصالة الرئيسية سمعت أبوها بناديها (قمر .. أقيفي)

مشت عليهو بابتسامتها البريئة و باست جبينو و قالت (صباح الخير يا أحلى بابا في الدنيا)

رد بقلق و اختصار (صباح النور)

قالت بعد ماقعدت جنبو (أخبار الشغل شنو؟)

رد وهو بتجاهل سؤالها (قمر .. أنا ماشي المطار ...)

عاينت ليهو بعيون خالية من أي تعبير و قالت (مسافر؟)

رد (لأ)

وقفت على طولها و قالت (بابا عن إذنك .. أنا مستعجلة) 

وطلعت قبل ما تسمع منو أي رد .....

......

في الكوفي شوب ...

دخل وهو بتلفت .. شافها قاعدة في أبعد طاولة .. مشى عليها بابتسامتو المميزة و قال (أحلى صباح لأحلى قمورة في الدن.........) قطع كلامو و قال بخلعة (مالا حبيبتي بتبكي في شنو)

شهقت و زادت بكى ... قرب الكرسي منها وقعد و مسك كفة إيدها وقال (في شنو ياقمر)

ردت بصعوبة (ال.. ال... المرة ..)

قال بتفهم (المرة جاية خلاص؟)

(حاسة إني حموت يا نصري ما قادرة قلبي حيتشق نصين)

(يا قمر .. إنتي بت كبيرة وواعية .. و الموضوع ده لازم تتفهميهو)

سحبت يدها من يدو وقالت بأسلوب حاد (أتفهم؟؟؟؟!! أتفهم شنو يا نصر الدين؟ إنت فاهم يعني شنو أبوك يسافر و يجي يقول ليك أنا إتزوجت .. و المرة جاية قريب و حتعيش معاكم؟ )

حاول يداري زهجو منها و يطول بالو لكن ظهر ضيقو و هو بقول (إنتي ما طفلة .. و عارفة إنو أي راجل مهما كانت سنو محتاج أنثى في حياتو)

شهقت و قالت باستنكار (نصررررر ده كلام شنوووو)

(دي الحقيقة)

(يعني نحن لو إتزوجنا و جبنا أولاد .. و أنا مت .. حتجيب لأولادك أم غيري؟)

نصري فاض بيهو من تفكيرها الطفولي الساذج .. قال بزهج (براك قلتيها .. أم .. يعني أبوك جاب ليكم أمممم افهمي ياخ)

رجعت تبكي وقالت بدلع (أنا جد مصدومة فيك ... كنت قايلاك مختلف)

(مافي راجل مختلف يابت الناس)

عاينت ليهو بحدة و قالت من بين دموعها (نصر سيبني في حالي أحسن)

وقف على طولو و طلع مفتاح العربية من جيبو .. و ختاهو قدامها و قال (أحسن أريحك و أختفي من حياتك بالمرة .... مع السلامة)...



                 الفصل الثالث من هنا 

   لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة