
رواية مجرد خيانة
الفصل السابع 7
بقلم رحمات صالح
إتكلت بإيدينها الإتنين على الطاولة الصغيرة في الكافي .. و هي بتتأمل نصري بإعجاب وهو ماشي يراجع الطلبات .. إبتسمت لأنها حاسة بنفسها مالكة الدنيا وهي معاهو، و هو أول حب في حياتها و أول زول تتمنى تعيش معاهو باقي عمرها رغم الفروقات الكبيرة بيناتهم ... قالت لنفسها بهمس مسموع (ياربي تخليهو لي و تجعلو من نصيبي يارب)
نورت شاشة تلفونو قدامها .. عاينت بفضول لقتو رقم غريب ... لأول مرة تحس إنها مفروض ترد على المكالمة دي و تقتحم خصوصياتو ... و فعلا ... ردت بدون ما تعرف شنو الخلاها تعمل كده و بدون ماتفكر في العواقب ....
(ألو ... ألو ...)
(آ.. آ... معليش شكلي ضربت رقم غلط)
قمر قالت بسرعة (أقيفي .. إنتي عايزة منو)
(صاحب الرقم العايزاهو ولد .. عشان كده بعتذر)
قمر العبرة خنقتها وقالت بصوت مكتوم (إنتي منو؟)
الرد الوصلها كان عبارة عن صوت نهاية المكالمة ... حاولت تحفظ الرقم قبل ما الشاشة تضلم لأنو التلفون مقفول برقم سري .. و فعلا حفظتو ..
(قمر ... عايزة شي من تلفوني ده؟)
رمت التلفون على الطاولة و قالت (لأ .. في وحدة ضربت ليك .. ابقى أرجع ليها)
قال بزعل (وإنت بتردي ليه ؟)
(لأنك قبل شوية قلت نحن روح وحدة في جسدين)
ضرب الطاولة بغضب وقال (ده ما مبرر يخليك تردي على مكالماتي)
وقفت على طولها و شالت شنطتها و قالت (آسفة .. أول و آخر مرة .. و خلي حبيبتك التانية تنفعك .. سلام يا نصري) و طلعت من المكان بسرعة ... و هو قعد في الكرسي عايز يشوف دي منو في البنات البعرفهم ... و فجأة ... إتذكر .. السفر .. الشغل .. الجوازات .. القروش .. الأحلام المبنية على القروش الحيشيلها منها ....
قام بسرعة و جرى وراها و قال (قمر ... قمر أقيفي)
وقفت وإتلفتت عليهو و الدموع مالية عيونها وخدودها
قال بصوت حنون (مافي قمر ببكي)
قالت (ومافي قمر بتخان)
(أحلف ليك بشنو ياحبيبتي إني عمري ماخنتك و لا فكرت أخونك .. في زول معاهو قمر و يفكر في غيرها .. إلا يكون كلب وبن ستين كلب)
قالت بدلع طفولي (لو سمحت باباك باباي أنا و ما كلب)
قال (يعني أنا كلب ؟ طيييب مقبولة منك ياجميل)
نزلت راسها و قالت بزعل (ممكن أعرف دي منو؟)
(تعالي نقعد أول)
.......
زهراء ختت تلفونها بحيرة .. وهي بتسأل نفسها .. يكون الزول كتب ليها رقمو غلط و لا الحصل شنو ؟ قبل ما تسرح بتفكيرها جا داخل واحد شافتو أمس ... و قال (سلام)
عاينت ليهو بإشمئزاز من هيئتو و طريقة لبسو و طريقة كلامو و حلاقة شعرو .. و ردت (وعليكم السلام)
قال (الزول الكان هنا وين؟)
(طلع .. عايز شي؟)
حك راسو كأنو بفكر و قال بصوت منخفض (عايز الدوا أبو قوسين)
أخفت إستغرابها الشديد و قالت بصورة عادية (عندك ليهو ورقة أو صندوق فاضي؟ لأني بصراحة جديدة هنا)
قرب منها وقال (كبتاجون)
مثلت إنها فاهمة و قالت (آه .. لحظة)
ووقفت قدام الرفوف بحيرة و بقت ماعارفة تبدا من وين .... لكنو أنقذها وقال (تحت يادكتورة)
إتذكرت الدولاب الصغير .. فتحتو و لقت صناديق متشابهة كلها بتحمل نفس الإسم (كبتاجون)
طلعت واحد و قالت (معليش ما حأقدر أبيعو لأنو ما مسعر)
قال بنهرة خوفتها (كيف الكلام ده)
إتماسكت قوتها و قالت (معليش .. تعال وقت تاني)
دخل يدو في جيبو و طلع مبلغ ختاهو قدامها .. و إتلفت وراهو .. و براحة دخل يدو في حزام بنطلو وسحب شي .. و بحركة مفاجئة مسكها من كتفها و أشر بسكين صغير على وشها و قال (مابجي وقت تاني ........)
.........
..
في الكافي
(والله والله ياحبيبتي مابعرفها أعدم شبابي لو كنت بعرفها)
(طيب هي كيف عرفت إنو صاحب التلفون ولد)
قال (يمكن بتعرفني بس أنا ماعرفت الرقم ده)
كتفت يدينها و قالت بعناد (أرجع ليها و أفتح الإسبيكر و نشوف دي منو)
إتمالك نفسو عشان مصلحتو المعاها و قال (ما كنت قايلك ما بتثقي فيني كده)
قالت بإصرار (نصررررري .. لو ما ضربت ليها قدامي أنا بمشي و تاني ما بتشوف وشي)
إتأفف و قال ليها بضجر (عنيدة) و فتح التلفون و إتصل في الرقم و فتح الإسبيكر ... و أول ما الخط إتفتح قالت (ألحقني .. كان حيموتني)
.....
...
بعد ساعة و نص
نزل من المواصلات و دخل الحلة و الإحباط ظاهر في مشيتو ... إتلفت يمينو على صوت بناديهو (نصررر .. نصر)
قال بزهج (عايزة شنو ياسحر)
فتحت الباب أكبر و قالت (تعال دقيقة)
مشى عليها و قال وهو واقف برة البيت (سريع... انا قافلة معاي والله)
قالت (إنت دايما دي حالتك... المهم أنا عايزة أستشيرك في موضوع بخصني)
(يعني ما لقيتي أي زول غيري ولاشنو )
قالت بضيق (أووووف منك .. إنت عارف ماعندي أخوان و أنا محتاجة راي ولد)
ضحك و قال (و إنتي بت؟)
زعلت حقيقي و قالت (خلاص أمشي)
شعر إنو إتمادى معاها .. قال (طيب سامعك)
صلحت توبها على راسها و قالت بإحراج (في واحد كده ......)
فاجأها بضحكة خلتها تقطع كلامها (هههههههااااااا و الله كبرنا و بقينا نتخطب ... كملي)
قالت بجدية (تصدق غلطانة إني إعتبرتك أخو و كلمتك)
(إنتي لسه ماقلتي شي هههههه آسف يلا كملي)
بدون ما ترد قفلت الباب بعنف ... و هو ما إهتم كتير و مشى بعد ما كان مزاجو إتعدل كتير ...
......
....
(لو سمحت يا وليد .. ماتحاول تقنعني ... أنا مستحيل أواصل في الشغل ده بعد الحصل لي)
قال بأسلوب هادي (إنتي حاليا أمشي البيت و إرتاحي .. و بعدين أبقي فكري فيها ....)
(أفكر ؟ بقول ليك كان حيضبحني)
قال بزهج (ياخ ماتبقي عبيطة .. يضبحك ليه .. إنتي لو إتعاونتي معانا كلو بمشي معاك تمام .. و نحن مابنعمل شي غلط و الأدوية دي حقتي أنا)
سكتت شوية و سألت نفسها ليه وليد ده مصر عليها كده؟ و ليه ما خايف إنها تكلم بت خالها صحبة الصيدلية ؟ و ليه الزبون جا سألها من الدوا بوضوح بعد ما سأل من وليد ؟ و أهم سؤال خطر ببالها : أبو قوسين ده أصلا عبارة عن شنو؟!...