رواية مجرد خيانة الفصل التاسع عشر 19بقلم رحمات صالح

رواية مجرد خيانة

الفصل التاسع عشر 19

بقلم رحمات صالح

قمر كانت بتعاين لي أبوها الكان خاتي يدو في راسو .. و راجع براسو على ضهر الكنبة و مغمض .. كانت فاكرة إنو ما سمعها .... و سكتت .. لكنو فجأة رفع راسو و قال (بتعرفيهو من وين ؟ و من متين؟)

قمر إبتسمت بفرح لأنو أبوها بدا يتجاوب في الموضوع و قالت (أنا حأحكي ليك كل شي)

رد عليها (قمر .. أنا مرهق .. خلي التفاصيل دي بكرة ....)

قامت من كرسيها و قعدت جنبو في الكنبة و ختت يدها في راسو و قال (بابا .. إنت عيان؟)

هز راسو بالنفي ... وهي قالت (طيب عندك مشكلة في الشغل و لا شي؟)

رفع راسو وقال(سارة ... سابت البيت من كم يوم و قالت عايزة تسكن براها ... بدون أي سبب)

قمر إرتبكت و اتفاجأت كمان إنو سارة ما كلمت أبوها بالحصل ... وقالت (من حقها)

(قمر ما تبقي أنانية .. أنا عارفك ما عايزاها ترجع .. بس فكري فيني أنا .. كده حأكون مجهجه بين البيتين .. و أنا مافاضي .. و كمان حأقلق عليكم .. و أصلا البيت هنا كبير جدا .. أنا ماعارف سارة دي بتفكر في شنو)

قمر حست بنزاع جواها بين رغبتها و بين شعور أبوها خاصة انها شافتو مهموم بسبب الموضوع ده .. عصرت على نفسها و قالت (وديني ليها .. أنا بتكلم معاها و بقنعها ترجع هنا)

قال بيأس (ما حتسمع منك ..)

قالت (خليها علي .. وعد أرجعها البيت)

شال التلفون و ضرب المطبخ و قال لي روز تعمل ليهم شاي بالكيك .. و صلح قعدتو و قال (طيب نسمع القمر)

قمر عرفت انو أبوها كان مهموم بسبب سارة .. و حست بمقدار أنانيتها عشان وقفت في طريق سعادتو .. قررت تغير أسلوبها مع سارة و تتحمل عشان خاطرو .. و سحبت نفس عميق و بدت تحكي قصة لقاءها الأول بي نصري......

......

زهراء شعرت بالحمى بدت ترجع ليها تاني .. ارتجفت غصبا عنها .. وفي نفس اللحظة شعرت بطعنة في قلبها لمن إتذكرت نظرات نصري لي نادية .. نظرة ما تحتمل غير معنى واحد ... إتقلبت على جنبتها رغم سلك الدرب الموصل على يدها ... وإنكمشت على نفسها و هي ماقادرة تقاوم الدمعة النزلت حارة زي حرارة الألم الجواها ..... 

(زهورة .. مالك حبيبتي)

إتجاهلت صوت نادية .. و ضمت نفسها أكتر ... نادية قعدت جنبها و مسحت على راسها وقالت (في شي بيألمك؟؟)

زهراء ما ردت ... نادية قالت (أنا كنت عايزة أمشي عشان عندي تصوير .. لكن لو ما إطمنت عليك ما حأمشي) 

زهراء قالت بدون ما ترفع راسها (أمشي .. أنا كويسة)

نادية ماردت ... وبعد ثواني سمعتها بتقول (ألو .. معليش أنا مضطرة أأجل التصوير بتاع الساعة 10مساء لغاية بكرة بالصباح .. أختي مريضة)

زهراء قلبها عصرها و دموعها نزلت بكثافة ... و نادية شعرت بيها و بقت تربت تمسح على راسها ... 

....

نصري و ناجي كانو لافين في المستشفى بفتشو على مكان أبوهم بعد ما ناجي لاقاهو جنب الباب و كلمو إنو رجع البيت لقاهو فاضي و خليفة سيد الدكان قال ليهو أبوك شالوهو مغمى عليهو .....

نصري كان مستغرب شنو الجابهم من أمدرمان للمستشفى دي في الخرطوم ؟ ناجي قال كأنو برد عليهو بدون مايقصد (أنا حأضرب لي دكتور أحمد جارنا .. أعتقد هو الجابو هنا) ......

.....

بهناك أبو قمر خت كباية الشاي بعد ما كملو ... و قال (يابنتي أنا مقدر صراحتك معاي .. و حقيقة أعجبت بالشاب الشهم ده ، بس إنتي ذكرتي إنو على قدر حالو و من أسرة بسيطة .. و إنتي طول عمرك عايشة في مستوى رفيع جدا و ما بتقدري تنحدري لمستوى أقل منو ...)

قالت (لا يا بابا أنا ....) قاطعها وقال بهدوء (لحظة يابنتي أسمعيني للآخر .. الفقر عمرو ما كان عيب .. لكن الفروقات الطبقية بين الناس بتولد المشاكل .. و أنا عايزك تعيشي في وضع يناسبك)

قالت (بابا .. إنت وافقت على وليد رغم إنو وضعو عادي)

قال (على الأقل وليد متعلم و طبيب صيدلي .. و كمان دي نقطة تانية أنا أديت وليد الموافقة .. و ما بقدر أرجع من كلمتي)

مسكت يدو و عيونها دمعت وقالت (الله يخليك يا بابا .. أنا ماعاوزة وليد .. وماعارفة كيف رضيت بيهو .. إنت قابل نصري و شوفو بس ..)

قال (طيب أبقى أشوفو .. و لو قلت ما مناسب يبقى تنسي الموضوع ده خالص)

إبتسمت و قالت (حاضر يا أحلى بابا في الدنيا .. و أنا متأكدة إنك حتحبو)

......

نصري طلع من الغرفة الراقد فيها أبوهو بعد شافو في حالة يرثى ليها .. ما قدر يتحمل يقعد بعد ماعرف إنو إتعرض لذبحة صدرية و كان ممكن يروح فيها.. مشى اخر الممر لقى بلكونة صغيرة .. طلع فيها . كانت مظلمة تماما .. لقى نفسو ببكي .. ببكي لأول مرة من سنين طويلة ما بكى ... كان جواهو كمية من المشاعر المتلخبطة ... و أولها الندم ... ندمان على كل يوم بعد فيهو من أسرتو و كان ممكن يفقد أبوهو و هو غضبان عليهو .. كان حيموت وراهو حسرة و قهر ....!!!

....

(نصري وين؟)

دي سحر سألت ناجي بهمس ... و ناجي قال (ماعارف)

قالت بنفس الهمس عشان الغرفة مزحومة بالناس (أخوك ده غريب خلاص .. طافش كم من البيت .. و حتى لمن أبوهو يرقد في المستشفى ما عايز يكلف نفسو يقعد معاهو حبة.. مالو هو)

ناجي قال بضجر (ماعارف ماعارف)

سحر (بسسس .. مالك بتتزهج كده)

ناجي إنتبه لي نفسو و قال (اسف ياسحر .. أنا فعلا ماعارفو مشى وين ..)

سحر قالت (الموضوع ده فيهو إن)

......

نصري قشى دموعو بكم القميص حقو بعد مافرغ الشي الجواهو ... و مشى على غرفة زهراء ... كان مفتكر إنها براها .. لكن إتفاجأ إنو نادية لسه موجودة ... و نادية مما شافتو قامت و طلعت ليهو على الباب قبل ما يدخل .. و قالت بهمس (نامت أخيرا .. تعال معاي)

شعر إنو فقد التوازن .. ماعرف دي شنو الحالة الجاتو بعد ما نادية قربت و إتكلمت معاهو .. بس لقى نفسو ماشي وراها و هو بتمنى الطريق ده ما ينتهي و يفضل ماشي معاها كده ... أول مرة في عمرو يحس إنو في بت بتأثر عليهو بالصورة دي .....

نادية وقفت فجأة لمن لقت المكان فاضي من الناس .. و قالت بعصبية (أنا ماعارفة إنت ليه بتتعامل مع موضوع البت دي بالاستهتار ده .. إنت شايف إنك ماقصرت و خدمتها و سكنتها و إتكفلت بيها .. طيب ونهاية الموضوع ده شنو ؟ لازم حالا نشوف حل جذري للحكاية دي .. و لو ما عندك ليها حل خلينا نرجعها لأهلها و اليحصل يحصل ... قبل ما ......) سكتت .. و واصلت بعد تردد (قبل ما الحصل ليها يتكرر تاني)

كانت مفتكرة إنو حيزعل و يهيج من إتهامها ليهو بالطريقة دي .. لكن ...

(حاضر)

قالت بإندهاش (حاضر على شنو؟)

قال بصوت هادي وهو بعاين بعمق في عيونها (على أي شي تقوليهو)

نادية هدأت و قالت (أنا قلت ليك العندي)

نصري قال كأنو مخدر (عايزة شنو؟)

قالت (يا إما تتزوجها .. و لا تخلينا نرجعها لأهلها)

قال بعد ما إستعاد تركيزو .. (أتزوجها ؟ صعب .. صعب جدا)

قالت (يا نصر الدين .. أنا حأكون صريحة معاك .... البت دي .. حبتك)

قال بسرعة بدون أي تفكير (و أنا حبيتك إنتي)

(نعم ؟ حبيتني كيف يعني هههه)

نصري (حبيتك .. في لحظة بس .. حسيت إنو إنتي الإنسانة البفتش عليها طول عمري .. رقيقة جدا و شخصيتك قوية في نفس الوقت .. فاهمة و عاقلة و متزنة وماعندك هبل البنات .. إهتماماتك مختلفة عنهم و تفكيرك غيرهم .. نادية ،.،. أنا عرفت بنات بعدد شعر راسي .. لكن عمرو قلبي ما دق لي وحدة فيهم .. لكن ،، لكن الليلة قلبي ما بطل يدق ويدق .. و كل ما تتكلمي و أسمع صوتك يدق أكتر ... انا .. أنا .. ماعارف .. أنا بقول في شنو ....)

سكت .. و منتظر منها رد مع انو عارف إنو إستعجل في الكلام ده ... وهي ردها كان عبارة عن ضحكة .. (ههههههههههه هههههه ههههههههههههه برااااااافو ... تمثيل رائع جدا هههههههههه .. عارف يا نصر الدين تنفع تشتغل معانا في التلفزيون .. أنا حأبقى أكلم المخرج) و رتبتت على كتفو و قالت (يلا يا بابا خلينا نمشي من هنا لأنو زهرا براها ... و أنا أساسا ما فاضية للكلام ده .. أوكي؟؟)



               الفصل العشرون من هنا 

   لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة