
رواية مجرد خيانة
الفصل الرابع عشر 14
بقلم رحمات صالح
(شوفي يمة .. أنا مادايرك تبكي تاني .. حتى لو غبت أنا كويس ،، الحمد لله اتفتحت علي و لقيت شغل .. بس يمكن أنشغل شوية الفترة الجاية) و رفع الكيس الكان شايلو و طلع منو توب و قال (إن شاءالله زوقي يعجبك ... )
رفعت يدينها وقالت قبل ما تشوف التوب (الله يرضى عنك و يوسع رزقك)
قام من مكانو و قال (يلا يمة فتك بعافية .. ديل شوية حاجات لي أبوي و ناجي ) و دخل يدو في جيبو عايز يطلع قروش يديها ليها لكن فكر انو لو أداها حتشك فيهو ... و برضو ما سلم من شكها لأنها قالت (نصري يا ولدي جبت الحاجات دي كلها بشنو)
(الله فرجها علي حأقول لأ؟)
قالت (لو بالحلال راضين و شاكرين)
دارى إرتباكو و قال (يلا أنا ماشي .. سلام)
طلع من البيت و مشى على بيت الضو .. دق الباب .. فتحت ليهو سحر .. و قالت (كنت ويييييييين)
قال (أسمعيني .. أنا جيت عشان عايز أوصيك على أمي .. بالله أبقي عليها عشرة و كل يوم لازم تدخلي عليها تطليها ...)
عقدت حواجبها و قالت (إنت ماشي وين؟)
قال بإختصار (مسافر .. شغل)
قالت بفضول (يعني حتغترب و لا شنو)
قال بزهج (أوووف منك و من أسألتك الما بتخلص دي)
قالت بعناد (ماهو أنا لازم أفهم)
قال (خلاص أنسي .. أنا بمشي أشوف أي وحدة من بنات الحلة أوصيها على أمي ...)
إستسلمت و قالت (خلاص خلاص)
......
بعد أيام ..
نصري جاي راجع على الشقة و هو مقلق وخايف .. لأنو اليوم مشى أول خطوة في الشغل الجديد مع جلال .. و شعر إنو الموضوع أكبر منو .. و كمان كان ما مرتاح إنو يسيب أصحابو الكانو مع بعض في الحلوة و المرة و يتقدم في الشغل و يخليهم لكن جلال ما كان عايز غيرو ...
ضرب الجرس زي عادتو عشان ينبه زهرا على جيتو .. و بعدها فتح الباب بالمفتاح .. و وقف مكانو لمن شاف شنطة كبيرة .. إتلفت لقاها قاعدة في كرسي و لابسة عبايتها ... و شنطة اليد على رجلينها .. كشر وشو وقال وهو مستغرب (ده شنو .؟ على وين؟)
مباشرة دموعها إنهمرت .. وقالت بصوت مرتجف (أي مكان .. و يمكن أرجع البلد)
عاين ليها و قال ببرود بعد ما شك إنها بتمثل (و ليه إن شاءالله؟)
قالت (يا نصر أنا بت .. و قعدتنا سوى بالطريقة دي ما بتنفع .. لو أي زول من أهلي جا من البلد و قال جايني في الداخلية حأقول شنو ؟ )
قعد و خلف رجلو و قال بطريقة مستفزة (و أهلك ديل وين الفترة الفاتت دي كلها .، وخالك الكنتي قاعدة معاهو ما فكر يسأل منك ليه)
أنفاسها علت و قالت بعد ما الغضب إتمكن منها (إنت بتعايرني ؟)
قال (أنا ما بعايرك و لا شي .. بس أنا عارف إنو مافي زول حيفتش وراك .. حتى خالك بعد ما إتبرا منك ما حيتراجع في كلامو)
شعرت بكلامو كأنو سكينة طعنتها طعنة حقيقية في قلبها (ليه تجرحني كده)
قال (يابت الناس أنا ما حصل رجعت معاك للموضوع ده .. ولاقصرت معاك في شي .. لزومها شنو الحركات دي)
قال بهمس (عشان حبيتك يا نصري)
.....
..
في الفيلا ....
وليد و سارة و عبد الرحمن و أبوهو رفعو راسهم و عاينو تجاه السلم لمن سمعو صوت خطوات الكعب العالي ... و وليد إبتسم بإعجاب لمن شاف قمر نازلة كأنها قمر حقيقي في فستان أخضر بتصميم هادي لكن أنيق و عليها طرحتها الكانت بنفس درجة الفستان .. تعكس بساطتها المتميزة ...
أبوها قال (تعالي ياقمورة) جات وقعدت جنب أبوها القال (طبعا وليد أصر إنو يجي يسمع موافقتك بنفسو و كمان عايز يتكلم معاك و يشوف لو عندك أي طلبات)
رفعت عينها لي سارة و إبتسمت إبتسامة خفيفة جدا تكاد تكون معدومة لكنها كانت بتنم عن كمية من الحقد و الكره .. و طبعا سارة شعرت بالحاجة دي و قلقها من قمر زاد أضعاف لأنو الرسالة وصلتها : حتشوفو أيام سودا .. و طبعا ده فعلا كان مقصد قمر من النظرة دي و من الخطوبة دي كلها ......
وليد إتنحنح و قال (طبعا طلبات السنيورة كلها أوامر)
قمر عاينت ليهو بإشمئزاز .. و كررت الكلمة (سنيورة؟؟)
وليد اتحرج .. و وجه كلامو لأبوها (يا أبو عبد الرحمن أنا يشرفني أكون واحد من أسرتكم الكريمة .. و عشان كده ياريت تتكرم و تحدد موعد للخطوبة و الزفاف)
قمر (حيلك حيلك .. شنو زفاف و ما بعرف شنو .. نحن لسه بنتعرف)
عبد الرحمن إتضايق من أسلوبها و قال (قمر .. في رجال هنا ... خليهم يتكلمو)
قمر رجعت بضهرها على الكرسي و كتفت يدينها .. و سكتت ....
و أبوها قال (زي ماقالت قمر .. نحن نخلي الخطوبة بعد شهر و انتو في الفترة دي رتبو أموركم ... و بعدها نشوف نعمل الزواج متين) و وجه كلامو لسارة و قال بمرح (و لا رايك شنو يا أخت العريس ..)
سارة قالت بملاح جامدة (البتشوفوهو)
وليد (الراي رايك يا أبو قمر .. و أنا بعد ده أستأذن .. بس لو تسمح لي عايز الآنسة في كلمتين)
أبوها أشر على جهة الصالون و قال (إتفضلو أخدو راحتكم)
قمر قامت قبلو ودخلت الصالون ... وهو لحقها ....
(مالك كأنك مجبورة كده)
قمر (أنا مافي زول بجبرني على شي)
إتجاهل أسلوبها و قال (أكيد طبعا ... عموما حأتصل عليك و نبقى نتكلم شوية لمن ناخد على بعض ..)
قالت (لا أنا عاوزة أقعد معاك .. عشان نخت النقط على الحروف)
قال (عين العقل .. شوفي الوقت البناسبك)
قالت (إنت شغال وين ؟)
(أنا صيدلي .. و بشتغل في صيدلية اسمها المنى .. في شارع /////)
(أيوة أيوة عرفت المكان ده)
قال بمجاملة (شرفيني في أي وقت)
قالت (بكرة .. بكرة بعد الضهر حأبقى أجيك هناك)
.........
...
نصري أول مرة يرتبك كده من إعتراف بت بحبها ليهو ... لكن قال (يا زهرا الكلام ده ماوقتو)
قالت بين دموعها (هو الحب بعرف وقت ؟)
سكت .. و بعدها قال بحزن (بعد كلامك ده .. ماحنقدر نعيش في مكان واحد)
ردت (يعني شنو؟)
(يعني بكرة من الصباح أنا بوصلك الموقف تركبي و ترجعي أهلك .. في البلد دي ماعندك قعاد تاني)
هزت راسها بشدة (لااا لا ... مابقدر أرجع ... مستحيل)
قال (يا زهرا صدقيني ده أحسن لي و ليك)
إستجمعت قوتها وقالت بجراءة (أنا أحسن لي أكون جنبك ... و إنت كمان أحسن ليك .. وحدة تخلي بالها منك .. تجهز أكلك و تنضف بيتك .. و تخدمك بعيونها ... و ما حتكلفك شي ..)
قال وهو بحاول يفهم قصدها (بتقصدي شنو؟)
قالت (بالحلال يانصر الدين)
قال (أنا ؟؟ أتزوج ؟ لا مستحيل حاليا مابقدر)
سكتت وهي ماقادرة توقف دموعها البتنزل حسرة على حالها و هي بتستجدي واحد قبل فترة بسيطة كان غريب منها و حاليا بتترجاهو يتزوجها عشان حبتو و عشان يسترها ...
(بشرط)
رفعت راسها بعد ما رجع ليها الأمل من كلمتو (شنو الشرط)
(يكون بيناتنا و بس)
قالت (لكن كده حرام .. و كمان أمي .. لازم تعرف و إلا حتبقى فضيحتي أكبر)
قال (لسه ما كملت .. في شرط تاني .. تحكي لي بالتفصيل .. كل شي عن زول الصيدلية داك)
جسمها ارتجف من سيرة وليد .. ضمت نفسها بخوف .. وهو إتعمد يتجاهلها و قال (و بكرة أنا حأمشي ليهو ....! .... بعد الضهر )...