
رواية مجرد خيانة
الفصل الخامس والثلاثون 35
بقلم رحمات صالح
(قمر .. أنا ماغلطت في شي ، نحن اتفارقنا من شهور ، و أي واحد شاف طريقو)
قمر صرخت (إنت لسه هنا ؟ أطلع أنا ما قادرة أعاين في وشك)
قال (طالع ، و تاني ما حتشوفيني .. بس أفهمي ....)
قمر قربت منو .. و رفعت يدها وبقت تضربو بقبضة يدها في صدرو و في كتفو ... و تقول (ماعاوزة أفهم ... ماعاوزة شي .. ياريتك لو كنت مت في البحر ياريتك لو غرقت و ما طلعوك .. الزيك ما مفروض يعيش و انت عارف نفسك عشان كده انتحرت .. ياريت لو سابوك تموت ياريت)
البت المعاها جرتها و قالت (قمر .. أهدي)
قمر مسحت دموعها وقالت بهدوء (أرجوك خليهو يمشي من قدامي ... و رجعو ليهو قروشو .. ماعاوزة شي منو يدخل علي)
.......
سحر مسكت فستانها الأبيض و طلعت بسرعة و بقت ماشة بصعوبة لغاية ما وصلت قريب للباب الخارجي ... وقفت و بقت تتنفس بسرعة و هي كابتة دموعها و في نفس الوقت مافاهمة شي غير إنو يوم فرحها اتحول لمأساة ، وجملة وحدة بترن في أضانها : عشان كده انتحرت .....
بدا يتسلل ليها شعور الندم إنها اتجاهلت كل المؤشرات انو نصري ما هو الزول المناسب ليها ، و كل الحاجات المريبة البتدور حولو ، و كمان في اللحظة دي جا في ذهنها ناجي ، كيف فضلت عليهو نصري رغم احترامو و أخلاقو و كل الصفات الجميلة المعروفة عنو ..... عكس أخوهو الكان الحي كلو بتكلم عنو .......
اتذكرت قريبتها و صحبتها الكانو معاها ، بس خلتهم فوق و نزلت للتصوير ... حتطلع ليهم كيف ، و حتعمل شنو لأنها لايمكن تكمل و تمشي مع نصري العرس بعد الحصل ده رغم انها مافاهمة شي........
نصري وصل عندها وقال (أطلعي)
عاينت ليهو بنظرة كلها حقد و كره و قالت (ما طالعة معاك أي مكان)
نصري قال بزهج (اللهم طولك ياروح .. يابت الناس خلي اليوم الما فايت ده يخلص .. ارح اطلعي)
سحر (شوف .. أنا من هنا ما متحركة قبل ما أعرف البت دي حكايتها شنو)
نصري فكر سريع انها لسه طفلة و حتحكم رايها و ممكن تسبب ليهو شوشرة .. عشان كده مسك يدها وقال (والله .. و الله .. البت دي كنت بعرفها و سبتها قبل شهووور ... و أعدم شبابي لو كنت بكذب عليك ... بس هي عبيطة و ماعاوزة تفهم)
سحر عاينت ليهو بي شك .. و هو لمن شعر من نظراتها انها بدت تلين ، ابتسم وقال (و بعدين في عروسة حلوة كده تزعل يوم فرحها .؟ ياخ انتي قسما طلعتي أحلى مززة ، كنت عميان منك وين أنا من زمان)
دنقرت وقالت (مش انت الكنت بتقول علي ما بشبه البنات)
رفع ليها راسها وعاين جوة عيونها وقال (أقسم إنك ستهم) و مسك يدها و قال (يلا .. ما حنخلي شي يخرب لينا فرحنا)
سحر ابتسمت بخجل ... لكن رفعت راسها عاينت ليهو لمن فك يدها بسرعة ... عاينت اتجاه كان بعاين .. شافت قمر جاية عليهم ، و لمن وصلتهم اتجاوزتهم و فتحت الباب و طلعت بسرعة ... سحر عاينت ليهو و قالت بحزن (شكلي غلطت غلطة عمري)
.......
في الحي ... انطلقت زغاريد النسوان في الصيوان لمن سمعو اعلان وصول العرسان ... ما كان في حفلة و لاشي ، نصري وسحر دخلو و كل واحد وشو بيعكس شعورو الداخلي ، كل الناس لاحظت لكن حاولو يفسرو السبب انو حزن على وفاة أبو نصري .....
عدا اليوم بشكلو ده .. و الناس اتفرقت ... و كل شي انتهى ... و أم سحر طلبت منهم يدخلو البيت ... دخلو و بدو يسمعو وصاياها ليهم.. و بعدها طلعو وهم الاتنين حاسين الهم زي الصخرة على قلوبهم .. سحر الكانت ندمانة على تسرعها و خايفة من المستقبل .. و نصري الكان ندمان برضو لأنو ما حاسي بأي شعور تجاها .. و لا زالت في عيونو سحر بت الجيران البعتبرها زي أختو الصغيرة ......
.........
بعد ساعتين (حوالي الساعة 1 صباحا)
زهراء دخلت الشقة .. و طلعت شبطها الكعب العالي قدام الباب و جدعت طرحتها الشفون على الكنبة بإهمال ... و قبل ما تدخل الغرفة سمعت كركبة على الباب .. اتلفتت و شافتو اتفتح .. و نصري دخل .. و اتجاوزها ودخل الغرفة بدون ما يعاين ليها .... دخلت وراهو وقالت (ده شنو داخل كده لا سلام لا كلام)
رقد في السرير بدون ما يطلع جزمتو .. و لابدلتو ... وقال (أنا إتزوجت ... الليلة) قالها بهدوء و متوقع منها إنفعال زعل صراخ ... لكن خيبت توقعاتو و ضحكت و قالت (ههههه مبروك .... و دي منو العايز تنقذها و تسترها المرة دي)
رفع راسو وقال بزعل (إنتي فاكرة الناس كلهم زيك)
قعدت على التسريحة وقبلت على المرايا و بدت تطلع في الاكسسوار الكانت لابساهو ، وقالت ببرود (لا أنا مافي مني .. بس يعني شايفاك عريس و كده ، و سايب عروسك و جايني انا ، قلت يمكن......)
قعد و قال بنبرة مختلفة .. فيها كتير من الصدق (تصدقي .. ما قدرت أقرب منها ، حاسي إني حألوثها ، وهي أطهر و أنقى مني)
شعرت بكلامو زي الطعنة بالنسبة ليها .. لكن هي زهراء الجديدة ما بتتأثر بكلام زي ده ، قالت (طيب عرستها ليه؟)
قال (عشان أمي.. يمكن تقدم ليها الما قدرت أنا أقدمو ليها)
زهراء فتحت الدولاب و شالت بجامة و قالت (انا ماشة اخد حمام)
انتبه فجاة و عاين للاسكيرت الضيق المفتوح لغاية نص الساق الكانت لابساهو مع بلوزة ضيقة وقصيرة (إنتي جاية من وين ؟ و ده شنو اللبس ده)
قالت (جاية من الشغل)
قام من السرير و مسكها من ساعدها وقال (شغل شنو زي الوقت ده)
نفضت يدها من يدو وقالت (انت مالك ، و اصلا انت عارف شنو عني ولا عن شغلي و لا عن حياتي كلها غير المرة الكل أسبوع البتشوفني فيها ؟ جاي الليلة تفرد لي عضلاتك ... أمشي شوف العرستها دي طلع فيها عقدك .... و لا هي الرجالة دي بس علي أنا)
لزاها لورا وقال (أنا أرجل من أهلك كلهم)
أشرت بيدها وقالت باستفزاز (كدي زح لي كده ، أنا تعبانة عاوزة أستحمى وأنوم)
زح ليها وهو بعاين ليها بي ذهول لغاية ما طلعت من الغرفة وهو ما مصدق انو دي نفسها زهراء .. المنكسرة المسكينة ... و كمان بدا يفكر في تصرفاتها و طلعاتها و هو ما جايب خبر و لا مهتم أصلا ....
.....
في الوقت ده قمر كانت بتتقلب في السرير بألم في جنبتها .... لمن زاد عليها قامت وبقت لافة في الغرفة .... شعرت انو ماشي في زيادة ... لقت نفسها فتحت باب الغرفة و طلعت من جناحها ... و مشت على السلم ... و في نص السلم بقت ماقادرة تقيف ... قعدت و بقت تنادي بصوت ضعيف مخنوق بسبب الألم (عبدالرحمن .... بابا ... سارة .... ألحقوني .... بموت .... بمووووت)
ما في زول سمعها .. قامت و حاولت تنزل ... و لمن وصلت اخر درجتين .... شعرت بالألم بقطعها من جوة ... و بدت تسمع أصوات غريبة .. و الرؤية بدت تضعف ... و بدون ماتقدر تتحكم في نفسها لقت راسها بيخبط في الأرض ....
.........
نصري استغرب لمن تلفونو رن برقم ناجي في الوقت المتأخر ده و في ليلة زواجو ... رد بقلق (ألو . ناجي في شنو)
ناجي قال بلهجة أول مرة يسمعها منو (حسبي الله فيك ... أي شي عملتو .. و سكتنا عليك .. لكن توصل بيك انك تسيب البت ليلة زواجها .. براها .. في شقة مفروشة ..... و تطلع بدون ما توريها ماشي وين ... و كمان ما ترد عليها ... لمن هي تضطر تتصل علي.... ده شي ما مقبول منك يا نصر ... لو انت ماقدر المسؤولية طلقها من حسي .... و أصلا عمرك ما حتكون قدر المسؤولية ... لأنك مجرد انسان أناني و ما بتهمك الا نفسك)
نصري ما مصدق انو سمع الكلام ده من ناجي ... أخوهو الصغير .... وقبل ما يرد ... ناجي قفل الخط ....... وقبل ما يرجع يتصل عليهو أو على سحر ... رن تلفونو مرة تانية ... لكن برقم غريب
رد (ألو)
قال (انت نصر الدين؟)
نصري (أيوة . منو معاي)
قال (قبل شهرين انت جيتني بتسأل عن مذيعة مفقودة ..... عندي أخبار مهمة جدا ..... لو كنت لسه بتسأل تعال لي حسي .... ضروووري ....)
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا