
رواية مجرد خيانة
الفصل السادس 6
بقلم رحمات صالح
أصبح الصباح و نصري على غير العادة صحى بدري جدا .. و كوى هدومو الكانت عبارة عن بنطلون جينز و قميص جديد أبيض ، زرايرو و ياقتو بالأسود ..
(نصر الدين)
رفع راسو و إبتسم (صباح الخير يمة)
(مالك التقول طالع حسي)
(طالع .. جاتني شغلانية كده)
رفعت يدينها وقالت (الله يوفقك و يخضر دربك و يوسع رزقك بالحلال يا ولدي)
شعر بغمة في قلبو لكن إبتسم و قال (آمين)
رن تلفونو .. رد (آي .. ربع ساعة و طالع ليك)
....
قعد في الكرسي الكان على جانب درج المكتب الضخم جدا و تكل إيدو الشمال على الدرج .. و بقى بتلفت حوالينو وهو منبهر بفخامة المكان ..
(بسس)
عاين لي أمين بطرف عينو و قال (مالك)
أمين كتم ضحكتو و قال بهمس (مالك إنت بتعاين كده ؟ بتفكر في الثروة الحنكسبها من ورا الزول ده صح؟)
قاطعهم مصطفى و قال (إنت متأكد إنك واثق في الراجل ده و لا تقوم تودينا في داهية)
أمين (لو خايف قوم أمشي طوالي)
لؤي سكتهم وقال بقلق (إششش .. المكان ده بكون مراقب بكاميرات)
نصري و أمين ضحكو بصوت واحد .. و أمين قال (عالم جبانة ياخ)
كل واحد صلح قعدتو لمن سمعو صوت كركبة في الباب .. و دخل عليهم زول لابس بدلة و نضارة سوداء و وراه واحد شايل ليهو شنطتو .. ختاها ليهو في المكتب و طلع .. والشباب عاينو لبعض بإستغراب .. عدا أمين .. الكان عارف إنو الشخصية المهمة دي .. مجرد شاب ما إتجاوز منتصف التلاتينات .....!!!!!
(إتفضلو معاي على غرفة الإجتماعات) و فتح باب كان جوة المكتب .. بفتح على صالة صغيرة فيها طاولة إجتماعات كبيرة ... و قعد على راس الطاولة .. و الشباب قعدو و كل واحد فيهم قلبو بخفق بقوة من رهبة المكان و الشغل .. و هيبة الشخص نفسو ....
(قبل كل شي .. أنا شخص واضح و formal فيما يختص بالشغل .. و ال job الإنتو حتنفذوهو ده فيهو شوية خطورة و إنتو و شطارتكم .. و أحب أوضح ليكم إنو أنا ما مسؤول من أي شي تتعرضو ليهو .. إنتو عليكم تنفذو و أنا على أدفع و بس !!) سكت و عاين ليهم بفراسة و إتنبأ بالخوف الملا قلوبهم .. عشان كده قال (و البمشي معاي كويس أنا ببسطو خالص .. هااا .. الما واثق من نفسو ممكن يتفضل .. عشان نتكلم في الشغل)
الأولاد التلاتة عاينو لي نصري لأنو كان مصدر القوة بالنسبة ليهم .. نصري طلع منديل صغير من حيبو و مسح جبينو من شوية العرق رغم برودة المكان .. قرر يقوم يمشي .. لكن جاهو صوت أبوهو وهو بقول ليهو أرجل و أبقى زي أخوك الصغير .. بالنسبة ليهو ما كانت في إهانة أكتر من كده .. عشان كده عاين لأصحابو .. و بعدين عاين ليهو و قال (نحن مستعدين .. بس نفهم طبيعة الشغل أول)
إبتسم و قال (حلو .... يلا خلو بالكم معاي .......)
....
صحت على صوت الجرس الداخلي للطابق بتاعها ... قامت بكسل .. فتحت باب الشقة .. و كشرت وشها و قالت (نعم)
إتحرجت من أسلوبها لكن قالت (صباح الخير قمر .. ممكن أدخل شوية؟)
دخلت و خلتها وراها و قعدت في أقرب كنبة و خلفت رجلها ... دخلت وراها و قعدت وعاينت في المكان وقالت (الديزاين بتاع الجناح ده جميل جدا .. ذوقك إنتي ؟)
ردت بإختصار (لا .. ذوق ماما)
بلعت ريقها و قالت (الله يرحمها .. شكلها كانت إنسانة راقية جدا)
قالت بحدة (و لا زول في الدنيا ما ببقى زيها)
سارة إتضايقت لكن ضغطت على نفسها وقالت بنفس أسلوبها الجميل (أكيد مافي) سكتت حبة .. و قررت تستغل الفرصة و قالت (تعرفي ياقمر .. انا كمان أمي كانت ست مميزة .. زي ما سمعت)
قمر بإهتمام (سمعتي ؟؟؟ هي وين ؟)
سارة (الله يرحمها .. بس إنتي محظوظة شفتيها و عشتي معاها و كبرتي جنبها .. أنا ما بتذكر عنها شي ... إتوفت و هي بتولد وليد اخوي .. كان عمري سنتين ونص)
قمر حبست دمعتها جوة عيونها و قالت (حتى لو عشتي معاها عمرك كلو .. و فارقتك يوم واحد فراقها مؤلم)
سارة (معاك حق .. بس دي إرادة ربنا .. حنعمل شنو نحن)
قمر (يعني إنتي .. قبل ماتجي السودان كنتي مع أبوك؟)
سارة ضحكت بسخرية وقالت (هه أبوي؟ الكلمة دي عمري ما ناديت بيها زول و لا عارفة عنو شي)
قمر (مات برضو؟)
سارة (ياريت ... ما كنت إتحسرت عليهو كده .. بس ماعارفة عنو شي)
قمر سرحت و هي بتصارع أفكارها الكانت بتحرضها تعادي سارة ... لكن ماقدرت تقاوم فضولها و قالت (إنتي إتزوجتي بابا ليه؟)
سارة (حتكوني فاكرة زي ما ناس كتار فاكرين إني إتزوجتو عشان قروشو ،.. لكن لو فكرتي فيها أنا بت صغيرة و جميلة و مثقفة و أقدر أتزوج مين ما أتمنى .. لكن يا قمر أنا فاقدة شي واحد .. فاقدة الإحترام و محتاجة زول يقدرني و يحترمني .. لأني تعبت من نظرة المجتمع لي وحدة زيي عايشة براها في الغربة و تعبت من التحرشات و النظرات و الكلام ... و لمن ظروف العمل جمعتني بأبوك و إتعرفت عليهو وسمعت كلامو عنكم و حبو و إحترامو ليكم حسيت آنو ده الشخص الحيحترمني .. و لمن طلبني للزواج ما إترددت في الموافقة)
في اللحظة دي جا صوت موبايل قمر من جوة الغرفة ... عاينت .. لكن ما قامت ... سارة قالت (قومي ردي ..) و غمزت و قالت بمرح (شكلك منتظرة مكالمة مهمة)
قمر بإحراج (لا .. ما في شي مهم)
سارة ربتت على كتفها و قالت (أنا أصلا نازلة .. بس جيت أعزمك على الفطور و الكلام أخدنا .. أجهزي و تعالي حنفطر في أجمل مكان في الخرطوم)
....
..
قبلها ب 5 دقايق ...
(و بعدين ياشباب ؟ السفر ده محتاج تجهيز و مصاريف و جوازات .. حنجيب من وين)
مصطفى قال (أنا شايف إننا نرجع للزول ده و نطلب منو بالواضح .. وبعدين يخصمها من عمولاتنا )
نصري رفع يدو وقال بإعتراض (أول درس .. أووع تحسسو الزول ده إنكم مقطعين كده للآخر .. كده حيرمي لينا أي فتات و يقول حنفرح بيهو)
أمين خبطو في راسو و قال بحماس (يعجبني الراس ده)
مصطفى (طيب نتصرف كيف)
نصري (خلوها علي) ....
و طلع التلفون و إتصل على قمر.......
......
..
(دكتور وليد .. الزبون ده جاب روشتة شكلها غريب)
وليد اتنفض و رفع راسو من على موبايلو و قام وهو بقول (وينها جيبيها) و قلعها من يدها و هي مستغربة لكن بتراقبو بحدة ...
(معليش .. بس هي جديدة هنا)
الزبون قال (و لا يهمك)
وليد طلع كيس و مشى على الرف و نزل 6 من نفس الدوا .. و شال القروش من الزول من غير مايعدها و دخلها في درج مختلف عن الدرج البختو فيهو القروش ...
بعد ما الزبون طلع .. زهرا قالت (أديتو شنو ؟)
وليد (دوا)
زهرا ضحكت و قالت (أكيد دوا .. هو نحن بنبيع شنو)
وليد (أعملي لي كباية شاي لو سمحتي)
زهرا (دكتور وليد .. أنا عايزة أعرف)
وليد زهج منها و قال (يا زهرا ما تجننيني .. و أنا بعرف شغلي كويس)
زهراء بإصرار (و أنا كمان لازم أعرف شغلي .. دي وصية دكتورة منى)
وليد شعر بنبرة تهديد في كلامها .. فتح الدرج و طلع القروش و عداها .. كانت حوالي 900 ج .. حسب منها 300 .. مداها ليها و قال (شيلي ديل و بعد نشرب الشاي بفهمك)
زهراء شهقت و قالت (عايزني آخد من إيراد الصيدلية؟)
وليد شعر إنها ممكن تتعاون معاهو و فكر يستغل حوجتها .. فتح دولاب تحت و طلع شنطتو .. فتحها ليها .. كان جواها كمية من الأدوية .. قال (الأدوية البعتها دي حقتي أنا ... برة من حقت الصيدلية.. شيلي القروش و قومي سوي الشاي) ....
.....
في نفس اليوم بالعصر .. في كافيه بالخرطوم
(خلاص حبيبي هدي نفسك .. )
(ما قادر يا قمر .. إنتي ماعارفة أمي دي شنو بالنسبة لي)
(عارفة .. بس إنت لازم تبقى أقوى من كده)
غمض عيونو و سحب نفس و قال (أنا قررت أسفرها مصر .. بأي طريقة حتى لو أبيع دمي)
قمر (فعلا .. لازم تسفروها)
عاين ليها بتأثر و قال (معليش حبيبتي الظروف بقت أقوى مني و وضعي ما حيسمح لي أتقدم ليك قريب)
قمر (لا ده ما وقت الكلام ده حبيبي خلي بعد ماما تبقى كويسة ... و أنا بنتظرك لغاية آخر العمر)
(إنتي هدية ربنا لي ياقمورتي)
(و إنت كمان أحلى هدية ربنا جابها لي)
براحة عاين في ساعة يدو و قال في نفسو (5 دقايق تأخير) لكن إبتسم براحة لمن تلفونو رن برقم أمين .. رفع التلفون على أضانو و قال (إنت وين ياااا عبدو ياخ من أمس ما بترد علي .. يعني عشان طالبك 3 مليون تزوغ مني كده ... يا زول داير القروش دي الليلة محتاج ليهم جدا .... خلاص المغرب أنا عندك .. بس أوع ألقاك مافي... سلام )
أمين ضحك بصوت عالي وقال (هههههههاااااااااي معللللللللم)
قفل الخط .. و قمر قالت بإستغراب (الزول ده مالو بضحك ؟)
نصري عرف إنها سمعت الضحكة قال بثقة (مستهبل داير يزوغ .. لكن ما بسيبو)
قالت (حبيبي .. نحن مش واحد ؟)
نصري (نحن روح وحدة في جسدين ياعمري)
قمر (طيب أسمعني .. أنا عندي شوية قروش كده و قاعدين ساي في البنك .. شيلهم و سافر .. و قبل ماتقول أي شي إعتبرو دين .. صحة ماما فوق كل شي وماتنسى دي أمي أنا كمان)
نصري إتصنع الحزن وقال (ماعارف أقول شنو ،، إنتي عارفاني مابحب أشيل قروش من زول)
قمر (أنا مازول .. أنا قمورتك)
نصري (طيب أقوم أشوف الطلبات دي ليه إتأخرت كده)
و مشى على الكاشير و قال (عندنا واحد هوت شوكليت بالكراميل وواحد ميلك شيك بالفراولة)
(5 دقايق و بكونو عندكم)
رجع على التربيزة لكن إتفاجأ إنو ملامحها إتغيرت تماما للغضب .. و شعر إنو كل شي إنهار .. لمن شاف موبايلو في يدها ... وهي بتعاين ليهو بحدة .. و غضب .......