رواية مجرد خيانة الفصل الخامس عشر 15بقلم رحمات صالح

رواية مجرد خيانة

الفصل الخامس عشر 15

بقلم رحمات صالح

(وبس ... دي حكايتي من يوم جيت من البلد و لغاية ما .... ) سكتت لأنو صوتها اتغير و بدت ترجف ...

 نصري قال (بت خالك ....)

زهراء (منى ؟ مالها)

نصري ( عارفة كل شي .. وهي البتدير النشاط ده و عاملة وليد واجهة .. وهو كمان كان عايز يعملك واجهة .. و بمعرفتها)

زهراء هزت راسها (لا لا .. منى مابتعمل كده)

نصري (إنتي على نياتك .. و قايلة نفسك فاهمة كل شي لكن مسكينة خدعوك و كانو عايزين يورطوك)

زهراء (بتقصد شنو؟ مافاهماك)

قال (تفتكري وليد ده غبي لدرجة يستدرجك كده تشتغلي معاهو و إنتي قريبة صحبة الصيدلية؟)

زهراء (أنا كمان استغربت.. لكن قلت أشوف نهايتو)

قال بأسلوبو الفظ (و أديك شفتي نهايتو .. كده كويس؟)

زهراء عاينت ليهو بنظرات عتاب على طريقتو القاسية دي .. لكن ماقالت شي ... وهو لاحظ دموعها و قال (البكى ما حينفعك بشي)

زهراء (خلاص الحصل حصل)

نصري (خليهو علي .. أنا حأتصرف)

زهراء الكلمات سبقت تفكيرها .. وقالت (الله يخليك لي)

نصري إتجاهلها وقال .. أنا طالع مشوار ... سلام ....

.....

صباح اليوم التاني 

أم نصري ولعت الكانون بالفحم و ختت الشاي في النار .. و مشت بخطواتها البطيئة و هي ماسكة ضهرها الكان بألمها مع حركة و انحناءة ... ختت طشت حديدي قديم تحت الماسورة .. و دخلت جابت ملابس زوجها وولدها ناجي .. و ختتهم قريب من الطشت ... و قبل ما ترجع تصفي الشاي سمعت صوت ناجي من جهة الباب بقول (خشي .. أمي بتلقيها في الحوش)

دخلت سحر و قالت ببشاشة (صباح الخير على ست الحسن و الجمال..أحلى حجة في الدنيا)

أم نصري ضحكت و قالت (يابت يابكاشة)

سحر غمزت و قالت (أموت أنا في الضحكة دي .. هههههه .. يلا عندك ساعة كاملة من زمني الغالي .. أعمل ليك فيها شنو؟)

ر(والله يابتي ما بتقصري .. أمشي قضي شغلة بيتكم أمك محتاجة ليك .. و أنا ناجي بساعدني)

سحر (يا حجة بطلي حركات) و عاينت شافت الطشت اتملا و دفق .. طلعت توبها و علقتو في الحبل .. و جرت البمبر و قعدت .. و بدت تغسل ......

الحجة عاينت ليها و قالت بصوت واطي لكن مسموع (الله  يجيبك يا ولدي و أحضر جديدك ويتم لي الفي خاطري)

سحر سمعتها ... وإتجمدت في مكانها و هي بتقول في نفسها : أوع يكون الفي خاطرها ده .... ... !!!!

.....

قمر صحت بدري لأول مرة من فترة طويلة .. كانت حاسة بنشاط غريب و حيوية ... إستحمت و لبست بنطلون جينز و تيشيرت قطني مناسب للصباح ده .. و سرحت شعرها بعناية .... و اتصلت بالمطبخ قالت لي روز تجيب ليها كباية حليب و قطعة كيك و طلعت البلكونة التابعة لغرفتها .... 

قعدت في الكرسي المصنوع من البامبو .. و هي بتتأمل حديقة البيت تحتها .. و بالها بعيد ... لقت نفسها بتفكر بموضوعية .. فيها شنو لو وافقت على وليد بالجد بدل التمثيل الهي بتمثلو ده .. يمكن يكون شاب كويس ما زي أختو .. و أصلا أختو ظاهر إنها ما راضية يعني لو إتزوجتو حتحرق قلبها ... و كمان حتحرق قلب نصري الإتخلى عنها و خيب ظنها في إنو حيجيها راجع ... و قبل ما تسترسل في التفكير نفضت الفكرة من راسها و قالت (هم كم يوم بس ... آخد حقي من سارة و أسيب أخوها ده) 

.....

نصري طلع من بدري و مشى معرض سيارات .. و إختار عربية عادية ما كان عايز يصرف كتير وهو لسه ماعارف حيربح كم من الشغل ده ، و حيواصل مع جلال و لا حيقيف ...! 

إستلم العربية و ساقها و طلع ... عاين في الساعة لقاها 9 ونص و مواعيدو مع جلال لسه باقي ليها ساعة .. بقى لافي بالعربية بدون هدف و كان بسأل نفسو..  هو ماشي على وين و نهاية البعمل فيهو ده شنو ؟ شعر بقبضة في قلبو .. ليه هو ما مبسوط بعد ما بدا يحقق أحلامو و القروش بدت تجري في يدو .، كان متخيل إنو دي حتكون أسعد لحظات حياتو لكن الغم زاد جواهو أضعاف من أيام الفقر و الجوع ... 

لقى نفسو قريب من الكبري ..  وريحة أمدرمان بدت تجيهو ... قطع الكبري .. و بقى لافي في أمدرمان وهو بستعيد ذكرياتو الجميلة فيها ... شعر إنو إرتاح كتير ، و في الأخير قرر يمشي مطعم شعبي كان بمشي ليهو مع أصحابو .. مشى و طلب صحن فول و عصير قصب ... أكل .. و طلع مشى إجتماعو مع جلال ......

....

قمر فتحت دولابها و وقفت قدامو بحيرة .. على كترة الهدوم الفيهو لكن ما كانت عارفة تختار .. كانت عايزة تبهر وليد لأبعد حد .. و تتملك مشاعرو عشان الضربة تجي قوية ليهو هو و أختو ... 

سحبت فستان سيور لونو كحلي و مطرز من تحت بورود بيضاء .. و طلعت كارينا كحلية .. و طرحة بيضاء ... و بدت تجهز نفسها للمغامرة دي ... 

جهزت و نزلت .. لقت سارة كمان نازلة من غرفتها .. كل وحدة إتجاهلت التانية ... بس قمر بعد ما قربت للباب رجعت و قالت (أنا طالعة ... ماتنسي تكلمي بابا يراقبني)

سارة (قمر .. تعالي لحظة .. خلينا نتفاهم)

قمر (أنا لا يمكن أتفاهم معاك .. إنتي شيطان لابس صورة إنسان ...)

سارة بغضب (لو ما صلحتي أسلوبك معاك و الله أنابعرف أوقفك عند حدك كيف)

قمر (إياك تكوني فاكرة نفسك زي ما سيطرتي على بابا حتسيطري علي ...)

سارة (الكلام معاك مضيعة وقت)

قمر قالت (على فكرة.. أنا طالعة أقابل أخوك ... )

سارة بعصبية (إنتي فاكرة نفسك بتغيظي فيني ؟ يلا في ستين إنتي وهو إصطفلو .. خلي يتحمل نتيجة إختيارو)

جا صوت غاضب .. (إنتي بتكلميها كده ليه؟)

سارة هدأت و قالت (إنت ما سمعتها بتكلمني كيف ياعبد الرحمن)

عبد الرحمن (لا ما سمعتها .. لكن سمعتك إنتي ... و لو سمحتي .. قمررر خط أحمر ... فهمتي؟)

سارة (أنا زاتي ماقاعدة ليكم في البيت ده تاني .. .... ...)

...

بعد ساعة ....

فتحت باب العربية الورا و نزلت بعدما قالت للسواق ينتظرها في مكانو ... و إتأكدت مرة تانية من إسم الصيدلية و بعدها فتحت الباب .. و دخلت ...

) الآنسة قمر ذات نفسها ... ده شرف كبير الليلة .. الصيدلية نورت)

قالت ببرود (منورة بيك)

صلح المقعد الجنبو و قال (تعالي إتفضلي)

دخلت من ورا الكاونتر .. و قعدت .. و قالت بإفترا متعمد (إنت بتاخد كم في الشهر)

......

نصري طلع من الإجتماع و هو متحمس نوعا ما للشغل .. كان متخيل إنو العملية المطلوبة منو أصعب من كده .. بس الافكار العرضها على جلال لقت قبول كبير عندو .. و كمان جلال عدل في الخطة حسب آراء نصري .. و الأهم من كده إنو قدر يقنعو يخلي أصحابو يشتغلو معاهو لأنو ما كانو هاينين عليهو ... 

كان نفسو يمشي الحلة و يزور أمو .. لكن غير رايو .. و فجأة .. إتذكر إنو مفروض يمشي لي وليد في الصيدلية .... ومباشرة غير طريقو .... و مشى على صيدلية المنى .....

وصل الصيدلية .. و قبل ما ينزل ...... (معقولة ؟ العربية دي ... حقت قمر) وقف عربيتو وراها مباشرة ... و نزل و هو متخوف يلقاها ... مد يدو بتردد .... و لز باب الصيدلية ..............

الاتنين قالو لبعض بصوت واحد (قمر ؟ / نصري؟)

قمر أول ماشافتو قلبها دق بقوة ... كان تأثيرو عليها وحبها ليهو أقوى من كل الحصل بيناتهم و كمان نست نفسها و نست وليد ... و وقفت و قالت بهمس (أخيرا شفتك)

نصري ما قدر يفهم ولا يخمن هي جات هنا ليه ؟ ولو هي مجرد زبونة جاية تشتري طيب ليه قاعدة جوة ... (إنتي بتعملي شنو هنا؟)

قمر وعت لي نفسها وقالت (و إنت دخلك شنو؟)

نصري الغضب إتملكو .. و قال وهو بحاول يكون هادي (قمرررر ... بتعملي .. شنوووو .. هنا)

كررت بتحدي وعناد ( ما يخصك)

وليد قاطعهم و قال (قمر .. ده منو ؟)

نصري (إنت المنو .. و البت دي قاعدة معاك هنا ليه؟)

وليد (أنا خطيبها ... و لو سمحت إتفضل برة)

نصري عاين لقمر وهو بتمنى إنها تنفي إنو الإنسان القذر ده خطيبها ...

قمر قالت (زي ما سمعت ... ده دكتور وليد ..... خطيبي ... ....)



         الفصل السادس عشر من هنا 

   لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة