
رواية مجرد خيانة
الفصل الثالث عشر 13
بقلم رحمات صالح
(نصر الدين .. نصررررررر)
اتنفض و فتح وهو مخلوع (هاااا)
(بتكلم معاك لقيتك نمت .، أدخل إرتاح جوة أنا بقعد هنا)
فرك عيونو و قال (لا .. عندي مشاوير مهمة)
فتح الشنطة و طلع منها الحاجات بفوضوضية لغاية ما لقى كتاب .. شال الكتاب و ساب كل شي في مكانو و قال (ما تلمسي شي لغاية ما أرجع) و مشى على الباب .. لكن كأنو إتذكر شي .. رجع تاني و طلع من الشنطة كيس ،. فتحو و طلع منو كيس تاني .. ختاهو في الكنبة و قال ليها (ده ليك) و شال الكيس بي باقي حاجاتو و طلع ....
.....
..
(أخيرا القمر نزل من سماهو.. تعالي يابنتي)
وقفت في الدرج الأخير من السلم .. ما كانت متوقعة تلقى أبوها زي الوقت ده ، عاينت ليهو بعدائية .. وماردت .. قام من مكانو و جاها .. مسكها من يدها و قال (تعالي أقعدي معاي شوية ..)
مشت وراهو و قعدت بدون ماتنطق حرف .. وهو كمان ماعرف يبدا من وين .. كان جواهو شعور متناقض بين احساسو بالأبوة و المسؤولية الكانت غايبة عنو لغاية ما سارة نبهتو و بين قلبو الما بتحمل في بنتو الدلوعة شي .. كان نفسو يقول ليها خلاص أطلعي و شوفي صحباتك و أعملي زي ماتحبي بس ما تعملي في نفسك كده .. لكن إتذكر كلام سارة (خلي بالك من قمر .. بت جميلة و غنية حتكون مطمع كبير) سألها (ما تلفي و تدوري .. قمر مالها؟) ردت بنبرة مرتجفة باين فيها الكذب (أنا ما بعرف شي عنها .. بس نحن بنات و بنفهم بعض .. و خايفة عليها يمكن زول يغشها) قال رغم إنو ماصدقها (طيب أنا بتصرف) كان عارف إنو سارة بتعرف شي بس ما حب يسمع أكتر ... و كان شايف أنسب تصرف إنو يجيب ليها سواق يراقب كل تحركاتها .. لكن من يومها و هي ما بتطلع من البيت ... و لا من الغرفة الا نادر .........
(بابا)
انتبه من سرحانو (هاااا .. يا عيون بابا)
قالت بصوت خافت (ممكن أمشي؟)
قال (لا .. خلينا نتكلم شوية)
قالت باستسلام (أوكي)
خت يدو في يدها و قال (طمنيني على بنتي .. كيف أحوالها)
قالت (كويسة يابابا)
اتنحنح و قال (و أنا يهمني تكون دايما كويسة .. و نفسي أتطمن عليها)
قالت بقلق (تطمن علي كيف؟)
عرف إنها فهمت مقصدو .. قال (أتطمن عليك مع الزول البصونك و يحفظك .. و يشيل مسؤوليتك)
شعرت بطعنة في قلبها .. و دوار خفيف .. مسكت راسها و قالت (بابا .. أنا تعبانة ممكن أمشي)
ضغط على يدها وقال (طاوعيني يابنتي .. و اتأكدي أنا ما برضى ليك إلا بالزول اليستحقك)
عاينت بعيييد كأنها إسترسلت بأفكارها .. و فعلا .. خطرت ببالها فكرة جهنمية .. و لقت نفسها بتستعجل وبتقول بدون ما تحبكها في راسها (و أنا موافقة يا بابا ..)
قال بشكك لأنو عارف رفضها (وليد؟؟)
هزت راسها بمعنى أيوة و قالت (وليد)
......
..
(إنت جنييييت ؟؟ كيف تخطبها من أبوها بدون ماتاخد رايي)
حول التلفون في الجهة التانية و قال بزهج (يااا سارة مالك ياخ .. أنا الحأتزوج و لا إنتي)
قالت بعصبية (لكن أنا بعرفها أكتر منك .. و البت دي ما مناسبة)
وليد (ده ما كان رايك قبل كده)
سارة (غيرت رايي)
قال (و أنا خلاص طلبتها من أبوها و أداني الموافقة و مابقدر أرجع من كلمتي ... سلام)
سارة قفلت الخط و بقت تفكر كيف تطلع أخوها من الورطة دي بدون ما تفضح قمر .. لقت مافي حل غير تتكلم مع قمر نفسها .. اتشجعت و قررت تتجاهل كل الإساءات البتلقاها منها و تمشي تتكلم معاها
.....
..
نصري واقف بثقة قدام مكتب جلال .. و وراهو أصحابو التلاتة .. وجلال من ورا المكتب رجع بضهرو على الكرسي الدوار و بقى يلف يمين و شمال وهو بقول بأسلوب مستفز (إن شاءالله أنجزتو ما تبقى علي مصاريف ساي)
نصري خت الكتاب فوق المكتب .. و لزاهو بيدو تجاه جلال ... جلال ثبتو و قال (كتاب؟؟)
نصري ابتسم و طلع من جيبو مطوة صغيرة .، فتحها .... و قرب من جلال .. و دنقر ...و فتح الغلاف المقوى .. و ظهرت الصفحة الأولى اللي كانت ملصقة على خلفية كرتونية .. غرس المطوة فيها و سحبها ... ظهر تجويف الكتاب... اللي كان أصلا ما كتاب .. لكن مجرد صندوق ورقي صغير ....
جلال قلب الكتاب و وقعت منو الحاجات المطلوبة ... ابتسم وقال (هايل .. أمشو للمحاسب المالي بتلقو حسابكم عندو) و قبل ما يطلعو قال (نصر الدين .. إنت تعال .. عايزك)
طلعو الشباب التلاتة .. و نصر قعد و قال (خير)
جلال قال بجدية (أنا حأكون واضح معاك... الشغل الإنتو عملتوهو ده عندي ألف زول كان ممكن يعملو لي براهو ، مش أربعة أنفار.. و بتكاليف أقل و بصورة أبسط من كده ... )
نصري قال وهو مركز جدا (و بعدين؟)
جلال (ده إختبار بسيط .. بختار بيهو ناسي .. عشان ... عشان أجهزهم لعمليات أكبر)
نصري حك دقنو و قال بتردد (يا سيد جلال .. أنا ما قدر عمليات أكبر من دي)
جلال خبط المكتب و قال (بالعكس .. إنت أحسن واحد تقدر تنفذ العملية الكبيرة الأنا بخطط ليها من سنة كاملة)
نصري هز راسو بالنفي (يا أستاذ ......)
جلال قاطعو (الخوف ده ما أشوفو تاني .. ما يشبهك)
وقبل ما نصري يرد جلال طلع شيك ووقع فيهو .. و مدا ليهو قلم و قال (أكتب هنا المبلغ الإنت عايزو) ... نصري حس إنو بحلم .. أكيد هو في برندة بيتهم و نام زعلان بسبب كلمتين من أبوهو و بحلم يمتلك قروش كتيرة يحل بيها مشاكلو كلها و أولها معايرة أبوهو ... لكن صوت جلال أكد ليهو إنها حقيقة (أكتب .. و ماتخاف المبلغ ده مجرد هدية .. ما ليهو علاقة بالشغل الحنعملو سوى)
........
..
دخل الحلة وهو مدنقر راسو ما كان عايز عينو تقع في عين زول و يضطر يقيف ويسلم و يبرر غيابو ... لكن ....
(أوووووو نصري ... وووووينك ياشاب)
(أهلا عمي الضو .. كيفك و كيف سحر و أم سحر)
الضو (وووين الغيبة الطويلة دي)
نصري (شغل ياعمي .. عن إذنك .. ماشي البيت .. و بعدين ببقى أمر عليكم .. أصلا أنا عايز سحر)
وصل بيتهم .. لقى الباب متاكا .. لزاهو و دخل ... كان جواهو مزيج من القلق و الخوف و الشوق للبيت و ناسو رغم الحصل .....
دخل البرندة لقى أمو نايمة و رقراق الشمس ضارب في عيونها .. قلبو قبضو عليها .. و أول شي فكر فيهو إنو لازم يريح أمو دي ... و يرحمها من الشقى العاشت فيهو طول حياتها ...
قعد على ركبتو في الأرض جنب راسها .. و هزاها من كتفها و قال (يمة)
شهقت و قال (بسم الله الرحمن الرحيم) و ركزت فيهو شوية بعدين صرخت (نصررررررري)
مسك وشها بيدينو الاتنين و باس جبينها و قال (أعفي لي يا الحبيبة)
أمو قامت .. حضنتو شديد .. و بكت ... كتير .....
.....
في اللحظات دي .. في الشقة الصغيرة ...
لبست البلوزة فوق هدومها و ختت الاسكيرت من فوق عليها و بقت تلف يمين و شمال قدام المرايا ... بالرغم من انهم ما بشبهو ذوقها لكن كانت مبسوطة بإهتمامو و إنو نصري إتذكرها في سفرو .. سرحت شوية .. و إتخيلت نفسها لو بقت ست البيت ده .. و زوجة ليهو ... و الفكرة سيطرت عليها .. لأنو بالنسبة ليها ده الشخص المثالي اليقدر يحل ليها المشكلة الوقعت فيها و هو الوحيد المتأكد تماما إنها ضحية .. بس كيف تقنعو يتزوجها كيف ..... كيييف ؟؟؟!!!!!!!!