رواية مجرد خيانة الفصل الرابع والثلاثون 34بقلم رحمات صالح

رواية مجرد خيانة

الفصل الرابع والثلاثون 34

بقلم رحمات صالح

نصري ضغط بقوة على البنزين و انطلق بأقصى سرعة وهو بجري بين العربات ... و زهراء بتصرخ (براحة .. براحة) .. فجأة إنتبه إنو ماعارف بيت نادية وين ، ضغط على الفرامل وقال (بتعرفي بيتهم؟) 

قالت (نصري .. بتحبها صاح؟)

ضرب الدركسون بغضب وقال (بتعرفي البيت ولا مابتعرفيهو؟)، قالت (بعرفو) وبدت توصف في البيت ، و خلال دقائق كانو واقفين قدام البيت ....

جوة البيت ...

لقوا أمها الكانت مقطعة نفسها بالبكى ، و زهراء تلقائيا بقت تبكي معاها و نصري ساكت و مغمض عيونو بألم ... وبعد مسافة سألها من أبوها قالت إنو طلع و لافي في الأقسام والمستشفيات بمعاونة زملاءها الإعلاميين .....

بعد ساعة أو أكتر ... دخل أبوها و طلع العمة رماها على الكنبة .. عاين لي نصري و زهراء بعيون زايغة .. و إتجاهلهم و داير يدخل جوة .. لكن أم نادية جرت عليهو و مسكتو وقالت (مافي جديد؟)

عاين لي نصري و زهراء .. وقال (ديل منو)

زهراء قالت (أنا صحبتها القبيل إتصلت علي)

قال (سعيكم مشكور .. إتفضلو ما في داعي نتعبكم معانا)

التلاتة استغربو .. نصري قال (يا حاج .. دايرين نتطمن)

قاطعو وقال بقسوة (يا جماعة قلنا اتفضلو)

زهراء استغربت جدا لأنو نبرتو في التلفون كانت مختلفة ، و نصري قال ليها (أرح يا زهراء)

زهراء قبل ما تطلع قالت في محاولة أخيرة (ياعم نحن بس....)

قال بنهرة (يابت .. قلت ليكم أمشو خلاص ..)

طلعو الاتنين و هم مستغربين من الحصل ده .... و مشو على الشقة و الصمت كان حاجز بيناتهم طول الطريق .............

......

...

مرت فترة طويلة .. يمكن شهور .... 

نصري طلع من عند الحلاق .. وقف في الدراي كلين شال البدلة ، علقها في العربية ورا و واصل طريقو على البيت ..... البيت كان مزحوم بالأهل و الجيران ... و صوت ضجة الأطفال ، و ريحة الأكل الجاية من الحلل الضخمة المرصوصة في الزقاق .. و صوت العدة البتتغسل في الطشت الكبير .... كل شي بيدل على الفرح .. إلا الفرح نفسو كان غايب عن البيت بغياب صاحب البيت المرحوم الما اتنسى أبدا ....

دخل بسرعة على غرفتو شال باقي حاجاتو و طلع على بيت أمين لأنو بيتهم الصغير كان مليان تماما .... دخل الصالون مع أمين وهناك كان في باقي الشلة منتظرنو ... مصطفى لمن شافو وقف و ربت على كتفو و قال (أووووو عريسنا الوجيه)

نصري ابتسم بمجاملة .. و ختا حاجاتو و رقد على ضهرو و خت يدو في وشو وقال (صحوني بعدين بالعصر)

أصحابو عاينو لبعض بأسف من حالتو الكانت بتتدهور يوم عن يوم وهم ماعارفين السبب ، حتى شكلو بقى شاحب و صحتو نزلت كتير ، و حتى تحديد الزواج ما غير فيهو أي شي .... 

نصري بمجرد ماغمض اتسارعت قدام عيونو أحداث الفترة الفاتت .. و الشهور القضاها وهو بفتش عن نادية وما ساب مكان الا وفتش فيهو ، و الغموض الكان حاصل من أهلها ، و حتى زملاءها ... حتى الصحافة الإتكلمت عن اختفاءها كان كلامها متضارب و كل يوم بتقال شي جديد .. مرة اختطاف ، مرة موت ، مرة هروب من البلد ، مرة اعتقال ... لكن الحقيقة شنو مامعروف ... 

في وسط تفكيرو عرضت قمر في خيالو ، حبو لي نادية و حزنو عليها ما نساهو قمر بس كان بتفادى يتواصل معاها لأنو عارف إنها بتتعلق بأي بصيص أمل ، و هو ماصدق إنها نستو .. أو زي ما كان فاكر ... 

أما زهراء .. عمرها ما كانت بتعني ليهو شي .. أكتر من كونها وسيلة لتلبية رغباتو ، و مابشوفها اكتر من مرة ولا مرتين في الأسبوع .. وماعارف شي عنها و لا عن شغلها و لا عن حياتها عموما .....

........

ما كان عارف انو الذكريات دي كلها مرت عليهو وسط نومة قصيرة .. الا لمن أمين هزاهو من كتفو و قال (نصري .. قوم العصر جا .. أرح أجهز عشان تمشي للعروس في الكوفير)

نصري قام بكسل .. و استحمى و لبس البدلة ، و اتعطر و طلع مع أصحابو التلاتة .. و بعد ما إتحرك بالعربية وقف فجأة و قال (هي العروس في ياتو كوفير؟)

لؤي ضحك .... و أمين قال بجدية (صراحة كده زودتها ياخي ... ما ممكن عرسك تكون ماعارف فيهو أي شي .. و اخوك شالو كلو في راسو ... حتى العروس ماعارفها وين؟)

نصري قال (أنا ماقصرت معاها و دفعت ليها كل البتحتاجو عشان تمشي أحسن كوفير ....) 

أمين بدا يقول (ياخي القروش ما كل شي .. ....)

سكت لمن نصري قال (ألو .. سحر .. أديني العنوان)

طلعو من أمدرمان وقطعو الكبري ، و مشى لغاية ماوصل شارع من أبرز شوارع الرياض ، و بقى ماشي براحة لغاية ما شاف لافتة المحل الما كان بدل على انو كوفير لأنو بجمع بين حاجات مختلفة ، محل فخم و أنيق مكون من طابقين ، فيهو لافتة بارزة ضخمة جدا مكتوب فيها : moon light 

نزل و صلح بدلتو .. و اتقدم على اصحابو و وقف قدام المحل .. اتفتح الباب السحاب الأوتوماتيكي ،... كان المحل بفوح برائحة جذابة و رقيقة جدا أقرب لرائحة الزهور ... للحظة شعر إنو الريحة ذكرتو بشي .. لكن اتناساها لمن سمع صوت رقيق (مرحبا .. أي خدمة؟)

قال (في عروس معاكم هنا ....)

قبل ما يكمل قالت (اااه .. انت السيد نصر الدين ، اتفضل معاي على غرفة الضيافة .. عندنا عرض الجمعة هدية للعرائس جلسة تصوير مجانية ، بالإضافة لبوكيه من الورد الطبيعي ..)

نصري مشى وراها بملل وهو ده كلو ما بعني ليهو شي ... 

دخل غرفة الضيافة الكانت أقل ما يقال عنها إنها غرفة استقبال 5 نجوم ، أرضيتها من الرخام الأبيض العاكس ، و الأثاث عبارة عن جلوس ملكي باللون الكبدي القاتم ، و الستائر البيضاء بتعكس شعور خاص بالأناقة ... النجفة الضخمة المتألقة بالإضاءة الدهبية .. و المكان بتفوح منو ريحة الياسمين الطبيعي .. لكن من بين ده كلو مافي شي لفت نظرو ، غير الكونسول الدهبي الفخم عبارة عن تربيزة معاها مرايا ضخمة في مدخل الغرفة ...... الكونسول ده شافو في مكان ... حاول يتذكر ...... و فجأة ............ الأفكار بدت تترتب في راسو .... المحل ....... استور الهدايا ..... تصميم الأزياء ..... تصميم فستان سحر العروس ... الكونسول ... الشحن .... أيوة .... الطقم ده هو شحنو بنفسو ....... صرخ في نفسو بدون صوت ..... يارب تستر وتعدي على خير .... يارب ، أنا ماناقص ........ لكن .......  في نفس اللحظة دي .......... 

اتفتح الباب ، و البت الإستقبلتو قالت (السيد العريس ، دي صحبة المحل .. حبت تبارك ليك بي نفسها و تشرف على جلسة التصوير)

نصري ردة فعلو كانت غريبة .. ضحك ... وقال (ههههههه آنسة قمر ، عاش من شافك)

قمر كانت حاسة إنها حتقع من طولها ... الأرض بتلف من تحتها ..... و كل شي قدامها بقى باللون البني .... شمت في أنفها ريحة أقرب للدم الإتجمد في راسها ..... مدت يدها ثبتت على الحيطة عشان ماتقع ، بت الإستقبال شعرت بيها ما متوازنة ، مسكتها و قالت (قمر .. مالك)

نصري الموقف بالنسبة ليهو كان أصعب من إنو يتعامل معاهو عشان كده قال (يا أخت ... طلعو لينا العروس خلونا نمشي)

البت قالت وهي ماسكة قمر (أهي العروس جات)

قمر شعرت انو ردة فعلو فيها كتير من الاستهتار و اللا مبالاة ..... سحبت يدها من يد البت ... و اتماسكت و اتلفتت وراها ، عاينت لي سحر الكانت آية من الجمال ، رغم إنها شافتها .. و أشرفت على تجهيزها بنفسها لكن كانت كأنها بتشوفها لأول مرة ... بعين مختلفة تماما ......... 

سحر عاينت لي نصري و دنقرت بخجل .... و بعد شوية رفعت راسها باستغراب لمن شعرت انو مافي زول معبرها ... انتبهت لي نظرات قمر الغريبة ، و نظرات نصري الزايغة .... و فجأة قمر قالت وهي ضاغطة بين أسنانها بغضب (سوقها و أطلعو من غير مطرود ... يلا برة ...) و رفعت صوتها و هي بتأشر جهة الباب (برررررة ... الله لا يوفقك ..... الله لا يهنيك .... الله يعذبك زي ما عذبتني بيك ... برررررة يلا)




         الفصل الخامس والثلاثون من هنا 

   لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة