رواية مجرد خيانة الفصل الواحد والثلاثون 31بقلم رحمات صالح

رواية مجرد خيانة

الفصل الواحد والثلاثون 31

بقلم رحمات صالح

ضهر اليوم التاني .... و في أكبر مطعم بالبلد ... 

قمر ماسكة المنيو و بتقرا و لؤي قدامها مافاهم شي .. و بقلب في المنيو العندو وهو محتار ماعارف يختار شنو رغم الجوع الكان حاسي بيهو لأنو من الصباح لافي معاها و ما أكلو شي ...

قمر حست بيهو .. ورفعت ايدها أشرت للويتر الكان قريب منهم .. و قالت ليهو بالإنجليزي يساعد لؤي في الاختيار .. و قالت لي لؤي (عاوزاك تعرف الأصناف كلها عشان تختار بمزاجك)

لؤي بمساعدة الويتر طلب و هي طلبت و بقو منتظرين ... قمر كانت خاتة ايدها على خدها و سرحانة بعييييد .. و فجأة قالت (لؤي .. عاوزة أسألك)

لؤي (نعم)

قالت وهي لسه بتعاين بعيد (تفتكر نصري لسه بحبني ؟)

لؤي ما كان متوقع انها ممكن تفتح معاهو الموضوع .. ارتبك .. و بدا جبينو يعرق رغم برودة الجو ، لكن فكر إنو دي فرصة عشان يصحيها من الوهم .. وقال (لا ما أفتكر)

قمر صرت وشها و قالت (لكن أنا حاسة انو ....)

قاطعها وقال بجدية (شوفي يا قمر .. أنا الأيام الفاتت دي قربت منك كتير .. و عرفت قدر شنو إنك بت طيبة وقلبك أبيض .. و أنا نصري ما بس صحبي بل أخوي اتربينا في حلة وحدة و بعزو أكتر من أخواني ، لكن لازم أوعيك .. إنتي مابتعرفي الشباب بفكرو كيف .. لكن أنا بعرف .. نصري ما كعب لكن ....)

قاطعتو وصوتها اتغير من العبرة الخنقتها (بسسس .. كفى .. أنا بعرف نصري أكتر منكم كلكم .. وعارفاهو شنو . انت بتقول ما كعب؟؟ .. لا هو كعب .. و عارفاهو بستغلني .. وعارفاهو ما حباني عشان شخصي .. لا .. كان بحب قروشي و جمالي و الراحة الكان بلقاها معاي .. لكن .. انا كمان كنت محتاجة ليهو زي ما كان محتاج لي .. كنت بديهو لكن بشيل منو شعور الأمان .. شعور إنو في زول قريب مني يهتم بي و يعرف تفاصيل مشاكلي وهمومي .. زول أبكي قدامو بدون خجل .. و أشكي ليهو بدون خوف ... زول أحس اني حاجة حقتو و بخصو .. كنت بحس معاهو بشي ما لقيتو من يوم فقدت أمي ... انت ماعارف نصري بعني لي شنو ... نصري .. على رغم البحصل منو لكن بعني لي حياتي .. حياتي بكل مافيها)

....

..

كانت في غرفتها و قافلة الباب رغم انو الوقت ضهر .. رن تلفونها و نطت من الخلعة لكن هدأت لمن عرفتو التلفون .. ردت (مرحب)

)زهراء؟)

(أيوة .. مين معاي؟)

قال (معاك الضابط /// من قسم شرطة //// عندك معانا بلاغ ضد المدعو وليد .. حاليا هو معانا ياريت تجي الان عشان نفتح التحقيق)

زهراء هزت راسها بالنفي وقالت بخوف (لا لا .. أنا لمن فتحت البلاغ طلبت منكم اني أكون بعيدة من الصورة .. أنا .. أنا عايشة براي و .. و ...)

قال (يا أستاذة .. كده ما بنفع والتحقيق ما بتم ما لم تجي هنا و نسمع أقوالك كلها ... لو حابة تتنازلي عن البلاغ مافي مشكلة)

قالت بسرعة (لا .. ما حأتنازل..) 

قفلت الخط وهي بتحاول تسلح روحها بالقوة .. لمتين حتفضل ضعيفة كده ؟ و لمتين حتخلي حقها لصنف الرجال الأنانيين ديل ، لازم تقيف في وشهم و توريهم إنها أقوى من إنهم يأذوها بالصورة دي .......

.....

في قسم الشرطة ... 

دخلت وهي بتحاول تتحكم في الرجفة الصابتها مما وقعت عينها على وليد القاعد في مكتب الضابط .. وقفت بعيد .. و الضابط قال (تعالي .. اقعدي هنا)

قالت (لا .. خليني هنا)

الضابط ما اهتم و قال (دكتور وليد .. بتعرف البت دي؟)

وليد بدون ما يعاين ليها قال (كانت مساعدة في الصيدلية الشغال فيها)

قال (و سابت الشغل ليه)

وليد (ما بعرف .. انا مجرد موظف زيها)

الضابط قال (يا دكتور .. الأخت دي مقدمة ضدك بلاغ بتهمتين .. الاغتصاب ، و التهجم عليها في بيتها ... رايك شنو في الكلام ده)

وليد بدون ما تهتز منو شعرة .. قال بثقة (ما حصل)

الضابط قال (طيب اتفضل انتظر برة شوية)

وليد طلع .. والضابط قال ليها (شوفي .. أنا كشرطي عارف إنك صادقة و إنو مذنب .. حدسي بقول كده .. بس انتي جايبة لي تهم من غير أي دلائل .. حتى الورقة القلتي طلعتيها من المستشفى قلتي فقدتيها ...)

زهراء قربت و قعدت و قالت بإنفعال (لكن ده كلو حصل .. و انتو في خدمة الشعب مفروض تاخدو لي حقي)

قال (أنا بعمل العلي .. بس ما أوعدك إني أقدر اخدمك بدون دليل)

زهراء شعرت من نبرتو إنو ما حيفيدها في شي .. قامت من كرسيها وقالت (خير يا جنابو) و طلعت من مكتبو و من قسم الشرطة كلو و هي حاسة إنها زادت ضعف على ضعفها .. ماعندها سند.. ماعندها زول تتكل عليهو .. حتى الشرطة ما فادتها بشي .... 

.........

لؤي طول الطريق للفندق وهو بفكر في كلام قمر .. و بفكر في وعدو ليها انو حيساعدها و يرجع ليها نصري رغم انو ماعارف كيف حيقدر على كده وهو عارف تماما انو نصري راسو قوي و ما بتأثر بالحاجات دي .. و كمان ما كان ناسي سحر و سؤالها عن نصري يعني يمكن يكون نصري بفكر فيها فعلا ......

وصل الفندق و طلع الجناح بتاعهم .. لقى أمين و مصطفى قاعدين في الأرض وقدامهم كشتينة بلعبو ... عاين ليهم و داير يدخل الغرفة بدون ما يسلم .. لكن أمين وقفو 

(أقيف .. ماشي وين كده لا احم لا دستور)

لؤي (تعبان.. داير شنو)

أمين قال (صحبك جاي حسي و قال عايزنا كلنا)

مصطفى قال بنهرة (يااخ ركز في الورق ده)

اتفتح الباب ، و قال (سيبو الفي يدكم ده سريع)

اتلمو التلاتة حولو و هو بدا يتكلم (عايز منكم خطة محكمة .. البضاعة لازم تطلع الليلة من البلد دي .. ولازم تتسلم بكرة في السودان ....)

أمين اتخلع (الليلة ؟ بس نحن سفرنا لسه ...)

نصري (قلت الليلة .. لازم)

لؤي اتساءل (يعني كلنا حنرجع الليلة؟ وحنلقى حجز كيف)

نصري (الحجز موجود .، و كلكم حترجعو .. الا أنا بلحقكم بكرة)

أمين قال (إذن لازم نحبك خطتنا كويس .. و بسرعة)

نصري قال (أنا طالع .. مستعجل .. و حأسيبكم تفكرو .. أنا معتمد عليكم يا شباب)......

..........

زهراء بعد ما لفت كتير بدون هدف .، ما كانت عاوزة ترجع البيت .، لأنها بقت تشعر فيهو بي وحشة .. لقت نفسها وصلت جنب نجيلة مطلة على شارع رئيسي من شوارع الخرطوم .. وفيها مقاعد .. قعدت ... و بدت تكلم نفسها بصوت مسموع (وبعدين يا زهراء .. نهاية الطيبة دي شنو .. لمن كنتي مسكينة ذئاب الشوارع أكلتك .. و لمن حاولتي تطلعي صوتك مافي زول سمعك .. وبعدين .. نهاية الدنيا دي معاك شنو ؟ انتي لازم تبقي قوية عشان نفسك .. عشان أمك وأخوانك الصغار .. لازم تخليهم ما يعيشو الانتي عشتيهو .. لازم توفري ليهم حياة مريحة عشان تبعديهم من شر الفقر و ذلو .. بس كيف ؟ كيف)

سرحت شوية .. وبعدها قامت من مكانها ... و وقفت في الظلط ، أشرت للأمجاد .. و ركبت قالت (لو سمحت .. شارع ال/// صيدلية المنى)

...........

سحر اليوم ما مشت لي أم نصري كانت حاسة بإرهاق .. وأمها كمان كانت معترضة على مشيتها اليومية بحجة انها برضو براها و محتاجة ليها ... الجو كان جميل بالعصر ده ... طلعت مرتبتها و فرشتها ... و رقدت .... لكن قامت تاني لمن شافت أبوها حاج الضو جاي عليها ... و قعد جنبها في السرير وقال 

(والله يابتي كبرتي و بقيتي عروسة .. الليلة عمك من البلد ضرب قال داير يجي يخطبك لي ولدو الكبير)

سحر قالت (عمي؟)

(ايوة .. و طبعا الراي رايك لكن انا بشوف مافي أحسن من ود عمك المن لحمك و دمك)

سحر (لكن يابوي ... لكن..)

قال باهتمام (لكن شنو ؟)

قالت (الحجة أم نصري .. قالت .. عاوزاني ليهو)

حاج الضو قال (لكن الولد ده ما معروف ليهو راس من قعر)

قالت (انت اقعد معاهو و أسألو عن كل شي .. و كمان ممكن تسأل محل شغلو و كده)

اأبوها لمن شعر بيها متمسكة بالموضوع قال (طيب أنا من دربي ده بمشي على ناجي أخوهو .. و أشوف قولو شنو..)

..........

زهراء وصلت الصيدلية وهي بتسأل نفسها وليد بعد القسم بكون رجع هنا و لا لأ .. اتشجعت وفتحت الباب قبل ماتغير رايها ... لقتو قاعد وهو طوالي رفع راسو ولمن شافها ابتسم وقال (يا ألف مرحب .. يادي النور اللي هلا علينا)

زهراء اتصنعت البرود .. و حاولت تكبت الرجفة البدت تجي في اطرافها وقالت (بنورك يا دكتور)

قال (و شنو سر الزيارة الجميلة دي)

قالت (جاياك في صفقة .. و الاتنين حنكسب.... أنا فكرت اني اتسرعت بخصوص البلاغ ده .. وفي نفس الوقت قلت يابت يا زهرا الحصل حصل .. و بخصوص الشقة انت اصلا ماجيت عشاني انا ... أنا مستعدة أسحب البلاغ .. بس بشرط)

قال (اتفضلي .، سمعيني شرطك)

قالت (نشتغل سوى .. بس أرباحي تعلى شوية)

ضحك وقال (هههههه يا ماما الحركات دي ماعلي أنا .. و الدليل السألوك منو و ما لقيتيهو ما بتجي تفتشيهو عندي)

قالت (أنا جادة في العرض ده .. و من حقك تطلب الضمانات البتناسبك)

عاين ليها وقال بجدية (حقيقي حتتنازلي ؟ عشان القروش؟)

قالت (أعمل شنو .. طريق الاقسام و المحاكم ما حيأكل أخواني عيش ....)

قال (بالضمانات الأنا أحددها ؟؟)

قالت (أكيد)

قال (أنا كمان عندي شروط)

زهراء و هي حاسة انها سامعة دقات قلبها من كتر الخوف .. قالت (قول شروطك)

........

الساعة 9 ليلا ... في مطار الخرطوم صالة الوصول .. 

أمين اتنفس بي راحة لمن عبر جهاز التفتيش ... و صلح قميصو .. و مشى ... خلص إجراءاتو .. وشال شنطتو و طلع برة المطار بدون ما ينتظر أصحابو .. وبقى بفتش على تاكسي ، و فجأة في يد اعترضت طريقو ... وقف وعاين لقاهو رجل أمن ..  قال ليهو (نعم؟)

قال (اتفضل معاي ...)

أمين قال (في شنو؟ أنا ما بمشي معاك أي مكان)

رجل الأمن أشر من بعيد .. جو اتنين تانيين ... و واحد فيهم مسك يدين أمين الاتنين ولفاهم بي ورا .. وقفلها بالكلبشات و التاني مسكو من كتفو و لزاهو وهو بقول (أمشي قدامي من سكات)



          الفصل الثاني والثلاثون من هنا 

   لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة