
رواية مجرد خيانة
الفصل السابع عشر 17
بقلم رحمات صالح
دموعها جرت و قالت (نصري الله يخليك ما تستغل عواطفي)
قال بعد ما بدا يحس إنها حتتجاوب (تعالي نقعد و نتكلم .، عشان كده الناس بتعاين لينا)
عاينت للسواق الكان مراقب كل حركة بدون مايسمع شي .. ونصري عاين في الاتجاه الكانت بتعاين فيهو و قال (ده منو البراقبك ده . بتعرفيهو ؟)
ردت (أيوة) و ضحكت و قالت بسخرية (جاسوس بابا)
قال (طيب خليهو علي .. و أطلعي قدامي على الكافي)
قمر بخوف (الله يخليك يانصري ماتعمل لي مشكلة ساي)
قال (إطمني .. إنتي معاي ما بتجيك عوجة)
مشت وهي شايفاهو بتكلم مع السواق .. و كل شوية تتلفت تعاين ليهم .. و اتفاجأت لمن شافتهم بضحكو و بضربو كفينهم ببعض .. و السواق ربت على كتف نصري و مشى ..
......
طلعو الكافي و اول ما وصلو نصري جرا ليها الكرسي و قال (إتفضلي)
قعدت و قالت (عاوز شنو يا نصري)
قعد قصادها .. و ركز عيونو في عيونها و قال (إنتي)
إرتبكت .. و قالت (أنا مالي)
(عايزك إنتي ياقمر ، حبي الوحيد .. و مما لاقيتك في الصيدلية و أنا ماقادر أنوم الليل و ندمان على الأيام القضيتها و إنتي بعيدة مني)
قمر (طيب ليه؟ ليه بعدت مني ؟ و ليه ما رديت علي .. و ليه سبتني كل يوم أتمنى أسمع رنتك في تلفوني و لو تجيني منك بس رسالة .. ليه يانصري؟ و إنت عارفني بحبك كيف)
دنقر راسو و قال بأسى (أنا غلطان .. بس إنتي ماعارفة شعور الواحد لمن يشوف أقرب زول ليهو تعبان و هو ماقادر يقدم ليهو شي .. كنت حاسي بيأس و إني ما مني فايدة و ماقدرت أشيل مسؤولية علاج أمي .. كيف حأشيل مسؤوليتك إنتي ... أعذريني يا حبيبتي)
قمر طلعت منديل من شنطتها .. و مسحت دمعتها برقة .. و قالت (لكن فات الأوان .... و إتخطبت)
قال (إنتي عايزاني و لا لأ؟)
قالت بدون تردد (إنت حياتي كلها .. من غيرك ما كنت عايشة)
قال (يبقى ما تشيلي هم لي أي شي)
.....
في نفس التوقيت .. في الحلة
سحر فتحت الباب لقت قدامها ناجي .. قالت (ناجي ؟ إتفضل)
قال (لا ماشي طوالي .. بس .. كنت .... ااا)
سحر (في حاجة ؟ الحجة كويسة؟)
قال كأنو ياداب إتذكر الموضوع الكان جاي عشانو (ااااه ... صح .، الحجة ... ههه .. أمي قالت ليك لو فاضية تعالي ليها بالعصر كده .. عايزاك تخبزي معاها)
سحر (قول ليها حاضر)
....
في الكافي و بعد ما قمر و نصري إتبادلو العتاب .، و إتبادلو الإعتذارات ..... نصري قال (الليلة اليوم ده حنكملو مع بعض)
قمر قالت بقلق ( و بابا)
نصري بزهج (يووووه .. ماقلنا ماتشيلو هم يخواننا)
قمر (خلاص خلاص .. زي ما تشوف)
نصري طلع تلفونو من جيبو و كان عايز يعمل مكالمة .. و قبل ما يضغط شي التلفون رن في إيدو ....
....قبل 5 دقائق ....
زهرا كانت منكمشة على نفسها و متغطية بالبطانية رغم الجو المسخن .. و بترتجف .. و بتعطس بصورة متكررة ... مدت يدها المرتعشة و شالت منديل و مسحت أنفها ... و رجعت اتغطت ....
كانت حاسة بانها بتعيش اخر لحظات ليها في الدنيا .. و يمكن تموت كده و مافي زول يحس بيها ... نصري الفترة الأخيرة انشغل و ما بتشوفو الا نادر و بالليل بس ... بدخل يستحمى و ياكل من الأكل البكون جاهز في المطبخ و يرقد ينوم .. و من الصباح يطلع بدون مايقول اكتر من صباح الخير .. ده لو لاقاها أصلا....
فكرت انها تتصل تطلب منو يجيب ليها علاج للإلتهاب .. و بعد تردد اتصلت ... رد عليها بصوت خافت مستعجل .. قالت ليهو انها تعبانة ... و وعدها انو يجي بالليل يوديها المستشفى
نصري قفل منها و رفع راسو لي قمر لمن قالت (دي ماما صح)
قال باختصار (أيوة .. المهم .. أنا حأخليك الليلة تقضي يوم عمرك ما حلمتي بيهو )
و قبل ما ترد .. قام من مكانو ... و بعد منها .. و بدا يعمل اتصالات ....
......
بعد ساعتين .....
(خليك مغمضة ...) و لزاها قدامو من كتفها و هي ماشة باستسلام .... سمعت صوت باب اتفتح ...لكن مافتحت عيونها الا لمن قال (فتحي)
فتحت ... و وسعت عيونها بإنبهار ... وهي بتتلفت حولها ...
(نصري .. ده كلو عشاني أنا؟)
قال (طبعا حبيبتي .. انتي تستاهلي اكتر)
اتأملت المكان الكان عبارة عن صالة صغيرة تابعة لكافتيريا.. و معلقة فيها بلونات ضخمة باللونين الأحمر و الأبيض .. و الأرض مليانة ورود وشموع حمراء .. و الاضاءة خافتة جدا .. و صوت إيهاب توفيق بقول :
انت ومش حد تانى.. في عينيك فرحة زماني
لو غبت حبيبي بس ثوانى مبعرفش أعمل ايه
جوايا حنين باقيلك لو أطول في عينيا اشيلك
الدنيا بتحلى لما بجيلك و ده اللى بحس بيه
أنا ليه وانا في حضنك بتخطف
ده بإيه يتسمى ويتوصف
روحي بتنساني وشوق يملانى وأروح لبعيد
أنا ليه و أنا في حضنك بتخطف
ده بإيه يتسمى ويتوصف
بقى للدرجادى هوانا مش عادى وكده بيزيد
.......
إتلفتت عليهو و عيونها مليانة دموع ... (نصري .. ده كلو عشاني أنا؟)
(طبعا .. إنتي قمري و لازم أراضيك بطريقة تليق بمكانتك جوة قلبي)
(أنا أسعد إنسانة في الدنيا)
(و أنا دايما سعيد طالما إنتي مبسوطة يا روحي)
قعدت .. و بدت تسأل بتردد (لكن... لكن يا نصري .. يعني ... عملت ده كلو كيف... و .. و العربية دي .. و....)
قاطعها (إشششش .. ده ما يوم أسئلة ...)
قالت (بحبك .. و لآخر يوم في عمري حأحبك)
........
........
دخلت و قفلت باب الحوش وراها و بقت تصفق وتنادي (يا أم نصري .. يا حجة .. وينك)
ما جاها رد ... دخلت أكتر .. و بقت تفتش بين البرندة و الراكوبة و المطبخ .. ومافي أثر ليها .... سمعت صوت الموية في الحمام ... خمنت إنها جوة ... شالت المقشاشة و بدت تكنس في الحوش على بال ما الحجة طلعت من الحمام .... لمن وصلت جنب الحمام حست انو الموية بتكب بغزارة و صوتها منتظم .. يعني مافي زول بيشيل منها ... دقت الباب براحة .. (يا حجة .. يا خالتي)
ما جاها رد ....
دقت تاني و هي حاسة إنو دقات قلبها أكبر (يا حجة ... إنتي جوة ؟)
مافي رد ...
رمت المقشاشة ... و مدت يدها .. و فتحت الباب الإتفتح معاها بسهولة .......... و...... شهقت ........