رواية مجرد خيانة الفصل الثامن والعشرون 28بقلم رحمات صالح

رواية مجرد خيانة

الفصل الثامن والعشرون 28

بقلم رحمات صالح

زهراء حاولت تصرخ ... قبل ما مصدر الصوت والريحة الغريبة يصلها .. بس صوتها خانها ، و اختنقت بالحروف لمن فجأة مسكها من كتفها و حاول يلفتها عليهو وهو بقول بصوت تقيل جدا (وينو الكلب ده)

زهراء ماقدرت تقبل عليهو و ماقدرت تفتح عيونها ، بس في اللحظة دي مر قدامها شريط يوم الاعتداء ، حتى الريحة المقرفة الهي شاماها حاليا ذكرتها بريحة وليد رغم ان ريحتو ما كانت كده .... و الصوت .. الصوت كمان زي صوت وليد .... لا ما ممكن ... حست بنفسها حتفقد الوعي لكنو ضربها على رقبتها .. و شداها من شعرها بيدو الكانت ما قادرة تقبض عليها كويس وهو بترنح يمين وشمال (الح ح حقير .. اتدسى مني وين .. م م ما حأسيبو ح ح حأقتلو بيدي دي زي ما ق ق قتل حلمي وسرق مني ق ق قمر .. سرق مني العز الكنت حأعيش فيهو .. و و وربي ما أسيبو .. ب ب بقتلو ب ب قطعو ح ح حتة)

فتحت عيونها بأقصى درجة . و نفسها انقطع تماما .. مستحيل .. مستحيل يتهجم علي مرتين .. أنا بحلم أكيييييد بحلم ..

فجأة ضحك وقال (ههههههههه انتي تاني ؟ ب ب بتطلعي لي ف ف في كل ح ح حلم .. كل ما أغمض ب بشوفك ههههه ح ح حتى هنا لقيتك خههههه يلا مامشكلة .. المهم .. الحيوان ده وين .. ت ت تعبت عشان أعرف ب ب بيتو .. و و أجي أ أ أقتلللو .. س س سرق ق ق قمر)

......

....

بعد مرور أيام .. 

الساعة 2 بالضهر

دخلت حمام المطار .. و وقفت قدام المرايا ، صلحت ياقة القميص الأسود الطويل المنقوش برسومات فضية هادئة .. مع بنطلون جنز أبيض .... و لبست جكت جلد تقيل بسبب البرد و خلتو مفتوح ، وثبتت طرحتها بالدبوس.. عاينت لنفسها برضا و سحبت نفس عميق وهي بتحاول تستمد الثقة في نفسها عشان تستعد للمواجهة المنتظراها برة .....

طلعت ومشت على صالة الاستقبال و هي بتفتش بعيونها ، لغاية ما شافت لوحة مرفوعة فيها اسمها بالانجليزي .. مشت على صاحبة اللوحة و قالت (أنا قمر)

صاحبة اللوحة كانت شقراء عيونها عسلية نحيفة جدا و طويلة .. و لابسة بنطلون و تيشيرت ضيق ظهرها أنحف من حقيقتها ... قالت بالعربي الفصيح (مرحبا يا آنسة قمر)

قمر قالت برسمية حسب تعليمات أبوها (ممكن أشوف بطاقتك لو سمحتي؟)

إبتسمت وقالت (بالتأكيد) و طلعتها من جيبها .. وقمر قرتها وقالت (مرحبا جوليا)

جوليا قالت (هيا بنا .. السائق ينتظرنا بالخارج)

قمر اتساءلت عن نصري بس خلت سؤالها بينها و بين نفسها .. طلعت مع جوليا .. و قبل ما تركب العربية سمعت من بعيد

(قمر.. قمر)

قلبها دق بعنف لمن سمعت صوتو .. لكن مثلت عدم الاهتمام و اتلفتت عاينت ليهو ببرود .. و عاينت للشاب المعاهو و اتذكرتو لأنها شافتو يوم الغرق ... 

(حمد الله على السلامة)

ردت بهدوء (الله يسلمك) و عاينت ليهو بطرف عينها وقالت (إنتو البابا قال ليكم حتكونو معاي لغاية ما أعمل حاجاتي .. صح؟)

لؤي عاين لي نصري بخلعة كأنو بقول ليهو ده شنو الأسلوب ده .. بس نصري ابتسم ابتسامتو البي الجنبة و قال (ايوة نحن)

زي ما اتوقع ارتبكت جدا من نظرتو و ابتسامتو .، عاين ليها بتحدي كأنو عاوز يقول ليها ماتنسي إني بعرف ألخبطك بي نظرة ... وهي اتفادت أي شي و ركبت العربية بدون ما تنسق معاهم لي أي شي ......

جوليا قالت (سيد نصر .. سأتصل بك لاحقا لنتفق على الجدول)

نصري قال (هوي أنا مافاضي ليها عندي شغل جاي عشانو .. اتصلي بديك وقت فراغي و انتي أبقي نسقي ليها جدولها عليهو)

لؤي سحبو من يدو وقال بهمس (براحة ياخ الزولة دي بتتكلم معاك بأسلوب راقي .. بعدين انت ليه بتتعامل كده مع قمر دي ما تنسى انها ......) وسكت

نصري فكر انو فعلا مامفروض يتعامل معاها كده لأنها ماغلطت في شي وهو التعبها معاهو ... بس قال (يازول ما عندك شغلة فيني ...)

و مشو الاتنين ركبو الليموزين تبع الفندق الكان واقف ليهم .. وأول ما إتحرك رن تلفونو برقم جلال .. وقال بضيق (يانصري ياخ أنا ماعندي زمن كل شوية أتصل أوصيك على البت دي .. ياخ خليك معاها زي ما أبوها قال و ماتخليهو يجنني بالتلفونات)

نصري خمن انها اشتكتو لأبوها .. عشان كده قال (حاضر يا بوس)

.....

بعد كم ساعة ....

قاعدة في المطعم و خالفة رجلها بثقة و هي بتملي في جوليا الحاجات الحتعملها و جوليا بتكتب بتركيز ... وقعت عينها على نصري و لؤي جايين عليها .. انتظرتهم لغاية ماقربو و رفعت معصمها الشمال عاينت للساعة و قالت باستفزاز (متأخر علي ربع ساعة) 

نصري قرب منها و دنقر عليها وخبط التربيزة و قال بحدة (قمر الحركات دي ما بتخارج معاي ... خليك محترمة معاي عشان أعرف احترمك)

جوليا ما كانت فاهمة كتير بس حست انو في حاجات شخصية عشان كده براحة ختت القلم فوق التربيزة وقامت مشت .. ولؤي بقى واقف مكانو بعيد شوية ومافاهم شي ....

قمر عيونها رقرقت و قالت (تحترمني ؟؟ هو انت خليت فيها احترام؟ عشمتني و فرحتني و عيشتني أسعد شعور ممكن تعيشو بت .. و فجأة ... فجأة اتخليت عني بدون حتى ما تبرر لي تصرفاتك الغريبة ... أنا غلطت معاك في شنو يا نصري ؟ أنا حبيتك جد .. ووقفت معاك .. و كنت مستعدة اكمل معاك لغاية اخر العمر على الحلوة والمرة .. بس انت .. قابلت ده كلو بأبشع معاملة .. طيب ليه . كنت تسيبني في حالي .. ليه عملت كده ؟)

نصري كأنو اتكبت عليهو موية باردة ... قعد على الكرسي وقال بهدوء (قمر .. أنا زول كعب ما بستاهلك ..انتي الطيبة والبراءة و الحنية .. والقلب الحنون .. و أنا ..)

قاطعتو و قالت (طيب ليه .. الصالة .. الأغنية .. الشموع .. والورود.. ليه ..)

قال بصدق (عشان أحميك)

قمر (من شنو)

رد (من ناس الدنيا .. كنت جد خايف عليك)

قمر ضحكت و دموعها جارية بحزن (اي شي في الدنيا ما أكعب من الانت عملتو فيني)

نصري (قمر اعفي لي.. و .. و أنا مستعد أكون جنبك لمن تلقي الزول اليستحقك و ...)

قمر كأنها كانت في غيبوبة وفاقت منها .. عاينت ليهو باستياء وقالت (انت فاكر نفسك منو عشان تكون جنبي .. انت مكانك وراي .. زيك و زي أي موظف عند بابا تسمع الأوامر و بس)

نصري قال (أمرك ياستي .. )

عاينت ليهو و عاينت لي لؤي الواقف بعيد و لمعت في راسها فكرة مجنونة ... 

........

في الحلة 

(ناجي .. عاوزاك لحظة)

عاين ليها بحزن وقال (نعم)

قالت باحراج (أنا عارفاك زعلان عشان ... عشان أنا....)

قاطعها وقال وملامحو عابسة (لا مازعلان ،، دي حياتك وانتي حرة فيها)

قالت بفرح (جد ما زعلان ؟ انت انسان طيب خالص)

ناجي حاول يخفي الحزن الاتملكو .. وسحر قالت بدون ماتفكر في مشاعرو (طيب خلينا نبقى أخوان و أصدقاء .. و أول شي عاوزاك تصارحني بحاجات كتيرة ما لاقية ليها أجوبة)

قال (جدا .. عاوزة تعرفي شنو)

قالت (أخوك نصري .. شغال وين بالضبط .. و ليه ساب البيت)

عاين ليها وهو بحاول يفهم هل هي فعلا بريئة لدرجة تسألو عن أخوهو بعد ما عرفت انو هو البحبها و هو العاوزها ... و لا ليه سألتو السؤال ده .. لكن اتأكد من براءتها لمن قالت بقلق (مالك بتعاين لي كده .. ما يكون كلام ناس الحلة صاح؟ قول لي أي شي بتعرفو عليك الله)

ناجي قال بحزن و إختصار (ما بعرف شي أكتر من الانتي عارفاهو .... وعن إذنك)


......

نصري ولؤي طلعو من المطعم مع قمر و جوليا ... و حسب أوامر قمر و توجيهات جوليا مشو على وحدة من المولات الفيها محلات أزياء عالمية شهيرة .......

قمر دخلت قدامهم كلهم وبقت لافة في المحل ... و فجأة وقفت قدام شماعة وقال (لؤي .. تعال وريني رايك شنو شكلك زوقك جميل)

نصري من جواهو كان نفسو يضحك على تصرفها المكشوف بالنسبة ليهو .. لكن مسك نفسو و هو بقول في سرو (اللهم طولك ياروح)

....

....

(أفتحي خشمك بس حتة الله يرضى عنك)

صمت خشمها ولفت وشها عكس ... نادية ختت الصحن بيأس وقالت (وبعدين معاك .، ليك كم يوم بالحالة دي لاراضية تاكلي لا تتكلمي .. حرام عليك فهميني الحصل معاك شنو)

زهراء عاينت ليها بعيون باردة خالية من أي تعابير .. ونادية قالت (أنا بعد حأضطر أكلم أمك تجيك .. انتي ماعاوزة توريني في شنو من يوم جيتك بالصباح ولقيت شقتك ملخبطة وانتي قاعدة زي الصنم وتعايني في السقف)

ماجاها أي رد .. اتأففت و قالت (طيب جاك حرامي؟ شفتي شيطان ؟ ياخ ردي أنا بتكلم معاك)

زهراء اكتفت بإنها مسكت يدينها ببعض عشان تثبتهم من الرجفة الجاتها .. نادية لاحظت ليها وقالت (وبعدين معاك)

فجأة اتكلمت وقالت بعد صمت دام أيام (عاوزة أمشي أفتح بلاغ ... و عاوزة أطلع في برنامجك....!!!!!)



         الفصل التاسع والعشرون من هنا 

   لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة