
رواية مجرد خيانة
الفصل الحادي عشر 11
بقلم رحمات صالح
دنقر شال كيس من الأرض و فرشو على عتبة رفيعة في الشارع عبارة عن عمود كهربا واقع .. و قال (أقعدي)
قعدت بإستسلام و قعد جنبها ... فجأة بقت تضحك ... عاين ليها ببرود و رجع سرح بعيد .. قطعت سرحانو و قالت (قلت لي مدير شركة .. و عندك عربات و املاك ههههههه و إجتماعات و صفقات هههههههه و إنت حق المواصلات ماعندك هههههههههههه)
ما إهتم بكلامها لأنو كان بفكر في الأهم من كده .. كل شي إنهار و آخر شمعة أمل إنطفت بعد ما قمر رسلت رسالة قالت إنها مضطرة تأجل المواعيد و حتحدد ليهو وقت تاني يجي يستلم القروش .. طبعا هو ماعندو تفسير غير إنها غيرت رايها و بتتهرب منو ... و ماكان حيتوقع أبدا إنو أبوها محاصرها عن طريق حماد السواق .......
رن تلفونو للمرة العاشرة بالضبط .. كان أمين بعد 9 محاولات اتصال و بعد ما مشى ليهو في البيت و لقى أمو منهارة و أخوهو ماعارفو وين ...
رد بفتر و يأس (أها)
(ياااااا زوووووول وينك ياخ)
(في شنو مالك)
أمين بعصبية (في شنو ؟ ياخي الناس كلهم قالبين عليك الدنيا انت وين)
نصري (أنا عندي مواضيع بحل فيها ... و بالنسبة لموضوع القروش طرررررشق ،، اتصرف ياخي شوف لينا حل أنا والله كتمت معاي فوق تحت)
أمين (ياخي ملعون أبو القروش زاتو ... )
نصر قال بهدوء (مالك يازول حسي ؟)
أمين (إنت وين)
نصري (سلام ،، برجع ليك بعدين) و قفل الخط و قفل التلفون بالمرة .....
.....
قمر فتحت باب العربية الكانت وقفت في الباركينج الداخلي للبيت ... نزلت و قفلت الباب بقوة ... و دخلت البيت و الشر يتطابر من عيونها .... طلعت على قسم سارة .. و دخلت ومشت على غرفتها ... و حاولت تفتح الباب بعنف لكن كان مقفول بالمفتاح .. بقت تخبط فيهو برجلينها و يدينها و تقول (أفتحيييي أفتحي)
سارة فتحت و النوم مالي عيونها (قمرررر ؟ في شنو)
قمر (غلطت لمن فكرت إننا ممكن نبقى صحبات .. إنتي مجرد وحدة ... وحدة خبيثة و بس)
سارة فتحت عيونها وهي ما مصدقة السمعتو ... وقالت (ده شنو الكلام ده)
قمر (ماتعملي نفسك مافاهمة ... إنتي وباء دخل البيت ده .. لازم يتشال من جذورو .. لازم)
ومشت خلتها واقفة مذهولة .. ما مصدقة السمعتو .. و ما مستوعبة ليه قالت ليها كده .....
قمر دخلت غرفتها و أول شي عملتو ضربت لي نصري لقت موبايلو مقفول ... رسلت ليهو رسالة (نصر الدين .. لو بتحبني حقيقي أقبل عرضي .. أنا بتكفل بكل شي بس تعال قابل بابا بكرة .. و إلا .. أنساني للأبد)
......
ختت يدها فوق جبهتها و قالت (الشمس سخنت .. حنقعد هنا كتير؟)
قام من مكانو و قال (قومي يلا) و رفع شنطتو الكبيرة بيدو ....
قالت بقلق (حنمشي وين؟)
قال (يلا ماتخافي)
لأول مرة في حياتها تحس بإنها في أمان ،. طول عمرها هي السند لأمها و أخوانها الصغار ... مشت جنبو و هي مبتسمة رغم الظروف السيئة الهي فيها ... وهو كأنو حس بيها .، إبتسم إبتسامة باهتة جدا رغم إنو ما شايفها ....
......
(نصر الدين .. إنت متأكد إنو الشي ده ... بييييت ؟؟؟؟؟)
كانت بتعاين للباب المايل بالجنبة المثبت بصعوبة على حيطة قصيرة جدا مبنية بروث الحيوانات الملخبط بالطين .... و هو وقف على أطراف أصابعينو و بقى أطول حبة و شايف البيت من جوة .، و نادى (ياااا ناااس ياهو .. في منو هنا؟)
اتفتح الباب الكان شوية و حيتقلع .. و الزول قال (أووووووووو أبو النصر ... وييينك يا شاب طولت الغيبة) و إنتبه لوجود زهرا .. عاين ليها من فوق لي تحت و غمز وقال (كويس ما جيتنا فاضي)
نصري بدون تردد قبض كفتو و أداهو بنية في صدرو ،. الزول رجع لورا بألم .. لكن ما زعل و قال (شنو يا أبو الشباب .. إتفاهم براحة ياخ)
نصري (مافي أي مفاهمة .. و أنا عايز البيت ده يومين ..)
الزول عاين ليهو وهو مكشر وشو وقال (يومين! لكن أنا .....)
نصري قاطعو و قال (سريع لو عندك شي شيلو و اتخارج يلا)
......
أصبح صباح جديد ... غريب على زهرا الفتحت عيونها على مكان أشبه بمكب النفايات ... عبارة عن راكوبة مسورة بحيطة ... و على مسافة كان نايم نصري على عنقريب قديم جدا وحبالو دايبة لكن رغم كده كان نايم بعمق ...
صلحت طرحتها الما كانت طلعتها أصلا .. و بقت لافة في المكان تفتش على شي تاكلو أو تشربو غير بواقي الأكل الأكلوها أمس .. ما لقت شي .. شربت من الزير شوية موية كانت طعمها متغير ... و رجعت قعدت مكانها تفكر في الحصل معاها أول أمس و في الحيحصل بعد كده .......
سمعت صوت خبطة جامدة ... إتلفتت برعب لكنها فجأة بقت تضحك لمن شافت نصري في الأرض و العنقريب فوق ليهو ..... قالت (ده شنووو الوقعك كده هههههههه)
قام مخلوع و نفض التراب من عليهو وقال (فيهو رجل ناقصة و شكلي إتقلبت و أنا نايم)
ضحكت أكتر .. وهو ضيق عيونو بإستغراب .. كيف وحدة في ظروفها دي تضحك كده .... وهي فهمتو .. و مباشرة ملامحها إتغيرت للحزن و قالت (صباح الخير)
قال (صباح النور) ... أنا حأطلع شوية و أجيك ... أقفلي الباب عليك و ثبتيهو كويس بأي شي .. و إياك تفتحي لأي زول مهما حصل ...
شهقت برعب و هزت راسها (لا لا مستحيييييل أقعد هنا ... ماتسيبني براي)
قال (يابت الناس ما بجيك شي)
الدموع إتجمعت في عيونها و قالت (شوف الحيطة قصيرة كيف .. لا لا مستحييييل)
إتأفف و قال بزهج (أووفففف ... أوديك وين أنا)
(محل ماتمشي ....)
.....
وصلو الحلة ... و أشر ليها على مظلة كانت في الموقف الرئيسي للمواصلات وقال (أقعدي هناك لمن أجيك) و دخل في الشوارع الضيقة المتعرجة لغاية ماغاب عن أنظارها ...
شعر بالضيق لأنو كل ما يلاقي زول في الطريق يسألو نفس السؤال (كنت وين) وهو بلخص الجواب في (موجود)
(نصرررري ... نصري)
إتلفتى على سحر الكانت واقفة في باب بيتهم و قال بضيق (في شنو ياسحر)
قالت (كنت وين ،. الحجة كانت حتموت وراك)
قال (أميييي ؟ مالااااا)
هزت راسها بالنفي (لا لا ماعندها شي بس كانت حتموت بالقلق .. إنت كنت وين ؟ و مالك مبهدل كده ؟) و خفضت صوتها وقالت بطريقة واضح فيها الفضول (و صحي أبوك طردك من البيت؟)
قال (وقسما ماتخشي بيتكم أخمشك كف لمن تفهمي شي)
غزت كوعها على جنبتها و قالت (تخمش منو يا بابا.....)
إتجاهلها و مشى .... وهو حاسي خطواتو بتتقل أكتر و أكتر كل ما يقرب من بيتهم.....
دق الباب مع إنو السلكة كانت موصلة ... و الباب إتفتح في ثواني .....
(نصري ..... إنت كويس؟)
(كويس يا ناجي ... نادي لي الحجة)
(أدخل يازول)
قال بإصرار (ما داخل بس داير أشوف أمي)
جاهو صوت من جوة البيت (ماعندك أم هنا ... )
ناجي خفض راسو بحزن .. و نصري بحركة مفاجئة فتح الباب بعنف ... و دخل وقال (إنت مشكلتك معاي شنو بالضبط .... طردتني بدون سبب و قلنا ماااشي ... لكن ما من حقك تمنعني أشوف أمي)
قرب منو و قال (تاني بتعلي صوتك علي يا قليل الأدب؟ يلا من هنا ... وشك ده ما أشوفو تاني ... و قلبي غضبان عليك لي يوم القيامة)
........
قمر ما كانت نامت من اليوم القبلو و بتحاول في موبايل نصري يمكن للمرة ال70 أو أكتر وهو لسه مقفول ... كانت خايفة و مقلقة على أمو ... دخل عليها عبد الرحمن و قال (الحلو صاحي؟)
قالت بصوت مرهق (صاحية يا بودي)
دخل و قعد قريب منها و قال (قمورة)
قمر عاينت ليهو بعين باردة و قالت (إختصر عايز شنو؟)
فرك يدينو بتوتر و قال (في الحقيقة ... في واحد إتقدم ليك ...)
قمر قلبها دق بعنف ..... وبقت تقول في نفسها (طلعت راجل يانصري ... أخيرا ... أخيرا جا اليوم ده)
عبد الرحمن قال (مالك سكتتي ؟ عرفتيهو و لا شنو؟)
دنقرت و إبتسمت بخجل و قالت (عرفتو)
عبد الرحمن بادلها الإبتسامة و قال جملة بعثرت فرحتها الكانت لسه ما تمت (الله يسعدك يا أختي .. و وليد شاب كويس)