رواية مجرد خيانة الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم رحمات صالح

رواية مجرد خيانة

الفصل السادس والثلاثون 36

بقلم رحمات صالح

ناجي بعد ما قفل من نصري احتار كيف يتصرف ، لو قال يمشي يجيبها ممكن ناس الحلة يشمو خبر وساعتها حتحصل مشكلة كبيرة ، و لو قال يمشي ليها ما ممكن يسيب أمو براها ... بعد تفكير شال التلفون وضرب ليها ... فتحت الخط و هي بتبكي (ناجي .. تصور لسه ما جا ، ومابرد علي.. أنا خايفة)

قال (خلاص ماتخافي .. قومي أقفلي الباب عليك .. و ما في شي بجيك)

قالت (لا ما بقدر أطلع من هنا)

قال (قومي أنا معاك ... يلا)

طلعت براحة و مشت على باب الشقة ،. قفلتو بالمفتاح الكان مركب من جوة و قالت (قفلتو)

قال (الحمد لله .. يلا أرقدي نومي و الصباح رباح)

قالت بحزن كأنها بتفكر بصوت مسموع (هو ليه سابني .. يكون مشى ليها عشان هي زعلانة؟)

سألها (انتي بتقصدي منو)

قالت (لا مافي شي ... خلاص مع السلامة ، وشكرا ليك)

قال (على شنو .. انتي زي ....) سكت .. و بلع ريقو و كمل (زي أختي ... ولو في أي شي اضربي لي على طول .. حأخلي التلفون قريب مني)

ناجي خت التلفون جنبو و بقى بتقلب بعد ما جافاهو النوم ... كان حاسي انو قلبو معصور بالألم ، و ما كان حاسي بالدمعة النزلت من عينو بدون ارادتو ...... و بقى على الحال ده لغاية ما أذن الصبح.

....

في الوقت ده أبو قمر و سارة جو جاريين بعد ما روز دقت ليهم الباب و قالت انو قمر واقعة في الارض .... لقوها مرمية في الأرض و منكمشة على نفسها و صوت انين ضعيف طالع من حنجرتها ...... شالوها و طلعو بيها على المستشفى وهي ما واعية بنفسها من شدة الألم ......

في المستشفى .....

بعد ماعملو ليها كشف مبدئي .. و أدوها مسكنات ... و الدكتور طلع من عندها ... نادت أبوها بصوت ضعيف (بابا)

قرب منها وقعد جنبها و مسك يدها وقال (سلامتك يا قمورة بابا)

قالت (أنا ... أنا خايفة .... شكلي بموت)

قال (بعد الشر عليك ياروح بابا ... ماتخافي حتبقي كويسة)

قالت و دمعة طلعت من عينها (لمن أموت .. أدعي لي كتير ، و قول لي نصري أنا عافية ليك .. عافية ليك كل العملتو معاي)

قال بجزع (ماتقولي كده يا حبيبة أبوك .. انتي كويسة ماتخافي .. و حتقومي بالسلامة و نصري ده .....) قطع كلامو لمن حس بيدها الكانت قابضة على كفو رخت ... 

قال برعب (قمر ... بنتي .... بنتي .... ردي علي .... ردي على بابا .....قمر)

........

...

نصري كان واقف بالعربية قدام قسم الشرطة ... الوقت كان بدري جدا و لسه الشمس ما طلعت .. كان ماعارف ينزل و لا يرجع ، في حيرة يا إما يختار قلبو و ينقذ نادية و يفدي حبو الوحيد ، او يختار نفسو و حياتو و أمو و اسرتو و سحر الاتزوجها و سابها ومشى ..... 

رجع الكرسي لورا و رقد و غمض ... بقى يسترجع في كلام الزول القال عندو معلومات عن نادية .... 

(نادية مسجونة ... بسبب رسالة جاتها في البرنامج من واحد مجرم بقول إنو شغال في نشاط غير قانوني و حولو مجموعة من الشباب .... الشرطة مسكتها بتهمة التستر على مجرم ، وهي رفضت تقول شي عنو بحجة انها وعدت المشاهد بالسرية التامة .... و ما اتلقى أي اثر للرسالة و لا الرقم ... يعني مافي زول يعرف عنو شي غير نادية.. أسرتها متكتمة على الموضوع و كمان القناة متكتمة حفاظا على سمعتها)

قام مخلوع لمن سمع دقة على شباك العربية ... فتحو .. كان عسكري وقال (مالك يا زول واقف هنا)

نصري رفع ضهر الكرسي ، و قال (معليش ياجنابو) و حرك العربية ... و مشى .....

....

ناجي بعد ما صلى الصبح في المسجد اشترى اللبن و مشى البيت سخنو ، و كب منو في كباية و ختاهو في صينية مع نص عيشة ، و شالها ختاها قدام أمو .... وقال (يمة أنا طالع)

قالت بحيرة (مالك طالع بدري كدي .. ارتاح شوية من تعب العرس)

قال (عندي موضوع ضروري ....)

قالت (طيب أشرب ليك كباية لبن و لا جبنة)

قال (مستعجل يمة .. اشربي انتي .. يلا سلام)

طلع و خلاها بتعاين حوالينها و هي حاسة بوحشة غريبة ... و جاها شعور غريب و قبضة في قلبها ، البيت فاضي رغم انو امس كانت في مناسبة .. سيد البيت سابهم و راقد تحت التراب ، ولدها الكبير ماقادرة تتجاهل حكاية انو بقى غريب جدا و مامفهوم ، و الصغير شايل هم أكبر منو بكتير ..... زفرت و قالت بصوت مسموع (اااااااه يابو نصري وينك مشيت فتني للهم ده ، يارب تستر .. يارب تشيل الغمة دي من قلبي و تحفظ لي أولادي)

.....

في المستشفى ....

دخلت الممرضة بسرعة و وراها الأخصائي المناوب بعد ما جاهم أبو قمر وهو بقول : الحقو بتي ماتت .....

الدكتور عاين لي قمر ... سحب نفس عميق ، و اتلفت على ابوها ، خت يدو في كتفو وقال (شكلك بتريدها شديد)

ابوها قبل ما يرد .. الدكتور ضحك بصورة مفاجئة و قال (ههههههه يا أستاذ بتك نامت ههههه بتأثير المسكنات الأخدتها)

زفر بي راحة و قال (الحمد لله)

في اللحظة دي دخل عبد الرحمن الكان يادوب عرف انها في المستشفى ، و قال بقلق (ابوي .. في شنو .. قمر مالها)

الدكتور رد (اطمنو ... غالبا حيكون التهاب في الزائدة ، بعد الفحوصات تطلع بنتأكد)

.......

ناجي وصل الشقة الفيها سحر بسهولة لأنو اصلا هو الحجزها ليهم ... طلع الدور التاني ، ضرب ليها تلفون ... فتحت الباب وهي متلفحة بتوبها ، و تورم عيونها ما أخفى نورتها كعروس في صباح زواجها الماشافت منو شي ... 

دخل و ساب الباب متاكا و قعد في أقرب كرسي و شبك يدينو و دنقر و قال (في الحقيقة أنا ماعارف أقول ليك شنو بس)

قالت (انا .. انا الغلطت في حق نفسي .. أخوك ما طبيعي ... بعرف بنات ..) ضحكت وقالت (ههههه اتخيل حتى صحبة الكوفير طلع بعرفها ... انا كنت عارفة انو فيهو شي غريب ... لكن طنشت واتجاهلت ... و انت كمان بتكون عارف .. ليه ما منعتني ؟ ليه خليتني أقع الوقعة دي .... وليه ما قلت لي انو حاول ينتحر قبل كده ؟)

ناجي رفع راسو بسرعة وقال (ينتحر؟؟؟)

سحر (حبيبتو قالت كده)

ناجي زفر بصوت مسموع وقال (اااااخخخخخ)

سحر قالت (ناجي .. أنا ضعت خلاص)

قال بنبرة مليانة حب (ماتخافي ... أنا معاك .. افديك بروحي لمن اطمن عليك)

الباب اتفتح بعنف لغاية ما خبط في الحيطة (تفدي منو يا ناجي ... وانت بتعمل شنو هنا؟)

ناجي وقف و قبض كفو بغضب وقال (كنت وين من أمس؟)

نصري (ماشاء الله ... قاعد في شقتي و بتتغزل في مرتي و داير تحاسبني كمان ... انت فاكر نفسك منو ؟ و الجابك هنا شنو أصلا؟)

ناجي قال (انت راميها كده من أمس .. انت ما بتحس ؟ ماعندك دم)

نصري (و انت فاكر نفسك احسن مني ؟ عشان أبوك طول حياتو يقول ناجي عمل و ناجي سوى و ناجي جاب و أبقى زي ناجي و أبقى زي اخوك الصغير ... اي شي انا اعملو انت السبب فيهو .. انا عملت المستحيل عشان ما اسمع جملة ناجي احسن منك ... لكنو مات .. مات قبل ما يشوف العملتو عشانو ... و جاي انت تواصل في طريقو و داير تعمل نفسك الاخ المثالي ...)

ناجي عاين ليهو بأسى .. كان حاسي انو مافي فايدة منو .. لكنو غير اسلوبو و قال بهدوء (نصري .. انت اخوي الوحيد و أنا ....)

نصري قال (ناجي كفى تمثيل ... ما تنسى انك قاعد في شقتي مع مرتي .. يعني المثاليات دي ما بتشبهك ...)

ناجي (انا جيت بعد ما ضربت ليك ، عشان أشوف الحاصل شنو و أصلحو ، ما عشان شي تاني)

نصري (وانت اصلا بأي حق تتدخل بيناتنا)

ناجي قال بتهور (بحق اني بحبها ... من يوم ما فتحت عيوني على الدنيا)

سحر ختت يدها في خشمها .... و نصري مباشرة اتهجم عليهو و مسكو من ياقة قميصو و بدا يضربو ... و ناجي بقى يمسك ايدينو ... لغاية ماقدر يتفك و يبعد منو .... 

سحر قعدت وبدت تبكي و تقول (خلااااص .. خلاص .... حرام عليك .. انت ماعندك دم ، ولا عرفت احساسي أمس لمن انا عروس بي زفافي و حصل لي الحصل ...)

 مسحت دموعها ووقفت فجأة و قالت بتحدي (أيوة بحبني .. و حاول يوقف خطوبتك لي .. بس أنا العبيطة اخترتك انت عشان أعمتني العربية و القروش .. قلت لنفسي حأنتظر ناجي لمتين وهو ماعندو شي ... لكن انت ما تستاهل ضفري .. وهو .. ضفرو برقبتك) و غزت كوعها في جنبتها و قالت بلهجة طفولية (و حتطلقني يا نصري .. و حأعرس أخوك)

كان عايز يضربها ... بحاول يرفع يدو ما بتترفع ... لأول مرة يحس بطعنة الغدر و الخيانة ... طول عمرو وهو شغال يحب وحدة و يعرف عليها عشرة ، و لا يهمو ... دي تكتشف خيانتو و دي تزعل .. و عادي عندو ... كل القصة .. مجرد خيانة ... ما حتنقص منها شي .... دي حياتو و هو حر فيها ... و طالما هو عايش مع كل وحدة فيهم قصة حب بكل تفاصيلها الجميلة ما من حقها تزعل من شوية خيانة .... لكن .... الطعنة الجاتو خلتو يحس انو ده حق قمر و حق كل بت عرفها ... اتشال منو في اللحظة دي ...



          الفصل السابع والثلاثون من هنا 

   لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة