
رواية مجرد خيانة
الفصل الثالث والثلاثون 33
بقلم رحمات صالح
زهراء جاتها رجفة مما سمعت الرسالة القرتها نادية ، شعرت كأنو كل حرف موجه ليها و كمان شعرت إنو نادية عرفتها بتفكر في شنو ، شالت الريموت و قفلت التلفزيون من غير ماتسمع تعقيب نادية على الرسالة ..... و دخلت الغرفة و نامت بعمق لغاية الصباح ....
صحت بدري .. وقامت بنشاط أخدت حمام سريع و فتحت الدولاب طلعت بنطلون جديد لونو أسود و شالت بلوزة لونها أخضر لبستهم .. لكن شعرت انها ماقادرة تطلع بيهم يمكن لأنها أول مرة تلبس بنطلون ... في الأخير شالت طرحة كبيرة ختتها عليها .. و شالت شنطتها بالبضاعة الفيها ، و طلعت على وحدة من الجامعات الخاصة ....
....
في الوقت ده نصري و قمر كانو في العربية راكبين ورا في طريقهم للمطار . و قدام راكبة جوليا مع السواق ... قمر همست (نصري ...)
نصري كان سرحان بعيد .. و انتبه وقال (نعم)
قمر (حأشوفك تاني؟)
نصري ما استغرب من تقلباتها لأنو عارف طبعها المتغير .. و قال (ما معروف .. حسب القدر المكتوب)
قالت (عارف إني ما حصل يوم فكرت في غيرك)
قال بإختصار (عارف) و حاول يغير الموضوع (حاجاتك كلها حتتشحن في الأسبوع الجاي)
قالت (نصري .. ماتتهرب ، نحن البينا أكبر من إنو ينتهي في لحظة .. يمكن مع الأيام شوية شوية أقدر أنساك ..)
نصري (قمر .. أنا ما بنساك لأنك كنتي حاجة حلوة في حياتي .. بس صدقيني مصلحتك إنك تبعدي مني ، أنا زول مشؤوم أي زول يقرب مني بتأذي ..)
براحة رفعت يدها وختتها فوق إيدو و قالت (الموت جنبك أحلى من الحياة بدونك)
ضغط بكفو على كفها وسكت ... وهي سكتت .. كانت حاسة إنها ماعاوزة شي غير مسكة الإيد دي ...
.......
زهراء دخلت الجامعة بعد ما أقنعت الحراس إنها جاية تسأل عن التسجيل ... لقت نفسها في عالم غريب ما دخلتو قبل كده .. وماعرفت تبدا من وين .. يمكن لو كانت درست جامعة كانت عرفت تفكر لكن حاليا هي محتارة .. شافت شلة من 3 أولاد وبت واحدة قاعدين سوى و بضحكو بي صوت عالي ... حست من طريقة لبسهم و الطريقة الحالقين بيها شعورهم إنهم فريسة مناسبة ليها .....
طلعت النضارة الشمسية من الشنطة و لبستها .. و مشت عليهم .... و بدت تسألهم عن ناس وهميين بحجة انها بتفتش عليهم ......
.....
في نفس اليوم بالمساء ....
زهراء طلعت من الصيدلية بعد ما حاسبت وليد و خلتو مذهول من كمية البيع في اليوم الأول .. ركبت أمجاد وهي بتعاين للساعة بقلق لأنها خايفة نصري يسبقها على البيت لأنو مواعيد طيارتو جات .....
وصلت الشقة و دخلت المطبخ و جهزت عصير ختتو في التلاجة .. وقعدت في الصالة منتظرة وصولو في أي لحظة .. لكن .. مر وقت طويل و مافي ليهو أي أثر .....
......
نصري طلع من المطار مع قمر و انتظر معاها لغاية ما جا عبدالرحمن .. نصري لمن شافو اتهيأ انو يسلم عليهو و متوقع منو شكر .. بس عبد الرحمن سلم على قمر وساقها من يدها و كأنو نصري ما ليهو وجود .... نصري استغرب و اتحرج في آن واحد بس طنش الموضوع لأنو وراهو الأهم ....
إتصل على جلال و قال ليهو إنو في البيت .. مشى عليهو مباشرة .. و أول ما وصل سلمو ملف ، جلال بقى يقلب في الأوراق و قال (برافو .. كده تفاصيل العملية إكتملت .. يومين و حننفذ)
نصري قال (قبل أي شي ياريت أتطمن على أصحابي)
جلال قال بزهج (خلاص خلاص .. ما تجنني بأصحابك ديل) و رفع تلفونو اتصل على واحد وقال (بالله الشباب العندك .. خليهم يمشو)
نصري صلح قعدتو .. و بقى يفرك يدينو بتوتر .. وجلال شعر بيهو و سألو (قول العندك ما تتوتر)
نصري (بصراحة .. أنا اا .. فكرت كويس .. و بصراحة .. الشغل ده ما .. .. ....)
جلال قال ببرود (كنت متوقع إنك حتنسحب .. عموما إنت مابتفرق معاي كتير .. بس أهم شي نفذ لي المهمة بتاعتي و بعد داك انت حر ..)
نصري جا على بالو شريط الأيام الفاتت .. و كل الضغوط المرة بيها .. عشان كده اتشجع و اتنحنح و قال (احم .. اا ... يا سيد جلال أنا .. حتى العملية دي ما بقدر اقوم بيها ... و ...)
جلال ضيق عيونو و قال (نصر الدين .. أوع يكونو الجماعة ملو ليك راسك و دايرين يسحبوك لي صفهم ...)
نصري نفى بشدة وقال (لا لا .. بس كلها حاجات شخصية و حاسي اني ما مستعد ....9 أمي كبيرة في السن و محتاج أكون جنبها و ....)
جلال قاطعو بإشارة من يدو و قال (خلاص أمشي حسة .. و بكرة تعال لي الشركة أخد حسابك)
....
قمر بمجرد ما ركبت جنب عبد الرحمن قالت بحماس (واااااو ياعبودي ما تتصور السفرة كانت روعة كيف)
استغربت لمن ما رد .. قالت (بودي مالك ؟ بابا كويس؟ في شي؟)
خبط الدركسون و قال (أسكتي)
قمر غاصت في المقعد ودمعتها نزلت وقالت (ليه بتكلمني كده ؟)
عبد الرحمن قال بغضب (حايمة من بلد لي بلد .. مع واحد غريب ... و أنا اخر من يعلم)
قمر بدت تقول كلام ملخبط (عبودي السفر جا فجأة و أنا أصلا كلمتك و بابا ...)
قاطعها (قلتي لي انو حتكون معاك وحدة .. ما واحد ... و أصلا أنا ماعارف كيف أبوك سمح بي حاجة زي دي)
قالت (أنا .. آسفة .. و .. و أرجوك ماتخرب علي فرحتي .. أنا جيت و معاي حلم كبير بديت أحققو .. )
سحب نفس عميق ... و ضغط على البنزين و انطلق بالعربية أسرع ،. بدون مايقول شي .....
......
....
بعد مرور يومين ....
زهراء وقفت قدام المرايا و مررت قلم الكحل على عيونها .. و شالت عطر رشت منو .. وشالت شنطة اليد و قالت (يلا أنا جاهزة)
نصري عاين ليها بإعجاب وهو مامصدق إنو الأنيقة القدامو دي نفسها زهراء بت الريف الماكانت بتعرف تلبس .... شال ليها شنطتها الكبيرة و طلع من الغرفة و قبل ما يطلع من الشقة نادتو (نصري ... وين شنطتك انت)
اتجاهلها و نزل ... وهي نزلت وراهو و هي بتكرر سؤالها (ده شنو .. حتسافر بدون شنطة؟)
فتح العربية .. و خت شنطتها ورا و هي ركبت .. و هو حرك العربية بدون ما يرد عليها .....
بعد ما مشو مسافة طويلة انتبهت فجاة و بقت تعاين بالشباك و قالت (ده شنو .. نحن ماشين وين ؟ ده ما طريق المطار)
قال بهدوء (منو القال اننا ماشين المطار)
عاينت مرة تانية.. و عرفت تماما الطريق البطلع على بلدها .. بس قالت (ماشين وين؟)
قال (بيتكم)
اتلفتت عليهو بكل جسمها وقالت (ليه ؟ و السفر)
قال ببرود (مافي سفر ..)
زهراء هزتو من كتفو وقالت (أقيف هنا و فهمني في شنو)
قال بدون مايوقف (مافي شي .. بس أنا خليت شغلي .. و من هنا و رايح ما حأقدر أصرف عليك.. حتى الشقة حأفكها)
قالت بغضب (ما من حقك ترجعني كده بدون ما تاخد رايي)
قال (زي ما جبتك من عند أهلك حأرجعك)
كانت شوية و حتبكي وتترجاهو يخليها هنا .. بس اتذكرت انها ودعت زهراء دي و بقت وحدة تانية لا يمكن تعتمد و لا تضعف لي راجل ،، عشان كده قالت : (لا إنت لقيتني هنا في الخرطوم،، و أنا ماراجعة مكان .. الا بإرادتي أنا)
نصري قال بنفس البرود (كلمتك .. ما بقدر أشيل مسؤوليتك ... و بإمكاني أطلقك بس ده ما في مصلحتك حاليا .. عشان كده خلينا نمشي نرجعك بهدوء ..)
هدات شوية وقالت (خلينا نرجع الخرطوم .. و أنا ماعاوزة منك شي .. بشيل نفسي براي .. و لو على الشقة .. خلينا نقسم الإيجار بيناتنا)
نصري بدا يفكر في كلامها ... قلل شوية من سرعة العربية و قال (موافق .. بس .. بشرط)
قالت (قول شرطك)
قال (طالما إنك في ذمتي .. حقوقي باخدها .. كاملة)
قالت بإستياء (حقوقك ؟ و انت بتقول ما حتشيل مسؤوليتي ..؟)
قال (نواصل طريقنا و لا نرجع)
اتأففت وقالت (اووفففف .. خلاص ارجع)
عمل يوتيرن و رجع من نفس الطريق الجا بيهو .. وهو شايف انو الصفقة دي كويسة معاهو ..
اما زهراء كانت من جواها بتتقطع بأسى من أنانية الصنف الذكوري .. وبتقول كلهم نفس التفكير .، و نفس الشروط .. كلهم عشان يقدمو ليها شي لازم يستغلوها .. و الحقد ملا قلبها وعماها لدرجة بقت ماقادرة تفرق بين الاشترط عليها بالحلال و الاشترط عليها بالحرام .. و شايفاهم كلهم واحد .. صنف حقير و مقرف .. كلهم .. حتى نصري الكانت في يوم بدت تميل ليهو بقلبها و تحبو ... بقت شايفاهو زي وليد و أسوأ .......
......
رن تلفونها برقم نادية ... ابتسمت رغم الظروف الهي فيها لأنو نادية الوحيدة الكانت بتحسسها إنو لسه الدنيا فيها خير ... ردت .. لكن ابتسامتها إختفت لمن سمعت صوت راجل بقول (انتي زهراء؟)
قالت (أيوة ...)
سألها (لقيت رقمك في التلفون ده .. بتعرفي نادية شخصيا؟؟)
قالت وهي مستغربة (أيوة ، حق المعرفة .. منو معاي؟)
قال (أنا أبوها .. ارجوك يابنتي .. جاوبيني .. آخر مرة شفتيها متين)
قالت بقلق (ماشفتها .. إلا قبل كم يوم في التلفزيون .. في شنو؟)
قال (نادية مختفية من أمس ... لو بتعرفي شي عنها كلميني .. أرجوك.. انا ما خليت رقم هنا الا واتصلت فيهو)
شهقت وقالت (نادية ؟؟ مختفية ؟؟؟ كيف الكلام ده؟)
نصري على الجملة دي ضغط فرامل بقوة لدرجة زهراء وقعت قدام ... و قال بفزع (نادية ؟ مختفية؟؟؟)