
رواية أمان مزيف الفصل الثالث 3 بقلم شروق فتحي
وهي تأخذ نفسًا عميقًا، يدل على كمّ الخذلان اللي مرّ بيه قلبها:
_محدش يستاهل أني أرجع "أميرة" بتاعة زمان...دول أقرب الناس ليا أتخلوا عننا وبعد ما بابا الله يرحمه، وماما كانت لسه عايشه أعمامى ولا كأني حاجه حصلت وبعدوا عننا، ولا كأنهم ليهم بنت أخ وأول ما ماما الله يرحمها توفت خالاتي بلا أستثنا بعدوا عني، وأنا اللي عملت نفسي بنفسي، ومحدش وقف جمبي ولا واساني ومفيش حد ضميره صحى علشان يسأل عني ويطمن عليا وكنت بطلع من جامعتي على الشغل علشان أعرف أكمل تعليمي(وهي تحاول السيطر على انفاسها المضطربة) وعايزانى بعد كل اللي حصل ده عايزانى أكون كويسه وحنينه...وأرجع "أميرة" بتاعة زمان ده مستحيل دانا بنيت نفسى بنفسى علشان إثبت لكل واحد أني قويه، ومش محتاجه عطف حد وزي ما أنتِ شايفه بيتمنوا أني أبص ليهم بصه واحده(نبرة صوتها ترتجف بين الحزن والغضب) دانا لو في إيدي إني أشربهم ميه اللي هتحيهم همنعها عنهم!
لتتحول نظرتها إلى الحزن، لتشعر بأن قلبها يكاد يحترق من الحزن:
_يااااا يا "أميرة" كل ده جواكي وفي قلبك...وأنتِ شايلاه ده كله صحيح عيلتك كانوا أسوء من سوء نفسه، بس مش كل الناس ذى عيلتك ذى ما فى حلو فى وحش...أرجوكي يا "أميرة" رجعى "أميرة" بتاعة زمان علشان مش تندمى بعد فوات الأوان فوقي ضميرك يا "أميرة" انا صحبتك، حبيبتك، واكتر واحده بتحبك وبتخاف عليكى وانا مش عايزاكى تيجي فى مره تندمي أو تزعلي على اللي أنتِ بتعمليه ده!
لتأخذ "أميرة" نفسًا عميقًا تحاول بيه تهدّي النار اللي جواها، ثم تهرب من الموضوع:
_سيبك انتى دلوقتي يا "هبه" من كلام ده خلينا نكمل كلامنا!
🥰✨🖋بقلم شروق فتحي🖋✨🥰
......
في الجهة الأخرى عند عم صبرى، كان عم "صبري" واقف جنب سرير بنته في المستشفى، وهو يتمعن النظر لإبنته ويتفحص ملامحها:
_ها يا بنتي يا حبيبتى عامله ايه دلوقتي(ومن ثم يخرج مع الطبيب) في تحسن يا دكتور؟!
الدكتور يهز رأسه بأسف، ونبرة صوته مزيج من الحزم والرحمة:
_انا قولت لحضرتك قبل كده يا عم "صبرى" إن بنتك مش هينفع تطول أكتر من كده(ليكمل بحزم خوفًا على حالة المريضه) لازم تعمل العمليه في أسرع وقت لأن كل تأخير بيأثر عليها بسلب وخطر على حياتها!
وأعينه مليئه برجاء، بيحاول يتعلق بأي أمل:
_طيب مش ينفع يا دكتور ونبي تعمل ليها العمليه...وأنا هحاول أتصرف في الفلوس بأى طريقه!
الدكتور يهز راسه بنفي ممزوج بالأسف:
_لا مينفعش يا عم "صبرى"، وحضرتك عارف كده كويس، وعارف قوانين المستشفى كويس.
قلبه بيتقطع من الحزن، وصوته بيترعش، كأن اللي جواه أكبر من الكلام:
_اااه (فى نفسهُ: يااا يا زمن كل حاجه بفلوس وبقى مفيش أنسانيه خالص طيب أنا أتصرف فى الفلوس دلوقتي إزاى؟! ياااارب ساعدني أنا بقى مش قدامي غيرك يارب الجأ إليه اقف معايا يااارب...دى بنتى الوحيده اللي فاضلالى بعد مامتها الله يرحمها حاجه من ريحتها ربنا إن شاءلله هيفرجها أفرجها من عندك يارب)
ليدخل لإبنته وقلبه بيبكي قبل عينه...وما أن وقعت عينيها عليه، حسّت بيه فورًا، وكأنها قرأت الحزن اللي ساكن في عينيه:
_في ايه يا بابا، مالك زعلان كده ليه؟! هو أنتَ يا بابا كنت بتعيط ولا ايه؟!
وهو يحاول سيطرة على نبرة صوتهُ حتى لا يكشف أمرهُ، تمتزجها ابتسامة زائفة:
_لا يا حبيبتى مش بعيط ولا حاجه...كان في حاجه دخلت في عيني مش أكتر(ثم يغير الموضوع بسرعة،لكي يهرب من المواجهة) المهم قمري عامل ايه دلوقتي؟!
بابتسامة بشوشه، مليئة دفء:
_الحمدلله يا حبيبى...بس أنتَ جيت دلوقتي إزاي؟ هو مش المفروض أنتَ دلوقتي فى الشغل!
يبتسم لها بنفس الحنية، ونظرة شوق في عينيه:
_دايمًا يا حبيبتى بخير...أيوه ما أنا أستأذنت علشان أجي أشوف قمري...اصل واحشنى اوي، وبعدين الحمدلله مديره بتاعتي طلعت كريمه وسبتنى أجى أشوفك!
وهي تمسك كفهُ بخوف، وعينيها مليئة بقلق:
_يا بابا مش عايزه أكون بسببلك مشكله في شغلك بسبب أنك تيجى تشوفني(بابتسامة داخل أعينها) شوف شغلك ولما تخلص تيجى تطمن عليا عادى.
يضغط على يدها بحنان، وهو يطمنئها بنبرة مليئه بالدفء:
_هو أنا أقدر مطمنش عليكي، وبعدين يا ستى ولا مشكله ولا حاجه، وبعدين هو قمر ده بيجى من ورا مشاكل اللي بيجى من ورا بس كل خير إن شاءلله يا حبيبتى.
تعانقه بحب كبير، وقلبها بيفيض بالامتنان:
_ربنا يخليك ليا يا أحلى بابا في دنيا دى...أنا بجد تعبتك اوي معايا بعد ماما الله يرحمها لو فضلت عمري كله أحاول أرد حاجه من اللي أنتَ بتعمله علشاني مش هيجى جمب اللي أنتَ بتعمله حاجه قد كده.
وهو يربّت على ظهرها بحنان شديد:
_يا حبيبتى أنا أخدمك على عنيا دانتِ اللي فاضلالى بعد مامتك الله يرحمها، وبعدين أحنا نطول نعمل حاجه لقمر ده بس.
ترد بعينين مليئتان بالرضا والحب:
_تسلم عينك يا أحلى بابا بجد هو في أب عظيم زيك يا بابا أظن مفيش أنتَ كده حاجه نادره لو مش كانت منعدمه.
.......
في الجهة الأخرى، كان ينظر إلى صديقه بدهشة وتمعّن، قبل أن يهمس بتساؤل:
مالك يا ابني؟! فيك إيه؟! دي أول مرة أشوفك بالحالة دي من ساعة "مريم"...!!
ووووو
نهاية الفصل أتمنى أن يكون نال أعجباكم (من تكون مريم يا ترى؟!)