
رواية أمان مزيف الفصل السادس 6 بقلم شروق فتحي
لتأتي "أميرة"، وهي ما تزال منشغلة بالنظر إلى "هبه"، لم تلحظ وجود "كريم"، ولم يصلها صوته بعد:
إيه يا بنتي؟ بتروحي فين كده؟! كل شوية أبص جنبّي ألاقيكي اختفيتي!
وما إن أدارت وجهها قليلًا ناحيتهم...
حتى التقت عيناها بعينيه فارتبكت، وتسمرت في مكانها، وقلبها كاد يتوقف من المفاجأة.
ابتلعت ريقها بسرعة، محاولة السيطرة على التوتر الذي باغتها:
_ايه ده دكتور"كريم" حضرتك بتعمل ايه هنا؟!
حسن وهو يعقد حاجبيه في تعجب واضح:
_هو أنتوا تعرفوا بعض ولا ايه؟! وتعرفوا بعض منين؟
كريم محاولًا كبح تلك الابتسامة التي كادت أن تفضح سعادته بلقائها:
_دي تكون أستاذه "أميرة" أتعرفت عليها، وأنا كنت بعمل الوديعه بس أنتِ بتعملي ايه هنا؟
أميرة وقلبها ما زال يتراقص بسعادة لم تعتدها:
_"هبه" تكون صحبتى، ايه ده هو أنتَ تكون صاحب "حسن"!
كريم والابتسامة تزداد عمقًا على وجهه:
_أيوه نعرف بعض...من واحنا صغيرين، بس غريبه عمري ما شوفتك يعني...وأنتِ بتقولي أنك صحبت "هبه"!
لترد هي بنفس الابتسامة التي باتت لا تفارقها:
_أيوه أنا مش من نوع اللي بحضر مناسبات كتير؛ علشان كده أنتَ أول مره تشوفني!
وكأنهُ تناسى كل من حوله، والابتسامة مرتسمة في عينيه:
_اه علشان كده بس أنا فرحت أوي أني شوفت حضرتك!
ليلكزه حسن في ذراعه بخفة، لينتبه إلى ما قاله.
🥰✨🖋بقلم شروق فتحي🖋✨🥰
أميرة وقد اجتاحها التوتر:
_أممم..(في نفسها: يا نهار أبيض! ده موقف محرج جدًا، أردّ أقول إيه؟! أهدى بس... متتوتريش! أنا أصلًا كلّ مرّة بشوفه بتوتر... شوفته مرّة ودي التانية، بس بجد أحلى مرتين في حياتي!)تسلملي يا رب!
وهبة، تحاول كتم ضحكتها، تكاد تنفجر، وهي تحاول أن تحرك يدها على وجهها لتخفى تلك الابتسامة:
(في نفسها: تسلملى يارب حلوه دى! مش قادره طيب أخبي ضحكتى إزاى؟!)
أميرة وهي تزداد توترًا، وهمشض تلاحظ إن هبه تكاد تنفجر من ضحك:
_فى ايه يا" هبه" حاسه أنك عايزه تضحكى على حاجه؟ في حاجه تضحك نضحك معاكى؟(ثم تلاحظ أن "حسن" أيضًا بالكاد يمسك نفسه عن الضحك) ايه ده أنتَ كمان يا "حسن" أتعديت منها فى ايه؟!
كريم وهو يمرر يده في شعره بتوتر:
(في نفسه:أهدى أهدى ما تضحكش؛ علشان ما تحرجهاش ذى الأهبل ده، ومراتهُ) سيبك منهم يا "أميرة" هما الأتنين أهبل من بعض ما تركزيش معاهم (فى نفسهُ: أوبس ايه اللي أنا قولتهُ ده أنا نسيت وقولت ليها "أميرة" كده من غير رسميات أو كلمة أستاذه)
أميرة بابتسامة يكسوها الخجل، تغلبت على ملامحها رغماً عنها:
(في نفسها: ايه ده...ده قالي "أميرة" من غير أستاذه، بس أول مره أعرف إن أسمي جميل أوي كده دانا حبيت أسمى)ثم تنظر إليه محاولة الحفاظ على ثباتها، وتقول بابتسامة خفيفة:
_لا أنا أتعودت عليهم كده من زمان...المشكله إن في منهم فصيلة أطفال!
كريم وهو يبادلها النبرة الساخرة، يضحك بخفة:
_عندك حق دي مصيبه دول خطر على عالمنا مفروض ينقرضوا!
أما هي، فكانت تتأمل ضحكته التي بدت وكأنها تسحب قلبها دون استئذان:
_(في نفسها: يلهوى الضحكه خطفت قلبي...الضحكه دي خطر على قلبي يا ناس.....أهدي يا "أميرة" أعقلي يخربيتك هيظهر عليكي يا غبيه) بالظبط كده ينقرضوا!
هبة، وهي تتصنع الغضب، تعقد ذراعيها أمام صدرها وتتحدث بنبرة تمزج بين المزاح والانفعال:
_خلاص أنتوا الأتنين مش لما صدقتوا ما كنتش ضحكة يعنى، وبعدين الي بتتريق علينا دي أكتر مننا!
كريم وهو ينفي حديث "هبة"، ملوّحًا بيده كأنه لا يصدق كلمة مما قالته، والنبرة في صوته تحمل شيئًا من الدهشة:
_ايه لا مستحيل دي العاقله، أنا مش عارف هى وقعت وسطيكوا إزاى!
هبة بابتسامة ساخرة، وهي ترفع حاجبيها بنظرة مكر:
_عاقله! علشان لسه معرفتهاش...دي لو خدت عليك بس صدقني هتطفش منها!
أميرة وهي تُحدّق في "هبة" بنظرة تمزج بين المزاح والوعيد، ولكن عينيها تلمعان بخفة ظل تعرفها صديقتها جيدًا:
_طيب أحترمى نفسك أحسن أنتى عارفه ممكن أعمل فيكي ايه؟!
ليتدخل كريم مبتسمًا، وهو يلوّح بيده وكأنه يُحذّر بمزاح وسخرية خفيفة:
_خليكي لما تقلبك على الوش التاني أصل أنتِ متخافيش قد ما تخافى من العاقل لما يتحول.
هبة بمزاح تتظاهر بالخضوع، وهي ترفع يديها وكأنها تستسلم:
_عندك حق والله... خليني ساكتة أحسن!
أميرة تُعدل من وقفتها، وكأنها تستعد للرحيل، بينما تبتسم بخفة:
_طيب أنا ماشية بقى... عايزين حاجة؟!
هبة وهي تمسك بذراع "أميرة" بخفة، تحاول منعها من المغادرة، بصوت يحمل بعض الرجاء والمزاح:
_ما لسه بدرى يا ميرو خليكي قاعده معانا شويه لسه بدرى!
أميرة تبتسم ابتسامة خفيفة، بينما تتلفت حولها وكأنها تتحقق من الوقت، ثم ترد بنبرة هادئة:
_لأ أنا أتأخرت كفايا كده يلا سلام عايزين حاجه!
كريم وهو يلحق بها سريعًا، وكأن القلق تسلل إلى نبرته:
_طيب استني، أنا هوصلك... مينفعش تروحي لوحدك في وقت زي ده، الوقت اتأخر!
أميرة تلتفت له، والابتسامة ما زالت مرتسمة على وجهها، تحاول الحفاظ على هدوئها رغم خفقان قلبها:
_لا شكرًا لحضرتك... أنا معايا عربيتي، سلام(وهي تتلفت بعينيها تبحث عن سيارتها، ثم تعقد حاجبيها بدهشة)إيه ده... هو "عم صبري" فين؟!
كريم وهو يعقد حاجبيه بإستفهام:
_مين "عم صبرى" ده وهى فين عربيتك؟!
أميرة وهي تُخرج هاتفها بسرعة محاولة الاتصال به، وفي نبرة تحمل ضيقًا خفيفًا:
_ده سواق بتاعي أستنى هرن عليه أشوفهُ راح فين(تضع الهاتف على أذنها، تنتظر... ولكن لا جواب. تتنهد بانزعاج، وملامحها تتبدل إلى توتر)....أوف مش راضي يرد عليا يصبر عليا بس، أعرفه يمشي من غير ما يقولي لأ وكمان ميردش عليا؟!
كريم بابتسامة خفيفة، ونبرة يكسوها اللطف:
_خلاص مش مهم، أنا كده كده كنت ماشي تعالي هوصلك بالمره!
اميرة بإحراج وقد علت وجنتيها مسحة خجل:
_مكنتش عايزه أتعب حضرتك معايا بس!
وما زالت الابتسامة تعلو وجه "كريم"، وهو ينظر إليها بلطف:
_ولا تعب ولا حاجة، يلا تعالي اركبي... وهو أكيد مشي لسبب، يمكن حصلت حاجة ضرورية خلاه يمشي من غير ما يقولك، ما هو مش هيمشي كده من نفسه!
.......
في الجهة الأخرى عند عم صبري كان التوتر يجتاح جسده كله وهو يردد بصدمة:
_ايه أنتَ بتقول ايه يا دكتور...........
نهاية الفصل أتمنى أن يكون نال أعجباكم (ماذا حدث يا ترى جعل "عم صبري" يذهب ويتركها؟!؟!)