
أذان الفجر : "الله أكبر.. الله أكبر"
إسراء ( مسكت برواز فيه صورة أبوها ووقفت عند الشباك) وقالت :
صباح الخير يا بابا ، وحشتنى أوى!
النهاردة بقالك ١٠ سنين غايب عننا ، نفسى أشوقك لومرة
وأقولك إنك وحشتنى جدا ، وماما دايما يتحكيلي عنك وبتقول
إنك أحن واحد فى الدنيا و من بعدك مفيش أمان ، مفتقداك
جدا يا بابا
- وبعدين دخلت الأوضة عند ما متها ولسه هتقول (ماما ) ، لقت
أمها اتفزعت جدًا وفتحت عينيها مع تنهيدة سريعة
و خوف مش مفهوم !!
- إسراء : إيه يا ماما ؟! .. أنا لسه كنت هنادى عليكى لحقتي
تتفرعى ؟
. الأم ( منال) : معلش يا حبيبتى ، شوفت كابوس مرعب !
- إسراء : كابوس تانى ! ، إيه حكاتك مع الكوابيس يا ماما
هوا كل سنة فى ذكرى وف*اة بابا تصحى على كابوس؟
- الأم غصب عنى والله ، عشان بفتكر أبوكى قبل ما أنام كل يوم
وأفتكر اللى حصل !.
- إسراء : معاكى حق الموضوع ميتنسيش أبدًا ، كان يوم
صعب جداً علينا كلنا .. قومى بينا تصلى الفجر وندعيله
عشان نلحق اليوم من أوله قبل ما الناس تيجى
- الأم: حاضر يا حبيبتى
#الكاتبة_نورهان_زكي_الجبروني
- نسمة ( صديقة إسراء المقربة ) : السلام عليكم ، ازيك يا إسراء عاملة إيه
وازی طنط منال ؟
- إسراء : أهلاً يا نسومة يا حبيبتى ، الحمد لله احنا بخير .. نورتينا اتفضلى
- الأم (منال) : أهلاً .. ازيك يانسمة يا حبيبتى وازى ماما ؟
- نسمة : ماما فى مشوار بس وزمانها جاية دلوقت مش هتتأخر أنا
مأكدة عليها .
الأم : ماشى يا حبيبتي ، براحتها خالص الله يعينها
- قومى يا إسراء انتى ونسمة وزعوا الأجزاء على الناس الموجودة
عما العدد يكتمل ، ولو فاضل اتنين أو ثلاثة ها خذهم أنا
- إسراء : سموا الله يا جماعة بلا هنبدأ جلسة ختم القرآن دلوقت
على روح بابا ، ياريت كلنا ندعيله بالرحمة والمغفرة وإن ربنا يجعل
كل حرف فى ميزان حسناته ويكون شفيع ليه
"وبدأ الجميع في التلاوة والمنزل تحفه روح من الأنس والسكنية
ويعلوا فيه ذكر الله حيث الأمان والرحمة ".
- وبعد ما انتهت الجلسة غادر الجيع وعاد المنزل لهدوئه المعتاد
وإسراء ووالدتها عادا وحيدتين فى المنزل الكبير
- الام : جهزت الأكياس اللى هنوزعها رحمة ونور على روح بابا
يا إسراء ؟
- إسراء : آه يا ماما كله جاهز يا حبيبتى متشليش هم
صحيح أومال فين خالتو مجتش ليه ؟
- الأم خالتك كلمتنى قبل ما الناس تيجى واعتذرت عشان رايحة
عند دكتور الأسنان مع غادة بنتها عشان تعبانه اوى
#الكاتبة_نورهان_زكي_الجبروني
- إسراء : يا حول الله ياربى ، هى النبت دى دايمًا تعبانة كدا ؟
كل أسبوع عند دكتور شكل!
الأم : ما انتى عارفة من يوم ما أسماء اتجوزت وهى حزينة على
فراقها، كانوا متعلقين ببعض أوى وأمهادا عما تقولى بتنام
معيطة ومش بترضى تتكلم مع حد، وكل ما تزهق تروح لأختها
أو تكلمها فى التليفون
- إسراء : بس بصراحة أنا شايفة إنها مزوداها يا ماما !
أنا أينعم كان نفسى يبقالى أخت بس مش للدرجة دى ، خلاص
يعنى الدنيا هتقف على أسماء ، المفروض تحمد كدا وهيجى
يوم وتتجوز هى كمان وتسيب العائلة كلها ، أصلا العيال دول
كلهم مفيش فيهم الا آدم الصغير هادى وعاقل كدا وفى
حاله وأنا بحبه خالص
- الأم : آدم ما حتة سكر ، كلهم عسل وأخواتك يا إسراء
ربنا يبارك فيهم ويديكى الصحة يا مها يا أختى ويعينك على
حالك
إسراء: يارب ياماما ، أنا هقوم بقى عشان الحق أوزع
الحاجات دى.
- الأم : ماشى يا حبيبتى خلى بالك من نفسك
- خرجت إسراء ومعها أكياس كثيرة بكل كيس قطعتين من المعجنات وجبن وبرتقالة المنوعة وخيارة وورقة بها : " أسألكم الدعاء لأبى ، فإنه كان سندي و أطيب قلب عرفته"
- تسير إسراء بين الناس وكلما قابلها أحد تعطيه كيسًا
وتسأله الدعاء لوالدها ..
#الكاتبة_نورهان_زكي_الجبروني
و عقلها مشغول بالتغير فى والدها ، وتظل تسترجع ذكرياتها
معه وكلما خطرت ببالها ذكرى امتلأت عيناها بالدموع، وقالت
فى بالها : اشتقت إليك أبى
- ثم قاطع تفكيرها .. أب كان يسير أمامها حاملاً طفلته التى قد
تبلغ من العمر ثلاث سنوات تقريبا ، وهى تشير بإصبعها الصغير
الى لعبة فى محل الألعاب أمامهم، وكأنها تقول: أريد تلك اللعبة
يا أبى !
- فعانقها الأب وقال لها بحب : من عيونى يا نور عيونى
- وقفت إسراء مكانها متجمدة وكأنها طفلة تائهة !
فالموقف الذى رأته ذكرها بما حدث بينها وبين والدها يوماً
# فلاش بااك #
--------------
- ذات يوم كانت الأسرة فى طريقهم لحديقة الألعاب (كما اعتادوا
أن يفعل الأب معهم كل عطلة)
إسراء (وكان عمرها 7 سنوات) : بابا ، بابا... أنا نفسى فى لعبة عروسة
ومعاها دولاب هدوم كبير .
- ابتسم والدها بلطف وقال : بيس كرا ، من عيونى يانور عيوني ..
- يلا بينا تعالى تدخل المحل دا نشوف اللى انتى عايزاه
- إسراء فرحت جداً الدرجة إنها اتنططت من الفرحة وخصوصا
لما لقت لعبتها اللى كانت عاوزاها ، وقالت بلطف : أنا بحبك أوى
يا بابا .
- الأب وعيونه كلها حب وأنا بحبك أكتر يا روح قلبي.
---------------
- إسراء انهارت لما افتكرت اليوم دا و عرفت انه وحشها جداً
وغيابه فرق معاها كتير
- الدموع زادت فى عيونها وعيطت !
#الكاتبة_نورهان_زكي_الجبروني
إسراء كملت طريقها ودموعها سابقاها وأغلب الناس اللى قابلوها
اتعاطفوا معاها ..
كانت ماشية والذكريات جواها بتعاد
# فلاش باك #
-----------
إسراء كانت واقفة قدام أوضة أمها وأبوها و سمعت ...
- أنا إسراء بنتي غالية عليا أوى يا منال ، دى بنت عمرى فعلاً أنا استنيت
كتير أوى كد ما ربنا لر منى بيها ، وخدت عهد على نفسى إنى أخليها
أسعد بنت فى الدنيا ولاحاجة فى الدنيا تهمنى غير إنى أشوفها مبسوطة
فمتجيش تقوليلي أبطل بلع فيها ودلعى مش هبوطها أنا بنتى
لازم تشبع من حب وحنان عشان تحين وفى نفس الوقت بربيها
بس عمرى ما هزعلها .. عايزها بس تفتكرنى لما أم*وت وتقول بابا
كان مكفينى .. بابا كان بيحبني
- الأم : والله يا حسن مش قصدي حاجة دى إسراء حبيبتى
بس لازم نشد عليها عشان لما تكبر تبقى ست البنات ، يا بختها
بيك يا حسن يا بختها وحُسن حظها بأحسن أب فى الدنيا .
-----------
مر الوقت وانتهت إسراء من التوزيعات وانطلقت فى طريقها
لقب*ر والدها لزيارته وقراءة الفاتحة والدعاء له
- وقفت إسراء أمام القب*ر حزينة ، وقالت : أنا جيتلك يابابا ،
وحشتنى أوى .. أنا مفتقد الاوتابيهة من غيرك والحياة صعبة
أوى عليا لوحدى ، ياريتك كنت لسه معايا نفسى أشوقك لو للحظة
بس وأترمى فى حضنك واشتكيلك من الأيام ، سيبقى لوحدى ليه يا بابا ؟
ثم قرأت الفاتحة وظلت تدعوا له وهى لا تلف عن البكاء لحظة
- ثم غادرت وعادت إلى المنزل وعندما وصلت وقبل أن تفتح الباب
سمعت والدتها تتحدث مع خالتها ما أثار فضولها ووقفت تستمع
لحديثهما الذى كان بصوت هادئ و كأن بالأمر سراً )
#الكاتبة_نورهان_زكي_الجبروني
الخالة (مها): يعنى إيه يهددك مش فاهمة ؟؟!
- دا انتى عايزة حقك
فيها إيه لما يسيبك تشوفى بنتك وتطمنى عليها ؟
يعنى دلوقت انتى اللى بقيتى غلطانة !
الأم (منال) : والله يا مها معرفش ماله المفروض أصلاً الموضوع
دا كان اتقفل من سنين، ليه راجع يهددنى بقا وعايز يحرمنى
من بنتى !؟
- عارفة إنى غلطت يامها وأستاهل كل حاجة تحصلى وأنا مش
مسامحة نفسى لكن مش عايزة بنتى تكبر وتتع*اير بذنب أمها
أو تكرهنى بسببه !
أنا أسوأ أم فى نظرها وفى نظر نفسى !
الخالة : اهدى يا منال ياحبيبتى كل مشكلة وليها حل بإذن الله
وربنا مش هيسيبك متقلقيش - المهم بس إسراء متعرفش أى
حاجة عند الموضوع دا هى مش ناقصة وممكن يجر الها حاجة
الأم : لا .. إسراء متعرفش حاجة لو عرفت هنكرهنى ، أنا بس
حاسة بالذنب .. كان نفسى هي وأختها يعيشوا مع بعض !
إسراء بصدمة : إيه ؟!! ... أختى ؟؟؟