رواية سكن القلب الفصل الاول 1بقلم فاتن جمال


رواية سكن القلب الفصل الاول 1بقلم فاتن جمال 


الم تكون ارض الشداد هي أرض الواقع ؟ 
حسنا سوف اعترف لم اجد أحداً غير ذاتي بجانبي ،ولكن الان وجدك أنتَ ذاتي .

                            ***********
انتهى يوم السبت ،والان بدأت الشمس في الغروب ،وترك السماء لنور القمر حتى يأتي ليلاً ملئً ببعض الذكريات 
أتت تلك الفتاة التي إذا حضرت في مكان ما جعلت منه جنه ،وبرغم وقحاتها،لكنها تتمتع بحب الكثير من الناس والاجمل انها تحظ بالكثير من الحب من صديقاتها 
دلفت « زينه » إلى شقة عمتها « ماجده »،وهي تقول كاعادتها :  

ازيك يا ماجده عاش من شافك يا ختي 
ابتسم تلك السيده البالغه من العمر ٥٠عاما وهي تقول بترحاب لها والبسمه تحتل وجهها البشوش : 
تعالي يا زينة البنات  كنتِ فين بقالك يومين كدا متساليش عن ماجده حببتك؟ 
ابتسمت زينه وهي تقترب من عمتها حتي تحتضنها لها 
قالت بعدما أصبح بين ايديها
قائله :
غصب عني يا ماجده والله اخوكِ ومراته عملين عليا حزب التوحيد والنور 
ابتسمت زينه بسخريةوهي تفوه بهذا الحديث  على معاملة والديها لها فـ دايما يطلبوا منها التخلي عن دور الحياة الفرديه والتفكير في الزواج ولكنها لا تريد هذا الشي وكأنها تخش شيئا ما
تحدثت ماجده بنبره لا تخلو من الحب 
قائله:
يا حببتي من حقهم يخافوا عليكِ اللي في سنك بق عندهم بدل العيل اتنين وأنتِ مش راضيه حتي تدي نفسك فرصه واحده 

يا عمتوا اللي انا شفته مكنش شويه،كفايه عليا تجربه خلتني لحد الان فاقده الثقه في نفسي 

خرج صوت زينه بهذا الحديث وهي تحاول جهدا نفسها الا تبكي أماما عمتها وبرغم جهد نفسها الا انها بكت بشده 

عندما رأت ماجده حال ابنتها اخذتها بين أحضانها تود ولو تغلق عليها باب قلبها فـ هي ليس ابنة أخيها بل وابنتها التي ارضعتها سنه 

متزعليش يا حبيبتي ومتخافيش انا وراكِ في اي حاجه 

تحدثت ماجده بنبره تحتل بعض المرح حتي تستطيع تخفيف الحمل عن ابنتها الواقفه بين يديها تكاد تفقد السيطرة على بكائها 

مش زعلانه يا ماجده،انا بس عايزكم تعرفوا اني بعاني من كل حاجه ،انا مش مبسوطه وانا شايفه الأصغر مني عارف يمشي حياته وانا واقفه محلك سر ،بس انا غصب عني والله 

لم تكن نبرتها تدال علي الضعف بل كانت تدل علي عدم ثقتها حتي في أبسط الأمور وهي التحدث كانت تتفوه بشكل متقطع من كثر ما تحبسه بداخلها من كتمان" 

طيب يا ستي روقي كدا وتعالي اوريكِ انا عملت اي في المطبخ 

تحدثت ماجده بشكل مرح وهي تاخذ بيدي ابنة أخيها لداخل 

اي رايك ؟ 

أنتِ بتهزري يا ماجده،جايبني تقوليلي شوفي المطبخ! 

كانت تتحدث بسخريه : 

مش عجبك يا زينه ؟ 

كانت ماجده تشعر بالاحباط من رد فعل ابنة أخيها علي ما وضعت من الاشياء الجديده بداخل مطبخها 

تحدثت زينه  بصوتِ لا يخلوا من الحب
قائله : 

دا تحفه يا ماجده عملتيه امته ،وبعدين جبتي الحاجات دي منين 

ـ هو مفيش غيرك والا اي يا ست زينه  اللي موجود في البيت 

تفوهت بهذا الحديث « ملك  » ابنة عمتها واختها بالرضاعه 
كانت تتحدث بسخريه وهي تضع يديها علي الاخره 

« مكنتش اعرف انك بتعرفي تختاري حاجه 

تحدثت زينه  بوقاحه رداً على حديث اختها إليها 
ولكن تلك الواقفه لن تصمت عن حقها قائلها: 

ـ وأنتِ من أمته يا حبيبتي تعرفي أن كنت بعرف والا لا ،وبعدين انا بعرف كويس اوي اختار كل حاجه ،حتي خطيبي عرفت ازاي اخليه يحبني ،مش شبه ناس 

يكفي ما تحدثت عنه تلك الفتاة الم يكفي اليوم من كسر الثقه والندم 

تحدثت زينه  وهي تشعر بالشفقه علي نفسها 

قائله : 

عندك حق ،انتِ عرفتي توقعيه صح

خلاص يا ملك ،وبعدين أنتِ رجعتي لي من عند ابوكي مش قولتي هتفضلي هناك اليومين دول علشان تجيبي طلبات الفرح 

تحدثت ماجده بشكل صارم حتي تنقذ ابنة أخيها من هذا المواقف السخيف 

انا رجعت علشان اخدك معايا وانا بجيب مفارش الشقه اصلي ليس صغيره مش عارفه اختار كل حاجه لوحدي 

تحدثت وهي تنظر إلي زينه بأعين لا تخلوا من الحقد والغل 

= كويس انك عارفه انك صغيره يا ملك ،اصل الصغيرين اليومين دول بقى يضحك عليهم 

كان هذا الحديث كانوع من أنواع رد الفعل لما قالته في حق زينه،تفوهت بهذا الحديث « حبيبه » صديقة زينه منذ الصغر 

قالت ملك بنبرة لا تخلوا من الحقد 
الست حبيبه نورتي البيت 

ابتسمت حبيبه بسخريه 

ماهو باين من ملامح وشك ،الله واكبر يا زينه عندكم النور واصل لسماء ،ابقوا خفه شوية 

ابتسمت زينه علي حديث صديقتها المقربة وهي تسترد إليها بعض الاحترام " 

تحدثت ماجده بشكل واضح حتي تنهي هذا النقاش 

طيب يا ولاد تعالوا نخرج نقعد في الصاله شويه 

لا يا ميجوا اصل انا عايزه زينه في موضوع مهم 

كانت تتحدث حبيبه بشكل طبيعي حتي أنها أرادت تجاهل ملك 

ياله يا زوزه علشان عايزه اقولك علي سر مش عايزه حد من الصغيرين يسمعه اصل اليومين دول بقيت اكره اي حد اصغر مني 

تحدثت حبيبه بسخرية وعندما اقتربت من انتهى حديثها كانت تتحدث بمكر وكأنها تشير إلى ملك بعض الإشارات 

خرجت زينه ،ملك من شقة عمتها 

عجبك كدا دايما جايه عليها ، لي بس يا بنتي ؟

كانت تتحدث ماجده بنبره منفعله من حديث ابنتها لابنة أخيها دايما 

عايزاني اعملها اي يعني يا ماما ،وبعدين هي اللي عيلة بارده ورخمه 

« هو في دا عندك حق هي فعلا عيلة مفيش منها مكس كدا بين حلويات العبد وحلويات دمياط ! 

تفوه بهذا الحديث ابراهيم اخوها لملك وأخو زينه في الرضاعه كان يتحدث بنبرة مريحه وهو يشبه زينه بالحلويات 

الباشا محامي الست وصل 

كانت تتحدث ملك بسخرية من أخيها 

توجه ابراهيم الي والدته الواقفه وهو يقول بابتسامه بسيطه : 

ازيك يا ميجو وحشاني والله 

ابتسمت ماجده بحب : 

وانتَ كمان يا هيما وحشني ،كنت فين بقالك اسبوع 

امسك يدي والدته وهو يقترب من الكنبه وهو يجلسها ويجلس بجانبها ،ثم قال : 

كان عندي قضيه في بني سويف ،ويدوب رجعت سلمت علي بابا وجيت جري لنور عيني 

ابتسمت ملك بسخرية وهي تقول : 

قصدك جيت علشان حببت القلب حبيبه،انا مش عارفه بتحب فيها أي 

علشان مش شبهك،صحيح يا شيخه البطن قلابه

تفوه بهذا الحديث ابراهيم وهو يجلس بجانب والدته " 

شعرت ملك بنيران داخلها من قول أخيها ليها ،فهي دايما تكره زينه ،ولكن لماذا تكرها هكذا ؟! ما وجت شئ تقوله إمام أخيها سوى الانسحاب من امامه فلأن يوجد سوى الانسحاب من تلك المعركه .

انا ماشيه احسن من محاضرة الدفاع عن الست زينه 

تفوهت بهذا الحديث ملك بعصبية وهي تترك المنزل

تحدث ابراهيم بملامح يعلوها الاندهاش ! 

قائلاً : 
مش فاهم بجد لي دايما بتكره زينه 

والله يا ابني انا زيي زيك نفسي افهم في اي ،امال لو مكنتش اختها في الرضاعه ؟! 

تفوهت بهذا الحديث ماجده رداً على حديث ابنها " 

طب بقولك اي يا ست الكل سيبك دلوقتي من ملك...علشان بصراحه عايزك في حاجه كدا 

تحدث ابراهيم بملامح يعلوها الفرحه 

نعم يا هيما عايز اي ؟ وبعدين مالك كدا قلبت بسرعه ...اللي يشوفك دلوقتي ما يشوفش وشك من أسبوع وانتَ مش طايق نفسك 

كانت تتحدث ماجده بسخريع وبعض الدهشه من حديث ابنها 

بصراحه يا ماجده يا بنتي انا ليا واحد صاحبي بيدور علي عروسه ،وبصراحه شايفه كده مناسب للبت زينه ..بس مش عارف اقولها ازاي عليه 

تحدث ابراهيم بنبره تحمل بعض الامل ولكن سرعان ما تحولت إلي خوف من ما هو قادم 

اندهشت ماجده من حديث ابنها عن زينه 
قائله : 

يا ابني دي كانت ليس بتقول أن خالك ومراته عاملين عليها حزب ..وزينه يا ابراهيم شافت كتير من صغرها ...فبلاش يا ابني نرجعها تاني للي كانت فيه 

كانت تتحدث ماجده ببعض الخوف علي ابنة أخيها 
فهي من شعرا بها عندما كانت فاقده كل شي 

لم تتغير نبرة ابراهيم هو الآخر بل أصر على تلك الخطوه بأمل أن تنجح في تخطيها كل شي حصل من قبل
 
قائلاً: 

انا عارف يا ماما انك خايفه عليها ،وانا كمان خايف عليها والله،عارف هي شافت اي... بس صدقيني حمزه غير اي حد ممكن تعرفيه ،وبعدين دا دكتور يعني مثقف ،ان شاء الله لو حصل نصيب هقوله علي كل حاجه بس المهم نقنع زينه 

تحدثت ماجده بنبره هادئه 
قائله: 

انا هكلم عماد بكرا هو و ناديه  يخفو شويه عنها كفايه اللي هيا فيه ،وبعدين اكلمها في الموضوع وانتَ ابقي اطلع شوفها وبردو حاول تفتح معاها الموضوع يمكن تقتنع منك ! 

انا هدخل اغير هدومي وبعدين اطلع اسلم علي خالي محمد و خالي ابراهيم و اشوف سندس علشان كانت محتاجه تفهمه حاجه في قانون الجنايات و بعدين اقعد معاها...تكون جت من عند البنات 

كان يتحدث ابراهيم وهو يغادر المكان تاركاً خلفه والدتها الجالسه علي الاريكه ،وهو يتجه إلى غرفته 

طب احضرلك حاجه تاكلها 

كانت تتحدث ماجده بصوتِِ عالي حتي بقدر علي سماعها بعدما اغلق الباب خلفه 

فتحدث هو من الداخل 

قائلاً: 

عامله اكل اي ؟ واوعي تقولي عامله محشي 

ابتسمت ماجده بسخريه وهي تقول : 

ورق عنب اجبلك ؟ 

لا يا ماجده انا هاكل عند ايمان ،وخلي المحشي بتاعك 

كان يتحدث بنبرة تحتلها السخريه 

طيب يا ابن ماجده ابقي خلي ايمان تنفعك

كانت تتحدث ماجده بسخريه 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لم يكن هناك شيئًا مريحاً غير وجود من يشعر بك ،برغم صمتك الدائم ؛ لكن هناك دائماً بعض المكاسب التي تعطيها لك الحياة ،فانا اقف الان أمام تلك المكاسب ،وهم اصدقائي،فقط المحظوظين من يستطيعوا الوصول إلي تلك المكاسب،وكُنتُ انا من انعم الله عليهم بتلك النعمه .

زوزو سرحانه في اي ؟ 

تفوهت بهذا الحديث حبيبه التي كانت تجلس امام البحر 

تنهدت زينه وهي تقترب من اصدقائها 
قائله : 
ولا حاجه،كنت بفكر فيكم 

يا شيخه بقى دي اشكال الواحد يفكر فيهم ..جتك قرف 

كان هذا الحديث الخارج من صديقتها الثانيه « سميه » وهي تتحدث بسخريه علي حديث زينه 

لا يا بت دي كانت بتحلم بالعيال بتوع المدرسه...مش فينا 
هو احنا بردو عملنا ليها زي العيال ،والا قولنا ليها احنا بنحبك يا مس زوزه ،وبعدين ماحنا طول اليوم معا بعض يعني محدش فين غاب علشان تفكر فينا ،والا تكنش هتتجوز 

وتلك المره خرج هذا الحديث من صديقتها الثالثه « حنان» بمرحِِ

حتي أنتِ يا هاديه بقيتي زيهم ! شوف الدنيا بقي حنان اللي كانت زي نسمة الهواء،لا نسمه اي دي كانت زي خفة النفس تتريق عليا ! أما عجائب يا ولاد 

كانت تتحدث زينه بسخرية من حديث صديقتها حنان 

بقولكم اي " انا نفسي في فرسكه ومش معايا غير ٢٠ جنيه 
حد فيكم معا فلوس ؟ 

كانت تتحدث حبيبه وهي تقوم مت من أمام البحر 
وبجانبها الفتيات يجلسن أمام بحر اسكندريه المعروف بسحره الطبيعي 

منين يا ختي انا شطبت من اسبوع 

تفوهت بهذا الحديث زينه وهي تضع يديها علي الاخره 

بينما تحدثت سميه بملامح يعلوها الغضب 

وانا معتش معايا غير ٢٠٠ جنيه ،وليس عايزه اجيب طلبات للبيت وبسبب الست حنان ضيعت باقي المرتب علشانها 

وانا مال اهلي دلوقتي ؟ 

كانت تتحدث حنان بعصبية مصطنعه 

نعم يا ختي !! هو مين اللي قال نفسه في شنطه علشان بتاعته انقطعت ؟ 

انا بس مقولتش ليكِ والنبي يا سميه هاتيلي شنطه 

كانت تتحدث حنان بنبره تعلوها السخريه من صديقتها ،بينما سميه اطلعتها بأعين تحمل الشر ،ولكن سرعان ما تحاول الي معركه بينهما فكان المشهد كالاتي 

سميه تمسك بيديها بعض الرمال ،و حنان تمسك عصا صغيره وبينهما زينه التي كانت تمسك بايديها سميه من جهة ومن الاخره تمسك حنان بينما كانت تجلس حبيبه أمامهم علي حجراً تتناول الفرسكه بعدما اخذت من سميه بعض المال وهي تُنشغل داخل العراك الدائر بينها هي وحنان 

« تصدقوا بالله انا لو مكان عمي حسنين ،كنت طرتكم من الشط ،اكبروا بقى يا شوية عيال 

تفوه بهذا الحديث عمر توم حبيبه 

قولهم يا ابني الله يكرمك 

كانت تتحدث حبيبه وهي تاكل الفرسكه وكأنها لا تمدهم بصلةِِ 

وأنتِ البت العقله صح ؟ 

امال يا عموره ،دانا بيبو حببتك 

يا ختي اتوكسي شويه ،قومي ياله علشان عايزك معايا في مشوار كدا 

مشوار اي ؟ بص هقولك لو المشوار فيه اكل فأنا معاك مفيش يبقي اقعد اكمل باقي ال ٢٠٠ جنيه بتوع سميه 

نعم يا عين اختك ! أنتِ فكيتي الفلوس 

اندهشت سميه من حديث حبيبه عن موضوع المال 

اكدب يعني يا سومه ...انا قولت نفسي في فرسكه ومحدش معا فلوس غيرك كنت اعمل اي يعني اسرق 

وقفت سميه وهي تُبعد يديها عن حنان ومن ثم وجهت نظرها بأكمله اتجاه حبيبه التي شعرت بالخوف من اقتراب سميه إليها 

فتحدثت حبيبه موجها حديثها الي أخيها الماثل أمامها 
قائله: 

عمر انا عندي استعداد اغسلك هدومك كلها واعملك كل ساعه بطاطس محمره واجبلك علي حسابي كاتشب ،بس المهم تبعد سميه عني 

طلعها أخيها بداهشه وهو يحاول جاهداً الا يضحك أمامها ولكن كان المشهد مثل عرض اول 

فكانت سميه تقترب من حبيبه بعدما عرفت بأخذ حبيبه الي المال فتوجهت نحو حبيبه وهي تقف خلف أخيها حتي تستطيع الاختباء خلفه ،ولكن لا مفر فعندما تحدثت حبيبه 
قائله : 
والله يا سميه اصلاً الفريسكه مكنتش حلوه ،تقريبا كنتِ بصه فيها 
دانا اللي هعرفك يعني اي متعرفيش تبصي تاني يا حبيبه ،بق انا اتسرق علني ،لا ومن مين منك ؟! 

تفوهت سميه بقولها وهو يحمل السخريه 

هو اي اللي من مين ،هو انا مشبهش والا اي ،وبعدين دانا خففت عنك الهم ،انتِ مش كنتِ بتقولي هيفضل ١٠ جنيه مش عارفه هتعملي فيهم اي ؟

كانت تتحدث حبيبه وهي خلف أخيها ولكن كان حديثها يعلوه بعض السخريه 

بينما تحدثت سميه بصوت عالي 

كان قصدي اني محتاجه فوق لل١٠ جنيه ٧٠ كمان علشان اعرف اجيب لأختي الطرحه علشان المدرسه ياللي منك الله ،بس والله مانا سيباكِ 

اهدي بس يا سميه وان كان علي العشره جنيه انا هديهم ليكِ بس المهم نبطل خناق 

كانت تتحدث زينه وهي تقترب من سميه حتي تُنهي هذا الشجار فشعرت سميه ببعض الهدوء بعدما تحدثت زينه ،ولكن سرعان ما أصبح الشجار الي نزول الماء ليلاً 
عندما تحدثت حبيبه بخوفِِ 
قائله : 

لا مانا صرفت ٨٠ علشان كنت عايزه اشرب ببسي معا الفريسكه  ،كنت اعمل اي يعني 

الآن وقد طفحه الكيل من تلك الفتاة 

لم تشعر حبيبه بنفسها سو ،وهي داخل الماء تفيرو من صديقتها 

تحدثت سميه وهي خلف حبيبه داخل الماء بصوتِِ يعلوه الغضب منها 

والله يا حبيبه ياني يا انتِ يا بنت ايمان ،مانا مش هسكت غير لما اجيبك من شعرك 

يا جماعه بطلوا ضحك الميه صاقعه اوووي والله 
يا زينه الحقيني والنبي 

كانت حبيبه تتحدث وهي تحاول الابتعاد عن سميه 

لم يستطع أحدا التوقف عن الضحك بل ،واصبح يجلس كلنا من عمر و زينه من كثر الضحك ،وخلفهم حنان التي كانت تمسك الهاتف بايديها حتي توثق تلك المعركه ولكنها لم تستطع هي الاخره التواقف عن الضحك ... 

******************

داخل منزل عائلة آل رحيم خاصةً بشقه عماد والد زينه 
كان يجلس أمام التلفاز وزوجته تقوم بعمل الشاي من أجلهما 
بداخل أحد غرف الشقه كانت تجلس فتاة في عمر ال١٨عام تمسك بايديها كتاب علمي حتي فتح الباب فجاءة بيدي أخيها قائلاً بصوت عالي: 

أنتِ يا بت ،انتِ اللي خدتي الاب توب بتاعي صح ؟ 

اولا مفيش ولد محترم يفتح الباب بالشكل دا علي أخته يا دكتور ثانياً ،لا مش انا اللي خده 

كانت تتحدث بصوت عالي هي الاخره امام أخيها 

فتحدث وقال : 

وحياة ربنا يا سندس  لو طلعتي انتِ اللي بوظتيه لاتشوفي مني سواد 

آت عماد علي صوتهما الذي كاد يسمع الجيران قائلا 

مالك أنتَ وهي في اي ؟ 

تحدث سامي بانفعال: 

يا بابا الف مره اقولها متجيش لم الاب توب بتاعي علشان شغلي كله عليه ،النهارده القي كل الشغل بتاعي ممسوح ؟ يرضي مين بس 

أنتِ اللي عملتي كدا يا سندس ؟ 

كان السؤال الخارج من عماد بشكل صارم لمراقبة رد فعلها 

ولكنها تحدثت بثقه : 

لا يا بابا مش انا ،ولو انا كنت جيت قولتلك بس والله مانا ،وبعدين ما يمكن زينه اسالها ؟ 

هي فين زينه صحيح ؟

خرج هذا الحديث من سامي أخيها 

تحدثت والدتها من الخلف قائله : 

معا البنات عند البحر ،زمانها جايه 

انتو فتحتوا معاها تاني موضوع الجواز ؟ 

خرج سؤال أخيها بتمني قولهم لا ولكنه تفاجأ بقول أبيه 

ايو يا سامي فتحنا الموضوع تاني ومش هقفله غير وهي متجوزه ،انا زهقت من كلام الناس عنها وكفايه لحد كدا بقي عمرها ٢٦ سنه وليس متجوزتش وطول الوقت معا أصحابها اللي مكبرين دماغها ،انا قولت قبل كدا ملهاش دعوه بيهم 
كانت نبرتهُ تعلوها الغضب من ابنته ،وهي لا حول لها ولا قوة الا يكفي ما عشته 

لا يا بابا مش زينه اللي تقول عليها كدا ،مش زينه اللي تخاف من كلام الناس بسببها ،لو انا دلوقتي دكتور فدا بسببها هي بعد ربنا ،بابا انتَ سفرت العراق وسبتنا هي كانت اولى اعدادي وانا رابعه ابتدائي و سندس كانت ٣  سنين ،زينه هي اللي طلعت تشتغل معا عمامي في المصنع بقت ترجع كل يوم معا ابراهيم تقعد تذاكر وتخلص كل حاجه من غير ما تطلب مننا حاجه زينه هي اللي كانت راجل البيت يا بابا تخيل بنت زيها مشفتش يوم دلع من ساعة ما أنتَ سافرت وهي بقت مكانك ،لا عمرها اشتكت ولا حتي قالت انا بعمل وانتو لا ، عمامي كانوا يطلعوا يطمنوا علينا بس ولا واحد فيهم فكر يقول اشوف ولاد اخويا عايزين حاجه ،محدش فكر فينا ،وبرغم كدا زينه هي أول حد وقف قصاد جوز عمتي لما طلقها وهي اللي وقفت في ضهر عيسى ابن عمي ابرهيم لما وقع في مشكله معا بنت الجيران ،مكنش حد بيلم العائله غير زينه كل جمعه تفتح شقة جدي اللي عمتي قاعدت فيها بعد ما زينه أقنعت عمامي بأن عمتي تقعد فيها وتعمل غدا علي حسابها وتعزم العائله كلها بق كل واحد يعتمد عليها ولما جت تلاته ثانوي قصرت في حق نفسها ،عارف لي يا بابا ؟ علشان كانت بطبق في المصنع معا البنات لحد الفجر وتيجي تصلي وتغير وتنزل الامتحان ،زينه مكنتش تعرف يعني اي خروج ولا سهر غير شغل وبيت واصحابها اللي بتقول ملهاش دعوه بيهم دول اللي كانوا سندنها في كل حاجه ثم وجه بصره لوالدتها،و أكمل حديثه 
 وأنتِ يا ماما مش فاكره يوم ما تعبتي وهي مكنتش موجوده ولا تعرف علشان طول الوقت في الشغل أصحابها دول يا بابا هما اللي لحقه ماما وخدوها المستشفى عارف عرفوا ازاي ؟ كانو كل يوم واحده فيهم تيجي تطمئن علينا،ويذكرو ليا علشان كنت علمي ودروسه بمبلغ لوحده محدش من عمامي فكر مجرد تفكير أنه يقولي أنتَ محتاج حاجه بس هما اللي وقفوا معانا ، حنان تذاكر ليا الكيمياء و سميه تذاكر ليا الانجليزي و حبيبه تذاكر ليا الاحياء 

( قبل عدة سنوات) 

كانت تأتي يومياً إحد الفتيات الي منزل زينه حتي تقوم كل واحده بالمذكره من اجل أخيهاوفي يوم كان الدور علي حبيبه حتي تذاكر له مادة الأحياء 
رن جرس الباب وكان الطارق حبيبه 
دلفت الي المنزل بعدما قامت ناديه بفتح الباب لها 
فقالت حبيبه كعادته المريحه: 
ازيك يا طنط عامله اي 
كانت ناديه تشعر بالضجر من هولاء الفتيات ولكن دون أسباب واضحه حتي أنها في أحد المرات انقطعت معا ابنتها عن الحديث من أجل الابتعاد عنهم ،ولكنها دايما كانت ترفض هذا 
قالت ناديه بابتسامه بارده 

ادخلي يا حبيبه 

شعرت حبيبه بفظ المعامله إليها والي اصديقها ،ولكنها تحتمل كل شي من أجل صديقتها التي ساعدتها كثيرا في حياتها 
فتحدث حبيبه بابتسامه بسيطه : 

شكر يا طنط معلشي هو سامي موجود ؟ علشان اذاكر ليه 

تحدثت ناديه بنبره عاديه 

اه موجود هو في اوضته ،ادخلي اقعدي في الصالون وانا هناديه ليكي  

ابتسمت حبيبه بدون كلام ،وكانها تود الهروب من تلك الشقه فخرجت ناديه من الغرفه ؛لكي تنادي سامي إليها 

تحدثت بتهكم الي ابنها الجالس علي الاب توب الذي قامت زينه بشرائه من أجله فقط 

قوم الست حبيبه برى 

قام من مجلسه ،وهو يقول 

طب يا ماما والنبي ابعتي هاتي حاجه سقعه ،علشان حبيبه بتحبها اوي 

دا اللي ناقص كمان ،قوم يا فالح 

تفوهت بهذا الحديث بسخريه 

فقاما سامي ،وهو يتحدث بنبرة حادة بعض الشئ 

حبيبه دي اللي أنتِ مستخسره فيها ازازة حاجه سقعه بعشرين جنيه لو حد مكانها كان خد مننا الفين جنيه كل شهر ،حبيبه بتشرح ليا الجديد والقديم وتحط امتحانات ،هي اللي بتجيب ليا مذكرات الاحياء وتفهمني ،ياماما دانا سالت علي مدرس الاحياء الدرس كان ٢٥٠٠ جنيه احمدي ربنا علشان عندي اخوات زيهم كلهم 
محدش من ولاد عمي هان عليه يجيب ليا كتاب واحد 
ازازة الحاجه السقعه متكفهاش حقها يا ماما ،ولا يكفيهم كلهم حقهم 

تحدثت ناديه بنبره عاديه 

خلصت دفاع عن الست حبيبه ،ياله يا فالح اطلع خليها تذاكر ليك لما نشوف هتطلع اي 

هطلع دكتور علشان خاطرهم هما 

تحدث بثقه من أجل أخته واصديقها الذين يدافعوا عنه دايما 
خرج سامي من الغرفه تارك والدتها خالفه وهي تتمتم بعدت كلمات غير مفهومه 

وحش الكيمياء حبيب الناس وعمهم كلهم 

كان يتحدث سامي بنبره مريحه ولكنها تحمل أيضا بعض الكسوف 

يبقي مذكرتش ؟ اصل جو حارة برجوان دي انا عارفها كويس يا معلم ،فسيبك من السكه دي معايا اشطا 

تحدثت حبيبه بسخرية من حديثه فقال هو ببعض الحيره 

بصراحه في مسألة مش عارف افك شفرتها ! وقولت مفيش غير وحش الكيمياء بصراحه 

فقالت حبيبه بمرح حتي لا تشعره بأنه غريباً عنها : 

طب هات يا زميلي المساله ،وبعون الله نعرف نحلها 
بدأت حبيبه في شرح المساله له بعددت طرق حتي يقدر علي حال اي نوعاً من تلك المسائل 

وكدا خلصنا ،قولي بقي فهمت حاجه ؟ 

كانت تتحدث وهي تنظر إلي ملامح وجهُ حتي تطمنئن إذا كان قد فهم ما تم شرحه أم أنه لا يقدر علي فهمها 
فوجدته يقول بعدم تصديق 

انا بجد مش مصدق اني فهمت كل دا ،دانا حاسس اني كنت غبي والله كل مساله حالتيها خلتني شايف الكيمياء زي العسل معا اللبن 

ضحكت حبيبه عليه عندما شبه مادة الكيمياء بتلك الطريقة فقالت : 

طب الحمدالله انك فهمت و

انقطع الحديث عندما وجد والدتها تسقط أرضا دون سابق إنذار وقفا مكانه لا يقدر علي الحركه بينما قامت حبيبه من مجلسها بسرعه تتوجه الي ناديه الملقاة على الأرض فاقده وعيها 

فقالت بصوتِِ تحاول صبغه بالثبات 

خالتي ناديه فوقي 

لم تشعر ناديه بشي فقامت حبيبه باخد بعض الماء من علي الطاولة الموضوعه بجانبها ثم ألقت علي وجهها لعلها تتحرك ،ولكن بدون جدوه فما وجدت شي سو المساعده من أصدقائها فتحدثت في الهاتف وهي ترتعش وكأن المشهد ينعاد ثانياً أمامها ،فهي رأت والدتها من قبل هكذه 
لم تشعر حبيبه بشي سو الدموع التي تسيل علي وجنتيها وهي تحادث صديقتها قائله : 

حنان أنتِ فين ؟ 

تحدثت حنان بقلقِِ : 

في اي ؟ مالك يا حبيبه ؟ 

لم تستطع حبيبه منع اهدبها من النزول فتحدثت وهي تبكي قائله : 

خالتوا ناديه وقعت علي الارض ومبتتحركش ومش عارفه اعمل اي ؟ انا خايفه هي كمان تموت زي ماما ،وزينه تفضل لوحدها ،والنبي يا حنان تعالي بسرعه أنتِ وسميه بس بلاش زينه تعرف حاجه 

قالت حنان بسرعه : 
متخافيش والله هتكون كويسه وانا هجيب سميه واجيب الدكتور واجي 
أغلقت حبيبه الهاتف والقته بجانبها ،وعندما رفعت راسها وجدت سامي يجلس وهو يبكي خوفاً من ترك والدته له ،بعدما سمعا حديث حبيبه 

اشفقت حبيبه عليه وعلي حاله الذي لم يتخلف كثيراً عنها منذ زمن فهي أيضا كانت تجلس مثله يوما ،ولكنها الان أقسمت أن تحاول من أجله حتي لا يشعر بما شعرت هي 

فقامت وهي تترك رأسها علي الارض برفق ثم توجهت الي سامي تحدثه قائله : 

مينفعش تفضل واقفين كدا ،لازم ناخدها المستوصف اللي علي أول الشارع 

لم ينتبه سامي الي شي 

فتحدثت حبيبه مره آخره ولكن تلك المره كانت تحمل غضبا من جلوسه هكذا فقالت وهي تضغط علي يديها : 

قوم معايا خلينا ناخدها المستوصف 

ولكن لا فائده ،فلم تجد شي سو أن تصفقه علي وجهُ حتي ينتبه
فقامت بضربه حتي نظره إليها فقالت بصوتِِ عالي : 

اخلص قوم معايا امسكها معايا ونادي علي حد من ولاد عمك 

تحدث سامي ببكاء : 
محدش هنا النهارده شبكة بن اخت مرات عمي ابراهيم 

فقالت رداً على حديثه 

طب ياله ايدك معايا 
حاولت حبيبه وسامي النزول بـ ناديه ولكنها لم تستطع 
حتي تركتها علي الاريكه الموضوعه بالصاله وعندما كانت تقترب منها تحاول ايقظها رن جرس الباب 

فقالت بسرعه : 

افتح بسرعه دي اكيد حنان 

قام سامي بسرعه بفتح الباب فوجده حنان وسميه ومعاهم طبيبه 

دلفت حنان دون أي حديث ثم وجهت حديثها الي الطبيبه قائله : 

اتفضلي يا دكتوره 

دلفت الطبيبه خلف حنان 
ثم دلفت سميه وهي تقترب من سامي ثم وضعت يديها علي كتفه وهي تقول بنبره قلقه : 

أن شاء الله خير متخافش 
حركه سامي رأسه بتمني الشفاء لوالدتها التي لا تشعر بشيء فنظرت سميه وسامي الي الطبيبه وحنان وحبيبه


                         الفصل الثاني من هنا 
تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة