رواية أنصاف القدر الفصل الخامس الثلاثون 35 بقلم سوما العربى

رواية أنصاف القدر

الفصل الخامس الثلاثون 35

بقلم سوما العربى


 جلس عدى على مكتبه يقبض بيده كوب قهوته.. يضمه بغيظ... أوشك على تحطيمه من شدة ضغطه عليه.


منذ جاءت إليه هنا؛ جلست امامه بجمالها الملائكى.. صوتها الناعم الذى مازال صداه بإذنه للان.. تجمع الدموع بعينيها... نظرات الخوف والقلق المشوبه ببعض القلق والاضطراب مع الحرج.


 

يتذكر جيدا ضر"به المبرح لايهم وهو يتذكر كم الرعب الذى عاشت به تلك الصغيرة وهى تحت ضغط وتهديد منه.. مجرد تذكره ماكان يريده منها تزاد حالته سوء يقسو بضرباته ولكماته له أكثر... كيف هدده بطريقته الخاصة وجعله يبتعد عنها نهائيا.


أغمض عينيه بغضب أشد وهو يتذكر كم مره هاتفها وهى لاتجيب ابدا.. لم يكن قلقلا عليها لأنه يعلم كل خطواتها وأنها بخير وببيتها... إذا هى لا تريد التحدث إليه... لماااا... ولماذااا.. مالعيب  به يجعل  كل فتاه تعجبه لا تبادله ابدا.


الأغرب انه جلس مع نفسه مطولاً... اختلى بنفسه يقارن...الآن فقط اتضحت الرؤية... لم يعشق مليكه لقد تركها بلا ادنى مجهود... كذلك تغريد... هو حتى لم يعافر لأجلها ولو دقيقة او حتى يتمسك بها.... لكن تلك الريتال ذات العيون الخضراء.... اااه منها... يشعر انها زوجته... منذ أن وقعت عينه عليها واتخذ القرار... مع مليكه ظل لأشهر حتى قرر خطبتها.. حتى تغريد استغرق الأمر منه كثيراً على عكس ريتال.... أول ما دلفت لمكتبه تتهادى فى خطواتها المرتبكه... يعلم... لقد اخافها بنظراته التى كادت تخترقها... لم يستطع السيطرة على حاله واخافها... لكن لما.. لما تتهرب منه.. هى حتى لم تشكره على موقفه معها.. هل هكذا ترد المعروف.


دقات خفيفة على الباب ودلفت بعدها سكرتيرته تناديه :مستر عدى..  مستر عدى.


لم يجيب عليها.. عقله منشغل.. غاضب بشدة فرددت :مستر عدددى... حضرتك سامعنى؟


أخيراً انتبه عليها بوجه منزعج قائلاً :ايوه ايوه... اححمم.. فى حاجة؟


نظرت له باستغراب.. منذ عملها معه لم يسبق ورأته هكذا.


تحدثت بحيادية قائله :فى واحدة برا طالبه تقابل حضرتك.


قلب عينيه بملل وارتشف القليل من قهوته يقول بضيق شديد :لا انا مش عايز اقابل اى حد دلوقتي... اصلاً ياريت تلغى كل المواعيد وتمشى انتى النهاردة انا اصلاً شويه وهمشى.


اتسعت عينيها بزهول... عدى يضيع ساعه واحده من وقته... لم يسبق وفعلها.. منذ أن عملت معه وهو يعمل كالساعه.


رفعت كتفيها وقالت :خلاص زى ما حضرتك تحب انا...همشيها.


عدى :تمام.. وخدى باقى اليوم اجازه... انا هلم حاجتى وامشى دلوقتي.


السكرتيره:اوكى يا فندم.. بعد إذنك.


عدى :اتفضلى.


وقف على الفور.. التقت هاتفه ومفاتيحه... اغلق حاسوبه... فتح هاتفه يتفقده على أمل بأن يجد مكالمه فائته منها... زفر بإحباط وضيق وقد خاب امله.


خرج من مكتبه وجد سكرتيرته تلملم اشياءها هى الأخرى.. يبدو أنها صرفت تلك الفتاه فعلاً.. القى عليها تحيه عابره وانصرف مغادرا.


اتجه للمصعد... تخشب فى موضعه... هل من كثرة تفكيره بها أصبح يرى طيفها بكل مكان؟!


انها هى... تقف تضغط على الذر لجلب المصعد وهى تزفر بضبق.


تحدث نفسها بصوت مسموح بصعوبه:انا غلطانه انى جيتله اصلاً... بيوزعنى ابن الجزمه... ماشى.


اقترب منها لا يصدق حاله... تغاضى عن سبها له.


وقف خلفها مرددا:ريتا.


التفت له بوجه غاضب... وهو.  ينظر لها يمرر عينيه على كل ملامحها.. لم يكن يعلم أنه ولهذا الحد اشتاق لها.. ولا يجد تفسير لحالته تلك التى تجعله يعشق فتاه من اول لقاء.


اقترب منها أكثر.. طريقته تلك هى سبب ابتعادها وهروبها منه... مخيف ومريب... لايصح ولا يحق له ابدا اختراق مساحتها الشخصية (مساحتك الشخصية الى هى على طول ذراعك)


يخيفها... بالطبع وهو كالغبى لا يفهم ولا يراعى.


ابتعدت بدورها خطوه للخلف كرد فعل على اقترابه.. تحدثت وهى تنظر له بذعر:لو سمحت ماتقربش كده.


عدى باشتياق... غير منتبه ولا مهتم بحديثها:كنتى فين؟ كلمتك كتير مش بتردى.


ارتكبت من نظراته.. تشعر به يخترقها بعينه.


تحدثت بتلعثم :ااا.. انا اسفه... هو انا بس.. انا يعنى كنت جايه النهاردة عشان اعتذرلك واشكرك... الحيوان ده بطل يكلمنى وعمل... قاطعها قائلاً بارهاق:ريتا انا بحبك... تتجوزينى؟


رد فعلها كان الصدمه... تقف أمامه لا تستطيع التحكم بفمها وعينيها المفتوحان على مسرعيهم  وهو عينة كلها إصرار وعزم.


فى الصحراء الغربية.. على بعد 50 كيلو متر من الحدود الليبية.


داخل إحدى البيوت المشيده بالطريقة البدائيه لكنها جميله... مريحه ومختلفه.


كان يجلس نصف جلسة متكئ بظهره على وسادته بالخلف عارى الصدر... ينظر لصغيرته بحب وراحه... يتذكر تفاصيل ليلتهم معا... للان لايصدق انه عاش وفعل كل تلك التفاصيل الخاصة والحميميه جدا مع مليكه.. مليكه الصغيره... هى من كانت بين يديه ليلة امس... صغيرته كبرت وأصبحت امرأة جميلة جدا لدرجة انه تفاجئ بها وبمدى جمالها.


كان مقترب منها بشده ينظر لها.. أنفاسه القريبه منها أيقظتها... كأنها شعرت بوجود شخص لجوارها.


فتحت عينيها على قبله تتوزع على جفنيها.


اغمضت عينيها بخجل وهى تسمع نبرته اللعوب تلك :صباااح الخير يا بطل قلبى انت... كبرنا اووى اوى يعنى.


فتحت عين واحدة تقول بشقاوه:بتكلمنى انا؟


عامر :وهو فى بطل هنا غيرك.. ولا فى حد زيك اصلاً... بطل عليا النعمة بطل.


حاولت الجلوس قائلة :ايوه انا حلوه اووى انت محظوظ بيا.


زم شفتيه ورفع حاجبه قائلاً :محظوظ اه.


ضربها فوراً على مقدمة جبهتها قائلاً :محظوظ لدرجة انى مكسوف اطلع قدام الناس برا.


اغمضت عينيها بحرج وهى تسمعه يكمل :فى حد يعمل الى عملتيه ده؟! بتطلعى تجرى منى... انا منظرى كان زفت وانا بجرى وراكى... الناس اللي هنا واول مره يشفونى يقولوا عليا ايه؟! طور هايج فى عنبر سبعه... ده انا مكسوف حد من الى كانوا برا امبارح يكون برا دل دلوقتي...امال بحبك ياعامر...انا اتبهدلت فى حبك سنين وانت ولا حاسس.. يانهار ابيض.. فين بقا كل ده... تيجى ساعة الجد وتجرى من جوزك ياهبله.


لم تستطع كبت ضحكاتها.. انفجرت ضاحكه وهو بلا حيله ضحك وضمها له بحب... مهما حدث ومهما فعلت من مصائب سيظل يحبها بل عشقه لها يزداد مع الوقت.

وقفت مى تضع يدها بخصرها تقول :مين دى الى هتخطبوها لمين؟


نظر سيد لرجب بحرج وقال :هى مسحوبه من لسانها حبتين بس بنت حلال وطيبه والله.


رجب :عارف ياسيد.. مى دى بنتى.


ابتسم يغمض عينيه بفرحة وهو يشعر بنجلاء تقترب منه أكثر... تلتصق به برسالة واضحه لأى شحض.. لأول مرة تكتشف تلك النزعة بها... أنها امرأه غيوره جدا وكم هو سعيد لذلك.. من كان يصدق انه سيأتى اليوم الذى تغار به ست البنات عليه.


رفع رأسه بفخر وزهو بحاله.. نجلاء تحبه وتغار عليه.. يشعر بها جن جنونها وهى ترى حكمت تجلس معهم.. لن تنكر ان حكمت امرأه جميله أيضاً... بل هى أصبحت تغار من اى أنثى جميله كانت او قبيحه.. ربما خوفها من فقد رجب بعدما ذاقت معه حلاوة الحياه.. عرفت معنى الاهتمام.. ان تكن كل شئ لأحدهم...حياته متوقفة على حبه لك... وعلى رضاك عنه.


رغم كل شئ... كلنا بشر.. لا نحيا بالمدينة الفاضله... كذلك حكمت... رفعت رأسها تبتسم بثقة وفخر وهى تشعر بغيره نجلاء على رجب منها... رغم أنها باتت تعتبر رجب شقيق لها ورغم سعادتها واستقرارها فى الحياه مع سيد.


اكمل رجب حديثه قائلاً بثقة وفرحه :وزى ماقولنا الواد ابنى والبت بنتى يبقى فى بيتها ونقرا الفاتحة.


رفع الجميع كفوفهم يقرأون الفاتحه وهى تنطر لهم بغضب وعدم استيعاب تتحدث بغيظ وهى تراهم مستمرون:فاتحة ايه انا مش موافقة هو انا.... قاطعها قوله ينهى الفاتحة وهو يقف لها :ولا الضااااالين ااااامين. مبروك عليا وعليكى.


مى بغضب :مبروك على ايه انت كمان.


صمت الجميع.. فقط يراقبون لعبة القط والفار تلك.


يوسف :انتى يابت. صوتك مايعلاش عليا تانى انتى سامعه... انا خلاص بقيت خطيبك ولو كنتى ماتربتيش انا بقا هعرف اعلمك الادب... خشى يالا البسى عشان نتزفت على عينك نخرج.


وقفت أمامه ولم تتحرك فصرخ عليها :يالااا.


تحركت بغيظ فنظر لسيد الذى ينظر له بغضب وحاجب مرفوع:لا مؤاخذة يا عم سيد.  بس الصراحة بنتك دماغها فرده جزمه ومش هتيجى غير بكده... اعذرني يعنى... بتخرجنى عن شعورى.


هز رجب رأسه بيأس وسيد مازال غير راضى... وهو يجلس يعد نفسه لإعادة تأهيلها.


على احد المناظر الطبيعية الخلابة بين ينابيع المياه الجوفية واشجار النخيل... مكان منعزل مخصص.. امام طعام بدوى وشاى مراميه.. يجلس وهى باحضانه يورزع قبلاته على طول رقبتها.. يعلم لا أحد معهم.


رفعت نظرها له تقول :مبسوط؟


عامر :يااااه... اوى.. انا بحبك اوى يا مليكه.


ابتسمت له قائلة :انا كمان مبسوطه معاك اووى.. ايه رأيك نشترى بيت صغير هنا؟


عامر :هنا؟


مليكه :اه. يبقى خاص بيا انا وانت.. كل مانزهق.. او نحس بأى ملل او بعد او فتور نيجى هنا نفتكر احلى ذكريات لينا مع بعض... خلينا نعمل مكان نملى كل ركن فيه بذكريات تخلينا نحن لبعض اول ما نجيله.


اغمض عينيه وفتحهم ينظر لها بوله:حاضر يا حبيبتي... يالا بينا.


مليكه :إيه ده على فين؟!


عامر بخبث :نعمل الذكريات يا حبيبتي.


مليكه:هقول ايه... سافل. مش كلل الذكريات زى الى فى دماغك القذره دى. فى حب.. حنان. رومانسيه.. ود.


عامر ببراءة لا تليق به إطلاقا:انتى ليه دماغك بتحدف شمال اوى كده.. انا كنت هخدك ونتعشى. نسمع ميوزك عشان نعمل ذكريات حلوة.. شوفى ظلمانى ازاى.


مليكه :عامر عامر مش لايق عليك الجو ده انت سافل يا حبيبي. 


عامر :معاكى انتى بس والله. 


اغمضت عينيها تفتحهم بسعاده وهى تضمه لها بحماس :طب اعمل ايه فيك احبك اكتر انا ولا اعمل ايه. 


وقف بها وهى باحضانه يسير بها قائلاً :ماتعمليش انا اللى هعمل يا بطل. 


دلف كارم للبيت بعدما انهى عمله.. اتجه خلف أكثر رائحة يعشقها بالوجود... هذا هو العشق الصحيح الذى لا شك به. 


وقف خلفها يقول بوله:ورق العنب ده مش بينزل على معدتى لا ده بيستقر فى قلبى كده. 


رفعت عينيها بسخط وغيظ تقول :طب قول السلام عليكم... ولا اى حاجة يخربيتك. 


اقترب منها يفترس خصرها بيده يضمها له مبتسماً بسماجه:من يوم ما قابلتك وانتى مافيش على لسانك ليا غير يخربيتك يخربيتك... ايه بقا.. هاا.. مافيش حمدلله على السلامه يا كرومتى.. وحشتنى يا كرومتى... احمرلك الفراخ يا حبيبي...تاخد ورك ولا صدر مع ورق العنب...ومثلا مثلاً يعنى بعيد عنك وعن السامعين تحطيلى الاكل فى بوقى. 


كانت مرتبكه بشده... نهى فتاة بكر بكل شئ حتى بعدما تزوجت وهو يعلم ذلك جيدا.. ربما خجلها وجهلها هذا اكثر ما يميزها و يعجبه... عدلت من وضع نظارتها قائله :بس. واوعى ايدك دى... ايه التلزيق ده. 


ابتعدت عنه خطوه فاتجه خلفها قائلاً بجدية :هو ورق العنب قدامه اد ايه ويستوى. 


نهى :انا لسه حطاه انت الى جيت بدرى شويه. 


نظر لها بتقييم جاد يزم شفتيه كأنه يناقش إحدى المواضيع الهامة وقال :بصى يا نونى....دلوقتي سيادتك معديه ال28سنه ماشاءالله ومتجوزه ظابط ولسه لحد دلوقتي ماعندكيش فقره صحيحة ودقيقة عن التلزيق وده ماينفعش يابيبى. 


نهى باستنكار:بيبى!!؟


بلمح البصر حملها قائلا :اه بيبى... الى بردو لسه مش بتعرفى تقوليها.. لالا احنا لازم نحل كل المواضيع واديكى كل الدروس دى جوا فى اوضتنا. 


احمرت وجنتيها فقال وهو يغمز لها بعينه مكملا بخبث:انا لاحظت انك شاطره وبتستوعبى بسرعه محتاجه بس الى يوجهك. 


خجلت كثيراً من تلميحاته ووضعت رأسها بكتفه تخبئ حرجها منه وهو يقهقه عليها ومازال متجه للداخلية 

فى إحدى الشقق السكنية الفخمة وقفت هديل مع عادل مضطربه بشده وهو ينظر لها بغضب قائلاً :انا دلوقتي عايز اعرف انتى عايزة تأجلى ليه.. بصى حواليكى كده.. خلاص الشقه وخلصت.. الفستان يكون عندك بكره... اى تفاصيل تانيه انا هخلصها... ليه نأجل؟!


 كانت تفرك يديها ببعضهم تنطر ارضا بتيه فردد بعصبيه :ساكته ليه...ردى عليا. 


رفعت عيونها الحمراء له. واضح جداً انها تكبت دموعها. 


اتسعت عينيه من هيئتها وقال:فى ايه يا بنتي... كل ده ليه... انا مشكلتى ايه؟ مش عايزانى... مش عايزة تكملى معايا.. طيب.... قولى.. يعنى... وصلك كلام وحش عنى...انا عارف ان مشيى كان غلط بس انا والله اتعظت بغير من نفسى... يابنتى اتكلمى في اييه؟


لم تجيب أيضاً. فقط الصمت هو مايجده منها. 


اغمض عينيه بيأس وتحدث بصوت مخنتق واضح انه يجاهد على الا يبكى :للدرجه دى... خلاص ياهديل.  واضح ان المشكلة فيا... هستناكى تحت عشان اوصلك. 


استدار كى يغادر بجسد منهك وقلب متعب.... وجدها تتقدم خلفه سريعاً تمسك كف يده تقول ببكاء :لأ يا عادل استنى ماتمشيش... المشكلة مش فيك.. انت كويس... كويس اووى... انا الى زفت...أول مره اخد بالى انى معقدة... معقده من ماما وبابا...انا خايفه اتجوز ياعادل.... خايفه ابقى ام وحشه. اكيد هاخد صفات امى... اكيد مهما حاولت هبقى نسخه منها.


اتسعت عينيه بصدمه.... لا يصدق حالة... مزهول وهو يرى النسخة الثانية منه.... عجيب هذا القدر... دونا عن كل البشر لا يعجب او يرتبط غير بهديل... نسخه منه... معقده من أفعال والديها مثله... تهرب من الزواج بسبب عقدتها تلك كما فعل هو... الآن فقط فهم... لطالما سأل نفسه مرارا لما وحتى الآن لم تتزوج فتاه مثل هديل بجمالها الهادئ وروحها الطيبه... اعتبر الأمر مجرد نصيب لكنه الان فقط فهم. 


ضمها له بدون اى مقدمات... وترك عينه تدمع لن يمنعها ويكابر... يدفع كل منهم أخطاء والديهم....هى الاخرى بكت باحضانه بشده.. لم تشاء ان تفعل ولكن بمجرد شعورها بدفئ احضانه تهدمت حصونها وبكت. 


أخرجها من احضانه وكوب وجهها يقول بعزم :مش هنعمل كده... انا وانتى هنكون احسن ام واب... انا كمان زيك.. امى وابويا رمينى من سنين هما سبب حاجات كتير عملتها... بس.. مايمكن ربنا ربنا له حكمه من كل ده.. هى هى نفس الحكمه إلى جمعتنى انا وانتى دونا عن اى حد تانى.. انا بقيت مؤمن ان المقوله إلى بتقول فاقد الشيء لا يعطيه دى غلط... فاقد الشيء يعطيه بشده لأنه اكتر واحد حس بمرارة حرمانه... انا وانتى هنعوض ولادنا ونديهم ونعمل معاهم كل حاجه كان نفسنا تتعمل لينا من أهلنا... صح؟ 


هزت رأسها تبتسم بحماس وعزم من بين دموعها:صح.. انا هعوض ولادى عن كل الى شوفتوا وحصل معايا.. وانت كمان.. انت هتبقى احلى اب فى الدنيا. 


ابتسم لها بحب قائلاً :يعنى خلاص... نحدد معاد الفرح؟ 


ابتسمت بخجل تمسح بقايا دموعها هى تومئ موافقة. 


بعد مرور عدة أيام 


توقفت سياره عامر امام الباب الداخلى من القصر... ترجل من سيارته وهى معه يستمعون لتصفيق الجميع وهم يقفون باستقبالهم وناهد تلقى الورود عليهم. 


اتجهت مليكه على الفور لاحضان الفت تضمها بحب ولهفة... بكت الفت بفرحه وهى أخيراً ترى الراحه والسعاده بعيون صغيرتها اليتيمة. 


مسحت مليكه دموع جدتها قائله بحب :حبيبتي يا تيتا... ربنا يخليكي ليا... ماتعيطيش بقا عشان خاطري. 


ابتسمت الفت تومئ برأسها بسعاده. 


وتقدمت ناهد من ابنها تضمه قائلة :حمد الله على السلامة يا حبيبي... نورت بيتك.


عامر بسعادة طاهرة جدا على محياه :الله يسلمك يا امى وحشتينى. 


ضمته لها تهمس باذنه:عشان كده غبت عليا.. بس مش مهم شكلك مبسوط. 


همس لها قائلاً :اوى اوى يا امى. 


ابتسمت له بسعاده مردده:يارب تفضل فرحان العمر كله كده ياحبيبى.. انا لو اعرف ان جوازك من مليكه هيحولك كده كنت وافقت من زمان. 


على طاولة طعام شهية 


جلس وهى لجواره ينظر لها بسعادة... يبعث بعينه رسائل موجهة غير مباشرة لا يفهمها سواهم. 


ردد محمد قائلا :كده انت رجعت ياباشا اعمل فرحى بقا. 


عامر :ايوة طبعاً... انا اصلاً جيت عشان فرحك وبعدها هسافر تانى انا ومليكه. 


فادى:وانا اتجوز امتى يعنى وانتو ماشاءالله كل واحد فيكو بيتجوز وناسيين الى خاطب بقاله سنتين ده البت خللت جنبى. 


عامر:بعد محمد أن شاء الله. 


فادى:اما نشوف. 


عامر :ماتقلقش.. انت لازم تخلص وتتجوز عشان هتسافر مع مراتك تدير شغلنا الى فى دبى. 


تهلل وجه فادى:قول والله.. هعيش فى دبى. 


محمد :ازاى ده. انت عايز تسبنى يافادى. 


فادى:اعذرني يا اخويا دى دبى بردو... حد يقول لدبى لأ. 


وقف فادى قائلا بسعادة :انا هروح اقول لساندى دى هتفرح اووى. 


ذهب سريعا تاركاً محمد بحزن فقال عامر :سيبه يعيش حياته ويسافر... دبى مش بعيده وبعدين ايه انا مش مكفيك ولا ايه. 


نظر له محمد بحزن فاكمل بهمس له هو فقط :انت صحيح واطى وفيك العبر بس شوف يا اخى ماعرفش استغنى عنك وعن غتتاتك. 


ابتسم محمد وقال :عارف عارف.. انتو من غيرى تضيعوااا. 


-قوم عشان نشترى الفستان 


ضحكوا جميعاً وهم يرون تغريد تمسك محمد من ملابسه كالمخبرين تنظر له بشر. 


عامر :قوم قوم... ماهو ذنب ناس بتخلصه ناس. 


استسلم محمد لقدره ووقف قائلاً :سيبى بس القميص هيتكرمش.. يالا قدامى يا عقابى. 


تقدمت أمامه تتبختر وهى ترفع رأسها بزهو وهو يسير خلفها يرفع كتفيه دليل على قلة حيلته... مصيبه لكنه واقع بها ولا يستطيع الاستغناء 


وقفت كارما امام حوض الاستحمام تنظر لنادر بزهول مردده:يعنى ايه... مش هنرجع هنا تانى؟! 


نادر بضيق:ونرجع تانى ليه.. انا معاكى وانتى معايا واتجوزنا خلاص ايه اللي يرجعنا. 


صرخت به بغضب:عشان هنا عيشتى وصحابى واهلى. 


حاول نادر تهدئتها قائلاً :انا هبقى كل اهلك وانتى كل اهلى. 


ابتعدت بغضب تهز رأسها بنفى:لا... لا يانادر...انا مش موافقة... ثم انت ازاى تاخد قرار زى ده يخصنى زى مايخصك كده لوحدك؟؟!!


نادر:كارما حبيبتي... انا هبقى جوزك.. أكبر منك وفاهم عنك كتير. 


نظرت له بغضب قائله :وانا مش موافقة يا نادر.. واعتبر اتفقنا لاغى. 


اتسعت عينيه ينظر لها بزهول :هو ايه اللي حكمه ندلاغى بالظبط؟! 


كارما :مافيش سفر. لأن اصلاً مش هيبقى فى جواز.


ثم تركته وغادرت سريعاً وهو خلفها يقف مصدوم من ردة فعلها التى لم يحسب لها أى حساب.

 لقراءة الفصل السادس والثلاثون من هنا 


تعليقات