رواية اوقات لا تدوم الفصل الحادي عشر 11 بقلم الكاتب مجهول


رواية اوقات لا تدوم
الفصل الحادي عشر 11
بقلم الكاتب مجهول 

تقابلت مع ليلى وقصيت عليها ما دار بيني وبين انتصار. 
فقالت : وانت وصلت لايه؟ 
قلت : وصلت لحقيقة مؤلمة.. هي اننا مش قادرين نفهم بعض. 
قالت : اظن انتوا فاهمين بعض كويس، المشكلة انكوا مش عايزين تتنازلوا. 
قلت : لا انا بعمل عشانها كتير اوي وهي مبتبذلش اي مجهود في علاقتنا. 
قالت : بص يا عماد الحب مبني على التضحية. 
قلت : مهو الغريب انها عندها قدرة غريبة على قلب المواقف في صالحها. 
قالت : ودا ذكاء منها. 
قلت : هو احنا هنلعب شطرنج المفروض اننا بنأسس بيت. 
قالت : مش عارفه حاسة انك واخد قرارك. 
قلت : الحقيقة انا كان نفسي في واحدة زيك انتي. 
انتابها حالة من القلق بعد سماع كلامي لها لكنها عادت سريعا. 
قالت : عماد انا هقولك على حاجة ويا ريت تفهمني صح  
قلت : خير. 
قالت  : انا اول ما شوفتك اعجبت بيك اوي كشخص، ولكن كنت خارجة من تجربة قاسية جدا ومحبتش اني اداوي جراحي على حساب غيري سواء انت كشخص او خطيبتك. 
قلت : ايوة بس انا محتاجلك دلوقت. 
قالت : يمكن لو كنا اتقابلنا في ظروف غير اللي احنا فيها كان الوضع اتغير. 
قلت : ادي لنفسك فرصة تفكري. 
قالت : شيلني من دماغك واصفى لانتصار مرة تانية. 
قلت  : دا اخر كلام عندك؟ 
قالت : تقريبا. 
تقابلت انا وناصر وقصيت عليه ما دار بيني وبين ليلى. 
فقال : كويس انها عارفة حدودها. 
قلت : وبعدين؟ 
قال : عماد.. شكلك في حالة عدم اتزان لان لو كانت ليلى وافقتك، كنت هتسيب انتصار رغم حبك ليها. 
قلت : معادش بينا حب. 
قال : خلاص افسخ الخطوبة وكل واحد يشوف مصلحته. 
قلت : بسهولة كدا؟ 
قال : طالما انت شايف ان الامور بينكم وصلت لطريق مسدود يبقى هو دا الحل. 
قلت : انا هتكلم معاها واشوف هنوصل لايه. 
قال : الحب يا عزيزي. 
ذهبت الى انتصار يوم اجازتها في المنزل وجلسنا سويا في شرفة المنزل.
بادرتني : وصلت لايه؟ 
قلت : المهم انتي وصلتي لايه؟ 
قالت : المشكلة عندك انت. 
قلت : شوفي يا انتصار، لو يهمك اننا نكمل مع بعض يبقى لازم... 
قاطعتني : بدون شروط لو سمحت. 
قلت : اسمعيني للاخر بعد كدا حددي موقفك. 
قالت : اتفضل. 
قلت : لازم نضحي شوية عشان حبنا يستمر. 
قالت : وايه نوع التضحيات دي؟ 
قلت : يعني بلاش صلابة الرأي اللي احنا فيها دي ونحاول نوزن الامور بينا. 
قالت : الكلام دا لازم تقوله لنفسك لان انت اللي عامل مشكلة من فراغ. 
قلت : انا لسة بقول ايه. 
قالت : شوف يا عماد.. انا زي مانا مش هقدر اغير شيء فيا، خصوصا وانا مقتنعة بيه. 
قلت : انتصار.. لو حبي ليكي هيخليني اخسر نفسي يبقى ملوش لازمة. 
قالت : وانا مبحبش اسلوب التهديد دا. 
قلت : دا مش تهديد دا اصبح واقع ممكن يحصل في اي وقت. 
قالت : يبقى خلاص.. اللي يريحك. 
قلت : بالسهولة دي ممكن تسيبيني؟ 
قالت : انت عمال تلف وتدور على ايه. 
قلت : عمر ما كان اللف والدوران اسلوبي، وانا عشانك استحملت كتير.. تصرفاتك كلها سلبية.. كل شوية اصبر نفسي واقول بكرة تتغير. 
قالت : خلاصة الكلام انت عايز ايه؟ 
فدخل علينا شقيقها الاكبر ويدعى مدحت. 
قال : ايه يا جماعة صوتكم واصل لبرة في ايه يا انتصار؟ 
قالت : مفيش حاجة. 
قال : طب قومي اعمليلنا قهوة انا وعماد. 
تحركت خارج الشرفة في طريقها للمطبخ لاعداد القهوة. 
قال : خير يا عماد في ايه؟ 
قلت : والله مش عارف اقولك ايه. 
قال : انا مش عايز اعرف تفاصيل ، بس انت عارف دماغ البنات لازم تاخدهم على قد تفكيرهم. 
قلت : يعني انا اريحها وهي تتعبني. 
قال : يا سيدي شوية عليك وشوية عليها عشان المركب تمشي. 
قلت : بصراحة اختك سلبية اوي. 
قال : متنساش انها لسة في بيت ابوها، يعني واخدة على الدلع واكيد الوضع هيتغير لما تبقى في حياتها المستقلة. 
قلت : اتمنى لاني تعبت بجد. 
حضرت انتصار ومعها القهوة وجلست، فأخذ مدحت فنجانه وتحرك خارجا. 
قالت : قلت ايه لمدحت؟ 
قلت : مقلتش حاجة. 
قالت : على العموم متزعلش مني. 
قلت : مشكلتي اني مبعرفش ازعل منك. 
قالت : وانا واثقة من دا. 
قلت : وبتتصرفي من خلاله بردو. 
قالت : دي شطارة بقى. 
توجهت الى نهر النيل فمنذ زمن لم احضر اليه، جلست على احدى المقاعد في استرخاء تام والفكرة التي لم تفارقني هي حبي لها، فأنا غير قادر على اخذ موقف منها.. واشد ما يؤلمني ادراكها الى ذلك الحب، ولكن هل هي تحبني ام اني مجرد عريس والسلام؟ ولم اصل الى شيء لانها رغم مواقفها معي الا انها كثيرا ما تغمرني بحبها. 
في خلال تلك بدأت الامور تستقر بيني وبين انتصار وبدأ الحب يرفرف علينا من جديد، وكنت سعيد من ذلك التغير الذي طرأ عليّ انا وانتصار. 
وبدأت ايضا مقابلاتي مع ليلى تقل عما سبق ولكن ذلك الشعور الخفي الذي يجذبني نحو بعضنا ما زال داخلي.. وان كنت لا اثق في شعورها. 
من ناحية العمل كل شيء يسير في استقرار ، فكما قلت من قبل ان كل شيء في حياتي متعلق بحالتي مع انتصار، كما اني رديت ذهب منار لها. 
في احدى الايام دخلت منار عليّ غرفتي وطلبت ان تتحدث معي في امر هام. 
قلت : خير يا جميل؟ 
قالت : اخر مرة كنت مع انتصار عرضت عليا ان مدحت اخوها عايز يتقدملي. 
قلت : وانتي ايه رايك؟ 
قالت : هو كويس، بس مش اللي في دماغي. 
قلت : ولو كان اللي في دماغك.. انا مرضاش. 
قالت : كويس ان دا ردك. 
قلت : جه على هواكي مش كدا. 
قالت : طب رفضك ليه؟ 
قلت : محبش ان مصيري يتربط بحد مهما كان. 
قالت : وجهة نظر بردو. 
كنت عند انتصار في المنزل.. يوم اجازتها. 
قلت : ليه مقولتليش على موضوع مدحت. 
قالت : الموضوع يخص منار في المقام الاول. 
قلت : طب هي.. مش موافقة. 
قالت : يا ترى؟ 
قلت : كل انسان حر في ارائه. 
قالت : طبعا هي حرة، بس اكيد في سبب. 
قلت : بتقول مش اللي في دماغها.. وبعدين دا رأيي انا كمان. 
قالت : يعني انت اللي اثرت عليها؟ 
قلت : ابدا بس انا رأيي ان مش لازم نربط مصيرنا بحد. 
قالت : خلاص هي حرة. 
قلت : هتقولي ايه لمدحت؟ 
قالت : مدحت معندوش فكرة اني هكلمها. 
قلت : اومال انتي كلمتيها بناء على ايه؟ 
قالت : كنت عايزة اوفق بينهم. 
قلت : انتي غريبة اوي، يعني كان ممكن تعملي مشكلة من فراغ. 
قالت : خلاص بقى موضوع وعدى. 
قلت : على فكرة وحشتيني اوي. 
قالت : شد حيلك بقى عشان انت كمان واحشني اوي. 
فأخذت يدها بين يدي، ونظرات هيام حيرانة بين اعيننا. 
في احدى الكازينوهات النيلية جلست انا وناصر. 
قلت : عملت ايه مع امل؟ 
قال : بالعافية قدرت اقنعها ان جوازنا غلط في غلط. 
قلت : وكان ايه ردها؟ 
قال : ردها كان في جملة واحدة، انا اسفة اني رخصت نفسي، وسابتني ومشيت. 
قلت : اكيد بكرا تعرف انك عملت كدا لمصلحتها. 
قال : انت ايه اخبارك؟ 
قلت : تمام كل شيء ماشي كويس. 
قال : والشقة قدامها كتير؟ 
قلت : انا قدامي شهرين على ما اخلص اخر قسط من اوضة النوم وبعدها افوق يقى للشقة، يعني تقريبا سنة اللي هو معادي واللي انا عامل حسابي عليه. 
قال : واخبار انتصار معاك ايه؟ 
قلت : لو في تقدير احسن من الامتياز يبقى حالنا انا وانتصار. 
قال : قد ايه الانسان بسيط واقل كلمة بتسعده، شوف من فترة كنت بتقول ايه ودلوقت بتقول ايه. 
قلت : الانسان اضعف مما تتصور، لكن الامل في كل شيء جميل.. هو اللي بيخلي الانسان يسعى ويتغلب على احزانه. 


تعليقات