رواية اوقات لا تدوم الفصل الثاني3بقلم مجهول


رواية اوقات لا تدوم
الفصل الثاني3
الكاتب بقلم مجهول 


تقابلت مع ناصر صديقي ثاني يوم الخطوبة فقابلني قائلا. 
قال : انا الوحيد اللي عارف قد ايه انت فرحان.
قلت : اي واحد مكاني لازم يكون فرحان. 
قال : لا انت تعتبر حالة خاصة يعني صممت على انتصار والظروف خدمتك. 
قلت : دا قسمة ونصيب يا عم ناصر. 
قال ضاحكا : عايزك بقى تحكيلي عن انطباعاتك اول باول  ، بما انك اول واحدة اعرفه يخوض التجربة دي. 
قلت : زي مانت قلت شعور بالسعادة لا يوازيه اي شعور تاني. 
ذهبت الى العمل بعد الظهر فلم اجد انتصار.. انها لم تأتي فجلست على المكتب اراجع بعض الاوراق، فدخلت سوسن وجلست على مكتب انتصار. 
فقالت : يا ترى انتصار مجتش ليه النهاردة؟ 
فرديت : والله مش عارف بس اكيد تعبانة من المجهود اللي بذلته امبارح. 
قالت : خد بالك من نفسك وانت مع انتصار. 
قلت : قصدك ايه؟
قالت : قصدي انك بعت اللي شاريك واشتريت اللي ممكن في اي لحظة يبيعك. 
قلت : اظن احنا اتكلمنا في الموضوع دا قبل كدا. 
قالت : طبعا بس انت قلت ان ظروفك تمنعك من الارتباط واول ما انتصار عرضت نفسها عليك ما صدقت. 
قلت : انا عمري ما وعدتك بحاجة وبعدين الحب مش بايد انسان. 
قالت : ولما يبقى من طرف واحد؟ 
قلت : انا مبحبش اللف والدوران ، عايزة تقولي ايه؟ 
قالت : مسألتش نفسك ليه انتصار رفضتك وبعد كدا جت هي عرضت نفسها عليك. 
قلت : عايزة تقولي ايه يا سوسن؟ 
قالت : انتصار كانت مرتبطة بابن خالتها وكان بينهم قصة حب قوية جدا، ولكن حدث مشاكل عائلية كبيرة جدا يصعب معها انهم ممكن يبقوا لبعض لانهم هما جزء من المشكلة دي. 
قلت : رسائلك وصلت ومعناها عندي كبير. 
قالت : اوعى تفتكر اني بوقع بينكم او اني غيرانه من انتصار. 
قلت : كل اللي اقدر اقوله انك لازم تبعدي عن انتصار، بدل مخليها تيجي منها هي، وانتي عارفة انا اقدر اعمل ايه. 
ثم تحركت نحو الباب. 
قالت : انا قصدي مصلحتك مش اكتر. 
قلت : وانا ادري بمصلحتي. 
ذهبت الى نهر النيل لكي افكر واحلل ما سمعته من سوسن، وهل تلك هي الحقيقة اما انه افتراء من سوسن.. ولو كانت تلك هي الحقيقة ماذا افعل، وصلت الى انه لا يجب ان افتح ذلك الموضوع مع انتصار وتعاملي معها على اساس ارتباطي بها و وضعي و موقفي معها يجب ان افرصه انا عليها من خلال تعاملي معها. 
ذهبت الى انتصار في المنزل وبعد الترحاب جلسنا سويا بمفردنا
قلت : مجتيش الشغل النهاردة ليه؟ 
قالت : اصلي نمت متأخر شوية امبارح. 
قلت : كنتي بتفكري في ايه يا ترى؟ 
قالت : فيك طبعا. 
قلت : معقولة من اول يوم اشغل تفكيرك؟ 
قالت : خلاص مبقاش لينا غير بعض. 
قلت : نفسي فعلا اكون كل حاجة في حياتك. 
قالت : مهو دا اللي حاصل فعلا. 
فنظرت اليها اتأملها وسرحت للحظات وفقت على قولها : بتفكر في ايه؟ 
قلت : مش عارف حاسس ان في بينا حاجز. 
قالت : ليه بتقول كدا؟ 
قلت : صمتك لغز بالنسبالي. 
قالت : دانت اللي كلامك الغاز. 
قلت : قصدي لازم تفتحي قلبك. 
قالت : الكلام مش كل حاجة، احيانا النظرة تعبر عن اي كلام. 
قلت : واذا كنت مليش في لغة العيون؟ 
قالت : يبقى كلمة بحبك تغني عن كل حاجة. 
قلت : انتي عاملة زي اللي بيسمّع درس. 
قالت: انت حيرتني.. عاوز توصل لايه؟ 
قلت : عاوزك تقولي الكلمة وانت حساها. 
قالت : عشان احسها اكتر، يبقى لازم انت كمان تقرب اكتر. 
قلت : عشان اقرب اكتر.. لازم نشيل الحاجز اللي بينا. 
قالت : العملية بالنسبة لنا عملية وقت يعني مع الوقت هتلاقيني بكلمك في اي حاجة وفي كل حاجة. 
عدت الى المنزل فوجدت الجميع جالس يشاهد التلفزيون فحيتهم وجلست في احدى الاركان انظر الى التلفزيون ولكن عقلي شارد في احداث ذلك اليوم ونقطة هامة جدا كانت مسيطرة على وهي ان منذ اول يوم في الخطوبة اشعر باقتراب المشاكل بيننا ، وغضبي كله منصب على سوسن والشيء الغريب حالتي النفسية فبالامس كانت معنوياتي في السماء والان العكس تماما وايقنت ان ذلك هو الانسان، دائما متغير ومتعايش مع الوضع الكائن حوله.. غريبة تلك التركيبة الانسانية، بسحب نفسي ودخلت حجرتي ورميت نفسي على السرير فكثيرا ما اهرب من مشاكلي بالنوم، رغم خطورة ذلك على الانسان. 




تعليقات