رواية اوقات لا تدوم الفصل السابع عشر 17 بقلم الكاتب مجهول


رواية اوقات لا تدوم
الفصل السابع عشر 17 والاخير 
بقلم الكاتب مجهول


في المساء حضر احمد وزوجته انتصار ، وكنت في حجرتي جالس في الشرفة ونادت عليّ منار وخرجت اليهم في الصالة، وعيني بتبحث
 عن انتصار بينهم. 
بادرتني : حمدلله على السلامة. 
قلت : الله يسلمك عاملة ايه؟ 
قالت : كويسة الحمدلله. 
وتحركنا وجلسنا في الانتريه. 
فبادرتهم : كويس اننا كلنا موجودين عشان في موضوع عايز اقولكم عليه. 
والدي : خير يا عماد. 
قلت : انا اتفقت  مع زينه على اننا نفتح شركة سياحة هنا في مصر. 
احمد : والله مشروع كويس. 
انتصار : يعني ناوي تقعد معانا. 
قلت : لسة مقررناش.. بس انا هشتري شقة واجهزها، و الشركة اسيب ادارتها لاحمد واهو بابا ومنار يساعدوا. 
انتصار : وانا مليش مكان؟ 
قلت : جوزك هيبقى المدير هو حر معاكي. 
منار : معنى كدا ان اقامتك معانا لسة بدري عليها. 
قلت : لسة قدامي كتير لما احقق اللي جوايا. 
والدي : يابني كفاية غربة وهات مراتك واستقر معانا. 
قلت : لسة شوية يا بابا ، على فكرة يا احمد عاوز اعملك توكيل عشان تدير الشركة. 
احمد : يعني اسيب الشغل امتى. 
قلت : زي ما تحب من بعد بكرا هنبتدي الاجراءات لتأسيس الشركة، وان شاء الله نبقى نقعد سوى عشان نتفق على اسلوب العمل. 
و استأذنت احمد وانتصار وتحركت نحو غرفتي وجلست في الشرفة واتت منار وجلست معي. 
بادرتني : احلوت انتصار مش كدا؟ 
قلت : يعني.. بس رأيي ان زينة احلى. 
قالت : ميزتك انك فاهمني. 
قلت : الحلو حلو طباع مش ملامح. 
قالت : تعرف ان موقفكم كان صعب اوي وانتوا بتسلموا على بعض. 
قلت : خلاص كل واحد بقى له حياته. 
قالت : وانت مبسوط مع زينة؟ 
قلت : مهما اوصفلك مش هقدر اوفي زينة حقها، بصراحة.. انسانة بمعنى الكلمة.. و بعدين وقفت جنبي كما ينبغي، كل الخير اللي انا فيه دلوقت هي ليها فيه اكتر مني، ومع كدا صممت ان كل شيء يبقى باسمي. 
قالت : ربنا يهنيكوا ببعض. 
خرجت لغرفتها وبقيت انا وحدي اشكر الله ان لقائي الاول بانتصار مر اسهل مما كنت اتخيل، رغم ان انتابني قلق داخلي عند رؤيتها.. فالحب مهما مر عليه الزمان واصبح ذكرى يظل له بريق اخر لدى الطرفين، خصوصا بعد كل هذا الغياب.. وتذكرت زينة و الوليد القادم وقررت محادثتها غدا هاتفيا. 
في الصباح توجهت الى سنترال لمحادثة زينة وبالفعل كلمتها. 
قلت : ايوة يا زينة انا عماد عاملة ايه؟ 
قالت : عماد! انا الحمدلله وحشتني اوي. 
قلت : انتي اكتر. 
قالت : وصلت لايه عندك؟ 
قلت : لسة شوية بس ربنا يسهل. 
قالت : متتأخرش يا عماد عليا عشان وحشتني اوي. 
قلت : هخلص وهرجع على طول. 
قالت : ابقى كلمني تاني طمني عليك. 
قلت : حاضر يا حبيبتي... مع السلامة. 
ذهبت لاحدى السماسرة للاتفاق معه لايجاد مكان للشركة وشقة خاصة لي، و اتفقنا ان امر عليه بعد يومين لحين العثور على مكان مناسب، وتحركت من عنده في طريقي لناصر. 
وكان ناصر وزوجته سهام في انتظاري وقابلوني بحفاوة وجلست معهم. 
بادرني : يا ترى صحتك جت على الغربة ولا الجواز. 
قلت : انت عارف صحتي بتيجي على السعادة، وانا سعيد في غربتي وفي جوزاي. 
سهام : ربنا يسعدك كمان وكمان. 
وتحركت خارجة لاعداد واجب الضيافة. 
قلت : عامل ايه يا ناصر؟ 
قال : اهو الامور ماشية كويس. 
قلت : ما تيجي نطلع على النيل زي زمان، عاوز احكيلك وافضفضلك. 
خرجنا وتوجهنا على احدى الكازينوهات النيلية. 
بادرته : فاكر يا ناصر واحنا صغيرين لما كنا نطلع على السكة الحديد ونمشي على الفلنكات وكانت خطواتنا صغيرة.. وبنضطر ننط عشان ناخد خطوة مظبوطه. 
قال : ويوم ورا يوم خطوتنا كبرت وبقينا بعاد. 
قلت : الشيء الوحيد اللي كان ناقصني في الغربة هو انت، معندكش فكرة كنت بحتاجلك في اوقات كتير اوي ازاي. 
قال : مع كل حدث مهم سواء ليا او ليك كنت فعلا بحس بقيمة صحوبيتنا. 
قلت : يا ترى سعيد مع سهام؟ 
قال : مش عارف بس هي كويسة وبتعمل على راحتي. 
قلت : فعلا الامال شيء و الواقع شيء تاني خالص. 
قال : لسة عند رأيك ان الانسان لازم يتحكم في ظروفه؟ 
قلت : اديك شايف الموقف كله في صالحي. 
قال : طول عمرك محظوظ.. دي كلمتك مش نق. 
ضحكنا سويا. 
قلت : انا مش بنكر، بس بردو بتعب اكيد. 
قال : وعامل ايه مع زينة؟ على فكرة انا من كتر كلامك عنها بقى نفسي اتعرف عليها. 
قلت : فعلا الانسان نصيبه من اعماله. 
قال : في دي عندك حق، وناوي على ايه؟ 
قلت : هفتح شركة سياحة هنا واحمد يديرها وانا ارجع تاني. 
قال : هي اثينا بقت محل اقامتك خلاص؟ 
قلت : الحقيقة انا وزينة متعلقين بيها اوي. 
قال : الغربة مغيرتش من رومانسيتك. 
قلت : ولا غيرت في اي حاجة وان شاء الله مش هتغير. 
في المساء توجهت الى احمد في المنزل لكي نتفق على اسلوب العمل، ولكني لم اجده و وجدت انتصار. 
قالت : ادخل هو زمانه جاي. 
تحركت ودخلت الى الصالة والقلق والتوتر يتملكاني. 
قالت : اقعد اتفضل هتفضل واقف. 
قلت بعد ما جلست : هو هيتأخر؟ 
قالت : حتى لو انت في بيتك. 
قلت : طبعا بس اصلي كنت عايزه ومستعجل.
قالت : سمعت ان مراتك حامل.
قلت : وسمعتي ايه كمان؟ 
قالت : سمعت انها حلوة اوي. 
قلت : الجمال جمال نفس وطباع. 
قالت : انت ليه بتعاملني بالحدة دي؟ 
قلت : ازاي وانتي سبب كل الخير اللي انا فيه. 
قالت : كويس انك فاكر دا. 
قلت : غريب اوي الانسان.. لانه بيسعى دايما للي يتعبه. 
قالت : لسة زي مانت..فلسفة والغاز في كلامك. 
قلت : تعرفي ان الانسان صاحب المبدأ مهما طال بيه الزمن اكيد في الاخر بيكسب. 
قالت : كل اللي فات بيأكد انك كسبت واخوك كسب وانا بس اللي خسرت. 
قلت : انتي اختارتي طريقك وعليكي انك تستحملي، وبعدين هانت بكرة تتعدل. 
قالت : خسارتي مش مادية، انا للاسف خسرت نفسي. 
قلت : عارفة ليه؟ ، لانك مش عارفة انتي عايزة ايه بالظبط. 
قالت : ولما عرفت كان فات الاوان. 
قلت : دي مشكلتك وحلها انك ترضي بنصيبك.
قالت : منا راضية وقانعة بس حاسة اني مش عايشة. 
قلت : كان نفسي اقدر اساعدك ، لكن انا وانتي بقينا ملك ناس ليهم علينا حقوق اكبر من مشاعر قديمة.
قالت : في صوتك نبرة شماتة. 
قلت : دي مش شماتة، دي نبرة نصر لاني فعلا انتصرت عليكي. 
قالت : عندك حق، انا اختارت سكتي ولازم اتحمل.. بس احب اعرفك اني اتجوزت احمد لسبب بسيط اوي. 
قلت : مش مهم اعرف دي حياتك وانتي حرة فيها. 
قالت : لا لازم تعرف ان اخوك اتجوزني عطف على حالي مش اكتر، وانا مقدرة دا اوي. 
قلت : الظاهر شيء والباطن شيء، وانا الحمدلله الاتنين زي بعض. 
قالت : عموما انا بتمنالك السعادة وعمري ما تمنيت ليك غير كل خير.
قلت : يا ريت تخلي احمد يعدي عليا بكرا بدري عشان الحق اعمله التوكيل لاني مسافر بعد بكرا. 
قالت : بالسرعة دي زهقت مننا؟ 
قلت : الحقيقة زينة وحشتني اوي. 
وتركتها وخرجت وانا اطوي صفحة في غاية الاهمية من حياتي، وقرار سفري نبع من خلال كلامي مع انتصار لاني شعرت اني احتاج الى زينة، محتاج لدفئ حنانها و وفرة مشاعرها.. يمكن ضعف لا اعرف، ولكني شعرت برغبة في الرجوع او الهروب وبالفعل انهيت كل شيء بتوكيل احمد وسافرت مشتاق الى زوجتي وغربتي، مشتاق الى العودة الى اين لا اعلم ولا ادري.. الغريب ان الاحاسيس والمشاعر تتناقض في اكثر من موقف، وفعلا الظاهر او ما نتظاهر به غير ما يكمن بداخلنا، ومن الصعب على الانسان ان يبوح بما يكمن داخله... لماذا؟ 
اعتقد انها النفس البشرية.. ليس لها اول ولا اخر، ليس لها دليل واضح المعالم، انها مجموعة متناقضات اتمنى ان اكون ابرزت بعضها او ساعدت على حل بعض الطلاسم. 

وايضا زورو قناتنا سما القاهرة للروايات 

من هنا علي التلجرام  لتشارك معنا لك

 كل جديد من لينك التلجرام الظاهر امامك
 
                      تمت بحمد الله 


تعليقات