رواية سلمت له نفسى الجزء الحادى عشر 11 بقلم فاطمه أحمد أبو جلاب
الجزء الحادي عشر
عمر: الناس اللي في الشارع كله بيتكلمو عليكي وعلي وساختك
وعلي اهلك اللي هربو وسابوكي مصيبه في حياتي
هم مشيو وسابوكي عشان قرفك
وانتي اكيد كنتي عارفه
شهد بدموع: هعرف منين اهلي أتبرو مني بسببك وسابوني ومشيو
عمر: لاء يا حلوه أنا مش مختوم عليا عشان اصدق الكلمتين بتوعك
اكيد اهلك كانو مشغلينك ومدورينك
بس حظك وقعك فيا
وانا اللي في الاخر أدبس فيكي
شهد بصراخ: أنت ايه مخلوق من ايه
انت استحاله تكون بني ادم
عمر: انا انضف منك يا رخيصه
بس وحيت ابوكي لاربيكي
ادخلي البسي ولمي شوية الهدوم بتوعك
شهد بتوتر: ليه؟.
عمر: هنغور من هنا
ولا أنت عاجبك كلام الناس علينا
ولم تجيب شهد وجمعت ملابسها وبدلت ملابسها
وأخذ عمر شهد وذهبا لمحطة القطار
وركبا داخله وذهبا بعيداً
ولم يتحدثا ولم يقل أحداً منهم شيء
ووقف القطار ونزلا في بلدة بعيدة عن منزل شهد ولا تعلم احد بها
ومشيا الي القرب من كبري يوجد تحتها ماء ووقفا فوقه
ونظر عمر الي شهد بحزن قائلاً: أنا بكرهك يا شهد
شهد: أحنا فين؟
عمر: أنتي ضيعتيلي حياتي وأترفدت من المدرسة والناس بيتكلمو عليه
والكل بقي بيكرهني
خسرت كل حاجه
العلم اللي كنت بعلمه
الشغل اللي كنت بشتغله
صاحبي وحتي حبك
انتي سلمتيهولي برخص خلتيني مش قادر اصدق إنك متربيه أو محترمه
ولا قادر اثق فيكي
انتي ضيعتيني يا شهد وضيعتي نفسك
خسرنا كل حاجه
شهد بدموع:
شهد بدموع: ليه بتعاتبني لوحدي انت مش مظلوم يا عمر
لو انا غلط فأنت كمان غلط
بس عارف ايه الفرق بيني وبينك
انك انت الراجل محدش هيغلطك
لكن انا هفضل طول عمري بعاني بسببك
عمر: انا كان ممكن اتجوزك بس لو كنتي محترمه زي ما دايما كنت بشوفك
انتي طالق يا شهد
و ده ورقة طلاقك
انا همشي يا شهد ومش عايز اشوف وشك تاني في حياتي
شهد بترجي: هتمشي فين وانا هعمل ايه انا فين اصلا حرام عليك هتسبني في الشارع
عمر بدون اهتمام: الشارع مكانك الحقيقي
عمر بدون اهتمام: الشارع مكانك الحقيقي
بعدين وحدك زيك عايشه ليه
دمرتي حياتي وحيات اهلك
ولسه عايزه تعيشي
انا لو مكانك اموت نفسي
و لأخر مره انا بكرهك
وذهب عمر وترك شهد بمفردها في الشارع
وسط مكان لا تعرفه وناس لا تعرفهم
وقفت شهد تبكي
وتنظر لنفسها وما وصلت إليه
وظلت كلمات عمر في ذهنها
وتذكرت كل حياتها وأدركت أن حياتها
لا يوجد لها أي قيمه
وقررت أن تنهي حياتها
وحاولت أن تصعد علي جدران هذا الكبري
وتلقي نفسها من فوقه داخل الماء
وهي تبكي وتردد سامحني يارب
وكادت تلقي نفسها
ليمنعها أحد من الناس
وتجمع حوله الكثير من البشر
وهم خائفون عليها
وصرخت شهد بهم قائله: ليه مسكتوني سابوني انا عايزة اموت
انا بكره الدنيا والناس ابعدو عني.
ووقفت شهد والدموع تملئ عيناها
ومشيت خطوات وكانت تعبر الطريق دون النظر للعربات التي تمر
وكادت أن تصدمها عربه
ومن صدمة شهد سقطة علي الأرض فاقدة للوعي
ولم تدرك بأي شيء ومر اليوم وهي في حالة أغماء
إلي أن بدات تفيق وتفتح عيناها وهي تقول:..