رواية بستان الاشجان الفصل الرابع 4 الكاتب بقلم مجهول



رواية بستان الاشجان
الفصل الرابع 4
الكاتب بقلم مجهول


في كافيتريا الكلية يجلس عصام و عبير. 
عبير : عرفت ضياء عمل ايه امبارح. 
عصام : اه عدى عليا امبارح، وكان متضايق اوي لان الراجل رفض. 
عبير : ورفض ليه. 
عصام : الظاهر انه يعرف اهل ضياء وفي بينهم خلافات قديمة. 
عبير : معقولة لسة في ناس بتاخدنا بسبب خلافاتهم. 
عصام : خلاص طيب عشان ندى جاية. 
ندى : صباح الخير يا جماعة، ضياء لسة مجاش. 
عصام : لسة بس اكيد زمانه جاي.تجلس ندى معهم والصمت حليفهم في انتظار ضياء. 
ندى : طب هو ضياء معادش عليك امبارح.
عصام : عدى عليا اه. 
ندى : يعني عرفت اللي حصل. 
عصام : طبعا، هو انتي متكلمتش مع باباكي. 
ندى : بابا من بعد ما ضياء نزل، دخل اوضتي ورفض حد يدخل عليه. 
عصام : يبقى الموضوع كبير بقى. 
عبير : اكيد ضياء فهم كل حاجة من اهله. 
ندى : انا خايفة ميجيش. 
يظهر ضياء امامهم. 
ضياء : صباح الخير. 
ندى : اتأخرت كدا ليه. 
ضياء : مكنتش متوقع انك تيجي. 
عصام : يلا بينا يا عبير. 
ضياء : لا خليكوا .. احضرونا عشان نوصل لحل. 
ندى : انت عرفت ايه الحكاية. 
ضياء : طبعا عرفت. 
عصام : طب ما تقول. 
يقص عليهم ضياء ما سمعه من والديه. 
عبير : طب وايه الحل. 
عصام : كل شئ وله حل. 
ضياء : انتي ايه رأيك يا ندى. 
ندى : مش عارفه.... الحكاية محتاجة تفكير كويس. 
ضياء : على العموم احنا معانا شهرين لغاية الامتحانات، لازم نكون دبرنا فيهم امورنا. 
ساهر يجلس على المكتب.. و امامه فتاة تدعى هدى تعمل معه في السكرتارية. 
ساهر : انتي بقالك قد ايه هنا. 
هدى : حوالي سنة ونص، ايه رأيك في الشغل هنا. 
ساهر : الحقيقة كويس، ممكن يكون متعب شوية بس كويس... انتي ساكنة فين
هدى : بولاق الدكرور. 
ساهر : وعندك كام سنة. 
هدى : ٢٢
ساهر : غريبة ولسة مرتبطيش. 
هدى بخجل : نصيب بقى. 
ساهر : انا اسف، بس قصدي انك حلوة ما شاء الله وغريبة انك لسة يعني. 
هدى : الحقيقة يا ساهر... جالي عرسان كتير، بس بسبب ظروفنا العائلية كلهم بيتراجعوا. 
على جهاز الاتصال الداخلي الحاج محمد يطلب ساهر، يقف ساهر ويتجه لمكتب الحاج. 
الحاج محمد جالس على مكتبه وساهر واقف امامه. 
الحاج : اعمل حسابك بكرة تسافر اسكندرية. 
ساهر : هعمل ايه هناك بالظبط. 
الحاج : هتروح المينا في شحنة اسمنت لينا هتيجي بكرا تسأل على واحد اسمه مصطفى من شركة الشحن هو هيخلصلك كل حاجة. 
ساهر : يعني اشحن الاسمنت وارجع معاه. 
الحاج : لا انت هتشحن نصه بس، والنص التاني هتبيعه في المينا وليك ١٠% على الزيادة.. وانت وشطارتك بقى. 
يخرج مبلغ نقدي من جيبه ويعطيه لساهر ويأخذ ساهر المبلغ. 
الحاج : دول عشان تمشي نفسك هناك. 
ساهر : امرك يا حاج. 
يعود ساهر لمكتبه و امامه هدى على مكتبها. 
هدى : هتسافر ولا ايه. 
ساهر : اه رايح اسكندرية بكرا، بس انتي ايه اللي عرفك. 
هدى : من الفلوس اللي في ايدك. 
ساهر : اه صح. 
هدى : شد حيلك لان دي اول سفرية ليك. 
ساهر : ربنا يسهل، كملي كلامك. 
هدى : اه، احنا اربع بنات وبابا وماما، انا اكبر اخواتي وبابا عنده دكان بقالو صغير، واخواتي كلهم لسة بيتعلموا.
ساهر : يعني انتي بتساعدي والدك. 
هدى : وللاسف دا اللي بيخلي اي حد يتقدملي يرجع تاني. 
ساهر : صدقيني لو في حد شاريكي فعلا ممكن يساعدك، وعلى العموم الامور دي زي مانتي قولتي قسمة ونصيب. 
ندى وضياء في طريق عودتهم الى منازلهم. 
ضياء : ناوية تعملي ايه. 
ندى : مش عارفه بس لازم اتكلم مع بابا. 
ضياء : موقفنا صعب، خصوصا ان ابوكي واخدها مسألة عند. 
ندى : مش عارفه ليه القدر بيعاند فينا. 
ضياء : ندى احنا بنحاول، والمكتوب هو اللي هيكون. 
ندى بعصبية : انت ليه واخد الموضوع ببساطة. 
ضياء : لاني عملت اللي عليا، والباقي على ربنا. 
ندى : ضياء انا بحبك ومش بالساهل افرط فيك. 
ضياء : صدقيني يا ندى انتي اول حب في حياتي، وانتي كل دنيتي بس قوليلي اعمل ايه. 
ندى : انت بتحملني انا مسؤولية الموقف كله. 
ضياء : لان الموقف في ايدك انتي وابوكي. 
ندى : على  العموم زي مانت قولت لسة ادامنا شهرين يكون ربنا سهل فيهم. 
ميرڤت بجوار منتصر في السيارة. 
منتصر : مين اللي كلمك امبارح دا. 
ميرڤت : دا ضياء صاحب عصام اخويا. 
منتصر : حصل حاجة طيب. 
ميرڤت : لا، انا مدتوش فرصة للكلام وربنا ستر. 
منتصر : اجيلك الصبح الساعة كام. 
ميرڤت : الساعة ٦ ونص لان الاتوبيس هيتحرك ٧.
منتصر : انا كلمت الحاجة عنك امبارح. 
ميرڤت : خير قولتلها ايه. 
منتصر : اصل لاقيتها بتفتح موضوع العروسة تاني فحكيتلها عنك. 
ميرڤت : وقالت ايه. 
منتصر : ابدا عايزة تشوفك. 
ميرڤت : انا اجي عندكوا البيت، لا مش ممكن. 
منتصر : انتي مش واثقة فيا ولا ايه. 
ميرڤت : مش قصدي بس شكلي هيبقى ايه ادام الحاجة. 
منتصر : يا شيخة بلا تخلف. 
ميرڤت : لا يا منتصر مش هقدر، بلاش عشان خاطري. 
منتصر : يا بنتي عشان اقنعها بوجودك فعلا، وبعدين كل الحكاية نص ساعة وقت الغدا وخلاص. 
ويصلان الى مرساهما ويدنو منها ويقبلها ثم تخرج من العربة. 
منتصر : اتفقنا يا ميرڤت. 
ميرڤت : سيبها بظروفها. 
منتصر : الساعة ٦ ونص هتلاقيني على الناصية. 
ساهر واقف امام شقة شيرين ويده على زر الجرس ويفتح له والد شيرين. 
الاب : اهلا يا يا ساهر، فينك بقالك فترة. 
ساهر : والله يا عمي الشغل واخد كل وقتي. 
الاب : ربنا يقويك يابني... شيرين ساهر هنا. 
تخرج شيرين من حجرتها وتمد يدها لساهر. 
شيرين : ازيك يا ساهر. 
الاب : اعملك شاي انا بقى. 
ساهر : تعالي نقف في البلكونة. 
يدخلان البلكونة. 
ساهر : وحشتيني. 
شيرين : لا مهو باين، خمس ايام ماشوفكش. 
ساهر : معلش غصب عني، الشغل واخد كل وقتي. 
فترة صمت يقطعها الوالد بحضوره الشاي ثم يرجع للصالة. 
ساهر : بعد كل الغيبة دي بردو متتكلميش. 
شيرين : اتكلم، عايزني اقول ايه. 
ساهر : هو انا همليكي تقولي ايه ، قولي اللي انتي حاساه. 
شيرين : انا مش فاهمة انتي عاوز ايه بالظبط. 
ساهر : عاوز احس بأهميتي في حياتك. 
شيرين : اشرب الشاي هيبرد. 
ساهر غاضبا : يابنتي اتكلمي. 
شيرين : صدقني مبعرفش اتكلم، ثم انك لازم تحس باللي جوايا. 
ساهر : الاحساس لوحده مش كفاية، الكلام بيكمل الاحساس. 
شيرين : بقولك ايه سيبك من امور المراهقين دي. 
ساهر : هو حبنا بقى امور مراهقين، والله كويس. 
فترة صمت طويلة يرتشف ساهر فيها الشاي. 
ساهر : كنت فاكر بعدي عنك هيخرج شئ من اللي جواكي، دا اذا كان جواكي حاجة. 
شيرين : ابتدينا حفلة العكننة. 
ساهر : يا شيخة دانتي تعكنني على بلد.... انا ماشي. 
شيرين : بقولك ايه اقعد بلاش تلاكيك. 
ساهر : انا مش بتلكك، انا بدور على الصح ليا وليكي. 
شيرين : صدقني حاولت كتير اني اتكلم، لكن مبقدرش. 
ساهر : ليه، اكيد في سبب. 
شيرين : والله مافي حاجة بس متعودتش على الكلام دا قبل كدا. 
ساهر : الكلام دا مبيبقاش عادة.. دا احساس وعدم كلامك معناه انك مش حاسة بيا، على العموم براحتك.. انا ماشي. 
ندى تجلس على مكتبها تذاكر وفجأة يدخل عليها والدها. 
ندى : انت جيت يا بابا. 
الاب : عاملة ايه في المذاكرة. 
ندى : كويسة الحمدلله. 
الوالد : شدي حيلك الامتحانات قربت. 
ندى : بابا عايزة اتكلم معاك. 
الاب : خير. 
يجلس امامها على المكتب. 
ندى : ليه رفضت ضياء. 
الاب : بلاش نتكلم في الموضوع دا. 
ندى : بابا، حضرتك علمتني اواجه الامور مهما كانت صعبة. 
الاب : انتي قابلتيه النهاردة في الكلية. 
امائت ندى برأسها بالايجاب. 
الاب : ويا ترى قالك ايه. 
ندى : حكالي عن موضوع عدى عليه اكتر من عشرين سنة. 
الاب : وانتي ايه رأيك في اللي سمعتيه. 
ندى : دا مش موضوعنا. 
الاب : اومال ايه موضوعنا. 
ندى : موضوعنا انه كشخص كويس. 
الاب : بس انا شايف انه مش كويس. 
ندى : هو مش كويس في نظرك عشان ابنهم. 
الاب : وهو دا مش كفاية. 
بابا : لازم تعرف انك بتنتقم منهم ومني انا كمان، لاني بحبه. 
الاب يهب واقفا ويهوي بكفه على خدها ويخرج من الحجرة، لكنه يقف على باب الحجرة. 
الاب : اعملي حسابك من بكرا مفيش كلية، ذاكري هنا في البيت. 


               الفصل الخامس من هنا 
تعليقات