رواية بستان الاشجان
الفصل الثامن 8
الكاتب بقلم مجهول
منتصر في بيته يتحاور مع امه.
منتصر : ماما عصام اخو ميرفت شافنا مع بعض.
الام : وايه اللي حصل.
منتصر : نزل فيها ضرب ومكنتش عارف اعمل ايه.
الام : الصح يبني تاخدني اخطبهالك.
منتصر : بجد يا ماما.
الام : طبعا يبني احنا عندنا ولايا.
منتصر : الصبح يا ماما ضروري.
ضياء امام منزل عصام في صباح اليوم التالي، الشارع مكتظ بالناس وعربة الشرطة امام المنزل.
يجري ضياء ويصعد السلالم في سرعة ويدخل الشقة.
ضياء : في ايه يا حجة ايه اللي حصل.
الام بانهيار : عصام قتل اخته يا ضياء.
ضياء : مش معقول، هو فين دلوقت.
الضابط : مين حضرتك.
ضياء : انا صاحبه.
الضابط : هو في القسم دلوقت.
ضياء : طب ممكن اقابله.
الضابط : ممنوع دلوقت ممكن بكرا.
وينصرف الضابط ومن معه.
ضياء : ايه اللي حصل بعد ما مشيت.
الام : يا ريتك ما مشيت، انا عايزة اعرف هو عمل كل دا ليه.
ضياء في امتعاض : شافها مع واحد امبارح.
الام : يا حسرة قلبي فيكوا يا ولادي.
ضياء : انا هروح القسم يمكن اقابله.
الام : قوله امك مش راضية عنك.
ضياء : وحدي الله يا حجة.
الام : يعني عاجبك اللي انا فيه، واحدة ماتت بفضيحة والتاني في السجن.
ضياء في نظرة كلها شفقة : عن اذنك.
ويخرج ضياء وعلى السلم يقابل والده منتصر.
الام : قولي يبني فين شقة ميرفت.
ضياء : مين حضرتك؟
الام : هو انت اخوها؟
ضياء : لا انا صاحبه.
الام : طب هي فين الشقة؟
ضياء : ايوة بس اعرف مين حضرتك وعايزة ايه لان عندهم ظروف.
الام : الحقيقة موضوع عائلي.
ضياء : عائلي؟ هو حضرتك والدة اللي كان مع ميرفت امبارح؟!
الام : ايوة.
ضياء : ارجعي يا ست... عصام موت اخته امبارح والسبب ابنك.
الام : لا حول ولا قوة الا بالله.
ساهر يدخل المكتب وهدى جالسة على مكتبها.
ساهر : صباح الخير يا هدى.
هدى : اهلا يا ساهر، الحاج سأل عليك.
يدخل ساهر مكتب الحاج محمد ويحيه.
الحاج : خلصت الورق.
ساهر : ايوة اهم.
الحاج : كويس، جبت الرخصة.
ساهر : اه جبتها وانا جاي.
الحاج : طب في قدام الشركة عربية مكتوب عليها اسم الشركة، دي دلوقت لاستعمالك الشخصي والمفاتيح في الحسابات.
ساهر : يعني هتبقى معايا على طول.
الحاج : ايوة وهتاخد فلوس البنزين بالاسبوع من الحسابات.
ساهر : طب بعد اذنك يا حاج النهاردة بعد الضهر مش هاجي عشان نازل اشتري الاوضة.
الحاج ضاحكا : ماشي يا ساهر.
ساهر : بعد اذنك.
ويخرج ساهر من المكتب ويجد ضياء امامه ويحيه.
ضياء : عايزك تيجي معايا دلوقت.
ساهر : خير يا ابني في ايه، وكمان عرفت مكان الشغل منين.. بابا جراله حاجة.
ضياء : ياعم ابوك بخير بس يلا.
ساهر لهدى : انا نازل ولو الحاج سأل عليا قوليله نزل في امر مهم.
ويتحرك ناحية الحسابات يأخذ مفاتيح السيارة ونقود للبنزين ويخرج مع ضياء.
ضياء : حصلت كارثة امبارح.
ساهر : خير في ايه.
ضياء يقص عليه ما حدث بين عصام وميرفت وكانا قد وصلا للسيارة.
ساهر : لا اله إلا الله، والعمل ايه دلوقت.
ضياء : عايزين نروح القسم.
ساهر : طب يلا.
منتصر جالس في صالة منزله، تدخل الام وهي تبكي.
منتصر : في ايه يا ماما.
الام : ميرفت ماتت.
منتصر : اخوها موتها؟
الام تحرك رأسها بنعم.
منتصر : انا عمري ما هسامح نفسي.
الام : وانت مالك يبني.
منتصر بانهيار : انا السبب.. انا السبب.
ضياء وساهر مع عصام في حجرة بالقسم.
ضياء : ليه كدا يا عصام، ضيعت نفسك وضيعت كل حاجة.
ساهر : ملوش لازمة الكلام دا، لازم نشوف هنعمل ايه.
عصام : مش عايز حد يعمل حاجة، كل اللي عايزه انكوا ترعوا امي.
ساهر : الحجة في عينينا يا عصام وعلى العموم انا هتصرف.
ويمشيان ساهر وضياء ناحية السيارة ويركبا السيارة.
ضياء : ايه العمل دلوقت يا ساهر.
ساهر : اعدي عليك بليل بعد ما اروح للمحامي واعرف رأيه.
ضياء : خلاص وديني بيت عصام وهستناك بليل عندي في البيت.
ساهر مع شيرين و والدها في احدى صالات الموبيليا.
شيرين تشاور لاحدى الحجرات: ايه رأيكم في الاوضة دي.
الاب : كويسة (وينظر لساهر) ايه رأيك.
ساهر : خلاص طالما عاجبة شيرين.
و يتحركان نحو صاحب المعرض.
ساهر : الاوضة اللي هناك دي عاملة كام؟
الرجل : دي 2500 جنيه والاستلام بعد شهر، ولازم تدفع عربون نص الثمن.
ساهر : خلاص توكلنا على الله.
ضياء مع والدة عصام في المنزل.
ضياء : يقول ايه يا حجة.
الام : خير يا ابني.
ضياء : انا بقول تيجي تقعدي معانا يومين لغاية ما نشوف عصام هيعمل ايه.
الام : شكرا يبني ملوش لزوم.
ضياء : صدقيني يومين كدا وارجعي وانا هرجع معاكي وهجيب كتبي واذاكر هنا.
الام : معلش يابني مش هقدر اسيب البيت، لو عايز تيجي انت اهلا بيك.
ضياء : عمتا يا حجة كلنا ولادك وحواليكي.
الام : عارفة يا حبيبي.
ساهر واقف مع شيرين في بلكونة منزلها.
شيرين : مالك يا ساهر.
ساهر : يقص عليها ما حدث.
شيرين : اه مش دي اللي كنت عايز تخطبها زمان.
ساهر : اللهم لا شماتة.
شيرين : وانا هشمت ليه، بس شايفاك متأثر اوي.
ساهر : بردو دي حاجة تزعل.
شيرين : اه .. زعلان انها ماتت.
ساهر بعصبية : انتي البرود اللي انتي فيه دا.
شيرين : اعصابك يا استاذ.
ساهر : انتي عارفة انتي بتقولي ايه.
شيرين : عارفة ومدركة كل كلمة.
ساهر : صدقيني انتي بقيتي انسانة صعب ان الواحد يتكلم معاها.
شيرين : على ايه كل دا، انت اللي غاوي مشاكل.
ساهر : انا!... انا بقيت خلاص مش قادر افهمك على طول خناق وقرف.
شيرين : انا قرف يا ساهر، على العموم ياريت لما تكون متضايق متبقاش تيجي تطلع قرفك عليا.
ساهر : عندك حق.. سلام.
ضياء جالس مع والده و والدته في الصالة.
الاب : طب وامه الغلبانة دي هتعمل ايه.
ضياء : الحقيقة انا عرضت عليها تيجي عندنا بس رفضت.
الام : صحيح طب ما كانت تيجي.
ضياء : مهي مش راضية يا ماما، عشان كدا بستأذن حضرتك يا بابا اروح اقعد معاها يومين الامتحانات دول.
الاب : مفيش مانع يا ضياء بس اهم حاجة تركز في مذاكرتك.
ضياء : طبعا يا بابا، متشكر جدا.
عصام في الزنزانة يحاور نفسه وضميره.
ضميره : هانت عليك ميرفت يا عصام.
عصام : هي السبب هي اللي دفعتني لكدا.
ضميره : وهي بردو اللي كانت بتصرف عليك.
عصام : وهي اللي كنت راسملها دنيا جميلة.
ضميره : ضيعتها وضيعت نفسك، وامك ايه ذنبها في كل دا.
عصام : انا مش قادر اسامح نفسي على اللي حصل.
ضميره : ولو عيشت عمر فوق عمرك مش هتقدر تقنع نفسك انك كنت صاحب حق.
عصام : انا فعلا ندمان... انا كنت بحبها اكتر من نفسي.
ضميره : وايه هيعمل الندم، ابكي... ابكي طهر نفسك بدموعك.
ويظل عصام يبكي وهو يخفي وجهه بين كفيه.