رواية بستان الاشجان
الفصل الحادي عشر 11
الكاتب بقلم مجهول
الحاج محمد في مكتبه يطلب هدى فتدخل له مكتبه.
هدى : خير يا حج.
الحج : انا مش جاي بعد الضهر ابقي خلي ساهر يعدي عليا في البيت.
هدى : حاضر.
الحج : لو حد اتصل قوليله اني في مشوار.
تهز هدى رأسها وتنصرف.
ضياء يقف في الشارع في انتظار ندى، ثم يملئ وجهه السرور عندما يراها.
ندى : ازيك يا ضياء.
ضياء : وحشتيني اوي.
ندى : صدقني انت مبتفارقنيش لحظة.
ضياء : تعالي نقعد في اي حتة.
ندى : مفيش وقت تعالى معايا عند الخياطة.
يمشيان سويا جانب الى جنب.
ضياء : اليومين اللي فاتوا دول كانوا صعبين والواحد على اعصابه.
ندى : اه مشكلة عصام اربكتنا كلنا.
ضياء : والامتحانات.
ندى : نسيت اكبر مشكلة.
ضياء : مشكلة ايه.
ندى : موضوعنا.
ضياء : صح فكرتيني.
ندى بعتاب : هو انت كنت ناسي.
ضياء : مش قصدي، انتي زعلتي؟
ندى : مش عارفه طريقتك غريبة في معالجة الامور.
ضياء : غريبة ازاي؟
ندى : ماشي بمبدأ (ليس في الامكان افضل مما كان).
ضياء : صدقيني موضوعنا دا تاعبني اوي.
ندى : شوف يا ضياء رغم كل دا، بس انا متفائلة.
ضياء : كويس.
ندى : دا اللي ربنا قدرك عليه.
ضياء : ايه يا ندى هو انتي بقالك كتير متخانقتيش معايا جاية تعوضي.
تنظر له ندى ضاحكة : رغم كل دا بس بردو بحبك.
ضياء ممسكا يدها : وانا بموت فيكي.
ندى : مهو دا اللي مصبرني عليك.
ساهر يدخل المكتب على هدى.
ساهر : ازيك يا هدى.
هدى : ايه يا ساهر، انت متبهدل كدا ليه.
ساهر : كان يوم ما يعلم بيه الا ربنا.
هدى : طب اقعد خد نفسك.
ساهر : الحج جوة.
هدى : لا في البيت وعايزك تعدي عليه.
يجلس ساهر على مكتبه بارهاق.
هدى : اجيبلك قهوة.
ساهر : ياريت عشان مصدع.
هدى تطلب القهوة من الساعي.
ساهر : بقولك ايه، تعالي اختاري ليكي حاجة من البلوزات دي.
هدى : مش لما شيرين تختار الاول.
ينظر لها ساهر في عتاب.
ساهر : بقولك تعالي.
تتجه هدى نحوه وتخرج البلوزات من الحقيبة ويدخل الساعي بالقهوة.
الساعي : اتفضل يا استاذ ساهر حمدلله على السلامة.
ساهر : الله يسلمك يا عم رزق.
يخرج الساعي من الغرفة.
هدى : طب اختار معايا.
ساهر : لا اختاري انتي اتنين.
هدى : كتير يا ساهر.
ساهر : يا بنتي انا عامل حسابي كل واحدة اتنين.
هدى : طب ومين التالتة.
ساهر : اختي، يلا اختاري بقى.
هدى : طب ايه رأيك في دول.
ساهر : خلاص طالما عاجبينك.
هدى : انا مش عارفه اقولك ايه.
ساهر : متقوليش.. هقول انا.
هدى : عايز تقول ايه.
ساهر : انا ماشي يلا سلام.
يخرج ساهر من الحجرة وهدى تبدأ في الحديث مع نفسها داخل عقلها.
هدى : كان نفسي نصيبي يكون معاك.
عقلها : متبصيش لحاجة من حق غيرك.
هدى : بس اللي ساهر بيعمله معايا.
عقلها : عشان حاسس بيكي بس.
هدى : اه حاسس بفقري... وحرماني.
ساهر امام باب ڤيلا الحاج يرن الجرس وتفتح له الخادمة.
الحاج من الداخل : تعالى يا ساهر.
يدخل ساهر ويتوجه للحاج.
الحاج : حمدلله على السلامة اقعد.
ساهر : الله يسلمك يا حج.
يخرج ساهر نقود واوراق من حقيبته ويقدمها للحاج ثم يجلس.
الحاج : برافو عليك يا ساهر ، زكريا اتصل بيا وقالي انك مشروع رجل اعمال ناجح.
ساهر : متشكر يا حج، هو بس المشوار متعب شوية.
الحاج : مفيش حاجة سهلة في الدنيا.
ساهر : صح معاك حق.
الحاج : على العموم دول 5000 جنيه نصيبك.
يأخذهم ساهر ويضعهم في الحقيبة.
الحاج : ناوي تدي لهدى فلوس بردو.
ساهر : طبعا بس بكرة بقى ان شاءالله.
الحاج : ربنا يديك على قد نيتك، عايزك تتجدعن بقى وتتجوز.
نورهان تدخل عليهم.
نورهان : ازيك يا ساهر.
ساهر : الحمدلله كويس.
نورهان : قوله يا بابا.
ساهر : خير في ايه.
الحاج : يا سيدي في فرح واحدة صاحبتها بكرا وعايزاك تروح معاها عشان هتتأخر.
ساهر : ماشي اجي الساعة كام.
نورهان : ياريت 8.
ساهر : طب عن اذنكم.
يقف ساهر للخروج.
الحاج : اه على فكرة بكرا بعد الضهر انت اجازه.
ولاء شقيقة ساهر جالسة مع والدها معه في الشقة ويرن جرس الباب، وتفتح ولاء.
ولاء : ساهر عاش من شافك.
يدخل ساهر ويعانقها.
ساهر : والله وحشاني يا ولاء، بقولك ايه تعالي اختاري بلوزتين.
ولاء : والله زمان يا ساهر.
تفتح ولاء الحقيبة وتخرج البلوزات.
الاب : طب وانا.
ساهر : وانا اقدر انساك بردو يا بابا (يفتح احد الحقائب ويخرج منها چاكيت) اتفضل يا بابا.
ولاء : هو انت كنت فين كدا.
ساهر : كنت في بورسعيد تبع الشغل.
ولاء : طب قولي ايه رأيك في الاتنين دول.
ساهر : لايقين عليكي.
الاب : قوليلي ايه رأيكم.
ولاء : حلو طبعا، انا بثق في ذوق ساهر جدا.
الاب : طب وانت يبني جبت ايه لنفسك؟
ساهر : لا انا عندي هدوم كتير.
ولاء : اجهزلك العشا.
ساهر : استني بس عشان عايز اتكلم معاكوا.
الاب : خير.
ساهر : عايز اوضب الشقة عشان ناوي اخش.
الاب : يعني انت خلاص جاهز.
ساهر : اه الحمدلله.
ولاء : خلاص على بركة الله، شوف حد يدهن الشقة وبعدها حدد.
ساهر : عايز اشتري انتريه.
الاب : بعد ما نوضب بقى.
ساهر : خلاص ماشي شوف انت يا بابا الاسطى عباس واتفق معاه.
ولاء : عارف يا ساهر يوم جوازك هحس اني اديت دوري.
ساهر : ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي.
ولاء والدموع في عينيها : هقوم احضرلك العشا.
ساهر : ولاء.. روقي.
الاب : سيبها يبني اختك تعبت معانا اوي.
ساهر : وانا مقدر دا جدا.
ضياء جالس امام المكتب يذاكر دروسه، تدخل عليه والدة عصام وفي يدها كوب شاي.
الام : اتفضل يبني.
ضياء : تسلم ايدك يا ست الكل.
الام : يسلملي عمرك يبني.
ضياء : بقولك ايه.. في طلب كدا عايز اطلبه منك.
الام : انت تؤمر يا ضياء.
ضياء : يوم جلسة عصام.. عايزك تيجي معانا لحسن دا نفسه يشوفك اوي، و متقلقيش مش هتتعبي هخلي ساهر ييجي ياخدنا بالعربية.
الام : خلاص اللي تشوفه.
ضياء : انا كنت واثق ان قلبك كبير.
الام : انا ام يا ضياء، وقلب الام غير اي قلب تاني.
ضياء : ليه قلب الام حنون عن قلب الاب.
الام : دي حكمة ربنا.. عشان لازم يكون في حزم وحنية في حياتنا.