رواية أنصاف القدر الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم سوما العربى

رواية أنصاف القدر

الفصل التاسع والعشرون 29

بقلم سوما العربى


  زهول وصدمه الجمت الجميع... خطوة غير متوقعه على الاطلاق.


هو نفسه لم يتوقع اهو يتخيل أن يحدث هذا ابدا.

كأنه إنصاف من السماء وسقط عليه... كأنه حقا إنصاف القدر.

منذ ثانيه واحده كان الدم يغلى بعقله ولكن اطرافه بارده من شدة الخوف... من صعوبة الموقف عليه... يتوقع تحطم قلبه... بل تمزيقه.

 خصوصا وهو يواجه توفيق والذى يرفع رأسه وأنفه بشموخ يعلم أن النتيجة هى شئ واحد..

لكن انقلب كل شئ للنقيض فجأه وهو يجدها تتحرك ببطئ وحرج... اغمض عينيه بألم لا يريد رؤيتها وهى تذهب مع غيره ولكن.... لكنها وقفت خلف ظهره.

تصرف لا يحتاج الى كلمات.... بل لو قيلت اى كلمه لأفسدت جمال اللحظه.

تختاره هو... بل وتحتمى به... تتخفى بجسده عن الجميع.

ادمعت عينه رغماً عنه وهل يوجد اروع من فعلتها تلك.

استدار ينظر لها للأن باعين مبهوره... مزهول غير مصدق... ربما يخشى أن يصدق.


وجدها تنظر له نظرة واحدة ثم تخفض عينيها أرضا.


نظرة واحدة... كانت نظره واحدة فقط كأنها تعطيه توكيل بكل امورها.. وأيضا الوصاية عليها.

مازال لا يصدق.... والله الأمر كبير على قلبه... لم يتخيل يوما ان تختاره هو لو وضع في مقارنة مع توفيق بكل الميزات التى يتمتع بها دونا عنه.

بينما بقية الحضور يقفون بريبة من ما حدث والذى لا يدل الا على نتيجة واحدة.


شحب وجه توفيق... كان يقف بانتظار نتيجة واحدة فقط.. لا يخطر على باله ولو على سبيل العبث ان ترفضه نجلاء... نجلاء التى طالما خطبت وده طوال كل سنواته معها.


ماذا فعل لها ذلك الجزار... بالتأكيد جنت


كان الكل مصدوم ولكن تحدث اكبرهم سنا:كده الجواب باين من عنوانه... احنا عملنا الى حكم بيه مجلس الرجاله وخيرنا الست نجلاء وهى اختارت.


كام رجب يرفع رأسه بشموخ... عن استحقاق وجداره... صدره منفوخ بعظمه.. يحق له.


صرخ توفيق :اختارت ايه وهبل ايه... مافيش الكلام ده... انتى اكيد مش فى وعيك.


وهى تقف خلف رجب مدت يدها تمسك يده... تستعين وتقوى به.


اغمض عينيه باستمتاع يبتسم.. كم لامست حركتها تلك قلبه.


تحدث بقوه :الكلام هنا يبقى معايا انا.


توفيق :انا ماليش كلام معاك انت مالك انت.


رجب:ايه.. مابتعرفش تتكلم مع رجاله... كلامك كله مع الحريم ولا ايه.


توفيق :مالكش فيه.


رجب:ده لما تكون بتكلم اى حد لكن انت دلوقتي واقف بتكلم حريم بيتى... يبقى تتعدل وكلامك يبقى مع راجلها.


جن جنون الآخر وقال:راجل مين يا جزار البهايم انت... انت صدقت نفسك.

تحولت معالم رجب بلحظة الى الى وجه شيطاني غاضب يقول :ايوة صدقت نفسى وانت والى معاك شفتوا بنفسكوا... وعشره البهايم أحسن مية مره من عشره البنى آدمية الى زيك.


خرج توفيق عن السيطرة وتقدم كى ينقض على رجب لكن تدخل كبيرهم بغضب :جرى ايه... مش عاملين احترام لحد ولا ايه.


توفيق :انت مش شايف ياحج هو بيقول ايه.


الرجل :عداه العيب يا توفيق.


توفيق بزهول :ايه؟! انت الى بتقول كده يا حج؟


الرجل :انا قعدنا وعملنا قعدت رجاله وانت بنفسك جاى هنا على اساس الحكم ده... ان هى تختار.. واهى صاحبة الشأن اختارت... يبقى خلصت يابنى.


توفيق :هو ايه اللي خلصت.. ايه اللي خلصت ماخلصتش.


الرجل :انت بتعلى صوتك عليا ياتوفيق.


تدخل شكرى :مايقصدش يابا الحج بس انت شايف الى بيحصل ده... مايصحش أبدا.


الرجل :ومايصحش ليه. الراجل والست متجوزين علنا على سنه الله ورسوله.. حصل ولا لأ يا خالد.


خالد بخنوع:حصل.. حصل يابا الحج.


الرجل :حكمنا انها تختار وهى اختارت رجب... يبقى كده المولد ده ينفض وكل واحد يروح يشوف اشغاله وسيبه الناس في بيتهم.


توفيق :مولد ايه اللي ينفض.. هو هيطلع من هنا وانا ارجع لبيتى ولبنتى... ماتتكلم ياخالد ولا انت مالكش حكم على اختك.

حديث توفيق اشعله جعله يحتد فى الحديث عليها قائلا بصوت حاد:ايه الى عملتيه دلوقتي يا نجلاء... هو لعب عيال... قسما عظما لو ما.... قطع حديثة دخول شقيقته هو نجلاء ينظرون للجميع بغضب.. يبدوا انهم تكاثروا على شقيقتهم المسكينه.


تحدثت هناء :فى ايه يا خالد معلى صوتك على اختك قدام الى يسوى والى ميسواش ليه.


تدخل توفيق :قصدك مين بالى ميسواش دى؟


هناء :والله كل واحد عارف قيمة نفسه... لو انت شايف نفسك ماتسواش هعملك ايه فيها دى يامسكين.


صفاء :ماتقول ياخالد ملمومين كده على البت ليه؟ ايه اللي بيحصل؟


خالد بغضب:تعالوا...تعالوا شوفوا اختكوا الى فضحتنى وفرجت عليا الناس.


هناء بغضب وصياح عالى.. أصدرت صوت رقيع من حنجرتها يدل على عدم تقبلها حديث شقيقها:فضييييحه.. فضيحة ايه ياخوووويا... الشر برا وبعيد.. قطع لسان الى يقول على اختنا كده.


صفاء :فضيحة ايه يا حبيبي الى بتتكلم عنها احنا اختنا مالهاش زى.


خالد:مالهاش زى... اااه...طب خدى عندك بقا.. الست هانم اختارت رجب الجزار ورفضت ترجع للباشمهندس توفيق.


اكمل شكرى بغضب يعظم من شأن أخيه :اخويا...ترفض اخويا الباشمهندس.


هناء بصياح:ياخويا.. هندسة الخيبه والنداااامه... خدنا ايه من هندسته إلا القنعره والنفخه الكدابه.


زجرتها صفاء بعنف :عييب ياهناء مايصحش.


هناء :اوعى سبينى ماحدش يحوشنى.. ده انا جوايا كل دمله ودمله منه... ياختى ده كان مقندل عيشتها وطافى نور وشها.... دى كانت ايام مرار... داهيه لا ترجعه لا هو ولا ايامه.. انا عارفه كان لاوى رقبته علينا ليه... يالا... يالا امشى من هنا وخد الناس دى معاك.... يالا خلى النفس يبقى رايح جاى.


شكرى :هى الحريم الى بقت تتكلم عندكوا يا خالد... ايه يابا الحاج هتسكت على الى بيحصل ده؟


الرجل :اه هسكت يا شكرى عشان اخوك الى بدأ يبقى هو الى يستحمل.


شكرى :بدأ؟ بدأ بايه يابا الحاج دى ردحتلنا.


الرجل :الموضوع منتهى وصاحبة الحق اختارت نقف ليه ونسمعها ونتخانق.. اخوك بدأ بالخناق يبقى يتحمل نهايته.


شكرى :وهو كل ده ليه.. ماعشان باقى على بيته... عشان بينته.


هنا تحدثت نجلاء لأول مرة في تلك الوقفه :بيته؟! بيته هو الى هده وهدنى معاه... انا حافظت كتير اوى على البيت ده وجيت على نفسى وعلى اعصابى وهو كان كل يوم بيدوس اكتر... اليمين بالنسبة له زى صباح الخير... مافيش اى حاجة بعملها عجباه... دايماً مش عاجبه ودايما وحشه.. وحاشه بوحاشه بقا واعمل الى انا عايزاه واوفر على نفسى... ولو على بنتى فأنا استحملت كل الى فات علشانها وهى شهر والتانى وتتجوز خلاص... وخطيبها ابن ناس ومتفهم كل حاجه... هى نفسها جت تطلب مني انى اختار لمره واحدة في حياتى إلى انا عايزاه.


رفعت انظارها تجاهه... تحاول التخلى عن خجلها الفطرى خصوصاً أمام كل ذلك الجمع:وانا اخترت المعلم.


ابتسم يقترب منها بصوت هامس جدا :قلب المعلم.


أغمضت عينيها تبتسم بحرج وخجل.


هناء :ياختشى عليهم... جوز عصافير والنعمة.


عادت النظر تجاه توفيق تقول :ماتيلا... هوينا... اتفضل وخد لياليك السودا معاك... يالا داهيه تاخد داهيه.


توفيق بغيظ.. لأول مرة يتعرض لكل تلك الإهانات :فرصتك وجاتلك.


هناء :حق الله طول عمرى نفسى اكيل واحدفك... من أول يوم شوفتك فيه وانا بتمنى افرشلك الملايه.. يالا اتوكل... سكتك خضرا.


انسحب الرجال واحداً تلو الآخر ورجب يرمق توفيق بنظرات قويه متحديه ومتتصره بنفس الوقت... أخيراً نصفه القدر.

كل شئ أصبح على مايرام... هديل اليوم أفضل حالا عن ذى قبل.


لقد بدأت من جديد... صحيح بامكانيات تكاد تكون منعدمة ولكن أفضل من الزواج من شخص لا يريدها ولا تريده.... باتت تعلم بحبه العلنى لمليكه مهما حاول هو والجميع اخفائه.. العاشق تفضحه عيناه... كل شئ واضح للعيان لا يحتاج لحديث.


هى أيضا بداخلها شعور جديد وجميل ناحية احدهم.. للأن لم تضع له مسمى ولكنه موجود... ربما تحتاج لجلسة مع نفسها كى تحدد كل تلك الأمور ولكن الآن الخطوه الأهم... خطوه التحرر. 


بخطى مريحه.... سريعه... متحرره... خطتت داخل بيتهم.


تعلم طريقها... متجهه حيث مكتب والدها... دون طرق الباب فتحته.


رفع والدها نظره عن حاسوبه يخفض نظارته يقول باستغراب :فى ايه يا هديل مش تخبطى الاول.


لم تهتم... تقدمت مبتسمه تقول :انا خلاص... فسخت خطوبتى من عامر.


انتفض بحده يقول :ايه؟! انتى اتجننتى.. عملتى كده امتى؟


هديل:من نص ساعه بالظبط... لسه راجعه من عنده.


الأب :مجنونه....انتى اكيد مجنونه.


هديل مبتسمه بلا مبالاة :تؤ.. خالص.


تحدث بغضب :لو عملتى كده يبقى تنسى شركتك للأبد.


هديل براحة :اوكى بابى... مش مشكلة... انا زى ما عملتها من مافيش هعمل غيرها من مافيش بردو... انا اصلا عملت كده فعلاً اليومين الى فاتوا... باااى بااابى.


تحركت من امامه خطوتين وهو فقط مصدوم... استدارت بحزن تقول :عارف... كان نفسى يبقى عندى القوة والشجاعة الى تخلينى أرفض الخطوبه دى من البداية حتى لو اخدت منى كل حاجه ومابقاش مضطره اتنازل وأكمل لحد ما الاقى البديل... للأسف انا ماطلعطتش بالشجاعة الكافيه.


انهت حديثها وخرجت من عنده عازمة على حياة جديدة بهديل جديده غير تلك الدمية التى تلاعب بها والديها... لطالما أرادت أن تكن مثل شقيقها نادر.. يفعل ما يحلو له طالما لا يؤذى احد.


لكنها تقسم ستفعل بايامها  القادمه.

يبدو أنها أصبحت عاده لديه... يجلس على مقعده فى حديقة القصر.. يحرسها ويرقب كل تحركاتها. 


لن يسمح لها بالاقتراب من ذلك العدى ابدا. 


أيضاً لابد من اتمام كل أمور زواجه بها سريعاً. 


تشنجت معالم وجهه وهو يرى سياره عدى تسير بطول الحديقه تعبرها للداخل. 


استقام من جلسته ووقف له بتأهب. 


تقدم منه عدى يمد يده للسلام:مساء الخير يا عامر.


عامر:اهلا.. منورنا. 


بالطبع استشف عدم التقبل... شئ ظاهر للعيان.. كأنه ينافسه على شئ او شخص ما... لكن فارق العمر بينه وبين مليكه جعله يستبعد الأمر نهائيا. 


تحدث مجددا :مالك يا باشا حد مضايقك... شايفك متعصب. 


كاد ان يجيب عليه ولكن تدخل محمد سريعاً.... بات على علم بجنون عامر حينما يتعلق الامر بمليكه. 


محمد سريعاً :اهلا اهلا ياعدى... نورتنا. 


عدى وهو مازال ينظر داخل أعين عامر :مش باين يا محمد.... يظهر أن عامر مش حابب وجودى. 


محمد :للالا.... ماتقولش كده ده انت تنور اى حته... هو بس فى مصيبه وقعت فوق راسنا وبقالنا فتره مش عارفين نحلها إزاى. 


عدى:خير؟ 


محمد :ااا.. خير خير. اتفضل معايا جوا نتكلم. 


سار يقوده أمامه فتحرك معه خطوتين ثم توقف وعاود النظر لعامر وجده مازال واقفاً.


عدى :وهو عامر مش جاى معانا ولا ايه؟ 


لم بجيب عليه. إنما ظل على وضعه.. صامت.. غاضب. 


تحدث محمد :هييجى. هييجى.. اتفضل نقعد نتكلم. 


ذهب معه على مضض بينما تحرك عامر لاعلى... حيث غرفة تلك التي ستصيبه بنوبة قلبيه قريبا..


جلس عدى امام محمد ينتظر حديثه. بينما ناهد تفرك يدها بتوتر... تعلم أن الأمر ليس بهين. 


إشارت من بعيد لمحمد مناديه. فوقف قائلاً :عنئذنك ثوانى. 


رفع عدى حاجبه:اتفضل. 


غادر محمد ناحية ناهد... بينما تقدمت توتا تحمل كأسين من العصير. 


نظر لها بإعجاب.. خصلاتها السوداء القصيره... بشرتها الخمريه... روعه جسدها....حتى زقها فى انتقاء ملابسها رائع. 


بينما هى بوجه خالى من اى تعبير تقدمت تضع ما بيدها أمامه دون اى حديث فقال هو:انا جيت اهو. 


نظرت له باستغراب كأنه تنين برأسين وقالت:انت بتكلمنى انا؟ 


أبتسم باستمتاع قائلا :ايوه... مش بينا معاد. 


رفعت شفتها العليا تقول :انت عبيط؟ قولى ماتتكسفش. 


عدى :همممم.. انا بحب روحك وطولة لسانك.. بس مش عليا ها؟


توتا:لا ماهو مش اوبشن.. هو طويل على الكل.. دى حاجة مش بخوطرى. 


عدى :طب ها... قولتى ايه؟ 


توتا :فى ايه يا اخ.. ومعاد ايه اللي مابينا ماعلش. 


عدى :مش قولتى عدى علينا بكره.  انا ماجتش بكرة وسبتك كذا يوم اهو عشان تفكرى. 


نظرت له بامعان بالتأكيد هو ابله.. تحدثت بغرابه:افكر في ايه... انت اكيد جعان.. انا لما بجوع ببقى كده. 


اخذ نفس عميق يقول :هههممممم...هطول بالى للآخر.. ماشى... مش انا قولتلك فكرى فى عرضى ليكى. 


توتا ببوادر عصبيه وصوت عالى :عرض ايه.. انت لسه هتلمح انا اساسا مش بفهم الكلام المباشر. 


فى نفس الوقت انهى محمد حديثه مع ناهد وعاود التوجه ناحيتهم.... تغيرت كل معالم وجهه وهو يراها تقف معه... مالشئ المميز بهذا العدى تجعله يعجب كل الفتايات. 


وقف أمامهم وقال بغضب:انتى واقفه عندك بتعملى ايه؟ اتفضلى روحى على شغلك. 


توتا :انت مالك كده بتكلمنى كده ليه... انت صدقت انى شغاله عندك ولا ايه. 


محمد :مش عايز كلام كتير... اخفى دلوقتي. 


تدخل عدى :فى ايه يا محمد... ماتتكلم معاها كويس. 


نظر له محمد بتفحص وقال بغيره شديدة :وانت مالك انت.... وازاى تتدخل مابينا. 


عدى :ده على اساس ايه يعني...ماتدخل عادى. 


محمد :لا ماتتدخلش وانتى ادخلى جوا حالا. 


نظرت لهم اثنتيهم باستخفاف.. من هم ليقرروا ان تقف أو تغادر ومن قال إنها تريد المكوث معهم. 


غادرت وهى موقنه ان اثنتين أصيبوا بجنون او شئ ما. 


تقابل محمد مع عدى وجه لوجه كأنهم إعداؤ... كل ينظر للآخر بتحفز. 


محمد بدون اى مقدمات :مالك بتغريد يا عدى. 


رفع عدى حاجبه وقال :هو مش كان في موضوع مهم.. مصيبه باين... ايه توتا دلوقتي أهم؟ 


محمد :لا هى اسمها تغريد. 


عدى :بس توتا احلى. 


محمد :خلينا نقعد بهدوء نتكلم.. مش عايزين نخسر مصالحنا الى مع بعض. 


عدى :دى مشكلتك انت مش عايز تخسر حاجة.. بس انا ماعنديش مشكلة اخسر حاجة قصاد حاجة عادى... بس انت عايز كل حاجه وبدون خساير. 


محمد :تمام... طيب بس يا عدى.... دلوقتي احنا لازم ننهى خطوبتك لمليكه. 


عدى :ليه؟ 


زم محمد شفتيه لايبدو عليه اى حزن.. اى غضب. اى شئ. 


محمد :هتتجوز عامر. 


جلس عدى ووضع قدم فوق الأخرى وقال :لا بس انا مش عايز كده. 


امعن محمد النظر له... هيئته تشير لأنه غير غاضب.. لم يثور.. اى شخص يقال له مثل هذا الحديث يهدم العالم من حوله... مجرد الحديث عن شئ من هذا القبيل يعد إهانة... لكن عدى صمت وجلس... يعنى انه يريد التفاوض. 


لذا اخذ نفس عميق بهدوء وجلس... وضع ساق على الأخرى مثله مثل مفاوضه بالضبط. 


محمد :هممم... طلباتك. 


ابتسم عدى قائلا :وعرفت منين ان هيبقى فى طلبات. 


محمد :مش شكلك... اى حد هيتقاله عايزينك تسيب خطيبتك عشان نجوزها لواحد تانى هيقوم يكسر ويرزع ويهد الدنيا... لكن انت لأ... انت قعدت وسكت... يبقى ليك طلبات.. وانا مستعد. 


عدى :برافو عليك.. طول عمرك شاطر وواعى يامحمد.... بس ياترى انت هتقدر تتفاوض معايا... خصوصاً انك مش هتبقى حابب تزعلني ابدا. 


نظر له بامعان... عدى أدرك مايجول برأسه... انه لا يستطيع معادة ابن وزير الداخلية فى هذا الظرف الحرج بالذات. 


تحدث بتروى:ان شاء الله مش هنختلف. 


فى شركة عائلة الخطيب. 


انتهى الدوام ولكن تحية لم ينتهى عملها بعد.. تحضر لاجتماع الغد. 


تصوير اوراق... نسخ بعض الايميلات... أشياء كثيرة تحتاج للترتيب. وهى قد تعبت حقا. 


شهقت برعب وهى تشعر بمن يقف خلفها يحتضنها من ظهرها قائلاً :يخربيتك.... صارووخ. 


انتفضت بعيدا عنه تنظر له بزهول واضطراب صارخة :انت اتجننت فى مخك ولا هبت منك على المسا يا جدع انت. 


تقدم منها بتلاعب قائلاً :ايه مالك... واحد ومراته. 


تحية :مرات مين يا أخينا انت مبلبع حاجه؟ 


زم شفتيه يقول :تؤتؤ.. كده بردو ياتوحا يا حبيبتي.. انا عارف انك لاسعه ودماغك ضاربه بس مش كده يعني... مس لدرجة تنسى سموحه جوزك.. طب تحبى أفكرك... العقدين العرفى... مش فاكره بردو.. طب المحفظة. 


تحيه :خلاص. 


اكمل هو :الموبيل ال... قاطعته بخوف :خلاص خلاص. ايه هتفضحنى.


ابتسم بانتصار وقال :ايوه كدة... يالا قدامى. 


تحيه توجس:على فين. 


سامح:على شقتى.. عايزك دلوقتي. 


صرخت به غير مراعيه لا الزمان ولا المكان فقط تظهر شخصية تحية الحقيقة :نعم نعم يادلعدى....شقق ايه اروحها... انا بتاعت شقق يا كسر الرجاله يا سلالة الحمير انت. 


كان حقا منصدم... وقال :ايه ده فى ايه. 


تحية :انت لسه شفت حاجة... ده انا هخلى الى مايشترى يتفرج عليك. 


سامح :انا كمان هخلى الى مايشترى يتفرج عليا وانا بعرفهم انى متجوزك عرفى وانك مضيتى على العقد بمزاجك. 


تحية باستهزاء وسخريه:ثانية واحدة اناديهملك واجى. 


اتسعت عينيه لا يصدق حقا... هيئته فعلاً منصدمه.. هذه الفتاه مختلفه عن... عن اى شخص قابله مسبقاً. 


تحيه :مالك كده مصدوم... امال انت كنت مفكر ايه... حظك الاسود بقا وقعك فى طريقى... انا لا أهل تلم ولا حكومه تهم.


سامح :خلاص لمي الناس وانا اقولهم انك سرقتى موبيلى... سرقتيه لما انا بكل شهامه ومرؤه سندتك لما عملتى فيها دايخه. 


تحية :ماشى وانا أعرفهم انك ماكنتش بتسندنى ولا حاجة... انت كنت بتتحرش بيا... يعنى سبحان الله... انا بسند عليك عشان اقلبك وانت سندتنى عشان تتحرش.


سامح :شوفتى بقا..  ربك رب قلوب بردو.. ماجمع الا ماوفق.


تحية :يالا يا يابا..يالا يابا سكتك خضرا... مش ناقصه هى... يالاااا.


وقف ينظر لها بغضب باءت كل محاولات التهديد معها بالفشل  وهو يشتهيها الى درجة الجنون فقال بمهادنه:طيب هحطلك مبلغ حلو فى البنك....أظن ده عرض حلو.


تحية :ولا كأنى سمعت حاجة... اتوكل يالا على الله.


سامح :هسيبك يومين.. مبلغ لو فضلتى عمرك كله مش هتتحصلى على ربعه... فكرى.


غادر سريعاً وهى تنظر لاثره بغضب... أصبحت تمقت تلك الحياه.

خرجت من المرحاض بعدما وضعت على جسدها روب مابعد الاستحمام الطويل.


خرجت تجفف شعرها بمنشفه صغيره.


وجدته يجلس على احد الأرائك بغرفتها يضع قدم فوق الأخرى ويده أسفل فمه ينظر لها بغيره.


شهقت بتفاجئ وهى تراه امامها داخل غرفتها هكذا وقالت :انت بتعمل ايه هنا وازاى تدخل كده. 


مازال على جلسته يقول بهدوء مرعب :ايه بقا كمية الروايح والعطور الى خارجه من حمامك دى... كل ده ليه...ولا عشان عريس الهنا جه؟ 


مليكه :ليه هو انا قبل كده كانت ريحتى وحشه مثلاً. 


عامر بحزن :وهو انتى سمحالى اقرب منك اصلاً. 


مليكة :مش وقته يا عامر... كل حاجه انتهت خلاص. 


عامر :هممم.. انتهت... انتهت ازاى بقا.. هتقدر تسبينى؟


اشاحت وجهها بصمت فقال :ردى عليا.. هتقدر تسبينى... هتعرفى؟ 


مليكه:هعرف.. كل حاجه بتعدى وبتخلص. 


عامر :طب لو هتعرفى قوليلى ازاى عشان انا مش عارف. 


مليكه :عامر عشان خاطرى كفايه عليا كده... انا بجد مش قادرة. 


صمت قليلاً وقال :جهزى نفسك عشان عشر دقايق والماذون يوصل محمد تحت بيتفاهم مع عدى. 


ملكيه:همم عدى.. عشان ابن وزير الداخلية لكن مافكرتش في هديل... ذنبها ايه؟ 


عامر :هديل جت الصبح رجعتلى دبلتى وفركشت الخطوبه... كانت حاسه ان فى حاجة بينا...يالا عشان كتب الكتاب. 


ابتسم بخبث وقال :يستحسن تخليكى بالبورنص كده زى مانتى.. انا هجبلك العقود لحد هنا. 


هم للخروج بعدما القى عليه أوامره فصرخت بغضب :ايه الى بتعمله ده.. قولتلك انا مش موافقة انت سامع. 


وقف على أعتاب الباب يقول باستمتاع:ومين قال انى محتاج موافقتك... انا كل اللي محتاجه امضتك بس........


         لقراءة الفصل الثلاثون من هنا 

تعليقات