رواية أنصاف القدر الفصل العاشر 10 بقلم سوما العربى







 رواية أنصاف القدر

الفصل العاشر 10

بقلم سوما العربى

 

جلست حكمت تقوم بقطف وريقات الملوخيه لصنع غذاء دسم لها ولابنها.


الى ان دق جرس الباب يعلن عن قدوم زائر.


وقفت تنفض جلبابها البيتى من بعض العوالق به وذهبت لفتح الباب.


أدرك عقلها كل شئ سريعا وهى ترى يوسف يقف يسند ذراعى جدته وهى تقف تناظرها بعدم رضا.


تحدثت الجده(جليلة) :جرى ايه مش هتدخلينا ولا ايه يا بنت اختى؟


ابتسمت حكمت سريعا بسياسة وقالت :ازاى ياخالتى ودى تيجى ده بيتك... اتفضلى اتفضلى.. سند ستك يا يوسف.


قالت الاخيره وهى تنظر له بغيظ تعلم ابنها جيدا وتعلم ما قاله فجعل خالتها تخرج من بيتها وهى خطوتها للخارج عزيزه.


ساعد يوسف جدته كى تجلس براحه بعض الشئ. وحكمت ذهبت لعمل الشاى.


بعد دقائق كانت تخرج من المطبخ تحمل صينيه بها كوبين من الشاى.


حكمت :منورانا يا خالتى. اتفضلى الشاى.


مطتت جليله شفتيها وقالت:شاى.. جيبالى شاى فى عز الحر... ياختى هاتيلى ساقع الجو نار.


حكمت :قوم يا يوسف هات لستك حاجة ساقعه من عمك لطفى البقال.


يوسف :حاضر.


ذهب يوسف سريعا وجلست حكمت تنتظر ما جاءت لاجله خالتها :منورانا ياخالتى.


جليله :مش هتكلم الا اما اشرب الساقع انا حلقى بقا نار.


تنهدت حكمت وجلست بغير راحه تنتظر قدوم يوسف.


بعد عشر دقائق وضعت جليله الزجاجة النصف فارغه وهى تنظر تجاه حكمت تقول :بقى انتى تبقى على علم بكل إلى حاصل والى بيعمله رجب وساكته.. الا ماجيتى تقوليلى عشان نشوف حل للمصيبه دى.... لولا يوسف جه وقالى ماكنتش هعرف.


نظرت حكمت ليوسف بتوبيخ وقالت :كل واحد ينام على الجنب الى يريحه ياخالتى... ورجب راجل حر يعمل الى هو عايزه انا ماليش عنده حاجة.


احتد صوت جليله بانفعال:يعنى ايه مالكيش عنده حاجة... يعنى ايه مالكيش عنده حاجة مش ابو ابنك ده وجوزك.


حكمت :قصدك طليقى يا خالتي... احنا اتطلقنا من زمن.


جليله :مافهموش انا الكلام ده.. عندنا مافيش حاجه اسمها طلاق ولو حصل فأنا سبتكوا عشان كل واحد فيكوا كان راكب راسه قولت شويه لما النفوس تصفى وهرجعهم... لكن اجى الاقيكى عارفه بالفضيحه الى هو عايز يعملها وساكته.


حكمت :فضيحه ايه يا خالتى كفالله الشر واحد وهيتجوز فى حلال ربنا فين الفضيحة في كده.


اهتاجت حليله :انتى عايزه تجلطينى يابنت اعتماد.


.حكمت :الله يرحمها.


حليله :ايوه الله يرحمها ماهى لو كانت عايشه كانت كسرتلك دماغك على الى بتقوليه ده... ياختى يابرودك.. ده جواز الراجل زى ضربة المرزبه على النفوخ... بتوع زمان قالوا (جنازته ولا جوازتوا) وانتى بتقولى كده.


حكمت :ده لما يبقى لسه جوزى ياخالتى كنت هعمل البدع لأجل ماوقفه لكن دلوقتي انا ماليش عنده حاجة.


جليله :بت... فوقى كده واصحى والكلام الخايب الى بتقوليه ده ماسمعوش تانى... انتى عايزانا نسيبه يجرسنا... بقا المعلم رجب الى شنبه يقف عليه الصقر يرضا يبقى محلل. محللللل.. اااااه ياانااااارى... وانتى تقولى فيها ايه.


حكمت :طب مانتى جيتى لمربط الفرس اهو ياخالتى.... المعلم رجب هيرضا يبقى محلل؟


جليله :قصدك ايه؟ يعنى مش هيتجوزها خلاص.


حكمت :لا ماتفهمتيش قصدى... ابنك ابو شنب يقف عليه الصقر زى ما بتقولى دماغه فيها شغل تانى خالص.


جليله :حيرتينى معاكى يابت.


حكمت :بكره تفهمى يا خالتى.. انا بس الى عاشرته وانا الى عارفة دماغه.


جليله:انا قايمه امشى عشان الحق معاد حباية السكر وانتى تخلصى الى بتعمليه وتجيلى عشان نتكتك للموضوع ده ونوقفه انتى فاهمة.


حكمت :اااه. ربنا يسهل ياخالتى.. انستينا والله البيت نور.


جليله :اتوكسى عليكى وعلى خيبتك قال نور قال... بقا يارب ماكنتش توقعنى فى بنت اخت مدردحه كده بدل الخيبة دى.


حكمت :الله يسامحك ياخالتى... روح وصل ستك يا يوسف.


يوسف بضيق :حاضر.


جليله :فوتك بعافيه بكره بعد المغرب تعدى عليا انتى سامعه؟


حكمت :حاضر ياخالتى ربنا ييسر.


أغلقت الباب خلف خالتها تتنهد بضيق... ماذا يظنوها هم... لقد وافقت على الزواج منه على أمل ان يحبها يوما... ظلت لسنوات لم تجد منه غير التقدير فقط... لقد كان طيب المعشر ولكن هذا مالم تكن تريده... فقد كان معها جسدا فقط... مع مرور الوقت وبسبب ضيقها نت فشلها بأن تجعله يعشقها أصبحت عصبيه وضيقة الخلق معه هو بالتحديد فبدأ الخلاف... نع مرور الأشهر والسنوات توقفت يوما أمام المرأه وجدت سيده غير تلك التى هى عليها.. امرأه صوتها عالى... عصبيه.. تتشاجر لأتفه الأسباب خصوصا معه.... امرأه جيده مع الجيران والأصدقاء الا معه... كل هذا لأنه لم يحبها.... ايقنت فى ذلك اليوم أنه لن يحبها... لذا اتخذت القرار الصحيح.


وليتها فعلت مسبقا... فقد اكتشفت انها تركا اثرا سيئا لديه... كونت فكره سيئه عنده بسبب عصبيتها وصوتها العالى على أشياء تعلم أنها بالفعل كانت لا تستحق وكثيرا تكن هى المخطئه....هو يوما لم يكذب عليها او حتى يعدها انه سوف يعشقها... كل شئ كان واضح من البدايه ولكن خالتها تلك هى السبب. هى من لعبت بعقله واوهمتها انه مع الوقت سيعشقها.


جلست على مقعدها تعادود إعداد الطعام.


وجدت جرس الباب يدق ثانية.


فتحت الباب ونظرت بتعجب وهى ترى الأسطى سيد جارها وصديق رجب واقف امامها يحمل بيده صينيه بها دجاجه مسلوقه:احممم.. مساء الخير يا يوسف.


حكمت:يسعد مساك ياسطى سيد.. خير فى حاجة.


سيد :هاا.. ده.. د.. الفرخه اه.. اصلى كنت عايز احمرها والفرن بايظ البت مى مش بترضا تاكلها غير محمره وانتى عارفة ماحدش عندى يعملى بعد المرحومه ام مى.


حكمت :الله يرحمها.... طب عينى هات وانا احمرها وابعتها مع يوسف هو راح يوصل سته وزمانه جاى.


سيد بابتسامة عريضة :لا ماتتعبيهوش... انا هاجى اخدها بنفسى واطل.... اااقصد يعنى مش هنتعبكوا أكتر من كده كفايه هوقفك قدام الفرن في الحر ده.


حكمت :لا مافيش حاجة ده احنا جيران ومى دى زى يوسف ابنى بالظبط.


سيد :ماهو ده العشم بردو من ست كومل زيك.


حكمت :تسلم.


سيد :مع السلامة انا بقا.


حكمت :سلام.


اغلقت الباب وهى تنظر لتلك الدجاجه باستغراب شديد.. لكن تنهدت وذهبت لتضعها بالصور وبالتفصيل 


فى الإسكندرية


كان يتمشى على موج البحر وهو يمسك كف يدها بحب شديد.


اعترف لنفسه ولم يعترف لها... ولاحتى يعرف متى سيقولها.


اما هى فقد أصاب عقلها التخبط.. تشعر بشئ جديد فى معاملته.. كلامه.. حتى نظرته لها مختلفة كليا.


اخرست عقلها بغضب فمنذ متى وهو صحيح.. ألم يكن ذلك العقل هو من فسر كل تصرفاته مسبقاً كونها عشق لا بل. جعلها تذهب كالبلهاء تعترف له كى تعطيه إشارة المرور والا يتردد.


يكفى مافعله كتله الغباء الى اليوم لن تسير خلفه مجدداً.


لن تنتظر ان ينفطر قلبها مجددا ويخبرها انه كان يفعل كل ذلك كابنته او شقيقته.


قطع ذلك الصمت قائلاً :ايه رأيك نسهر النهاردة مع بعض.


نظرت له بتفاجئ:بجد.. فين.


عامر :هتعرفى بالليل.. هجيلك الساعه 10 تكونى جاهزة اوكى؟


مليكه :اوكى.


اما نهى فكانت تجلس وهى تمدد جسدها على احد مقاعد البحر المفروده تضع على عينها نظراتها السميكه وبيدها مرجع كبير تضع به كل تركيزها.


فجأة وجدت من ينتشله من يدها يقول بغضب :ياجبله يا برميل برود يا شوال التناحه... ف


قاعده وسيبانى كده لوحدى.


نهى بحده:هات الكتاب يا بنى ادم انت انت اتجننت ازاى تعمل كده مين اداك مساحه تعمل كده اصلاً... انت اكيد مجنون.


كارم :لا بصى جو الشتيمة ده مش هياكل معايا ولا هيخلينى ارتجع انا اساسا بايع دمى.


نهى:فعلا واضح اووى.. يالا امشى بقا من هنا مش فضيالك.


عاوت للجلوس تفتح كتابها من جديد.. انتشله منها مجددا يقول:ياعنوان البؤس يارمز الكأبه قومى اقعدى معايا خلصى.


نظرت له بغيظ :انت عايز ايه يا جدع انت عامل دوشه زى العيال الصغيرة كده ليه؟


كارم بصدمه :بقا انااا.. الرائد كارم الحسينى يتقالوا عيال.. انا... يابت انتى عارفه انا كام واحدة تتمنى تقعد معايا خمس دقايق مش أبقى كمان الى بحايلها يا وحيدة عصرك.


نهى :شكراً... وفر مجهوداتك... يالا هوينا.


كارم :هوينا دى عايده عليا انا؟ ده انتى نهارك مش معدى... فزى قدامى.


نهى بعصبيه مفرطة وصوت عالى وقفت تشيح بيدها بعصبيه أمام وجهه:انت ياجدع انت عايز ايه منى.


كارم :بتشوحيلى بايدك يانهى... ده انتى ليلتك سوده... هكون عايز ايه منك... عايز اخدم البشريه واخطبك يا اخرة صبرى.


نهى :بشرية ايه اللي تخدمها... بقا انا الدكتورة نهى.. معيده فى كليه التجارة جامعة اسكندرية وحاصله على الماجستير والدكتوراه بتقدير امتياز مع مرتبه الشرف وياما رفضت عرسان يوم ما اتجوز.. اتجوز واحد زيك.


كارم :زيك... ايه زيك دى يابت.


نهى:صايع وبتاع بنات... مش صاحب علم زيى.


كارم :يابنتى انا ظابط شرطه يعنى من غيرى متعرفوش تناموا... اصحى معايا للكلام.


نهى :اهو بقا ظباط الشرطة الى مقضينها دول لأ... مش هتصيع وفى الاخر عايز تخطب واحده مؤدبه وصغيره زيى.


كارم :طب مؤدبه وماشى... مانتى لازم تبقى مؤدبه ده انا جايب عنك تحريات من يوم ما اتولدتى.. لكن صغيره دى ايه ده انتى جبتى ال27 سنه.


نهى:وايه يعنى 27 يا جاهل يا متخلف انت... بردو لسه صغيره ايش عرفك انت.


كارم :ياستى صغيره وكل حاجه يالا نتخطب بقا.


نهى :نتخطب ايه انت عبيط.. وبعدين تعالى هنا تحريات ايه اللي عملتها عنى مين سمحلك بكده.


هز كتفيه ببرود :انا سمحت لنفسي.


نهى :ده انت بجح.


كارم :شكرا على المعلومة.


نهى :ولحقت تعمل بقا تحرياتك امتى من الصبح لدلوقتى.


كارم :انا مش اى حد... مشغل معايا ناس جامدين.. احمم. زيى بالظبط.


تنظر له لا تستطيع رؤيته شخص جد ومتزن ابدا.


لم ينتظر كثيراً سحبها من يدها واتجه حيت تجلس دلال :احمم مساء الخير يا طنط انا عايز... قاطعته دلال :طنط مين يا حبيبى ده انت أعرض منى ايه طنط دى.


كارم :الله ما مليكه وندى بيقولولك من الصبح ياطنط ماتكلمتيش هو انا ماحدش بالعلى كلمه هنا ليه؟


دلال :دول كتاكيت صغيرين بتقارن نفسك بيهم ازاى يعنى. وبعدين مالك ماسك بنتى من ايدها كده شيل ايدك واختشى.


كارم :ماهو ده الموضوع الى عايزك فيه.. اطنط.


دلال :برود طنط... يا عااامر. عااامر... تعالى شوف الجدع الى حايبه معاك ده.


وصل عامر وبيده مليكه لهم وهو ينظر لكارم :علمت ايه تانى الله يخربيتك.


كارم :جرى ايه يا ناس ماحدش طايقنى ليه... ده أنا عايز حتى اتلم واخطب.


دلال :ماتلم نفسك وسيب ايد البت هى سايبه.


ترك يدها وقال :اهو... كده حلو.. مرضيه كده... نتكلم بقى.. انا بالأصالة عن نفسى وبمحض ارادتى... عايز اطلب ايد الحنتوسه الننوسه... الانسه نهى.


نهى :دكتوره نهى.


كارم :دكتورة نهى.. قولتى ايه؟


ابتسمت دلال تقول بكبر :مش لما نسأل عنك الأول... واجيب تاريخك كله.... واعرف عندك ايه. مرتبك كام.. هتسكن فين.


كارم :الله... شغل الحموات بدأ.



فى المساء


وقف عامر بسيارته ينتظرها فى الموعد المحدد.


وجدها تخرج من البناية ترتدى ذلك الفستان القصير.


أخرجت شياطينه التى لا يريدها ان تتعرف عليهم حتى... يعلم لن تتحمل ولكنها من بدأت.


ترجل من سيارته بغضب يقول لها بغضب :اقفى عندك.


ارتعدت حقا من نظرات عينيه الحارقه ووقفت بخوف حتى اقترب منها :فى ايه بس يا ابيه.


قبض على عضدها يقول من بين أسنانه وهو يشير على ذلك الفستان الذى يبرز مفاتنها باغراء مستفز لأى شخص.


:ايه الهباب إلى لابساه ده... انتى اتجننتى.


لم يكن ذلك الفستان جديد عليها... لقد ارتدت شئ قريب منه سابقاً.


مليكه :ماله.. مانا لبست زيه قبل كده.


عامر:قبل كده غير دلوقتي. فاهمه.... من غير نقاش اطلعى غيرى الزفت ده.. عشر دقايق وتبقى قدامى.


استدارت تنفذ أوامره :استنى عندك.


نظرت له فقال :استنى جدى الجاكت ده عليكى... عايزه تمشى قدام الى اسمه زفت مازن ده كده... البسى.


ارتدت الجاكيت عليها فقال :تعالى انا جاى معاكى مش هسببك تطلعى في الاسانسير لوحدك... يالا.


ذهبت معه وهى مستغربه لكل شئ... لا تريد ان تصل لاستنتاج اى شئ فقد تكن مخطئه ثانيه.


بعد مده طويله كانت ترقص بين يديه فى احد المطاعم الشهيره.


وهو ينظر لها بعشق يكبر رغماً عنه يقول :شوفتى كده شكلك احلى ازاى وانتى لابسه حاجة كويسه.


مليكه :يعنى عجبك.


عامر :انتى الى عجبانى.


اتسعت عينيها وقالت :بجد يا ابيه؟


.عامر :لا بعد كده مافيش ابيه دى سامعه.


فرحت أكثر وأكثر وقالت :انا ماكنتش بقولها اصلاً انت الى طلبت.


عامر :كنت غلطان.. بس كل حاجه ممكن تتلصح صح؟


مليكه :اه.. ااه ممكن تتصلح.


عامر:يبقى من هنا ورايح.. مافيش ابيه... مافيش خروجات من غيرى.. لببببسك انا الى هشتريه.. سامعه لبسك ها.. يعنى لو شفت عندك فستان زى الى كان من شوية هتشوفى عامر تانى ماحدش شافه قبل كده.. كمان مافيش مازن. مافيش اى صحاب ولاد.. معظم وقتك يبقى فى البيت وخروجاتك الى كانت فى الفتره الى فاتت دى تتغير عايز تبقى دايما قدام عينى في البيت. باسورد الفيس بوك وانتسجرام واى حاجة ليكى على الميديا تبقى معايا دلوقتي... لو اتصرفتى اى تصرف من غير ما اعرف هتبقى سنه سوده... اوكى؟


كانت تستمع له بزهول.. فرحه بشده بكل تلك التحكمات... غير منتبهه او مهتمه كونه فرض كل تلك التحكمات المتزمته دون قول اى شئ... ولا حتى أنه يحبها... غير منتبهه انه هكذا يتحكم بها بطريقة غير آدمية وما ينقصه غير التحكم بالهواء الذى تتنفسه... لم تهتم لكل هذا.. كل ما أهمها انه يهتم بها.. ولا شئ بذلك غير الحب حتى لو لم يقولها للان... ولكنها راضية للان بذلك الإنجاز. من يصدق ان عامر حلم حياتها سيهتم يوماً بها هكذا.


أمام رضاها بكل أوامره زاد حبه لها اكثر واكثر... هذه هى طريقة حبه التى كان يخشى من أثرها عليها.. ان تتركه من شدة أحكامه الخناق حولها... لكنه وجد ابتسامة رضا وترحاب اراحة قلبه وطمئنته.


ضمها له براحه وهو يتنهد بهدووؤ... حبيبته بين يديه الان راضيه بأوامره ولم تعترض او تجادل ماذا يريد اكتر من ذلك ليطمئن.


تحدث بهدوء :هنرجع بكره القاهرة بقا.


ملكية :ليه بس خلينا هنا يومين كمان.


عامر :انتى عايزه تفضلى بايته بعيد عن عينى ومع شاب تانى كده كتير... انا لسه قايل ايه من شوية.. اسمعى الكلام يا مليكه واعرفى انى مش هسمح بكده.


مليكه:وفيها ايه ده مازن زى اخويا.


عامر :بس مش اخوكى. خلصنا منه الموضوع ده... لا مازن ولا محمد ولا نادر ولا فادى ولا اى حد... وخصوصاً نادر وفادى سامعه؟


مليكه :طب فادى.. قاطعها بغضب :انا لسه قايل ايه.... انا... قاطعته هى:انا الى عايزه اقولك انى اتكلمت مع فادى واتفقنا ننسى موضوع اننا مخطوبين ده وانى شيفاه اخ بس.


عامر :بجد.


مليكه :بجد.


عامر : وهو قال ايه؟


مليكه :هو كمان شايف كده وتقريبا احنا متفقين.


تنهد براحه وقال:ماشى... بس بردو مش عايز احتكاك كتير فاهمه.


مليكه :حاضر.


عامر:بكره هنرجع القاهرة... ابقى عرفى صاحبتك.


مليكه :حاضر.


ابتسم براحه وحب يضمها له مجدداً يواصل رقصته الهادئه معها


بعد مرور اسبوع


استيقظت من نومها بغرفتها فى قصر الخطيب وفتحت الهاتف وجدت من يصرخ بوجهها على اول النهار :مين ده الى عاملك لاف هلى كل صورك يا هانم ومانزلتيش للفطار ليه لحد دلوقتي.


اغمضت عينيها بتعب تقول :صباح الخير الاول.


عامر:صباح الخير مين الى عاملك لاف على صورك ده.. انطقى احسنلك.


مليكه :ماعرفوش ياعامر ماعرفوش. واحد دخل صفحتى وعمل لاف هتحكم فيه ازاى بس.


عامر :تعملى صورك للأصدقاء بس... ولا اصلا تشيلى صورك.


مليكه :ساعتها بردو هتيجى تقولى مين عاملك لاف على البوست ده.


عامر :اه يا مليكه هقول كده... واتعودى على كده فاهمه... ايه ده انتى لسه مكانك مانزلتيش... خمس دقايق وتكونى برا على السفره فاهمه.


تنهدت بتعب وهى تغلق الهاتف. منذ يوم عودتهم من الإسكندرية وهو هكذا... صعب صعب صعب.. لديه تحكمات غريبه ورهيبه... هى سعيده ولكن....


لكنها لا تستطيع ملاحقة كل ذلك... أوامره كثيره وخلف بعضها.. وقفت من موضعها تنتقى شئ لن يعترض عليه عامر بيه.


بعد عشر دقائق كانت قد تجهزت تماماً.


ذهبت لتهبط الدرج وجدت نادر يخرج من غرفته المخصصة له بالقصر.


نادر:ايه ده. ميكا... حمد الله على السلامة رحعتى امتى؟


توترت... توترت كثيرا تعلم ستقوم القيامة الآن.


مليكه :احمم.. الله يسلمك... رجعت من اسبوعين انت الى ماكنتش موجود.


نادر :اه كان فى حوار كده... بس على فكره انتى وحشتيني اوى.


وجدت يقف في المنتصف فجأة :هى مين دى الى وحشتك.


مليكه:عامر... قصدى ابيه... كان فى حاجة؟


عيونه لم تتزحزح مع على نادر يناظره بغضب:طلعت اشوفك مانزلتيش ليه لحد دلوقتي.... يالا على تحت.


مليكه :انا بس.... قاطعها بصرامه وغضب:قولت على تحت.


فرت من مكانها سريعا تهبط الدرج.


اما هو تقدم من نادر أكثر وقال :نادر... مالكش دعوة بمليكه تانى. اوكى؟


نادر بتحدى لأول مرة :ليه... فيها ايه يعني؟


احتل قلبه الغضب... ظهرت العصبيه على وجهه بوضوح مهما حاول التماسك :فيها أنها مسؤليتى.. سامع.


نادر :ااااه.. قول كده يا اخى وقعت قلبى... كنت هفهمك غلط.. قصدك يعنى عشان بنت ابن عمك وانت فى مقام ابوها... طب وفين المشكلة يعنى لو انا مثلاً معجب بيها؟


عامر بصرامه غير قابله للنقاش :مليكه لسه صغيره ومش هتتجوز دلوقتي.


ذهب من أمامه منهيا بذلك النقاش لا يريد أن يكشف عشقه أكثر من ذلك.. عامر سيظل عامر ولن يعرض صورته للاهتزاز أمام أحد أبدا.


اما هى كانت تجلس على طاولة الطعام تستمع بغضب لحديث خالته الشبه صريح عن خطبة ابنتها من عامر.


ووالدته على مايبدو لا تمانع... وهى تسمع ولا تستطيع الاعتراض... لا تستطيع الصراخ بأن ذاك الرجل لها وحدها... كيف وكل شئ فى الخفاء حتى أنها امامهم لابد وان تناديه بلقبه ابيه عامر.


يفرض تحكاته فى كل شئ.. كل شئ.. على وشك التحكم فى عدد الأنفاس وهى موافقه وراضيه دون اى تصريح منه بالحب وأيضا ما زاد وكفى ان تستمع لخططهم لزواجه القريب من ابنة خالته الأكثر من مناسبة على الاطلاق وهى تستمع لكل ذلك بقلب مفطور.


لا احد يشعر بتلك القهره التى تتضخم داخل قلبها الصغير.


لكن هناك فرد واحد يستمع لكل ذلك.. الفت جدتها... تنظر لها كأنها على علم بكل شئ.. نظرت لها مليكه وجدت بعيونها نظرة عدم رضا...كأنها تقول لما انتى صامته... لاترتضى بهذا الوضع.


اخيرا شرف عامر بيك على طاولة الإفطار وخلفه نادر.


جلس بهدوء وهو ينظر ناحيتها نظرات خاصه جانبيه.


الحديث دائر بين الجميع وهو نظره مرتكز عليها.


عامر :مليكه... مش بتاكلى ليه.


نظرت ناحية هديل وهى تضع له مكعبات من الزبده فى صحنه واعتصرها الألم.


شعر بألم متصل من قلبها لقلبه.... يشعر بها جيداً ولكن هيبته...


وقفت تمسح فمها بمنديل صغير وقالت :انا رايحه عند ندى خالتو وجوزها جايين يخطبوها النهاردة لمازن.


احتدت معالم وجهه وهو يستمع لما تقول وانها فقط تخبره.... 


      لقراءة الفصل الحادي عشر من هنا 

تعليقات