رواية أنصاف القدر الفصل السادس عشر 16 بقلم سوما العربى


 رواية أنصاف القدر

الفصل السادس عشر  16

بقلم سوما العربى


كان مازال يضمها لاحضانه بعد قبلته العاصفه تلك والتى فصلتها هى رغماً عنه بغضب... تنظر له تنتظر ذلك الاقتراح العبقرى.


نظرت له نظره متطوله تخفى فى طياتها الكثير وقالت بهدوء تخفى فيه كل ذلك :وايه هو الحل ده.


مد يده داخل بذلته العمليه يخرج منها بعض الاوراق.


مليكه :ايه ده؟


عامر:الحل الوحيد... انا قدمتلك فى جامعة فى النمسا بما انى ولى امرك والواصى عليكى ... هتسافرى هناك تكملى تعليمك وهنقولهم هنا انك عايزه تكملى تعليم فى جامعة كبيره... ونتجوز... هنروح نتجوز قبل ما تسافرى... جواز شرعى والله بس تبقى معايا.... عشان خاطرى يا مليكه وافقى.. انتى هتبقى بتدرسى هناك وانا معاكى وممكن كل شهر اجى هنا يوم ولا اتنين اباشر الشغل وارجعلك... لحد بس ما ابدأ امهد لكل واحد فيهم... احنا هنبقى متجوزين شرعاً وعند مأذون يعنى بمزاجي او غصب عني لازم اعرفهم وده أكبر دليل اثبتلك بيه انى هعمل كده بس ممكن الموضوع ياخد وقت وانا مش عارف ابعد نفسى عنك.


كانت تستمع له باعين متسعه... صامته.


خرجت من احضانه بصدمه تقول :يااااااه... ماكنتش اعرف ان باللى عملته رخصت نفسى للدرجه دى... ندى حذرتنى... قالتلى ماينفعش بنت هى الى تروح لواحد تقولو انا بحبك... وانا ماسمعتش الكلام وجريت عليك اقولك.. استهزأت بيا وجرحت مشاعرى ومشيت مع الى كانت معاك قضيت معها ليله ورجعت ولا كأن حصل حاجة... فضلت في السرير ده 3ايام تعبانه ونايمه ماحستش حتى ان فى فرد فى عيلتك اختفى وماسألتش ولا حتى جه على بالك ان ممكن تكون انت السبب... نزلت وكملت وحاولت ابقى أقوى... ماقدرتش ولاقتنى بفكر فيك وبحاول اجذبك ناحيتى.. ولما بدأت تاخد بالك اول حاجة عملتها تحكمات... كان فاضل تتحكم اتنفس كل ثانية ولا كل ثانيتين.. سكت وقولت بكرا يحس.. بكرا قلبه يرق.. انا بحبه وعايزاه فى حياتى بأى شكل وباى طريقه وانت.. انت ماقدمتليش حاجة غير الاهانه.. عارف يعني ايه ابقى قدام الناس بقولك يا ابيه. حضرتك.. ابقى مش قادرة اتعامل معاك على انك حبيبي.. اقعد بعيد عنك وغيرى له الحق انه يبقى جنبك.. باين فى الصورة ودلوقتي جاى كمان تتطلب منى اتهان اكتر واكتر وابقى فى الخفا اكتر واكتر.. يعنى ابقى مراتك ومضطره استحمل قرب اى واحدة تانية منك وحتى مابقاش قادرة اعترض.. ولا ييجى اليوم الى يحصل فيه زى ما حصل من شويه امك عايزانى انا اقنعك تخطب بنت خالتك شوفت وجع اكتر من كده... ومش بعيد ييجى عليا اليوم الى ابقى فيه مراتك ولسه كنت فى حضنك من شويه وبعدها البس عشان احضر فرحك ولا خطوبتك على واحده تانيه لا وكمان امثل انى فرحانه ومبسوطه.. طب فرحانه ومبسوطه لجوزى ولا لابيه... قولى انت.


اطبق عينيه يشعر بالألم وهى تصف له كم الألم الذى جنته من حبه ولم تجنى غيره... يعلم هو مخطئ كثيراً لكن لا سبيل أمامه لتكن مع فى اقرب وقت غير ذلك. تقدم أكثر يضم ذراعيها له يقول :حقك عليا... عارف انى مزعلك ومقصر معاكى بس غصب عنى... يامليكه احنا الفرق بينا فعلاً كبير كل الناس هتشوفنى يا مجنون يا اهبل.. انتى لسه صغيره بتشوفى كل حاجه من منظورك انتى بس مش بتفكرى فى اى عواقب ومش بلومك على كده لأن ده سنك لكن انا الكبير انا الى المفروض اتلام على اى غلط او تقصير... لازم ابقى عامل حساب كل حاجه...وفى نفس الوقت غصب عنى مش عارف ولا قادر ابعد عنك... فكرة إنك قدامى ومش قادر اقرب منك ولا المسك او اخدك فى حضنى متعبه اوى...وساعات بكون عايزك قريبه منى اكتر واكتر من اى كلام يتقال او يتوصف.. فهمانى.


نظرت له بصمت تستوعب الى ما يرمى له بحديثه الى ان استوعبت وقالت :يعنى عايزنى عشيقه.. عشيقه بس بعقد جواز ماحدش عارف بيه... معقول شايفنى كده... واحدة عجباك وعايز ت.... بطرت عبارتها لا تستطيع الوصف واغمضت عينيها من شدة الخزى والألم. فاسرع هو قائلا بلهفة :لا لا والله يا مليكة انتى مش نزوة ولا رغبة انتى اكبر من كده بكتير انتى مش عارفة انتى بقيتى بالنسبة لي ايه.. اوعى تفكرى كده.


نفضت يديه من عليها وقالت :وانا كل مرة بتقولى فيه الكلام ده كنت اقعد الح واسأل انا بالنسبه لك ايه... لكن خلاص مابقتش عايزه اعرف... وخلاص مابقاش في حاجة مابينا من النهاردة... ولو سمحت اوعى تعترض طريقى تانى.. انا زى ما انت عارف عيله صغيره ولا حرج على تصرفاتي.. لو اتحكمت فيا ولا فى تصرفاتي تانى هصوت والم عليك البيت كله واقول على حاجات كتيير اوى..مش هسمحلك تتحكم فيا تانى... كل حاجه انتهت خلاص.


تركت له غرفتها وغادرت.. لا تريد البقاء معه في مكان واحد الان تحت اى ظرف.


القى بجسده على اول مقعد خلفه... مجددا يخسرها.. ولكنه كما يتوقع.. سيعيدها له من جديد... لن يتركها تبتعد.


اما هى.. جلست على حافة المسبح تضع قدميها به.. تبكى بصمت والم.. ذلك الحب لم تجنى منه غير العذاب والمهانة وبنهاية المطاف يريدها عشيقه لا زوجه... قررت ان تسطر هى بيدها كلمه النهاية وتنزل الستار على تلك القصة البائسة... لا عامر بعد اليوم.. ولا حتى كونه ابن عم والدها او واصى عليها... لابد أن تضع هى حد لكل ذلك.


ظلت على وضعها كثيراً الى ان وجدت ضوء غرفته قد اشتغل.. علمت أنه خرج من غرفتها.. فوقفت تتجه اليها بخطى تفتقد للحياه.. تعلم سيأخذ الأمر منها وقتا طويلا كى تتعافى من مرض حبه وادمانها لشئ اسمه عامر.


مرت ايام على الجميع التزمت فيها مليكه العهد الذى قطعته على نفسها.. لم تترك له اى مجال لا للحديث او التدخل بأى شئ يخصها... كان يأكله الألم ولكن يعلم لقد أخطأ وعليه وامتصاص غضبها لذا سيصبر قليلا ولكن فكره تركها نهائيا أمر مستبعد ومرفوض بالنسبة له.. حتى أنه لا جدال فيه. مليكه له وانتهى الأمر.


اما رجب فهو على حاله مع ست البنات خاصته.. لا يكل ولا يمل فى التعبير عن إعجابه الشديد لربما تعطف وتحنو على قلبه المسكين.. وتلك السيده التى تخطت الخامسه واربعين لا تفهم.. لكنها سعيده جدا.. بطريقة لا توصف رغم أنها للان لم تفسر كل هذا.. رغما عنها منعها التعود ان تدرك ان مل هذا حب وعشق لها... امرأة حرمت من كل ألوان الاهتمام او التعبير عن الحب.. لا تفهم كل ما يفعل لها.. لكنها الان فى أكثر أيامها سعادة وشعور بالحياة.. تشعر أنها اصبى ابنتها.. هل الاهتمام يشعر الأنثى بذاتها.. بوجودها.. إنها شخص مهم.


اما سيد.. فهو بالفعل يدور حول نفسه.. وافقت حكمت وكذلك مى... ولكن للان تبقى العقبة الكبرى... حتى الشيخ منتصر الذى اعتمد عليه للان يخبره انه لا يعلم من اين يفتح الحديث مع المعلم رجب.. يعلم الموضوع حرج وشائك.. ورد فعله سيكون عنيف.


جلس على كرسيه أمام محل الجزاره التابع له دماءه تغلى داخل عروقه.. رغما عنه ذهبت بسياره واحده مع ذلك الخنزير.. اليوم خطبة نهى شقيقه مازن خطيب ابنتها.. ولابد من الظهور بمظهر عائلى محترم.. هذا ما عمله من ندى وهو يحاول استدراجها بالحديث منذ قليل قبل جلوسها بسيارة والدهما.. وتلك العفريته قالت له كل شئ كأنها تود تهدأته وطمئنته.


ولكن من اين له الهدوء والطمئنينه وسيدة قلبه مع رجل اخر فى مكان واحد بعيد عن عينيه... بأى حجه كان سيذهب معهم مثلا... فى الخطبه تعلل بأنهم ابناء حارة واحدة وان ندى مثل اولاده.. لكن اين حجته اليوم.


اخرج نفس حار ساخن ينم عن كم الغضب المعتمر بصدره.


وها قد اتى الشيخ منتصر... ظل لأيام يتحين الفرصة والوقت المناسب ولم يجد من بين كل الأيام غير اليوم ليفاتحه بهذا الموضوع الشائك.


تقدم يلقى عليه السلام :السلام عليكم يا معلم.


رجب :فى نعمة الحمد لله... اتفضل يا شيخنا.


الشيخ منتصر :كنت عايزك في موضوع مهم بقالى كام يوم بس شكلك مش رايق النهاردة.


رجب:موضوع.. موضوع ايه؟


الشيخ منتصر :لا موضوع يطول شرحه وباين على شكلك كده بتشاكل دبان(ذباب) وشك... هجيلك وقت تانى.


هم بالوقوف ولكن بادر رجب يقول :لا استنى ده انا ماصدقت حد ييجى يتكلم معايا عشان انسى... قولى بس كنت عايزنى في ايه؟


اجلى الشيخ منتصر صوته وقال :بص يا معلم... دلوقتي شرع ربنا هو الحد الفصل فى اى حاجة وهو القول الحق صح.


رجب :ودى فيها كلام يا شيخنا؟


الشيخ منتصر :لا فيها.. فى حاجات كتير مش حرام بس بين الناس عيب... يعنى أن واحدة تطلق وبعد فتره كبيره تتجوز ده فى شرع الله مش حرام وهو حلال حلال حلال.. بس فى عرفنا هنا عيب.


رجب :عندك حق بس اهم حاجه الى بين العبد وربه والناس بقا مابتبطلش كلام.. لو النفر مننا قعد يدور يراضى كل واحد مش هيلاحق.


الشيخ منتصر :عليك نووور.. وزى مانت عارف إرضاء الجميع غاية لا تدرك. صح؟


رجب :كلام موزون.


ثم رفع حاجبه وقال مباغته:خير يا سيدنا.. ليه اللفه دى كلها.


فوجئ منتصر.. لكن ليس كثيراً. يعلم ان رجب رجل محنق ويعلم من الامور الكثير كما يقال (صايع)


حمحم قائلا :يعنى اقصد ان لو فى حد متقدم للست حكمت ام ابنك.


رجب:ايه؟! ايه الكلام ده؟


الشيخ منتصر :وفيها ايه يا معلم.. الست اتطلقت منك من زمن... وابنكوا ماشاء كبر ودخل الجامعة وبيشتغل معاك وانت رابطله مهيه معتبره يعنى مش محتاج حد.. والراجل شارى وبنته موافقة ... فيها ايه.


رجب :وياترى مين بقا الراجل اللي شارى ده وبنته موافقة... لو اللى فى بالى طلع صح ماحدش يلومنى.


ابتلع منتصر رمقه بصعوبه يقول :مش فاهم قصدك.


رجب :لا فاهم يا شيخ منتصر.. فاهم.. سيد صاحبى وعشره عمرى الى بقاله كام يوم كده مش على بعضه ومش عارف يرفع عينه فيا وانا مش عارف ماله.. جالى من مدى وقالى انه عينه على واحده وعايز يتجوزها.


الشيخ منتصر :حتى لو.. وفيها ايه يا اخى.


رجب بحده:فيها انه عيب اوى يبقى صاحبى ويبص لام ابنى.


الشيخ منتصر :مانت طلقتها يا اخى ومش ناوى ترجعلها... حقها تتجوز.


رجب :وماله مش عيب.. بس مش صاحبى.. مش صاحبى يا شيخ انت عايز الخلق تمسك سيرتنا... هنتعامل ازاى بعد كده... روح قوله رجب بيقولك عيب عليك يا صاحبى... والى انت عايزه ده عيب ومايصحش.


وقف الشيخ منتصر :عجيب أمرك والله يا اخى.. من انت الحته كلها ماسكه فى سيرتك وانك راضى بجوازه زى الى انت داخل عليها دى عشان انت عايز كده وماقولتش لا الناس ولا كلام الناس... حللت لنفسك وحرمت على غيرك... انا كنت جايلك وقولت انك هتتعصب شويه بس بعد كده هتهدى. تاخد الموضوع بهدوء لكن شكلك كده راكب دماغك... شوف بقا يا معلم. هما الاتنين كبار كفاية ومؤهلين شرعاً وقانونا ياخدوا قرار زى دى وانت مالكش عندهم اى حاجة وكون ان سيد ندبنى عشان اتوسط بيكوا فده لأنه باقى على العشرة الى بينكوا والعيش والملح وكده الراجل صراحه عداه العيب... انا هسيبك دلوقتي.. قلب الموضوع فى دماغك يا معلم وخلى فى معلومك إنهم كده ولا كده مش بيعملوا حاجة غلط وهيتحوزوا يبقى ليه بقا تخسر صاحبك وبينت خالتك ام ابنم.... السلام عليكم.


القى السلام وغادر تاركا رجب خلفه.. مابين نارين لكن الشعور الاقوى هو الرفض القاطع.


لم تذهب اليوم لجامعتها...لديها مشوار سفر للاسكندريه... لم تستطع السفر منذ امس بسبب انشغالها فى البحث عن فستان مناسب.


وبعد مدة من البحث اون لاين استقرت على فستان رائع من اللون الذهبى.


استلمته منذ خمس دقائق فقط... وهى الان تحمله ذاهبة الى غرفتها على عجاله كى تستغل كل دقيقة فقد تأخرت كثيراً.


أغلقت الباب خلفها بسرعة تستعد لجمع اشيائها ولكن.


تسمرت مكانها وهى تجد من يحتضنها من الخلف يعتصرها ويضمها له بقوه مرددا بلوع:وحشتينى... وحشتيني اوووى.


اغمضت عينيها للحظات... رغم اى وعد قطعته مازالت تشتاقه.. تعلم حب حياتها لن تنساه بين يوم وليلة بعد قرار صارم... أيضا هى ضعيفه قليلا امام احضانه وكذلك نبرة اللوع والاشتياق التى تخرج منه قادره على اذابة الحديد.


استمتاع واشتياق سيطروا عليها لثواني وهو يضمها له بقوه واخيرا مليكته بين احضانه.


بعد ثوانى تعد على الاصابع استفاقت تتذكر سيل الأحداث المهينة التى تعرضت لها بحبها له.


حاولت الخروج من بين احضانه لكنه منعها قائلاً :خليكى فى حضنى شويه وحشتينى اوى.


تحدثت بنبره خاليه من اى شئ بها الكثير من القوة تقول:لو سمحت الى بتعمله ده عيب وحرام.. اوعى ايدك دى.


حل يديه من حولها ينظر لها باستغراب فقالت :ايوه زى ما سمعت كده انا مش مراتك ولا بنتك ولا اختك عشان تعمل كده... مش سايبه هى.. انا مش لحم رخيص يا عامر بيه.


اتسعت عينيه يستوعب الى اين وصل عقلها فقال:مليكة... ايه اللي بتقوليه ده.. انتى عارفه انتى بتقولى ايه؟ ازاى عقلك وصلك لهنا.


مليكه :دى الحقيقة.. اى قرب بينى وبينك مش صح.. غلط وحرام... ولو عقلى وصل لحد هنا فهو بفضل معاليك لما عرضت عليا ابقى عشيقتك فى السر.. شايفنى لحمه مكشوفة.


عامر :انا؟


مليكه :لو سمحت.. انا متأخره ومش عندى وقت وأعتقد انت كمان وقتك غالى ومش ملكك محتاج تكبر ثروتك وتعلى اسهمك الى أهم من اى حد فى حياتك.


عامر :انا ماعنديش اهو منك.


مليكه :صح بدليل أنك قولتلى لو اتجوزتك اسهم شركاتنا هتبقى في الأرض... لو سمحت النهاردة خطوبه صاحبتى ومش عايزه لا اتضايق ولا اتأخر.. بعد إذنك اطلع عشان اغير.


رغما عنه خرج من عندها اليوم خطبة صديقه أيضاً ولكنه لن ينهى الحديث هنا بالطبع.


فى الإسكندرية


جلست نهى بطلتها الأكثر من رائعه تلك.. تبرز جمال ولمعة بشرتها الخمريه.. مع عيونها السوداء جدا بطريقة مميزه لا توجد كثيرا. مكياج يناسب شخصيتها الجاده الصارمه... فستان من اللون الرصاصى... طله مناسبه وشيك جدا جعلت ذلك المعتوه ينظر لها طول الوقت ببلاهه مرددا :بطل عليا الطلاق بطل.


نهى :اووووف.. مش هتبطل طريقتك السوقية دى.. انا مش عارفة اواى وافقت اربط اسمى و مسيرتى العلمية بواحد منحل زيك.


كارم :وعليا النعمه ماحد بيعرف يكيفنى غيرك... شتيمتك بتدخل دماغى توزنها كده... وبعدين ماهو ده الميكس الممتاز من الأدب وقله الأدب.. امال كنتى عايزه تتجوزى واحد من الى بيتكلموا بالفصحى.. طب بذمتك تجيبوا عيال ازاى بس.


نهى :يا قليل الادب يا سافل يا منحل يا... قاطعها يقول :بمووووت فى الشتيمة بموووت في الشتيمة... وبخنى ياقمر.


فى نفس اللحظة انتفض من موضعه يقف تمام يقول لذلك الذى تقدم منه:اهلا وسهلا يافندم.. المكان نور.


الرجل :مبروك يا سيادة المقدم.. اتمنى الخطوبه ماتأثرش على عملك انت ظابط كفؤ.


كارم بانتباه يقف كالسيف:ماتقلقش يافندم هتلاقينى دايما عند حسن ظن حضرتك.. خدمة الوطن دى عقيدة.


الرجل :عاش يا وحش.. مبروك... مبروك يا بنتى.


كارم :الله يبارك فى حضرتك.. نورتنا.


انصرف الرجل.. ونظر هو ناحية نهى وجدها تنظر له باعين وفم مفتوحين من الصدمه.


جلس لجوارها قائلا يعود لشخصيته الأولى :اقفلى بؤك الدبان هيدخل.


نهى بزهول :انت عندك انفصام في الشخصية؟؟؟


كارم :لا بس انا فى الشغل حاجه تانيه.


لكزها فى كتفها بمرح يقول : فكى كده وخليكى فريش.. منورة الليلة يا ست الكل.


نظر امامه بفرحه كبيره... يعشق تلك الصارمه وهى لازالت تنظر له بزهول لا تصدق ذلك التغير الجذرى.


يعود بها فى نهاية اليوم. يقتله الشوق للحديث معها لكنها تغلق اى سبيل للحديث امامه.


مرت ايام أخرى وهو ينفطر يوميا من ابتعادها عنه لا يعلم من اين جاءت بكل تلك القسوة.


يعلم هو المخطئ الأول والأخير. ابسط حقوقها لم يعطيها لها... لكن الوضع صعب جدا.. فارق العمر كبير.. ودرجة قرابته منها أيضا.


لكن تواجد ذلك العدى الشبه يومى عندهم بحجة زياره محمد تغضبه خصوصا وهو يراه أحياناً يغازلها بوضوح.. فى كل مرة يفصل محمد الاشتباك بينهم بسبب غزله لها.


مستغرب أيضاً موقف محمد الأكثر من مرحب بزيارات عدى... وكأنه يخطط لشئ ما.


اليوم عيد ميلادها ال19.


مر وقت طويل على كل ماحدث ابتعدت فيه كارما عن محمد نهائيا.. ونجلاء انهت عدتها لكن توقف زواجها من رجب بسبب وفاة شقيقتها التى كانت تعيش مع زوجها بالخارج.


سيد مازال موضوع زواجه من حكمت عالقاً بسبب موقف رجب الذى لم يتغير للان وانقطاع العلاقه بينه وبين صديقه.


فى ذلك الحفل الكبير.


وقف هو اليوم بعيدا يراقبها تقف فى حلقة من اصدقائها. وهو عينه عليها خى فقط.. ايام وأشهر مضت لا يعلم كيف مرت ولا يعلم من اين لصغيرته كل تلك القسوة والقوه فى الابتعاد عنه كل تلك المدة.. هو ألاكبر منها بكثير لم يستطع فعلها.


لقد كبرت عاما ولكنه أيضاً كبر معها.. فارق العمر هو هو.


لكنه أصبح يمو"ت فى اليوم مئة مرة وهى بعيده هكذا. يشعر ان محمد يخطط من زواجها من عدى المناويشى ابن وزير الداخلية فكما ذكر مسبقاً سيفيده كثيراً في العملية الانتخابية.


محمد الشخص الخطأ الذى لجئ له بالوقت الخطأ... يفضل المصلحة حتى على نفسه وعلى اى شئ. لكنه لن ينتظر كثيرا.. لن يجلس حتى اليوم الذى يأتى عدى يخطبها منه.


قتله الشوق الف مره.. كل ما به يريدها حتى لو قيل عنه مختل او متصابى... حتى لو فقد الكثير.


وقفت وسط الجميع تتطفئ شموعها التاسعة عشر وهذه المرة تعبت من التمنى.. اغمضت عينها تدعو الله ان يختر لها الأفضل.


ثم بدأ الجميع في تقديم هداياهم.. عدى جلب لها اسوار ماسى غالى الثمن جدا أبهر الجميع... الجميع اعتاها هداياهم الا هو.. تعلم لابد وأن جلب هديه باهظة قيمتها من قيمته ككل مره.. ربما عقد ماسى من الزمرد والأحجار الكريمه او خاتم من الألماس الحر.


لكنها وجدته يقترب ثم ياخذها بعيدا عن الجميع قائلاً :كل سنه وانتى طيبه... هديتك اهى.


مد يده لجيب بذلته يخرج منها علبه صغيره زرقاء.


فتحها ليخرج منها سلسال رقيق وصغير.. يتدلى منه قلب احمر صغير ولامع... اقترب يلف يده حول عنقها يلبسه اياها يقول عند اذنها: ده قلبى... حافظى عليه.


اتسعت عينيها ولم تضع له الفرصة للحديث أكثر فلو تحدث أكثر ستضعف بالتأكيد.


ركضت تحتمى بالوقوف والاندماج مع الآخرين.


وهو يراقبها من بعيد إلى أن وجدها تقف مع ذلك العدى.


اقترب منها قائلاً :مليكه تعالى عايزك.


مليكه :فى حاجة يا ابيه.


عامر :اه عايزك ثوانى.


مد يده يسحبها بعيدا.


إلى أن وقف بعيدا... وكأن الزمن عاد بطهره عاما للخلف.


ولكن هذه المرة وهو يسحبها لذلك المكان الذي وقفت فيه العام الماضي تخبره بحبها المتيم... لكن هذه المرة هو من يتحدث :مليكه انا عايز اقولك على حاجه مهمه اوى.


مليكه :حاجة؟! حاجه ايه؟


عامر :مليكة انا بحبك... بحبك اووى وعارف ان انتى كمان بتحبينى انا متأكد.


نظرت له ثوانى... ثم ارادات ان ترد له كل شئ بالملى.


فضحكت كما ضحك هو هنا منذ عام بالضبط وبنفس الطريقه :ههههههه انا بحبك... ههههههه لا وكمان متأكد.... ههههههه مين قالك كده.


بهت وجهه وقال لا يصدق من تلك التي أمامه وقال:انتى.. انتى اللى قولتى.


مليكه :مين قالك.. بنت مراهقة وعندها تقلبات في مشاعرها وشخصيتها... يكمن بحبك زى بابايا مش اكتر.


فى نفس الوقت اقترب عدى يقول :يالا يا ميكا عشان نكمل الحفلة برا مع صحابنا.


نظرت له قائله :سلام يا ابيه.


وكما حدث بالضبط من عام تركته وذهبت مع عدى كما تركها وغادر مع تلك الشقراء بنفس المكان ونفس اليوم الذى لن تنساهم ابدا....


       لقراءة الفصل السابع عشر من هنا 

تعليقات