رواية أنصاف القدر الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سوما العربى

رواية أنصاف القدر

الفصل الثاني والعشرون 22

بقلم سوما العربى 


فتحت عينيها بتشوش.. تستوعب... تعلم هذا المكان.. اتت إليه من قبل.. اخذ الأمر اكتر من ثلاثين ثانيه حتى بدأت تستوعب... هى الان على متن طائرة خاصة... طائرة عامر.


اتجهت بعينها التى مازالت تحمل أثر النوم إليه.


وجدته يجلس مسترخى على معقد نصف مفتوح... يحمل بيده كاس من العصير..يبتسم لها مرددا: صحى النوم يا حبيبتي.


مليكه :انا ايه اللي جابنى هنا؟


عامر :انا يا روحى.


ملكيه:ايوه جيت ازاى؟


عامر ببرود:شيلتك.


مليكه :شيلتنى؟!


عامر :اه.. شيلتك كده هيلا بيلا.. عشان تعرفى أنك عيله بتتشال بسهوله.. ينفع كده؟ تتشالى وتتحطى وانتى ولا حاسه؟


مليكه بغيظ:الغلط مش عليا.. الغلط على بيدخل اوض غيرو... إزاى تدخل اوضتى وانا نايمة.


وقف من مقعده يقترب منها يقول باستمتاع وتلاعب :انا حر... حر فيكى.


رغم محاولتها المستميته لإظهار غضبها إلا أن كلمته دغدغت كل حواسها.


رفرفرت باهدابها تقول بتلعثم:ايه حر فيا دى.


اقترب منها أقصر يقول :ايوة حر فيكى... ملكى وانا حر فيه.


تفاقمت دقات قلبها الصغير من كلامه... نبرة صوته الواثقه القويه.. ثبات شخصيته وقوتها.. هيبته التى تفرد نفسها على اى شئ وكل مكان... وقار يتحرك على قدمين... أحياناً لا تصدق ان هذا الشخص الوقور يهيم بها عشقا.. مظهره وهيئته تلك تجعله حلم صعب على اى فتاه.. لكنه..... توقفت عن شرودها به بصدمه... وهى تشعر به يضمها لصدره.. ثم وهدوء يفتت اى قوه ألتهم شفتيها بسلاسه وعذوبه.. يغمض عينيه ويستمتع بتلك اللحظة الفريدة معها.


شعرت أن قبلته قد تالت... بل واقتربت على التمادي وفقد السيطرة وهى تشعر ببداية تحرك يديه عليها بطريقة جديدة منه.


تملصت منه بصعوبه تنذره.. أخيرا استفاق على حاله.. يستوعب الى اى درجه فقد سيطرته على نفسه... معها يصبح كل شئ خارج حدود السيطرة.


كيف يسيطر على نفسه ومعه انثى بكل ذلك الجمال.


ابتعد يرفع يديه الاثنين يغرس اصابعه بشعره مزهول مما كان سيفعله لولا ابتعادها وافاقتها له.


فضل الابتعاد الان... هو بالآخر بشر.


جلست خلفها على المقعد بارتباك... رغم كل شئ هى انثى... سعيدة بلهفته عليها... لكن مازال جسدها ينتفض.


بعد دقائق قليلة عاد إليها ومعه كاسين من العصير.


جلس لجوارها يقول :اسف يا حبيبتي.


اماءت برأسها فقط تبتسم بصعوبه :دى كبيرة اوى.. عامر باشا بيعتذر.


كانت تحاول تجاوز الموقف... ان تتحدث بموضوع آخر... لا صلة له باى شئ وربما بحديث غير متناسق لكنها تريد التمويه عن ارتباكه وارتباكها.


اغمض عينيه يبتسم... يقدر ماتفعله ببساطه... تريد التشويش عن مع حدث.


لكنها سرعان ماعادت لطبيعة اى انثى.. الخوف.. خافت مما حدث منذ قليل.. وعلى نفسها فقالت بتوتر:هو احنا رايحين فين؟


عامر :امممم.. خمنى كده.


ملكيه بتلعثم:مش عارفة.. بس بقولك ايه.


عامر :ايه؟


مليكه :ماتيجى نرجع.


عامر بحزن:ليه؟


ابتسمت بتوتر وشحوب تبحث عن اى حجه فقالت:ااهههه.. ااصلى بصراحة بقيت بتشائم من الطياره دى.


عامر:ده انتى قلبك اسود اووى.


مليكه :كان يوم صعب اوى... يالا نرجع.


عامر :لا مانا لازم اصلح الذكرى الوحشة دى ويتحط مكانها ذكره جميله ماتتنسيش عمرنا كله.


مليكه :مش ضروري اوى. يالا نرجع.


نظر لها باستهحان:مليكه.. انتى خوفتى منى؟!


صمتت بحرج.. لاتدري ماذا تقول...اين لها بحجة وما يقوله هو الصواب.


رآها وهى تهرب بعينيها منه.. وصلته اجابتها بدون حديث.


تحسس يديها بكف يده يقول:حقك عليا... بس انا بحبك اوى... انتى جميلة اوى يا مليكه... لما بقرب منك بفقد السيطرة على نفسى... بس مش عايزك تخافى منى بليز.


مليكه :اوكى.


ثم قليلاً وهو يتأمل ارتباكها وقالت :بس يالا نرجع.


عامر:مليكه.. عايزين نعمل ذكرى حلوه تفضل معانا طول سنينا مع بعض.


ابتسمت بمرارة وقالت :وهو احنا هنفضل سنين مع بعض؟


عامر:طبعا... ده سؤال؟ ليه بتقولى كده؟


مليكه :من اللى انا شايفاه قدامى... حضرتك خاطب ولا ناسى... كل كوابيسى اتحققت.. قولتلك هى هتبقى جنبك وانا على الهامش.. قولتلك هى هيبقى ليها كل الحق وانا مش هقدر اتكلم... شوفت خالتك النهاردة قالتلى ايه... هتبقى مراته... شوفت هديل وهى بتقولك يا حبيبي.


عامر :انا حبيبك انتى وبس.


اخذ نفس عميق وتحدث بهدوء يحاول أن يشرح لها:بصى ياحبيبتى... انا مابقاليش كتير خاطب هديل هتبقي مشكلة كبيرة لو سبتها بعد كام يوم... انا صحيح اقدر أواجه بس هى لا... لعلمك هديل مش بتحبنى... انا بالنسبه ليها عامر الاخ.. القدوة لكن زوج لا.. وانا عارف... الاحساس بيوصل يا مليكه والمشكلة انى حاسس انها كمان عارفه اني مش بحبها وأنى بعتبرها اخت بس... يبقى نهدى كده ونعقل ونسيب كل حاجه تاخد وقتها.


مليكه :هو كلام يحترم وكل حاجه بس انا مش هحترمه.


ابتسم بيأس ثم لكزها بخفه يقول :بطلى طوله لسان واسمعى... دلوقتي احنا فى مشكله بنا. انتى صغيره ومتهوره على حسب سنك... وانا الكبير الى المفروض ابقى عاقل... انا مش هينفع اسمع كلامك وامشى وراكى فى كل الى انتى عايزاه.


مليكه باعتراض :لأ انا مش كده وانا عارف... ولا انا الى عايزاك تسمع كلامى فى كل حاجة والا اتقمص... بس ده مش اى موضوع وانت عارف.. وعارف كمان انى استحملت معاك كتير... ده غير سنين عمري الى ماكنتش حاسس بيا فيهم ولا حتى واخد بالك منى.


زم شفتيه بغضب من نفسه مما كان عليه وقال :حقك عليا.. والله هعوضك عن السنين دى كلها... بس لو سمحتى تطولى بالك فى موضوع هديل... هى مش خطوبة والسلام ده فى قرابه.. يعنى لازم انهى الموضوع انهيه بشياكه عشان القرابه تفضل موجوده ومايحصلش اى ضرر.


تهز رأسها برفض.. ترفض الفكره برمتها..تعلم هى ضيقه البال والخلق. تغار عليه بشده.. لن تتحمل.


تحدثت ببعض العصبيه:لأ لا.. مش هعرف... ماوعدكش.. انا بيبقى هاين عليا اجيب شعرها كله فى ايدى... انا بغير عليك اوى وغيرتى وحشه.. يمكن اوحش منك.


أبتسم حتى بانت كل اسنانه قائلاً بفرحة :يسلملى حبيبي الى بيغير يا ناس... هو انا جامد اوى كده عشان أجمل بنت فى الدنيا تبقى بتغير عليا؟


مليكه :مش وقته خالص على فكره.


نظر لها باصرار فابتسمت رغماً عنها وقالت :بصراحة اااه.. وانا بتحول لزمبى هياكل اى واحده تقرب منك كده من رقبتها.


قهقه عاليا يضمها لاحضانه لأ يصدق او يتخيل وهى تكمل قائله :فاكر لما كنت بتقولى انا غيرتى صعبه وبتاع.. انا ابشع منك... انا مش ببقى ضامنه نفسى.


زادت ضحكاته وهو يقول :لا وعيله يعنى لا حرج عليكى.


لكزته بكتفه تقول:ايه عيله دى؟


عامر مبتسماً :احلى عيله في الدنيا.


اتسعت ابتسامتها تنظر له ببلاهه فقال:مش عايزه تعرفى رايحين فين؟


مليكه:مش اوى... اصلى اتشائمت من الطياره دى.


عامر :ليه بس.. مش قولنا هنبدل الذكرى الوحشة بواحدة حلوه... وواحدة ليه.. نخليها ذكريات كتيير. ايه رأيك؟


مليكه :مش متفائله بس ماشى.. هنروح فين؟


عامر :هنروح كذا مكان...بس أولها اكتر مكان بحبه زى مانتى عارفه.. مدريد.


ملكيه:وااااو.


ابتسم بحب :عايزين بقا ننسى اى خلاف وننبسط.. ولو على اى حاجة تانية ماتقلقيش انا هتصرف.. وراكى رجاله على فكره.


ضيقت عينيها وقالت:تقصد ايه؟


عامر :مش مسموح بأى اسئله...مسموح بفسح.. خروجات...سينما ومسرح... شوبينج... ضحك وهزار... اى حاجة تانية نوو.. اوكى حبيبتي؟


مليكه باصرار وحماس :اوكى... يالا بينا.


عامر :عموماً احنا كمان كام ساعة هنوصل... تعالى بقا كملى نوم.

صباحا فى منزل الخطيب


يجلس الجميع على الفطور... الكل بانتظار حضور عامر.


أتت تلك الخادمة التى أرسلتها ناهد لايقاظه وقالت :مش موجود يا هانم.


ناهد:مش موجود! دة احنا لسه بدرى.. معقول لحق راح شغله.


نظرت إلى محمد الذى يتابع مايحدث بتحفز وحاجب مرفوع قائله :هو فى حاجة فى الشغل يا محمد... فى مشكله ولا حاجة؟


محمد :لا خالص الشغل ماشى زى الساعه.


ناهد :والانتخابات الى مقدم فيها... يعنى يكون حصل حاجة؟


ابتسم بتهكم وقال:ده على اساس ان ابن حضرتك مهتم مثلاً... ده مش هامة الموضوع كله من أوله لاخره ولا فارق معاه اد ايه الموضوع ده هينقلنا كلنا... انا الموضوع ده بالنسبة لى حياة او موت... لو كان ينفع أقدم انا كنت عملت كده.


تدخلت كارما هذه المرة تقول بسخرية :وماقدمتش انت ليه يا محمد... مابتحبش انت تبقى فى الوش... دايماً حابب تاخد من ورا الكل من غير اى مسؤليات.


احتد محمد قائلاً :قصدك ايه يا كارما.


كارما ببرود ;انت كان ممكن تقدم وبردو اسم عامر كان هيرجح كفتك.. مجرد انك من ولاد الخطيب هيرجح كفتك بردو.. مش مضطر تدخل عامر لأنه الأكبر... كلنا عارفين ده.


جلس بتوتر اخفاه ببراعة يحسد عليها وقال :الموضوع مش كده وبس... ليه حيثيات تانيه كتير اشك انك تقدرى تفهميها يا كارما.


قال ذلك وهو يتابع تناول طعامه ببرود.


كارما :قصدك ايه يعنى انا مابفهمش؟


محمد :لا لا سمح الله انا اقصد ان فوق كل ذى علم عليم.. ودى أمور انتى ماعندكيش خبره فيها.


كارما :تقريبا يا محمد انت الوحيد اللي شايف انى مش بفهم فى اى حاجة.. مش عارفة انت ازاى كنت مصر تتجوز واحدة زيى.. عموما اهو ربنا نجدك.


قالتها بسخرية واستفزاز وغادرت.. وهو ينظر لاثرها بغضب كبير بعدما وصله معنى كل حرف تفوهت به... يقسم لن يترك كل تلك الملايين لغيره.


خرجت من القصر كله بسيارتها... تسير فى الشوارع بدون وجهه محددة.. قررت الخروج اليوم.


لاحظت في المرأة سير سياره خلفها.. يبدو أنها تتبعها.


أرادت التأكد ربما يخيل لها... انعطفت بسيارتها يمينا. فانعطفت خلفها.. خالفت الاتجاه وسارت بالطريق المعاكس.. فغيرت السيارة اتجاهها وانحدرت... تملك الخوف منها... زادت من الضغط على البنزين فزادت سرعة السيارة تبعاً.. تسير والسيارة الأخرى خلفها.. زادت السرعه اكثر.. تسير للأمام قليلا والأخرى تلاحقها... تضيق الخناق عليها.. تحتك بإطار السياره... لا قدره لها على التحمل او القوه... بحركه سريعه من السيارة الأخرى شد السائق ذراع السياره واستدار بها فصنع دائره كامله وتوقف أمامها يمنع سيرها... وهى قاربت على التبول او شئ فعلته ان رفعت هاتفها تهاتف او شخص فكرت فى الاستنجاد به.


وإذ بها تجد الهاتف يدق بتلك السياره... اتسعت عينيها وهى تراه يهبط من سيارته.. يسير بتبختر.. يرفع نظارته من على عينيه ويتقدم منها بهيئته الخاطفة تلك حتى وقف امامها قائلاً :ايه رأيك فى شويه الاكشن دول؟


نظرت له بشراسة مردده:انت بتستهبل يا نادى؟


نادر :حبيت اسرق قلبك وكده انا عارف البنات بتموت فى جو أحمد السقا وكده... ها؟؟!عجبتك؟؟


قالها وهو يغمز لها بعينيه عدت مرات كالابله فقالت :يا شيخ حرام عليك... انا كنت هقطع الخلف.


نادر:ولا يهمك هنخلف بردو الطب أتقدم اوى.


كارما :انت ايه الثقه دى كأنى مراتك مثلاً وعندنا حسام وحنين.


نادر :تصدقى حلو.. اه والله حلوين الاسمين دول... وبصى ندهن الاوض بتاعتهم بببى بلو مع بمبى يعنى حيطة بيبى بلو وحيطه بمبى... الستاير بقا هان.... قاطعته قائله :حيلك حيلك...انت اخترت الوان الستاير كمان... ده ايه ده ياربى.


نادر:شوفتى مع ان المفروض انتى الى تختارى وتعملى كل الحاجات دى... بس هقول ايه.. من بين كل البشر ربنا يوقعنى فيكى انتى.


كارما بحده:نعمم.. ومالى بقا ده انا حتى هحسنلك النسل واجيبلك عيال قمر.


نادر :اووووبا. قفشتك... يعنى وافقتى.


تلعثمت بحرج.. نطق لسانها بغير حساب لما يريده قلبها حقا.


كارما :هااا.. للا. طبعا... قاطعها هو:بس بس... انا قفشتك والى كان كان.. يابنتى ماتتكسفيش.. انا عذرك بردو.. انا كنت مدوخ بنات لندن كلها.


نظرت له بغيظ وقالت:طب اوعى.. اوعى بقا من على عربيتى.. اوعى عشان امشى.


نادر :تمشى تروحى فين؟بقا بعد كل الشقلبه دى هتمشى... يالا احنا هنخرج سوا.


كارما :هتودينى فين.؟


نادر:الحسين... يالا؟


كارما بحماس:جدا.


ابتسم عليها قائلاً :مجنونه... يالا سيبى عربيتك وتعالى معايا.


كارما :اوكى... يالا بينا.


فى الحاره جلس يوسف على مقعده مكان والده مثلما كان يجلس أمام محله... رغما عنه ينظر لساعة يده.. يبدوا ان احدهم قد تأخر بعض الشئ.


ثوانى وكانت مى تسير فى طريق عودتها لبيتهم والذى تمر منه من أمام محل الجزاره... رأته يجلس أمام المحل فاشاحت بوجهها بكبر وغضب وأكملت سيرها... وهو رفع ذقنه جزء منه شعر بارتياح لعودتها بمعادها.. بمفردها. وجزء منه غاضب منها ومن طريقتها ولسانها اللاذع بالإضافة إلى الكبر الذى هى عليه وتقليلها منه دائما.


اشاح هو الآخر بنظره لا يريد أن يعيرها اهتمام او حتى يفكر بها.


فى مكان بعيد قليلا عن محل الجزاره.. تحديدا فى شقة ام نجلاء وقف توفيق يصرخ بخالد:فين اختك يا خالد؟


خالد :انت بتعلى صوتك علينا فى بتنا.


تدخل شكرى:خالد الراجل معذور... مراته اديلها اسبوع برا بيتها مانعرفش هى فين والى سمعناه انها مع رجب الجزار.


خرجت هناء ولم تستطع السيطرة على هدؤها مثل امها وشقيقتها وهن يسترقن السمع إليهم بالخارج.


بل اندفعت تفتح ذراعيها وتشيح لهم قائله :قطع لسان الى يجيب فى سيرة اختى بكلمه.. اختى اتجوزت على سنة الله ورسوله وانتو كنتوا شاهدين.


شكرى :لما الرجاله تتكلم النسوان تسكت... ماتشوف أهل بيتك يا خالد.


وقف خالد قائلاً بغضب :ايه مش شايفانى بتكلم.. خشى انتى جوا.


هناء :مانا مش هسكتله وهو جايب سيرة اختى بالردى كده.


توفيق :اختك الى يتدافعى عنها مسافره مع واحد غريب... ها.. تقولى فيها ايه دى؟


هناء:ماكانت معاك...ماكانت فى ايدك وتحت جناحك... انت اللي طفشتها.. ده انت كل ماكنت تنطق.. انتى طالق انتى طالق...الا عمري ماشوفتها مبسوطه معاك... دلوقتى بقت كحكه بسكر.


صمت توفيق بغيظ فقال شكرى :ست هناء... دى امور خاصه بيهم واحنا مش جايين عشان كده... احنا جايين نشوف اتفاقنا الى اتفقناه مع خالد وسيد و رجب.. عايزين نعرف ايه اللي بيحصل من ورا ضهرنا... قوم بينا يا خالد... يالا يا توفيق.


بعد عشرة دقائق


كانوا ثلاثتهم واقفين امام سيد وهو يمسح يده بمنشفه برتقاليه قائلاً :خير يا بهوات.. أمرونى.


توفيق :فين صاحبك... واخد مراتى على فين.


سيد باستغراب شديد :مراتك؟!!! عدم الامؤاخذه هو انت اتجوزت؟!


شكرى :سيد... ماتصيعش علينا... انا عارف انه قصده على الست ام ندى.


سيد :ازاى بس ياحج شكرى.. هى مش الست ام ندى اتجوزت المعلم رجب...هو مش انت كنت موجود بردو يا استاذ خالد.


خالد:ايوة بس ده كان اتفاق.. يوم يومين مش اكتر... وانت كنت شاهد.


سيد باستغراب :انا يابنى.؟؟!!


شكرى :لا إله إلا الله.. وبعدهالك فى اللوع بتاعك ده يا سيد.. صاحبك فين.


سيد بسخريه:كلموا.


شكرى :وهو لو تليفونو مفتوح كنا جينالك.


سيد :والله علمى علمك يا حج شكرى... انا بردو مش عارف اوصلوا... اقعدوا اشربوا الشاى... واااد يا جنش.. ولا.. شاى هنا للاساتذه.


علموا انه يطردهم بالزوق فقال توفيق :ماشى. مسيرهم يرجعوا.. الحساب يجمع.


هدهد سيد بيده على كتف توفيق يقول :روح انت يا باشمهندس استناهم لحد ما يرجعوا.. يالا نورتونا.


ذهبوا من أمامه... لا حل امامهم سوى انتظار عودتهم.. أما سيد فجلس على مقعده يتنهد قائلا :ماشى يارجب.. اتدلع انت وانا حالى يقف هنا.


اما عند نجلاء


فكانت تجلس على الرمال امام البحر مباشرة تنظر له شاردة بكل ما يحدث معها.


انتبهت على صوته يبدو أنه قد عاد.


رجب:اتاخرت عليكى يا ست البنات؟


ابتسمت له :اه.. انا جعت اوى.


رجب :يقطعنى.. بصى جبتلك ايه.


فتح تلك الفافه التى بيده فاتسعت عينها قائله :فطير؟


رجب :اه. فطير شرقى إنما إيه.. محشى سبيط وجمبرى.. والتانية حلوه... محشيه حاجات كتير.. انا مش عارف ايه هى بالظبط بس وعد هتدوقى احلى فطير شرقى فى حياتك كلها.... المنطقة هنا احلى مكان تاكلى منه فطير شرقى.


سال لعابها من الوصف فقط... قطع لها قطعه كبيره يطعمها أيها فى فمها قائلاً :بالهنا والشفا يا ست البنات.


ابتلعت تلك القطعه بصعوبة وهى تغمض عينيها باستمتاع ونهم 

مردده:حلوه اوى يا رجب.


رجب ببلاهه :ها.


نجلاء :حلوه اوى.


رجب :لا لا التانيه... يارجب... حلوه منك اوى.. لحد دلوقتي مش بتناديلى بأسمى.. ده يوم المنى 


ضحكت بشده وهو معها... وشرعوا فى الطعام بنهم وهو يحكى لها لمحات من طفولته وشبابه.. ذكرياته فى قريته قبل القدوم للقاهرة وهى تستمع له بانصات شديد واهتمام.. لم يسبق وفعل معها احد ذلك... دائما ماكان يعاملها توفيق على أنها نكره... حتى لو تحدث لن تفهمه... لكن رجب... الجزااار. غير.

فى احد المحال التجارية بمدريد.


وقف عامر وهو يحمل حقائب كثيره لا يعلم كيف ولما فعل ذلك بنفسه. شوبينج مع فتاه... لا يستطيع التحمل... وما كل هذه الاشياء.


عامر :ما كفاية بقا يا حبيبتي.


مليكة :تؤتؤ.. لسة فاضل حاجات كتير... كمان لسه هديه ندى ونهى وكارما.


القى مابيده بغيظ.. نظرت له بزهول فقال بغضب كأنه طفل:انتى يابت انتى... انا جايبك هنا بعيد عن الكل عشان تبقى معايا لوحدي.. وانتى ماشيه هاريانى شوبينج ولف وشرا وكل تفكيرك في كارما ونهى.


اقتربت منه تمسك وجنتيه بكلتا يديها تقول :غيرانه يا بيضا.


اشاح بنطره كأنه طفل بالضبط وقال :انا مش بيضا.. بقا انا خاطفك من مصر وملبس نفسى مصيبه قدام البيت كله عشان تبقى معايا لوحدى وانتى فى الاخر مش مركزه.


اتسعت عينيها وقالت :يانهار ابيض. إزاى مافكرتش فى الموضوع ده... دول زمانهم عرفوا انى بايته برا البيت ومعاك.


عامر :اكيد زمانهم عرفوا.. يبقى سيبك من كل الشوبينج ده ورجعيلى حبيبتي بقا.


ابتسمت له وقالت :حاضر.


ضمها له بقوه يشتم عبيرها ثم اخرجها من احضانه يضع خصله من شعرها خلف اذنها يقول بوله:تعالى اجبلك ايس كريم وبعدين نلف فى البلد شويه... بالليل بقا المفاجئة......


    لقراءة الفصل الثالث والعشرون من هنا 

تعليقات