رواية أنصاف القدر الفصل السابع 7 بقلم سوما العربى







 رواية أنصاف القدر

الفصل السابع 7

بقلم سوما العربى


وقف فى شرفه غرفته يفكر بحزن كيف وباى حق سيمنعها من السفر.


بالأساس هى كل عام تسافر لخالتها عدة أيام مالجديد الان.


وقف يتعمق داخله يبحث عن الاجابه. مالذى تغير به هو...قديما ماكان يهتم لمنعها من السفر... كل الأسرة تسافر.. تذهب وتأتى وهو لا يهتم ولا حتى لها مالذى حدث الان؟


يجب عليه أن يواجه نفسه أولا. دقائق وخرجت من شرفتها تنظر للإمام بشرود.


الهواء يطير شعرها من خلفها وهى تغمض عينيها تحاول حبس أكبر كمية من الهواء داخلها.


منظرها من عنده هكذا يخطف العيون والقلوب... ينظر لها باعجاب شديد لا يريد زحزحة عينه من عليها.


مليكه الجميله... كبرت واصبحت فتاه جميله جدا ذات جمال خاص.


قطع وصلة شروده بها صوت طرقات عاليه على الباب تخبره الخادمة ان العشاء جاهز.


فليذهب سريعا ويجلس معها.


جلس على طاولة العشاء والكل موجود حتى فادى الذى حضر منذ ساعات.


وهو فقط يراقب عبسها بالطبق شاردة لا تندمج مع احد.


تحدثت ناهد :هتوحشينا والله يا ميكا البيت مش هيبقي له حس من غيرك.


فادى :بقا ده اسمه كلام انا اجى من هنا وانتى تمشى.


ابتسمت بصعوبه وقالت :ماعلش عايزه اغير جو وكمان خالتو وحشتنى.


هدى بخبث:تروحى وترجعى بالسلامة يا حبيبتي... ده نادر زعلان اوى انك ماشيه.


تجهم وجه عامر وقال فادى:لا ماعلش هو نادر هنا اصلاً؟ وزعلان ليه ان مليكه ماشيه؟


هدى بخبث:يوه مش أصحاب.


فادى:ياسلام.. هممم ماشى.


كارما:سيبك من كل ده... غنيلنا حاجة.. مين هيغنيلى وانتى مسافره.


نظر لهم بتفاجئ... هل تمتلك موهبة الغناء؟!


مليكه :ابقى شغلى اغانى على الفون ياستى مش مشكلة يعنى.


ناهد :لا طبعا احنا بنحب الأغانى منك انتى.


فادى :يالا ياميكا حتى عشان تيتا الفت.


نظرت لجدتها وجدتها تنظر لها بحنان تطلب منها وهى تومئ برأسها موافقة.


اغمضت عينيها وغنت اول شئ خطر ببالها

قلبى ومفتاحه... دول ملك ايديك ومساه وصباحه بيسألنى عليك... قلبى ومفتاحه... دول ملك ايديك ومساه وصباحه بيسألنى عليك... قلبى ومفتاحه مفتاحه دوول ملك ايديك.... كان حبك شمعى فى يوم عيدى... وطفاه الدمع وتنهيدى.. كااان حبك شمعى في يوم عيدى... وطفاه الدمع وتنهدي... من يوم ما ايديك لمست ايدى... وكأنك قولت يانار ايدى.. من يوم ما ايديك لمست ايدى.. وكأنك قولت قولت يانار ايدى.. ومدام مشغول ياحبيبي مش كنت تقول يا حبيبى ومدام مشغول يا حبيبي مش كنت تقول يا حبيبي. ده القلب جراحه.. من رمش عنيك ومساه وصباحه بيسألنى عليك... قلبى ومفتاحه مفتاحه دول ملك ايديك.


ياحبيبي ياريت ابقى حبيبك. واكون من بختك ونصيبك... ياااحبيبى ياريت ابقى حبيبك واكون من بختك ونصيبك.. ده أنا مهما تقسى بردو راضى بك وتسبنى الروح قبل ما اسيبك.. ده أنا مهما تقسى بردددو راضى بك وتسبنى الروح قبل ما اسيبك.. قلبى عمل ايه يا حبيبي ليه تقسى عليه ياحبيبي.. قلبى عمل ايه يا حبيبي ليه تقسى عليه ياحبيبي.. وحشته افراحه.. من شوقه اليك.. ومساه وصباحه بيسألنى عليك.. وحشته افراحه من شوقه اليك.. ومساه وصباحه بيسألنى علييييك.. قلبى ومفتاحه مفتاحه دوول ملك ايدييييك.


انتهت من غناءها بشجن رغما عنها تذكرت كل شئ حدث وكيف كسر قلبها الصغير بذلك اليوم وذهب.


الكل يصفق ويصفر لها تحيه.


وحده هو من يجلس متصلب على كرسيه.. كان كل كلمه خارجه بقطرة دم تزرف معها الدمع... كل كلمه موجهه له وهو الوحيد الذى يعلم... تلومه عن كل مافعله... لأول مرة يدرك كم قسى عليها ذلك اليوم. يوم عيدها.


وقفت تستأذن من الجميع تريد النوم.


أصبحت لا طاقه لها برؤياه... رؤيته تؤلمها... هى بالفعل بحاجة لتلك السفره.. ربما تبتعد قليلا.. لربما تتعافى.. لكن أن تعيش معه فى بيت واحد تتشارك معه الطعام والشراب حتى الهواء وهو لا يشعر بها ولا حتى يراها أمر مؤلم جداً وفوق قدره استيعابها مهما مثلت القوة أمام الجميع لن تستطيع الصمود فى التمثيل طويلا.. سيأتى يوم وتنهار به وهى لا تريد ذلك... ستذهب من هنا تحت اى ظرف ربما تلك الفترة تجعلها احسن او اقل ما فيها ستعتاد غيابه.


كانت مازالت تسير متجهه لغرفتها حين لحق بها.. وجدته يناديها فالتفت له.


عامر :مليكه... انا.... اخذ نفس عميق وقال :انا اول مره اعرف انك بتغنى.. وصوتك حلو.


ابتسمت بمراره :وانت من امتى تعرف عنى حاجة.. مش قولتلك. انت ماتعرفش عنى اى حاجة وحكاية انا الى مربيكى دى كلمتين كده وبس... انا بالنسبه لك فرد.. فرد صغير عايش هنا في البيت الى بتيجى تنام فيه آخر اليوم.


عامر :مليكه ليه بتقولى كده... انا مش وحش اوى كده... انا واخد بالى من الكل وو.. قاطعته هى:هو عشان بتدى كل واحد الفلوس الى محتاجها وزيادة يبقى انت كده واخد بالك من الكل... عارف يا ابيه... صمتت قليلاً وأكملت بيأس:ولا اقولك... انت تمام.. انت صح.. مش انت الى ماشى غلط.. انا الى لازم اغير تفكيرى واكبر شويه عن كده وكفاية هبل بقا.


عامر :يعنى ايه؟

مليكه :مش يعنى حاجة.. عن إذنك.


همت بالرحيل فمسك ذراعها يوفقها.. التفتت له فقال :ماتسافريش.


نظرت له دقيقة بصمت وقالت :لا هسافر.. انا عايزه كدا فهعمل كده.


عامر :طيب لو محتاجه تسافرى اوى كده انا هاخد اجازه وأسفرك.


اغمضت عينيها بمرارة :لأ انا عايزه اسافر لوحدى.. مش هستنى لما كل الأسرة السعيدة تجهز نفسها وتفضى عشان اسافر معاك يومين... خلاص مليكه كبرت.. انا محتاجه اعمل كده دلوقتي فهعمله.. واظن انى واخده الأذن من تيتا وفادى.


عامر ببعض الحزن:وانتى خلاص بقيتى تاخدى اذن سفرك من فادى؟

مليكه:اه.. انا شايفه ان ده الصح فعمله.. بعد إذنك.


خلصت ذراعها من قبضة يده تسير تجاه غرفتها... لن تظل مليكه التابع له.. فلتتحرر قليلا ربما وقتها تستطيع التأقلم... تستطيع النسيان.


جلس المعلم رجب على كرسيه امام محل الجزاره خاصته.. واحد قتيان القهوه يضع له ارجيلته مع الشاى ويرحل.


ينظر كل ثانية لشرفه شقتها.. ربما يراها ولو لثانيه.. مابها منذ ذلك اليوم لم تخرج لا من باب ولا من شباك... حتى مستلزمات البيت تأتى بها ندى.. هل هى حزينه على فراق هذا البغل ام حزينه لأنها مضطره على الزواج بشخصه.


نفس دخان ارجيلته يقول :ياارب... قرررري البعيد.


فى نفس الوقت كانت ندى تقف بتردد عند الباب الاخر للمحل بعيداً عن أنظار المعلم رجب حيث يجلس معطيها ظهره.


حسمت أمرها ستتحدث معه وليكن ما يكون.


نادت عليه بخفوت:يوسف.. يوسف.. جوو.


التفت لها وعلى الفور تغيرت معالم وجهه.. الغضب والرفض كان واضح عليه بشدة.


أمام ملامحه هذه وصمته اتجهت هى له تقول :يوسف مش بترد ليه.


اجابها بجفاء وهو يعد بعض الأوراق المالية :ايه الى جابك هنا. هتشترى لحمه؟

ندى:لحمه؟! هو ده الى ممكن يجبنى هنا بس.

يوسف :اه مافيش هنا غير كده.

ندى:لا فى انت.. انا جيالك عايزه اعرف فى ايه بقالى اد ايه بكلمك مش بترد ولما تشوفنى تلف وشك الناحيه التانيه.


يوسف :فى حاجة يا انسه عايزه حاجه؟


اتسعت عينيها تقول بصدمه:يوسف.. انت بتكلمنى انا كده... انا ندى... أيه الى جرالك


يوسف :روحى اسالى الست والدتك.. أبويا عشان خاطرها عايز يتجوزها... محللل. عشان يفضحنا ويجرسنا وفوقها يقهر قلب امى الى مش مبطله عياط من يومها.


ندى:وانا امى ذنبها ايه... عم سيد هو الى اقترح الحل ده وابوك ماحدش غصب عليه هو وافق من نفسه يبقى امى ذنبها ايه اصلاً ماحدش ندبه يحل المشكله هو وعم سيد جم من نفسهم.


يوسف :هممم.. وبعد كل ده ماوصلتيش لحاجه.. ابويا يعمل كل ده ليه؟


ندى:لا ماوصلتش ومش فاهمه فهمنى انت.

يوسف :لا افهمك ولا تفهمينى... كل واحد يخليه فى حاله احسن بكره تفهمى وكل حاجه تبان.

بهت وجهها وقالت:يعنى ايه الكلام ده يا يوسف.. انت بتسبنى؟

يوسف :اسيبك؟! هه هو انا كنت ماسك عشان اسيبك.. مش عارف بتتكلمى كده على أساس ايه يعنى.


وقفت مصدومه لا ترمش جفن واحد وهو يقف كتلة ثلج متجمعه أمام عينها كأنها لاول مره تراه.


انتبهت على صوت المعلم رجب يقف بينهم قائلا :فى حاجة يايوسف.. موقف ندى كده ليه؟


يوسف بسخرية :لا يابا هى ماشيه خلاص مالقتش طلبها هنا.


رجب :كنتى عايزه ايه يابنتى وانا ابعتلك الواد عطوه يجيبه هوا.


اشاحت عينيها المسلطه على يوسف بصدمه ونظرت لرجب تقول :لا كتر خيرك يا عم رجب... انا فعلاً طلبى مش هنا ومش موجود.

رجب :طب ماتقولى يابنتى وانا ابعت حد يجبهولك بدل ما تروحى انتى الوقت اتأخر.


تحركت من امامهم تقول :مانا مش هروح...هو هيجيلى.


عاود يوسف لعد المال وكأن شيئا لم يكن ووالده ينظر له بحيرة وندى ركضت مسرعه الى منزلها تحتمى بجدرانه كى تخفى بكاؤها وضعفها.


فى الصباح الباكر.. لم تذق مليكه طعم النوم.. هذه عادتها حينما يكن لديها سفر او مشوار مهم.. ولكن هذه المرة كانت تغلى من الغضب وهى تتذكر مكالمة صديقتها لها تقص لها كل مافعله يوسف الحيوان... رفضها بكل برود مثله مثل عامر بالضبط.


اخذ الأمر منها أكثر من ساعه كى تعيد اقناع ندى بالذهاب معها عند خالتها كما سبق واتفقوا.. مطبعة نفس منهجها مع نفسها... جلوسها هنا امامه سيتعبها كثيراً.. فلتبتعد وتغير جو افضل.


اجتمع الجميع على طاولة الطعام الا هو.


لقد ارتدى كل ثيابه العملية كامله ولكن لم يهبط لهم حتى الان.. هو الآخر لم يذق طعم النوم.. يؤرق مضجعه تلك الافكار التي تندلع برأسه ناحية مليكه.. هكذا فجأة.. يرى ان كل ذلك خطأ. هو خطأ.. وأحاسيسه هذه خطأ.. لا يجب أن يحدث اى شئ من هذا القبيل.


اغمض عينيه بألم واستعد للنزول... يهبط على الدرج بتعب وحزن واضح... ينظر لها من بعيد وهى تجلس هكذا.. ذلك التيشرت الابيض مع بنطال من الجينز.. تعقد شعرها كحكه كبيره لاعلى اضهرت عنقها الجميل.


بسيطة هى وجميله.. ينظر لها بحب وتمعن وهى تجبره على ذلك بجمالها الناعم هذا.


للان لم تلتفت له رغم رائحة عطره التى تغلغلت داخل انفها ونفدت الى دمها وروحها.


رفعت عينيها على صوت هديل الناعم:صباح الخير يا عامر.


عامر:صباح الخير يا هديل.. صباح الخير يا جماعه.


الكل :صباح النور.


وقفت هديل تضع له بعض المربى أمامه باهتمام بالغ وهى تبتسم له بود شديد.


ابتسم لها هو الآخر وقال:شكرا يا هديل.


هديل:العفو.


ثم شردت قليلا بأحداث ليلة امس.


فلاش باك


جلست يغرفتها مع امها ونادر يتحدثون وهم يتواصلون بالفيديو مع والدها بلندن.


هديل :حرام عليك يا بابا انا الشركة دى انا الى مأسساها.. وتعبت فيها اوى انا حتى اخترت كل عامل وموظف بنفسى... كنا كام واحد يتعدوا على الصوابع.. ولا هى غلطتى أنى سجلتها باسم حضرتك... انا عملت كده عشان كنا لسه جداد وعايزين اسم كبير نندمج معاه ويبقى لنل وضع.


والدها :طول مانتى مش بتسمعى الكلام مش هتطولى حاجة ولا حتى شركة البرمجة بتاعتك دى.


تدخل نادر :بس يا بابا ده حقها هى الى عملتها وتعبت فيها.


هدى:عايزاها ياحبيبي تاخدها بس تعمل الى احنا عايزينه الأول.


هديل:هو بالعافيه.. انا مش بحبه ولا هو بيحبنى.

هدى:وانتى مين قالك؟

هديل :ياماما مش لازم تتقال.. بتتحس..بتتحس يا ماما.


والدهم:ماهى دى مهمتك بقا... تخليه يحبك او مش لازم يحبك بس المهم يتجوزك غير كده مش هتعرفى تاخدى شركتك.


بكت بحرقه وقالت :ليه يا بابا تعمل فيا كده.. ده حقى. ليه عايزنى الزق نفسي لواحد مش شايفنى.


والدها :انا بعمل كده علشانك.. مش هلاقيلك عريس احسن من عامر بكره تعرفى ان كل ده عشانك انتى واخوكى.


أغلق الاتصال لايريد نقاش آخر.


نادر :هديل... اوعى تعملى كده.

هديل ببكاء:انت شايف حل تانى.


نادر :ماما...كلميه انتى يا ماما.. مش هقدر اشوف اختى وهى بتتلزق فى واحد كده.. طب بلاش هى. مافكرتوش فيا... رجولتى وانا شايف اختى بتتمحك فى واحد عيب علينا والله عيب...هديل..ارفضىى ابدئى من جديد.


هديل :أبدا من حديد... انت عارف انا عندى كام سنه.. ابدا من الصفر تانى بعد ما كبرت ووصلت لكل النجاح ده. مش هعرف.


نادر بغضب :مش احسن ماتروحى ترمى نفسك على واحد مش بيحبك... ياما ناس أكبر منك وبدأوا من جديد وكملوا ونجحوا... مش هتعرفى تبدأى من جديد بس هتعرفى تتلزقى فى عامر.


صمتت لا تجيب فقال :لو ده حصل يا امى انا مش هقدر اشوف كل ده بيحصل قدامى.. انا هرجع لندن.


خرج من عندهم بغضب لا يستطيع التحمل.


بااااااك


جلست بسخط على حالها مماتفعله لكنها لن تخسر شركتها ابدا مهما حدث.


وقف نادر بغضب لا يستطيع رؤية اخته وهى تهين نفسها وتهين رجولته أيضاً هكذا... بدون اى كلام خرج من باب القصر لا يستجيب لنداء اى احد.


مليكه :هو ماله يا جماعه؟

رفع عامر عيونه لها بحده لكنه لم ينطق.


هدى:هيرجع لندن.

كارما:لندن.. ليه مش قال هيقعد فتره؟

هدى :مش عارفة.. خليه على راحته.


اخدت تتمتم بعقلها(اجوز بس هديل لعامر وبعدها ارجعه ويمكن ساعتها نستعين بمليكه الحلوه هههههه)


نظرت لها هديل بسخط غير راضية عن كل ما يحدث أبدا ولكن مابيدها حيله.


جاء لعامر اتصال هام من أحد الأشخاص المهمين بالدوله.


وقف من مقعده واتجه لمكتبة يجيب عليه.


بالخارج


فادى :خلاص يا مليكه جاهزه نتحرك؟


نظرت تجاه مقعده الخالى بحزن.. لم يكلف خاطره حتى يسلم عليها.. او اى شئ.. اى شئ منذ الصباح... فقط هديل واهتمام هديل ورده عليها. بئسا لها ولليوم الذى عشقته به.


وقفت سريعاً تحمل حقيبة ظهرها وفادى حمل حقيبة ملابسه الكبيره.


وقفت تسلم على الجميع يوصنها بنفسها وان تهتم لحالها وتهاتفهم دائما.


فى مكتب عامر


كان يتحدث على عجاله وضيق يريد أن ينتهى من تلك المكالمة الهامه ويذهب لها لكنه لا يستطيع غلق الهاتف الان انه احد أعمدة الدوله والكل يسعى لدقيقه واحدة معه.


انتهت المكالمة سريعا وهو خرج بسرعه يسأل عنها.


كارما:برا فى عربية فادى هيمشوا.


خرج مسرعا مطلقا لساقيه العنان ولكن لم يجدها... تحركت سياره فادى بسرعه وهو يحاول أن يصل لهم.


وقف مكانه ينظر لخروج السياره بحزن شديد وكانها تاخذ قطعة منه داخلها وتذهب.


وهى تجلس بالسيارة تشعر بتكرار طعنا"ته المؤلمه لها... لم يكلف خاطره ويأتى ليودعها... يسلم عليها.. يلقى حتى سلام عابر.. حتى هذه بخل بها... الم يقل انها ابنته فلما لم يودعها حتى كونها ابنته ويوصيها ان تنتبه لحالها... يسألها أن كانت بحاجة لمال او لشئ... هكذا بكل بساطة اخذ هاتفه واتجه للداخل وأغلق الباب.. لايريد ازعاج.. لا يهتم لوجودها من عدمه.. جلست سافرت الامرين سيان. لديه... الهذه الدرجه لا يراها ولا تفرق معه. لقد كذب حتى حينما قال ابنته... هو لا يطيقها بالأساس وربما حتى وجودها يضايقه.. لو كانت ابنته لاحبها حتى حب الاب لابنته واهتم بها بناء على هذا الحب.. لكن حتى هذه لم يفعلها.. لا هى ابنته ولا ستكون حبيبته... الوصف الوحيد لها لديه.. إنها حمل.. عبئ ثقيل وقد سأم منه ولابد ان تخلصه منه هى.


كان هذا تفكيرها الذى توصلت به لاتدرى بذلك الذى مازال على وقفته بحزن... يتمنى لو تعود ثانيه.


جلست بجانب فادى فى طريقهم لندى.


تحدثت بدون تفكير او ترتيب:فادى... هو احنا هنتجوز ليه؟ هو احنا بنحب بعض؟!


نظر لها بتفاجئ.. هو حقا بوغت بسرالها هذا.. لم يسأل نفسه يوم هذا السؤال.


لقد برمج على أنه لمليكه ومليكه له.


فادى:ايه السؤال ده يا مليكة. هو اصلا سؤال ولا اجابه؟


مليكه :بص يا فادى.. انا وانت محتاجين نعيد تفكير فى كل حاجة هما رتبوها لينا... هما شافوا وقرروا اننا مناسبين لبعض فنتجوز لكن... مش عارفة اوصلك احساسى بس انا جوايا لغبطه جامده اوى.. محتاج اقعد افك اللغبطه دى وافهم أيه إلى عايزاه وايه الى فهماه غلط... عشان ارتب حياتى صح وعلى تنظيم مش على عك ومشاعر مش متفسره.. قبل ما نتجوز ونجيب طفل وفى الاخر نكتشف احنا الاتنين فى نفس الوقت اننا مش بنحب بعض اصلاً.


فادى بتيه:ايوه.. بس. بس انا بحبك يا مليكه.


مليكه :بتحبنى ايه يافادى.. اخت. ولا بنت عم... ولا حبيبه وعايز تتجوزنى... اصل مش كل الحب للحييبن بس.. فى حب اخوات. وحب قرايب... اعرف يافادى الأول قبل اى حاجة وبلاش نمشى على الى الكل رسمه وخطته لينا.. فكر وقرر اختار انت لنفسك عشان دى حاجات ماينفعش حد غيرنا ياخدها لينا حتى لو كنا مناسبين لبعض فى كل حاجة.. انا مش هستنى لما ييجى اليوم الى تبقى متجوزنى فيه وبنا ولاد بس انت بتحب واحدة تانية وانا كمان ابقى بحب واحد تانى بس احنا الاتنين مجبرين نعيش ونكمل.


فادى بزهول:عندك حق... انا عمرى ما فكرت فى الموضوع ده.


مليكة :دى فرصه كويسه.. انى مسافره.. خد وقتك ولما نفضل ولاد عم من اولها كده احسن مانخسر بعض صح.


فادى:صح جدا....انتى طيبه اوى وانا مش عايز نخسر بعض فى المستقبل... عموما دى فعلاً فرصه كويسه لانى مسافر بلد كده فى الأرياف لينا مشروع هناك وانا الى هشوف عليه.. فرصة ابقى بعيد عن البيت وضغط اى حد.. افكر واوصل لقرارا.


مليكه :صح كده يافادى... اقف هنا ده بيت ندى.


خرجت ندى تجر حقيبتها بصعوبه... فاتجه إليها فادى بسرعه يحملها عنها.


فى نفس الوقت وقف يوسف يقوم بسن سكينه على الاخرى ينظر لهم بضغب ونفور ثم أعطاهم ظهره وأكمل تقطيع اللحم.


تبادلت هى ومليكه النظرات الحانقه وسريعا تحرك فادى بسيارته.


بعد مرور ساعتين.


وقفت الفتاتين على باب إحدى الشقق السكنية الفاخرة يدقنن الباب.


فتحت لهم سيده فى أواخر الأربعين من عمرها. ذات جمال اخاذ طبيعي. تبتسم لهم ببشاشه كبيره تفتح ذراعيها بترحاب شديد :بنت اختى القمر.


ارتمت ملكية باحضانها تقول:كلمه جمال اسكندرية والبحر المتوسط كله دلال هانم.


دلال :حبيبتي وحشتينى وحشتينى.


نظرت خلفها وقالت:اكيد انتى ندى صح؟


ندى بزهول من جمال تلك السيده:اه.


دلال :تعالوا...تعالوا يا حبيبي اتفضلوا.


سارت امامهم للداخل وهم يسيرون خلفها مالت ندى على إذن مليكه :يخربيت حلاوتها ايه ده.


ابتسمت لها مليكه بصمت وجلسوا سويا.


دلال :بصوا بقا.. دلوقتي هتدخلوا تاخدو شاور كده عشان السفر اكون انا حضرتلكوا ساندويتشات كده فى السريع تاكلوهم وتناموا تريحوا على ماتصحوا تكون نهى ومازن جم من برا ونخرج بقا باليل وننزل الميا ايه رأيكوا.


ندى:نهى ومازن مين.


دلال :ولادى...نهى الكبيره وبتشتغل معيده هنا في جامعة إسكندريه... أما مازن بقا الصغير فى امتياز طب السنة دى... هتحبيهم اوى... يالا يالا مش عايزين نضيع وقت.


وقفتا سريعاً معها يمتثلون لأمرها... كل منهم تريد تحرير روحها من هذا الحزن الجاثم عليها ربما وجدت حياه جديد..

بعد مرور أسبوعين


وقف المعلم رجب أمام منزل عائلة توفيق.


رجب :معناته ايه الكلام ده يا حاج شكرى ده احنا اديلنا ولا عشرين يوم اهو من يوم القعدة وهو مطلقها من قلبها بييجى شهر.. المفروض العدة تكون قربت تخلص مش العده 3شهور بردوا ولا ايه.


الحاج شكرى:اه بس بينهم وبين ربنا بس على الورق هو لسه ماطلقهاش.


رجب :نعم.. معناته ايه الكلام ده؟!


شكرى :يعنى يامعلم هو طلقها شفوى كده بالبق... لازم يطلقها على الورق عند مأذون وتستنوا عدتها كامله على الورق عشان تقدر تتجوزها.


وقف رجب يغلى من الغضب مما يسمعه وقال وهو يشير على توفيق الصامت متفرج:وكل ده مستنى ايه.


توفيق :مافضتش.

رجب:ايه... مافضتش... مش عارف تفضى نفسك لحاجه مهمه زى دى امال فاضى لايه.


نظر له توفيق بتمعن يقول :وانت مالك كده متسربع ومتضايق كده ليه.


شمله رجب بنظره مشمئزه وقال بسخرية :اصل انا بعيد عنك دمى حامى وجسمى سخن ماعرفش ابقى بارد فى اى موضوع انا داخل فيه من قريب ولا من بعيد... حاجه ماتسمعش انت عنها.


ثم تركهم ورحل.


توفيق بغضب لأخيه :هو قصده ايه الراجل ده.


شكرى:لو مافهمتش على طول يبقى عمرك ما هتفهم.. عليه العوض.


ثم رحل هو الآخر تاركين ذلك البارد ينظر لاثرهم باستغراب وغضب....


          لقراءة الفصل الثامن من هنا 


تعليقات