رواية فتاة من نار الفصل السادس 6 بقلم سلوى منير


رواية فتاة من نار
الفصل السادس 6
بقلم سلوى منير 

رياض مع احلام ومرسي يجوبان المصنع. 
احلام مبتسمة : طبعا الراتب دا مؤقت لغاية بس ما تتحسن ظروفنا. 
رياض مبتسما : ان شاءالله ربنا يوفقنا. 
مرسي : عايزك تطول رقبتي يا رياض. 
احلام : شكله شاب كويس. 
رياض بحياء : من بكرة نبتدي جولتنا في السوق. 
احلام : اتمنى نشاطك دا يدوم. 
ميرفت جالسة في الاتوبيس في طريق عودتها للمنزل شاردة فيما حدث امس.. وتتنهد في سعادة على ما شعرت به من سعادة حسية، وطافت صورة منى امامها وكلامها من ان نظرة حنية او لمسة بريئة احيانا تعوض عن اللذة الحسية، ولكن هل يوجد اجمل من تلك النشوة في الحياة.. فكثيرا من العظماء سواء رجال او نساء تركوا الدنيا بكل ما فيها من اجل ان ينعموا بتلك اللحظة، وجاء صوت منى يقول الحب مع اللذة الحسية اعمق واجمل ولكنك تقومي بدور فتيات الليل.. هم يرتزقن من اجل العيش.. وانتي لتثبتي لنفسك انك انثى مرغوبة، واشاحت ميرفت في حركة غير ارادية بيدها صورة منى من امامها .. وجاء صوت داخلي ان تبتعد عن منى ومحمود، فمنى ستظل تنغص عليها حياتها ومحمود قد ادى دوره ببراعة.. ولكن ما المانع ان تبحث عن غيره، وجعلت ذاكرتها تمدها بصور من تعرفهم ولكن ليس فيهم من يشجعها.. فيجب ان تبحث عن جديد.. من هو ذلك الجديد. 
مشيرة واسلام يجلسان في احدى الحدائق العامة. 
مشيرة : مالك؟ 
اسلام : بصراحة مكسوف منك اوي. 
مشيرة مبتسمة : انسى بقى موضوع وعدى. 
اسلام : مش عارف اعاقب نفسي ازاي او ارضيكي ازاي. 
مشيرة : العقاب اللي يرضيني انك تنجح السنادي بتقدير كويس، عشان نقرب من بعض اكتر. 
رياض ومها جالسان في سيارته الخاصة التي اشتراها نصف عمر لكي يتغلب على مساوئ المواصلات، مها بجانبه.. وهواء عليل يهل من صحراء الاهرامات ولا يضج المكان سوى بالهواء. 
رياض بلوم : 10 ايام ماشوفكيش.
مها بحياء : مانت عارف ظروفي كويس. 
رياض بتودد : وحشتيني.. وحشتيني اوي. 
حمرة الخجل تكسو وجهها وتصمت. 
رياض : الغريبة بقى انك لسة بتتكسفي مني. 
تنظر مها لعينيه مباشرة هائمة في لونها الكاحل. 
مها : انت كمان وحشتني اوي، حتى اسأل صورتك اللي معايا.. دنا بقولها كلام. 
يمد رياض يده ليحتضنها. 
رياض : يا ترى بتقوليلها ايه؟ 
مها : اني بموت في الواد الشقي دا. 
رياض : والواد الشقي دا بيحبك وكل نبضة في جسمه بتعلن حبه للعالم. 
ثم يقترب منها ويقبلها.. وتطول امد القبلة الى ان تسحب نفسها برفق وتعتدل في جلستها وتسوي ملابسها. 
مها : ايه رأيك في طنط احلام. 
رياض : والله ست كويسة وحاسس ان ربنا هيوفقني معاها. 
مها : ان شاءالله يا رب. 
احلام في حجرة نومها والساعة تقترب من الثانية بعد منتصف الليل، تجوب الحجرة في توتر ثم تحركت الى غرفة الفتاتان فوجدتهما في نوم عميق، فتحركت نحو الباب وفتحت الباب ليدخل هشام في خطى سريعة نحو غرفتها وهي ورائه واغلقت الباب بالمفتاح، ثم طفت الاضاءة واصبحت الغرفة شبه معتمة الا من بصيص من انارة الشارع.. ثم تحركا ناحية الفراش. 
ميرفت متجهه الى المكتبة لشراء بعض الادوات وعند دخولها لم تجد احد، فنادت على وليد صاحب المكتبة وسمعت صوت صادر من المخزن القاطن في نفس المكتبة، ومالت ناحية الصوت فوجدت فتاة تلملم حالها.. و وليد يساوي شعره بيده، فدققت  اكثر لتعرف من هي الفتاة.. فوجدتها احدى فتيات الحي وابتسمت، فتلك الفتاة لم تكن محل شك اطلاقا، خرجا سويا من المخزن. 
وليد : اديكي شوفتي اللي موجود، يومين كدا واجيبلك طلبك. 
حيت الفتاة ميرفت وانصرفت، ثم احضر وليد ما طلبته ميرفت ولمح في عينيها نظرة فهم و وعي لما كان قد حدث في المخزن، ولكن الموقف كان اقوى من ان يتفوه بأي كلمة واخذت ميرفت ما طلبته وانصرفت. 
احلام مع رياض في سيارته في جولتهم للاتفاق مع التجار. 
رياض : كويس اوي اننا قدرنا نتفق مع مصنعين يوردلنا القماش. 
احلام : المهم المحلات اللي هنوزعلها. 
رياض : ان شاءالله كله هيبقى تمام. 
ويصلا الى احد المناطق الراقية المكتظة بمحلات الملابس ويدخلا الى احد هذه المحلات ويطلبا ان يقابلا المسؤول عن المحل، ويصلا الى مكتب صغير اعلى المحل فيجدوا رجل في العقد الرابع من عمره اسمه فايد وهو صاحب المحل وله محلان اخران في مناطق متفرقة، فيعرض عليه رياض ان يتعامل معهم ولكن فايد تركيزه كله مع احلام ويلاحظ رياض ذلك فيخبره ان مدام احلام هي صاحبة المصنع، فتتدخل احلام في الحديث بدلال. 
احلام : ياريت تساعدنا وتقف جنبنا دا احنا لسة بنقول يا هادي، كمان ممكن يبقى ليك امتيازات خاصة في التعامل معانا. 
فايد : اومال الاستاذ يبقى ايه؟ 
لهجة السؤال استفزت رياض لكن احلام احتوت الموقف وقالت انه مدير المصنع ، فانفرجت اسارير الرجل وطلب منهم عينة من انتاجهم حتى يحدد اذا كانوا سيعملون معا ام لا، فادركت احلام بحثها الانثوي انه يريدها هي عربون لذلك التعاون.. فطلبت منه كارت حتى تكون على اتصال به ثم خرجت هي رياض يكملان جولتهم في السوق. 
رياض يجوب حجرته مفكرا فيما حدث من احلام اثناء جولتهم.. فكل تصرفاتها تدل على انها.. تلعب بانوثتها لتحقق احلامها، ولكن هو لا يقبل ذلك على نفسه.. فهو كان مخدوع فيها وفي مظهرها، و وصل ان ذلك الامر لا يعنيه لكن يجب ان تحدد له دور محدد حيث يبقى كل منهما له دور بعيد عن الاخر. 
ميرفت واقفة في الشرفة ترمق وليد عن بعد وهو يلاحظ ذلك، وجال فكرها به فهو شاب تعدى الثلاثين متزوج ولديه طفل فهو الاخر يقطن بنفس الحي.. ولكن ما الذي دفعه الى تلك الفتاة، هل هو فارغ العين.. ام زوجته مقصرة.. لا يهم الاهم ان اظفر به لنفسي، وهنا ادركت ميرفت انها نار تجتاح كل ما تقابله في طريقها وحاولت ان تطرد ذلك الخاطر من بالها ولكن كيف.. وكل ما يبدر من تصرفاتها يدل على ذلك. 
احلام جالسة على احد مقاعد غرفتها تراجع احداث اليوم وما تم فيه، وايقنت ان جميع اصحاب المحلات يريدوا عينات من مصنعها الا فايد.. يريدها هي العينة، وخطر لها رياض وحيويته ونشاطه ولكن هتف لها صوت ان تبتعد عن اي شخص له صلة قرابة بها حتى لا تقع في همهمات الاقاويل، ولكن وجود رياض معها باستمرار يعوق تصرفاتها وهي تخشى ان يعرف او يسمع عنها اي شئ يسئ اليها، فرغم كل شئ فهي حريصة ان تظل في ذلك الثوب الملائكي ثم كتمت ضحكتها وسألت نفسها هل يوجد ملائكة في صورة بني ادمين؟ ومرت صورة مشيرة وميرفت امامها. 




                     
تعليقات