رواية فتاة من نار الفصل الثامن 8 بقلم سلوى منير


رواية فتاة من نار
الفصل الثامن 8
بقلم سلوى منير 

ميرفت في يدها الكتاب الذي اخذته من وليد وتقلب صفحاته في اهتمام بالغ، فهو عبارة عن ثقافة جنسية مباشرة مصحوبة بصور تفصيلية لوقائع ما يحتويه الكتاب، وبدا عليها شعور غرائزي وابدلت ملابسها واستأذنت مشيرة وتحركت الى وليد في المكتبة واعطته الكتاب، وطلبت منه ان يتقابلا في اقرب وقت واتفقا على ان يتقابلا في الخامسة. 
احلام ورياض في ورشة العمل يتابعان سير العمل. 
رياض : يا ترى وصلتي لحل مع الراجل اللي اسمه فايد دا؟ 
احلام متجاهلة النظر اليه : يعني لما يشوف العينات. 
رياض : مش عارف مش مرتاح للراجل دا ليه؟ 
احلام : احنا كل اللي يهمنا الشغل وبس. 
رياض : على رأيك، طبعا حضرتك بكرة هتنزلي السوق بالعينات. 
احلام : ان شاءالله. 
ميرفت بجوار وليد في تاكسي يجوب بهم منطقة الهرم الى ان وصلا لمرساهم، فسألت ميرفت عن مقصدهم فاجاب انهم ذاهبان الى شاليه خاص باحد اصدقائه. 
وليد : انتي خايفة ولا ايه؟ 
ميرفت : لا ابدا .. بس خايفة اتأخر. 
لم يرد وليد واخرج المفتاح من جيبه وفتح الباب ودخلا سويا وجالت بنظرها في ارجاء الشاليه، يبدو انه مكان معد للسهر واللقاءات النسائية حيث الفوضى تعم المكان.. اثار سهرة سابقة.. حيث زجاجات خمر مترامية وبقايا طعام في الاطباق وغرفة النوم بابها مفتوح والفراش غير متساوي. 
وليد : معلش المكان مش مزبوط. 
ميرفت جالسة على احد المقاعد : شكلك شقي اوي. 
وليد متحركا لجوارها : صدقينى مظلوم، دا شاليه واحد صاحبي. 
ميرفت مبتسمة : اه بس اكيد بتيجي هنا باستمرار، ويا ترى مراتك عاملة ايه معاك؟ 
وليد متنهدا : دي سبب عذابي في الدنيا. 
ميرفت : ليه؟ 
وليد : بلاش السيرة دي احسن. 
ميرفت : اللي يريحك. 
تتحرك من مقعدها الى النافذة ويتحرك وليد ويقف خلفها واضعا يده على شعرها. 
وليد : شعرك حلو اوي. 
تستدير ميرفت وتنظر له : ارجوك انا مش قد الكلام الجميل دا. 
وليد : انا بقول الحقيقة وجمالك مش محتاج مجاملة. 
ميرفت وهي تتحرك بعيد عنه : يا ترى ايه اللي عجبك فيا؟ 
وليد يتحرك نحوها واصبح وجهه مواجها وجهها : الشفايف اللي بتدق انوثة. 
يقترب منها ويقبلها ثم يجذبها الى غرفة النوم وهي خلفه مسلوبة الارادة. 
هشام جالس امام احلام في مكتبها وهي تتظاهر بالانشغال في الموديلات التي بجوارها. 
هشام : متغيرة معايا ليه يا احلام؟ 
احلام بعدم اهتمام : انت عارف مشاغلي ولازم تقدر. 
هشام بحدة : مشاغل ايه، دا حتى الدرس استغنيتي عنه. 
احلام : مانت عارف اني بقيت كويسة، البركة فيك. 
هشام : طب واللي بينا؟ 
احلام : ما قولتلك مشغولة. 
هشام مترددا : يعني مش هشوفك قريب؟ 
احلام : سيبها بظروفها. 
ثم تقف احلام فجأة. 
احلام : معلش مضطرة امشي لان ورايا معاد مهم. 
يتحرك هشام دون ان يتفوه بكلمة وهي ترمقه باحتقار. 
رياض بجوار مها في سيارته يوصلها الى الجامعة. 
رياض : تعرفي ان مدام احلام دي هتوصل بسرعة. 
مها : شكلك معجب بيها اوي. 
رياض : اصلها من النوع اللي بيعرف هو عايز ايه. 
مها : دا شئ كويس. 
رياض : ما علينا، انتي اخبارك ايه؟ 
مها : كويسة طول مانت كويس. 
رياض : انا كويس بيكي وليكي. 
مها مبتسمة : وحشتني اوي، بس خلاص بقينا ادام الجامعة هكلمك بليل، باي. 
احلام في مكتب فايد جالسة امامه في قلق. 
احلام : ايه رأيك في شغلنا؟ 
فايد : في حاجات كويسة وفي حاجات مش ولابد، عشان كدا هديكي كتالوجات تصمموا منها وكمان هفتحلك مجال شغل مع ناس اعرفهم. 
احلام باسمة : مش عارفة اشكرك ازاي. 
اقترب وجلس على المقعد المقابل لها. 
فايد : انا وعدتك وانا عمري ما اخلف وعد، عشان كدا هاخد بعض الشغل منك. 
احلام : انا فعلا محتاجة لرجل زيك يساعدني. 
فايد متجاهلا : على فكرة انا جهزتلك شوية فساتين تليق بمركزك وياريت تعدي عليا بليل، هوديكي لكوافير شيك اوي. 
احلام في حيرة : دا اهتمام كبير اوي يا فايد بيه. 
فايد مقتربا برأسه منها : بس في محله وبكرة هخليكي ست يحكوا عنها في كل مكان. 
احلام : وليه كل دا؟ 
فايد معتدلا في جلسته : انا دايما احب اشكل الناس لاشكال تتحاكى عنها، بمعنى ان الماس مثلا وهو خام ملوش اهمية جمالية انما لما ياخد شكل معين الناس بتتهافت عليه. 
احلام باسمة : ويا ترى كام حالة نجحت. 
فايد باسما : انا حياتي سلسلة نجاحات. 
احلام : انا مضطرة امشي. 
فايد : هستناكي بليل واعملي حسابك هتتأخري. 
احلام : هحاول. 
فايد باسما : هتيجي. 
مشيرة واسلام على احد الكباري النيلية و وجههم للنيل مع هواء شبه ساخن يجتاح المكان. 
مشيرة : انا تعبانة اوي من الحال اللي وصلنا له في بيتنا. 
اسلام : انتوا مش مرحلة انتقالية من حياتكوا واكيد هيكون في سلبيات وايجابيات. 
مشيرة : للاسف السلبيات اكتر. 
اسلام : الانسان دايما بيسعى للنصيب. 
مشيرة في نظرة كلها حب : وانت نصيبي. 
ميرفت واقفة في شرفة المنزل بقميص بيتي عاري الذراعان والصدر ترصد حركات المارة وتختلس النظر الى المكتبة ، وشعرت بوجود مشيرة وراءها فبدا عليها الارتباك. 
مشيرة : انتي واقفة كدا ليه؟ 
ميرفت في بلادة : الجو حر هتخنق. 
مشيرة بحدة : امتحانك الاسبوع الجاي و واقفة في البلكونة. 
ميرفت مستنكرة : والله انتي مش واصي عليا. 
تتحرك ميرفت داخل المنزل متجهه لغرفتها و ورائها مشيرة. 
مشيرة : بقى انا قصدي مصلحتك ، تردي عليا بالطريقة دي. 
ميرفت : كنتي فين وجاية تحطي همك فيا. 
تضطرب مشيرة وتنسحب من امام ميرفت. 
ميرفت : ما تردي يا ست هانم. 
مشيرة : ما انتي عارفة كنت عند منال. 
ميرفت بنصف ابتسامة : وازيها عاملة ايه. 
مشيرة تقترب من اختها : قصدك ايه؟ 
ميرفت : ابدا اصلك اتأخرتي وانتي في شهادة والمذاكرة اهم. 
مشيرة : ماما لازم تشوف حل معاكي. 
ميرفت باستهزاء : معايا ولا معاكي؟ 
في حركة لا ارادية تهوي مشيرة بأناملها على وجه ميرفت وتترك الحجرة، وميرفت كما هي لا رد فعل سوى الابتسامة البلهاء التي كانت تكسو وجهها. 
احلام في شقة فايد واقفة امام المرآة تتأمل تلك الملامح التي جدت عليها، حيث اتى الكوافير بانامله بخبايا جمالها المدفون واصبح لها وجه اكثر استدارة مع التسريحة والقصة التي ابتدعها، تحرك فايد ناحية الدولاب واخرج منه بعض الشنط وافرغها على السرير وطلب منها ان ترتديهم ليراهم عليها، وبدا عليها الخجل لوجوده فضحك واقترب منها. 
فايد : انتي بتتكسفي مني؟ 
ومد يده ليفتح لها زرار القميص فساعدته احلام وخلعت الجيبة الى ان بقيت بالقميص الداخلي، ومد يده يناولها احد الفساتين فارتدته وراحت تلف حول نفسها مبتسمة وفخورة لذلك الجسد الذي بانت مفاتنه مع ذلك الثوب وفي الية تامة قاست كل الفساتين وانبهرت منها، ومن شدة فرحتها تحركت نحو فايد ولفت ذراعيها حول رقبته و وقفت على اناملها وقبلته قبلة من هو بين الحياة و الموت ومال بها على الفراش. 

                     
تعليقات