رواية فتاة من نار الفصل الثالث عشر 13 بقلم سلوى منير


رواية فتاة من نار
الفصل الثالث عشر 13 
بقلم سلوى منير

ميرفت في طريقها للمدرسة وبجوارها ياسر يبادرها. 
ياسر : يا ترى وصلتي لايه؟ 
ميرفت : مش عارفه.. بس مرتحالك، يمكن عشان مفيش بينا كلام تلاقي في توتر. 
ياسر : معندكيش فكرة عن مدى القلق اللي انا فيه.. انا فعلا بحبك. 
شعرت ميرفت بشعور لاول مرة في حياتها، اول مرة انسان يحبها لذاتها لا لجسدها. 
ياسر : ساكتة ليه ما تردي عليا. 
ميرفت : طب انت ناوي على ايه؟ 
ياسر باسما : كل حب نهايته الجواز، بس اصبري عليا اخلص الكلية. 
ميرفت باسمة : يعني سنتين ونتجوز! 
ياسر : يعني.. انا جاهز من كله. 
ميرفت بدلال : ايه رأيك تخطبني دلوقت لحد ما السنتين يخصلوا؟ 
ياسر : طب اديني يومين ارتب اموري وارد عليكي. 
احلام جالسة في شرفة منزلها والافكار تتوارد عليها ومرت حياتها امامها بداية من طفولتها وكيف كان يشيد الجميع بهدوئها وجمالها، وفترة صباها واحلامها في ان تكون زوجة رجل ميسور الحال ينتشلها من الفقر.. ومشاعرها المتناقضة عند زوجها واحوالها معه وكيف حاولت مرارا وتكرارا ان تكون سعيدة معه لكنه كان رجل غليظ القلب، ومع وجود مشيرة بدأت تشغل نفسها بتربيتها لانها كانت تشبهها الى حد كبير ثم اتت ميرفت وبدأت معها الحياة تصبح شبه مستحيلة ولكن القدر اراح الجميع بموته، وكيف بموت رمضان بدأ يثور ذلك الحيوان القاطن بجسدها يريد من يهدأ من روعه، وكانت البداية مع هشام الذي حطم الفضيلة بداخلها وفتح من بعده باب لغيره من فايد لفايز واخرهم احمد، ولكن ما زال فايد فارسها المفضل رغم شباب احمد، ثم طرأت صورة الفتاتان في ذهنها.. وماذا يكون موقفها امامهما لو اكتشفا امرها؟ انه امر صعب لكنها حريصة كا الحرص ان تبدو في صورة الام المضحية بشبابها من اجل اولادها. 
ميرفت مع طارق في شقته في الاسماعيلية. 
ميرفت : حلوة الشقة يا طارق. 
طارق : دا من ذوقك بس.
ميرفت : يا ترى بتيجي هنا كتير؟ 
طارق : بظروفها (يمسك يدها ويجذبها نحو الشرفة) تعالي بصي منظر البحر من هنا حلو ازاي. 
ميرفت : تعرف انا بعشق الطبيعة جدا. 
طارق : كل شئ طبيعي جميل، وانتي طبيعية اوي. 
تنظر الى الارض خجلا وتتحرك داخل الشقة ويتحرك طارق خلفها. 
طارق : ايه رأيك اعرفك بشلتي في القاهرة؟ 
ميرفت : وكلهم اشقية زيك كدا؟
طارق : انا مش شقي، انا بس كل الحكاية اني ضعيف شوية قدام الجنس اللطيف. 
يقترب منها ويضمها الى صدره ويتحرك بها الى الغرفة. 
مشيرة مع اسلام في احدى الكافيتريات النيلية. 
مشيرة : ايه اخبار شغلك؟ 
اسلام : كله تمام، انتي ايه اخبار الكلية بتاعتك؟ 
مشيرة : الحمدلله. 
اسلام : خلي بالك من نفسك لان الموضوع مختلف عن الثانوي. 
مشيرة باسمة : انت مش واثق فيا ولا ايه. 
اسلام : لا واثق طبعا، بس مش واثق فيهم هما.. معذورين مهو لما يشوفه حد بجمالك.. شعر كاحل بلون الليل.. جبين بيشع نور.. 
تقاطعه مشيرة : كلامك. حلو اوي. 
اسلام : واللي احلى منه نظرة الحب الخجلانة اللي في عيونك دي. 
نظرة حب تتلاقى بين عينهما. 
احلام في مكتبها وامامها رياض واحمد. 
احلام : ايه رأيك يا رياض نسند مهمة تصميم الموديلات اللي هنعمل بيها العرض للاستاذ احمد؟ 
رياض : وماله. 
احلام : يا ريت تقف جنبه في كل الشؤون الادارية. 
يهز رأسه بالموافقة ويستأذن ويغادر المكتب. 
احمد : انا متشكر اوي. 
احلام : ايه رأيك نسهر النهاردة عندك؟ 
احمد بحيرة : الصراحة انا مشغول اوي، ايه رأيك نخليها غدا؟ 
احلام : زي بعضه، نتقابل هناك خمسة. 
ميرفت في طريق عودتها الى المنزل وبجوارها ياسر. 
ياسر : يوم الخميس الجاي هاجي مع بابا وماما نزوركم. 
ميرفت : حقيقي يا ياسر؟ 
ياسر : انتي خلاص بقيتي بتجري في دمي ومقدرش استغنى عنك. 
ميرفت باسمة : هتيجوا الساعة كام؟ 
رياض يحادث مها بالهاتف. 
رياض : عندي ليكي خبر حلو. 
مها : خير؟ 
رياض : ممكن نحدد معاد لفرحنا الشقة خلصت خلاص. 
مها بسعادة : صحيح يا رياض!؟ 
رياض : صحيح يا مها ، خلاص حلمنا هيبقى حقيقة. 
مها : يا ترى هتفضل تحبني بعد الجواز؟ 
رياض : الحب ناره ممكن تهدى بس مش ممكن تختفي. 
مها : طب وهتيجي امتى نتفق على معاد الفرح؟ 
رياض : النهاردة بالليل ان شاءالله. 
احلام جالسة مع احمد يتناولون الغداء. 
احلام : قولي يا احمد.. بتحب خطيبتك؟ 
احمد : اكيد والا مكنتش ارتبط بيها، ايه لازمة السؤال دا؟ 
احلام : لا ابدا دردشة عادية. 
احمد بتردد : مدام احلام.. العلاقة بينا اساسها الاحتياج، يعني انا محتاجلك عشان مستقبلي وانتي محتاجالي عشان انا راجل وانتي ست، يعني علاقة محدودة. 
احلام : يعني دي مش خيانة لخطيبتك؟ 
احمد : مش عارف، بس اي واحد مكاني صعب يقاوم ست في غاية الجمال زيك كدا، وخطوات نجاح في شغلي.. وانتي عارفة الفرصة مش بتيجي غير مرة واحدة فلازم استغلها، واي فرصة ليها سلبيات وانا شايف انها بعيد عنها لاني هكون ليها في الاخر. 
احلام : يا ترى خطيبتك حلوة؟ 
تتحرك من على السفرة نحو غرفة النوم واحمد ورائها. 
احمد : الجمال بالنسبة لي نسبي.. يعني هي بتتميز انها رقيقة جدا، انما انتي ميزتك انك ست جدا. 
ويقترب منها بعدما اغلق باب الغرفة . 


تعليقات