فتاة من نار الفصل الاول 1 بقلم سلوى منير



فتاة من نار
الفصل الاول 1
بقلم سلوى منير

اول ما يخطر في بالنا عند سماع كلمة النار، هو الانين والآلام. 
رغم ان النار منافعها اكثر من اضرارها، فأعظم ابتكار في تاريخ البشرية هي النار... فهي التي اضائت الليل وهي كانت مصدر الدفئ في البرد. 
والفتيات انواع.. نوع يكوي من يقترب منها، ونوع يبعث الدفئ والامان على الاخرين، ونوع ينير الطريق للغير. 
والحياة مليئة بالنيران.. نيران نهرب من لهيبها، ونيران نسعى لنعيش في كنفها. 
والغريب في الامر اننا كبشر نسعى الى النيران بكل انواعها، نسعى من منطلق ذلك الشئ الغريب المسمى بالحب.. من منطلق التجربة واهوالها 
حسام يونس (15/3/1996). 

احلام جالسة في صالة منزلها وامامها صغيراتها.. مشيرة في مرحلة الثانوية.. وميرفت في اولى مراحل الثانوي. 
احلام امرأة في بداية الثلاثينات من عمرها، تبدو قلقة على زوجها الراقد في المستشفى اثر حادث تصادم، واعدت نفسها والاولاد للذهاب الى المستشفى. 
وفي طريقها الى المستشفى عادت الى الوراء لتتذكر مراحل زواجها من رمضان. 
فهي كانت في الخامسة عشر من عمرها.. وكانت جميلة.. ذو قوام يفوق سنها، ولكن الفقر كان يكسو ملامحها.. فوالدها كان عامل بسيط في احدى المصانع الحكومية، وكانت احلامها تنحصر في الزواج من رجل ينتشلها من الفقر على عكس شقيقتها الكبرى التي تزوجت من رجل اسوء حال من ابيها، فلم تتغير حياتها بل زادت سوء. 
وفي ذلك الوقت تقدم لها رمضان وهو موظف صغير وكان يكبرها بحوالي عشرون عاما ، و وافق والدها دون الرجوع لها. 
وتم الزواج.. وكانت احلام راضية وقانعة بما كتبه لها النصيب، ومع مرور الوقت اكتشفت ان رمضان غيور بدرجة كبيرة.. كانت تصل الى حد الاهانة والضرب ولكنها كانت تصبر على نصيبها، على امل ان يتغير رمضان. 
و وصلت الى المستشفى و وجدت الاطباء يمنعون الزيارة عن زوجها، فتوجهت الى الطبيب في حجرته واخبرها ان زوجها في حالة خطر، وطلب منها الطبيب ان تعود الى منزلها والحضور في صباح اليوم التالي، وعند خروجها قابلت شقيقتها الكبرى انصاف.. وحكت لها ما قاله الطبيب وخرجا سويا كلا منهم عائد الى منزله على وعد بلقاء بعضهما غدا. 
احلام راقدة في فراشها وبجوارها ابنتيها نائمتان وعادت الى التفكير في بداية زواجها، وكان كل يوم يمر عليها كانت غيرة رمضان تزداد.. لانه يدرك فارق السن بينهما واحلام ذاتها كانت تشعر بذلك الفارق مع مرور الوقت فهي شابه تتمتع بجمال وحيوية وهو مع الايام يزداد عجزا عن واجباته الزوجية، لدرجة انه كان يتلاشى واجباته الزوجية حتى لا يشعر بالنقص، وهي تزداد الما على شبابها وجمالها .. ولكن كان عزائها الوحيد ابنتيها، وتمر الايام عليها وهي تعيش بلا هدف او روح واصبح يأسها من حالها كحالة انتحار بطيئة المفعول، فهي تدرك ان شبابها ثورة تنادي الشباب لكي يبعث الروح من جديد في جسدها المهمل من زوجها. 
ثم نظرت الى مشيرة وكيف ان مشيرة ملأت حياتها بهجة وفرح.. واحساسها بالامومة ملأ حياتها، وشغلها بعض الوقت عن مضايقات زوجها المستمرة. 
وتذكرت كيف كان يحسد الناس زوجها عليها.. و نظرتهم لها، فهي تشعر بنظرات الناس لها.. منهم من يجردها من ملابسها بنظراته، ومنها من يشفق عليها من زواجها من ذلك الرجل الذي يفوقها سنا، ومنها نظرات الحب التي كانت تجمع النظرتين السابقتين معا، وذلك ما كانت تحبه من نظرات الناس فهي تفهم جيدا في لغة العيون. 
وبعد من مولد مشيرة.. وضعت طفلتها الثانية ميرفت، ومع وجود ميرفت في الحياة ابتدت حياتها تتغير للاسوء، فغيرة زوجها زادت عن ما سبق.. وشكت لابيها وامها من حال زوجها معها، وكان رد فعلهم سلبيا لانهم وبخوها لشكوتها من حب زوجها وخوفه عليها. 
وتحركت احلام نحو شرفة الغرفة ووقفت فيها وتذكرت ذلك الشاب الذي كان يقطن المنزل المقابل لهم، انه كان ريفيا يدرس هنا في الجامعة.. وكان يؤجر ذلك السكن بمفرده.. وتذكرت تجسسه عليها من وراء الشيش وهي في حجرتها، وكثيرا ما كانت تثيره كرجل ولكنه دائما وراء الشيش حتى لو وقفت في الشرفة امامه كان يتركها ويدخل ، وكم تمنت ان يحاول معها ذلك الشاب الصامت المتخفي وراء الشيش، فهي في تلك الفترة كانت تريد اي فارس يروض ذلك الحيوان القاطن بداخلها المسمى بالانوثة، ولكن ذلك الشاب اكتفى بمشاهدتها وهي نصف عارية ولم يعرف انها كانت تثيره ليحاول معها. 





                       
تعليقات