رواية مذكرات فتاه الفصل الثالث 3 الكاتب بقلم مجهول


رواية مذكرات فتاه
الفصل الثالث 3
الكاتب بقلم مجهول


طال الصمت بيننا قطعت ذلك و قلت له 
- ما اسمك ؟ 
- مدحت عثمان في الثانوية العامة و ساكن في الدقي يعني بعدكم بشوية 
- " ضحكت بشدة " 
- بتضحكي على ايه ؟ 
- هو انت مصدقت فتحت ف الكلام ؟
- انا بس عايز اعرفك على نفسي . قالها ضاحكا .
و تعددت المقابلات بيني و بين مدحت و عرفته معرفة جيدة فهو انسان جيد و مجتهد في التعليم و ايصا في حياته خفيف الظل و ذكي ... انا بالنسبة الى شعوري اتجاهه فأنا لا استطيع ان ادركه و لكني كنت ارتاح عند مقابلته و الحديث معه في اي شيء فهو انسان مميز و عنده القدرة على جذب اي انسان نحوه بخفة ظله و طيبة قلبه و علاقتي مع مدحت الى ان جاء الصيف كانت قوية جدا فكنا ف الصيف نتقابل و لكن ليس كثيرا مثل الشتاء ..
و نجح مدحت في الثانوية العامة و كنت سعيدة جدا لهذا الخبر و عندما نجح اهداه والده سيارة و مدحت كان سعيد جدا لهذه الهدية و كنت اول من ريكبها و في ذات يوم قال لي مدحت : انا هفاتح بابا في موضوعنا .
- متستنى شوية يا مدحت 
- هستنى ايه ؟ .. متخافيش بابا هيوافق ولا انتى بقا عندك معارضة في البيت 
- مفيش حد في البيت يعرف موضوعنا 
- طيب خلاص انا هحدد ميعاد مع بابا و اخليكي تبلغيهم اننا جايين عشان نزوركم .
و مضى اسبوع و انا لم ارى مدحت فيه حتى رايته يجلس على المقهى امام المنزل فبدلت ملابسي و نزلت فجاء ورائي و ركبت معه السيارة و قلت له 
- باباك موافقش على الخطوبة صح؟
- صح 
- طب و انت ايه رايك ؟ 
- المشكلة مش رفضه الخطوبة المشكلة انه عايز يسفرني انجلترا لاختي الكبيرة اكمل تعليمي هناك .
و عند سماعي لذلك الخبر لم استطيع ان اتملك نفسي فرميت نفسي في احضانه و اخذت ابكي فاوقف السيارة و اخذني لنجلس في كازينو فظل مدحت صامتا ينظر الى النيل فقطعت تاملاته قائلة  :و بعدين يا مدحت ؟ 
- مش عارف لانه كمان مصمم اني اخطب بنت عمي 
- المفروض اننا ننسى بعض ؟ 
مسك يدي و قال : عمري مهنساكي يا حنان دا انت اول حب في حياتي .. انا ليا طلب عندك مش عايزك تنسي مدحت لان مدحت حبك من كل قلبه و لولا الظروف انا كنت كسرت كلام بابا و خطبتك .
- لا يا مدحت اسمع كلام والدك و انا عمري مهنسى مدحت الانسان اللي علمني معنى الحب .
قام مدحت و دفع الحساب و اتجهنا الى السيارة و قلت له : هتسافر امتى ؟ 
- بكرة .. بكرة الساعة ٧ .
و من غير وعي قبلته بخده و هذه كانت اول قبلة ياخذها مدحت مني بعد سنة و نصف من حبنا فتحرك بسرعة .
قلت له: انا عايزة اوصلك المطار يا مدحت
- ملوش لازمة هيبقى معايا بابا 
- متخافش هقف بعيد 
- اللي تحبيه انا هكون في المطار من ٦ .
وصلنا على ناصية شارعي و تركني مدحت و ذهب وصلت الى البيت و دخلت الى غرفتي و رميت نفسي على السرير و ظللت ابكي كما لم ابكي من قبل فكنت ارهب الوحدة و اخشى حياتي دون مدحت و بعد مدة من البكاء اخذت اذن والدي ان اودع احد زميلاتي المسافرة للعلاج و وافق ابي على طلبي .
لم ارى النوم تلك الليلة كنت اعيد شريط الذكريات بيني و بين مدحت و عندما دقت الساعة الخامسة و النصف اخذت اعد نفسي للخروج و توجهت الى المطار و رايت مدحت و معه والده و فتاتان تقريبا واحدة اخته و الاخرى ابنة عمه ولاحظ مدحت وجودي فستاذنهم و جاء خلفي و مسك يدي و قال : كنت متاكد انك هتيجي.
ثم اخرج من جيبه ظرف و قال : بصي يا حنان انا واخد جواباتك و هدايكي معايا عشان تعرفي اني هفضل فاكرك و عمري مهنساكي .
بكيت بشدة قائلة : يلا يا مدحت لاحسن تتاخر على الطيارة
ذهب مدحت و دخل ليكمل باقي الاجرائات و ذهبت للنافذة التي تطل على ارض المطار و ظل مدحت يحلق لي بيده و ودعنا بعضنا البعض و هذه كانت قصة حب جميلة و لم ارى مدحت مرة اخرى و لكنني عرفت انه تزوج ابنة عمه بلندن و لم يراسلني مدحت غير برسالتين فقط! .. فالبعيد عن العين بعيد عن القلب .
و بعد ذلك لم يدم جرح مدحت لي طويلا  ففي بداية العام الدراسي الجديد كنت في زيارة عزة صديقتي فكنا دائما نتبادل الزيارات .
فجاء كرم اخيها و قال لي انه يريدني في موضوع هام ولكنه يريدني على انفراد و اتفقنا ان نتقابل بعد المدرسة لانه لم يستطع ان يكلمني في البيت و بالفعل في اليوم التالي جاء كرم و مشينا سويا و كان كرم في حالة متوترة فبدات انا بالحديث 
- خير يا كرم في ايه ؟ 
- انا بس مش عارف ابدا ازاي 
- اقولك انا انت عايز تقولي ايه .. انت عايز تقولي انك بتحبني ؟ 
تعجب كرم و قال : و انت عرفتي منين اني كنت جاي اقولك كدا 
- من اول مقولتلي انك عايز تكلمني في موضوع مهم .. وكنت بلاحظ على طول يعني نظراتك و كدا كنت عارفة ان في حاجة من جواك ناحيتى
- طيب و انت ايه رايك يا حنان 
- انا هتكلم معاك بصراحة.. انا عمري مشوفتك امتر من اخ ليا و تاني حاجة انا مش عايزة اظلمك و اخدك عشان اداوي فيك جراحي.. انا لسة خارجة من تجربة صعبة جدا و مش هقدر انساها بسهولة
- بما انك اتكلمتي بصراحة فانا كمان هتكلم معاكي بصراحة... انا من زمان و انا بفكر فيكي و لكني كنت خايف من رفضك ليا عشان كدا كنت بأخر الموضوع .. و اما عن التجربة اللي انت مريتي بيها انا يسعدني اني اكون الدوا اللي هيعافيكي من جرحك دا وعايز اقولك ان مهما يحصل منك انا هستحمل و كمان انت عارفة ان دي اول سنة ليا ف الكلية و محتاج لحد يكون جنبي... ها ايه رايك يا حنان؟ 
فظللت انظر اليه بتامل و اسال في خاطري هل من الممكن ان ينسيني مدحت فقلت له : سيبني افكر شوية 
- طيب انا هجيلك الاسبوع الجاي اعرف رايك و اتمنى انك تفكري كويس و تفكري رضه ف حالتي هتكون ايه لو وافقتي او حالتي لو رفضتي 
و تركني كرم و ذهب و انا اتامله بطوله و سرعة خطوته و نحافته 

تعليقات