رواية شرفة الحياة الفصل الثالث 3 بقلم كاتبة مجهولة


رواية شرفة الحياة 

الفصل الثالث 3

بقلم كاتبة مجهولة



عدت الى القاهرة ورأسي تضج بالافاكر، يا ترى هل سيظل الاستاذ محمود على عهده.. ام انه يرسم على وجهه صورة الانسان الطيب ولكن الحقيقة عكس ذلك؟ وتركت الامر للايام توضح الصورة. 

وفي احد الايام في الكلية طلب مني هشام ان يتحدث معي من اجل امر هام. 

بادرته : خير يا هشام؟ 

قال : مش عارف اقول ايه ولا ابدأ منين؟ 

قلت : للدرجة دي الموضوع مهم؟ 

قال : طبعا لانه يخص المستقبل. 

قلت : وانا ايه علاقتي بمستقبلك؟ 

قال : بصراحة انا معجب بيكي جدا، و معجب اكتر بشخصيتك لانك غير كل البنات اللي معانا في الكلية هنا. 

قلت : بصراحة انا مش بفكر في الموضوع دا خالص. 

قال : انا هتقدملك ونتخطب دلوقت وبعد الجامعة نتجوز. 

قلت : انا مش مستعجلة على الارتباط. 

قال : منا بقولك معانا وقت لبعد الجامعة نعرف فيه بعض ونرسم صورة واضحة لحياتنا. 

قلت : معلش يا هشام خلينا صحاب دلوقت على الاقل وسيب موضوع الارتباط دا للايام. 

قال : افهم من كدا انك معترضة على شخصي. 

قلت : ابدا بس انا فعلا مبفكرش في الموضوع دا دلوقت وارجوك اعذرني في قراري. 

قال : كنت اتمنى تكوني شريكة حياتي، بس زي ما بيقولوا النصيب غلاب. 

جلست افكر في الليل فيما دار بيني وبين هشام.. ولا ادري ما جعلني ارفضه، رغم اني اتمنى ان اكون فتاة مرغوبة ويوجد انسان يحبها ويثير مشاعرها، كما انني معجبة به ولكني لا ادري ما السبب.. والشيء الوحيد الذي وصلت اليه يكمن في اسلوبه.. فهو بدون معاشرة بيننا فكر وقرر ان يرتبط بي، دون الرجوع الى مفاهيمي سواء للحب او للزواج.. ومع قراري ذلك ارتاحت نفسي لاني ابحث عن الجوهر دون الشكل. 

في احد الايام وقبل خروجي من المدينة الجامعية طلبتني المشرفة واخبرتني بانه يوجد لي زائر في الاستراحة، واستغربت من يكون الزائر .. ذهبت للاستراحة فوجدت الاستاذ محمود زوج امي في انتظاري.. قلقت جدا. 

فبادرته : خير في حاجة في المنصورة؟ 

قال : لا ابدا كلهم بخير، بس انا كنت في مأمورية هنا وقولت اطمن عليكي. 

وخرجنا سويا من المدينة.. 

بادرني : ايه رأيك تزوغي من الكلية النهاردة؟ 

قلت باندهاش : هو انت مش ناوي ترجع النهاردة؟ 

قال : لا طبعا راجع بس اخر النهار، بس كنت عايز اتكلم معاكي شوية. 

قلت : مبدئيا ازوغ من الكلية.. ثانيا تعزمني على الغدا.. ثالثا تحكيلي. 

قال : يلا بينا. 

وتحركنا نحو احد المطاعم النيلية وطلب لنا طعام. 

بادرته : خير ايه الموضوع؟ 

قال : اولا احنا قلقانين عليكي اوي.. بقالك اسبوعين ماجتيش. 

قلت : صدقني غصب عني.. يعني ظروف. 

قال : يا ترى ممكن اعرفها ولا سر؟ 

قلت : ابدا لا سر ولا حاجة،، (سردت عليه موضوع هشام بكل تفاصيله) . 

قال : كويس ان تفكيرك ناضج كدا.. على العموم انا اصلي قلقت وفكرت انك واخدة مني موقف. 

قلت : لا والله خالص هو زي ما قولتلك كدا. 

قال : ماشي.. في بقى حاجة كويسة اوي عشانك. 

قلت : ايه جايبلي عريس. 

ضحك وقال : لا انا امشي في جنازة وممشيش في جوازة، الموضوع ان ليا واحد قريبي شغال في جريدة حزبية وعرضت عليه انك تشتغلي معاهم.. اهو كتدريب ليكي يعني. 

قلت : انت بتتكلم جد. 

قال : طبعا وعشان تصدقي يلا بينا نروحله حالا. 

وذهبنا سويا الى مجلة الحزب وهي عبارة عن دور كامل في عمارة بوسط البلد.. ولم ننتظر كثيرا ودخلنا الى ذلك القريب وكان يعمل سكرتير تحرير وقابلنا بحفاوة بالغة. 

بادرني : يا ترى ميولك ايه؟ 

قلت : مش شيء معين، بس بحب التحقيقات الصحفية. 

قال : عندك الجرأة الكافية لدا؟ 

قلت : يعني.. لو في عمل تاني حضرتك تفضله انا تحت امرك. 

قال : على العموم انا هديكي فرصة اسبوع تكوني عملتي ربورتاج عن اي حاجة تعجبك، ولو عجبني الموضوع اعينك فورا في المجلة.. ومش بس كدا انا هخصصلك عامود في الجريدة تكتبي فيه اسبوعيا مع كل عدد.وانتهت المقابلة على امل العودة بعد اسبوع.. وحقيقي لم اقدر ان اعبر عن مدى سعادتي وامتناني للاستاذ محمود، عدنا للمدينة الجامعية اخرج الاستاذ محمود بعض الاوراق المالية ودسها في يدي، ولم يعطيني فرصة للاعتراض فوجهه كان يملؤه الابتسام والحنان في نفس الوقت. 

جلست افكر فيما يكون موضوع الربورتاج الاول واخذت اتنقل من موضوع الى الاخر واستقريت على موضوعين.. الاول احوال المدن الجامعية، والثاني علاقة الشاب والفتاة في الجامعة، ورحت اعد ادواتي لاجمع كل الخيوط واطرقت العديد من القضايا سواء كانت خاصة بالموضوع الاول او الثاني. 

والحقيقة اعتمدت على كثير مما سمعته من زملائي وتجاربهم في الموضوعين، وذهبت بعد الاسبوع للاستاذ زكريا سكرتير التحرير.. وسلمته التحقيقان واعجبوه كثيرا وقرر نشرهم تباعا ولكنه اقترح علي ان اكتب باسم مستعار حتى لا اعرض نفسي لاي عقوبة من المدينة الجامعية او الجامعة نفسها، ولكني رفضت وعرضت عليه ان اشير الى الحروف الاولى من اسمي.. وذكرته بوعده باعطائي عامود للنشر اسبوعيا، فعلق على ذلك موافقا وطلب مني اعد عدة مقالات تبرز مدى سلبيات المجتمع وطلب مني صورة لكي يستخرج لي كارنيه من الحزب والصحيفة. 

والحقيقة شدتني الحياة الجديدة.. واعجبت بها للغاية.. فها هو حلمي يتحقق في ان اكون صحفية، صحيح انها صحيفة حزب ولها اسلوبها وسياستها الا انها خطوة نحو النجاح واثبات الذات. 

واصبحت اقضي وقت كبير جدا في الجريدة واصبحت من اسرة الجريدة، ولفت نظري شاب يدعى احمد كامل يعمل في قسم اخبار المجتمع.. واشد ما لفت نظري اليه هو خفة دمه واسلوبه المرح في الحديث ومعاملة الغير، ودائما ما كان يداعبني باصغر صحفية في القرن العشرين.. ولا ادري ما سبب اعجابي به هل لكثرة نزواته كما سمعت؟ ام نظراته الخفية لي من حين لاخر، لا ادري سوا انني انجذبت اليه.. وفي احد لقائاتنا سألته :

قولي يا احمد انت تقريبا داخل على التلاتين، لسة متجوزتش ليه؟ 

قال : بصراحة مش شايف داعي للجواز طالما كل طلباتي مقضية. 

قلت : يعني ايه كل طلباتك مقضية؟ 

قال : شوفي يا ستي.. في عم صالح دا راجل كبير هو اللي مربيني وشايف كل طلباتي في البيت. 

قلت : بس عم صالح مش باقيلك طول العمر، اكيد هييجي الوقت اللي هتبقى محتاج فيه لونيس. 

قال : الونيس اكتر من الهم على القلب، انا من خلال شغلي والحفلات اللي بحضرها بشوف العجب وبقدر اؤنس وحدتي. 

قلت : بس الفرق شاسع بين واحدة تحبك و واحدة تقضي معاها وقت والسلام. 

قال : سيبك من كلام الانشا دا الواقع شيء والخيال شيء تاني خالص .. بعدين قوليلي بقى انتي جايبالي عروسة ولا ايه؟ 

قلت : ابدا مجرد كلام.. مستغربة بس من اسلوب حياتك. 

قال : ممكن اسألك سؤال محرج شوية؟ 

قلت باضطراب : اتفضل انا مفيش في حياتي شيء اتحرج منه. 

قال : انتي عمرك ما جربتي الحب؟ 

قلت : عمري ما سعيت للحب. 

قال : انا بقى الحب بالنسبالي رحال. 

قلت : يعني ايه يا فيلسوف؟ 

قال : يعني اخد من الزهرة دي عبيرها، اخد من دي جمالها.. 

قاطعته : تاخد من دي شوكها. 

قال : ممكن.. بس طالما عارف امسك الزهرة منين عمرها ما هتجرحني. 

قلت : شكلك مقتنع بوجهة نظرك.

قال : لو انتي مكاني وبتشوفي الحياة زي ما بشوفها انا كل ليلة.. كنتي اقتنعتي زيي، وليه نروح بعيد في النهاردة حفلة عيد ميلاد للفنانة ناهد.. تعالي معايا وشوفي الدنيا ماشية ازاي. 


                                             الفصل الرابع والاخير من هنا 

تعليقات