قصة بائعة المتعه البارت الثانى والعشرون 22 بقلم حنان حسن


قصة بائعة المتعه
البارت الثالث والعشرون 22
بقلم حنان حسن


عندما وصل المحامي وفتح البوابه.... 
جريت إلى المحامي.. وشاورت له على الغرفه..
وقلت له... عادل هنا...
فا قام المحامي بفتح الباب بكل حذر..
وهنا كانت المفاجئه...
لأننا أكتشفنا بأن عادل أتعرض للدغ من الثعبان فعلاً،
فاقاك المحامي بإخراجه من الغرفه بحذر.
ولكن عادل كان فاقد للوعي تماماً..
وبسرعه أخذناه إلى المستشفى..
وفضل عادل هناك في غيبوبه لعدت ساعات وهو بين الحياة والموت..
وأنا والمحامي كنا معاه في المستشفى..
وما كنا نقدر نعمل له حاجه غير أننا ننتظر أي خبر  من الأطباء.. 
وطبعاً المحامي كان قلقان لا عادل يموت ويتوجه لي تهمه بقتله.. 
بس أنا في الوقت هذا.. 
ماكان في حاجة شغلاني غير براءة ياسر.. 
أللي الأمل فيها كان يتلاشى... 
ولما لقيت أنهم ممكن يتهموني بقتل عادل.. 
قلت أنها كده كده خربانه... 
فا قررت بأني أشهد على نفسي بقتل العقربه
على شان ياسر يخرج منها..
أقلها أرد له لو جزء بسيط من أللي عمله على شاني وعلى شان أمي واخوايا.
وكنت ناويه استشهد بالفيديو..
بتاع العقربه أللي في موبايل عادل.. 
لحسن الحظ أن موبايل عادل كان معايا وفي جيبي. 
فا اقتربت من المحامي فعلاً... على شان أقول له على قراري..
لكن قبل ما اتكلم معاه..!!
واتفاجئنا بالممرضه وهي جايه تزف لنا البشرى وخبر..؟؟ 
وتقول.. مبرووك المريض جسمه استجاب للمصل..
وفاق من الغيبوبه...
فسألها... المحامي.
وقال لها.. ممكن نشوفوا..؟؟
فا ردت الممرضه.. وقالت؛ أيوه اتفضل..
وهو أصلاً.. أول ما فاق كان بيسأل على زوجتوا..
فا أخذني المحامي ورحنا إلى غرفة عادل..
وأول ما دخلنا على عادل..
واتفاجئنا أنه كان بيبكي.
فسأله المحامي..
وقال له.. مالك ياعادل..؟ أنت تعبان من حاجه..؟؟
أجيب لك الدكتور..؟
فا در عادل.. وقال.. أنا مرعوب..!! ماني تعبان..
فسألتوا  أنا هذه المره..
وقلت.. له مرعوب من أيه..؟؟
وبدل ما عادل يرد عليا السؤال...
لقيته بيسألني... وبأسف.
وقال لي.. هو أنتي هُنا... يا هناء..؟
كويس أنك جيتي..
وقال.. أنا لازم أصلح الغلطه أللي غلطتها في حقك..
وبص لي عادل... وقال :
انتي طالق بالثلاثه يا هناء.
فأنا خفت من تصرفه هذا وقلت في نفسي هو ناوي على إيه..
فا تفاجأ وأتعجب المحامي من تصرفات عادل.. 
وسأله.. وقال.. مالك ياعادل.. 
وليه بتقول أنك مرعوب..؟ 
فارد عادل وهو ما زال يرتعد من الخوف..؟؟ 
وقال :
مرعوب من أللي شوفتوا. 
فسألتوا.. بفضول. 
وقلت له.. هو أنت شوفت إيه..!! 
رد وقال.... شوفت (القيامة وهي بتقوم) 
فا بصينا لبعض أنا والمحامي.. 
وإحنا مستغربين من كلام عادل الغريب.. 
وسكتنا على اعتقاد أنه قاعد بيخرف من الحاله اللي هو فيها ومن تأثير السم والتعب.. 
لكن عادل استرسل في الكلام.. 
وقال... 
أنا شوفت الدنيا وهي بتنتهي.. 
وأنا بغيب معاها وبنتهي... 
في ساعتها لقيت نفسي لوحدي.. 
وكنت بتحاسب لوحدي.. 
ولا مالي نفعني ولا أهلي ولا حتى نفوذي.. 
وفضل عادل يتكلم وهو ويبكي.. 
ويقول... 
أنا ما كنت اعرف أنو  يوم الحساب هيبقى صعب كده. 
وبدء عادل يوصف أللي شافوا.. 
وقال... 
أنا شوفت نفسي وأنا واقف على خيط رُفيع  ومن وتحت مني في نيران ولهب.. 
وأختي أللي قتلتها تطالب بالقصاص مني. 
والناس ألي ظلمتهم كانوا متعلقين في رقبتي وبيطالبوا بحقهم مني... 
وأنتفض عادل وهو بيكمل في وصفه للمشهد أللي شافوا.. وهو في الغيبوبه.. 
وقال:.. 
أنا سمعت صوت بيسأل.. 
وبيقول.....
أللي تعدا وتجرأ على حدود الله يجهز نفسه للجحيم.. 
فا اترعبت لأني أكلت ميراث أخواتي بالباطل.. 
وأنا عارف وكويس بأن ربنا وضع قوانين وحدود للميراث.. 
وحذر من تعديها.. 
واستشهد بآيه وقال في الكتاب
(تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعدّ حدود الله فا أولئك هم الظالمون) 
وكمل عادل ونو مرعوب.. 
وقال :
وياريت هذا كان ذنبي الوحيد.. 
دنا كان عليا جرايم قتل وذنوب ثانيه كثير.. 
وفي اللحظه دي... 
قاطعت عادل.. 
وقلت له... احمدالله أنك فقت قبل فوات الأوان 
ويمكن الآن بأنك تكفر عن ذنوبك.. 
وتوب إلى الله.. 
وأول حاجه لازك تعملها.. 
هي انك تخرج ياسر من السجن.. 
فا انفجر عادل في البكاء.
وقال... أنا ذنوبي كثيره..
وفي مصير أسود بينتظرني...
وفي هذه اللحظه..
اشفق المحامي على عادل..
وقال له... هون على نفسك.. والله غفوراً رحيم..
وأنت أكيد كنت بتحلم بكوابيس  أثناء ماكنت في الغيبوبه..
عموماً أنت فقت من الغيبوبه خلاص..
وقبل ما المحامي يكمل كلامه ويهدء من روع عادل..
دخل علينا  رجال المباحث..
أللي كانوا جايين يحققوا في السبب أللي أدى لتسمم عادل بسم الثعبان ..
وأول ما شوفت رجال الشرطة.. 
قلت بصوت واطي.. يلهوي.. 
دلوقتي  عادل أكيد هايعترف عليا.. 
يعني خلاص أنا ضعت كده... 
ولكن أللي حصل...!! 
بأن عادل شهد.... 
بأنه كان لو حدوا ساعة ما تعض من الثعبان.. 
وما ذكر أني انا ألي قفلت عليه الباب.. 
المهم................ 
لما الضابط اتأكد انها كانت مجرد حادثه.. 
ومافيش أي شبهه جنائية.. 
نظر الضابط لعادل... 
وبعدما قفل المحضر... 
وقال له.... ياريتك تعدل عن هوايتك الغريبه دي.. 
وتبطل تربى الثعابين... 
وخصوصاً بعد أللي حصل لك ده... 
وأنهى الضابط حديثه.. 
وقال... عموماً حمدالله على السلامتك... 
فا رد عادل... ونو بيرتعش.. 
وقال... أنا عايز أدلي بشهاده ثانيه قبل ما أموت.. 
فا فتح الضابط المحضر من جديد... 
وقال له... اتفضل عايز تقول أيه.. 
فا بدء عادل بأعترافاته.. ويقول:
أنا بعترف أني شاركت أخويا جلال في قتل أختنا.. 
المجني عليها بالخنق... 
وكمان بعترف أني شهدت على أخويا ياسر زوراً
بأنه قتل شقيقته... 
وشهادتي دي كانت كذب.. وياسر بريئ
وكل أللي عملته ده كان بسبب الطمع...
وبعدما رجال الشرطة اخذوا أقوال عادل..
في بلاغ رسمي..
وضعوه تحت الحراسه لحين ما يترعض للنيابة..
وبيومها أنا كنت مستغربه من التحول أللي حصل لشخصية عادل..
وبعدما خرجنا أنا والمحامي من غرفة عادل...
سألت المحامي..
وقلت له........؟؟؟
هي لدغت الثعبان أثرت على عقل عادل ولا إيه..!! 
فسألني المحامي.. 
وقال لي.. ليه بتقولي كده.. 
قلت له.. لان عادل اعترف على نفسه جريمة قتل وبلاوي ثانيه... 
بدون ما حدا يطلب منه... 
دا غير أنو  بيقول... أنه شاف يوم القيامة.. 
هي القيامة لسه قامت على شان يشوفها.. 
فا أبتسم المحامي.. وقال :
( قيامة الأنسان موته)... 
قلت له.. يعني إيه..؟ 
قال... يوم القيامة.. معناها.. نهاية العالم.. 
ونهاية الحياة كلها.. 
وهذا ميعاد غير معلوم  وهو بأمر الله.. 
لكن لما بنقول أن قيامة الإنسان موته.. 
بتعني.. أن الإنسان لما بيموت الحياة كلها بتنتهي بالنسبه له.. 
فا قيامته بتبقى يموته.. 
وكلنا هيجي علينا اليوم ده.. 
وكلنا هانرجع لرب العباد.. 
وهنتسأل عن كل كبيره وصغيره.. 
ويظهر أن عادل شاف المصير أللي بينتظره وهو في الغيبوبه.. 
على شان كده.. 
عادل يحاول يخلص نفسه من حساب الأخره.. 
واعترف بكل حاجه.. 
بعدما سمعت التحاليل المنطقيه أللي قالها المحامي . 
تركت المحامي في المستشفى.. 
ورجعت بيتنا.

تعليقات