قصة مملكة مصاصي الدماء البارت الثاني عشر 12 بقلم مجهولا







قصة مملكة مصاصي الدماء

البارت الثاني عشر 12

بقلم مجهولا

رفعت يداها الصغيرة لتغطي بها وجهها بخجلٍ شديد وهي تصرخ بصوتٍ خافت 


"لمَ لا يظهر سوى في الأوقات المحرجة!!"


كانت تعتقد أن صوتها كان منخفضاً، لكنه كان مسموعاً جيداً لمصاص الدماء الذي يحاصرها على الجدار 


أبعدت يداها عن وجهها وهي تحاول إخفاء خجلها، لكن الحمرة التي تغطي خداها كانت واضحة للغاية 


"لم أكن أقصدك بجونغكوكي"


"حقاً؟"


"أ..أجل..أجل"


ليس هناك مكان للكذب أمامه!


زفرت إميليا أنفاسها بضيق ثم رفعت يداها وهي تحاول دفع الجسد الضخم من أمامها فقد كان قريباً للغاية منها 


إبتعد الغرابي ببطء للخلف وهو يحشر يداه داخل جيوب بنطاله الأسود 


وحالما إبتعد هربت تلك الصغيرة 


أصبحت تهرب منه طوال الوقت مؤخراً !


دخلت للمطبخ تلك الصغيرة الغاضبة وهي تبحث بعيناها عن أليس التي هربت وتركتها في ذلك الموقف قبل قليل 


وجدت أنها كانت تستند على رخام المطبخ بينما تقضم تفاحة بين يداها 


لكنها ما إن رأت إميليا الغاضبة التي تنظر لها بحدة حتى تركت التفاحة جانباً ثم هرولت لخارج المطبخ وهي ترفع ثوب الخدم بين يداها 


و إميليا تركض خلفها بأقصى ما لديها 


كان شكلهما غبياً و لطيفاً للغاية 


ضلت أليس تركض في ممرات القصر و إميليا خلفها إلى أن توقفت أليس فجأة حينما وجدت نفسها أمام إحدى مساعدات الملك جيون


توقفت أمام المساعدة تماما فقد كانت على وشك الإصطدام بها 


لكن إميليا التي لم تستطع التوقف و التحكم في سرعتها قد إصطدمت بأليس بقوة ما جعل كلتاهما يصطدمن بالمساعدة هي الأخرى 


وقعن جميعهن على الأرض وقد بدأت تلك المساعدة بشتمهن وهي تستند على الحائط لتستقيم 


كانت المساعدة إمرأة تبدو في العشرينات، تمتلك شعراً بنياً و عيوناً سوداء 


كانت نحيفة الجسد و طويلة من إميليا بكثير 


كانت تبدو على ملامحها التكبر بوضوح 

هل تخلصت من الشقراء هِيمي فأتت الآن هذه 


وقفت إميليا وهي تربت على جانب خصرها بألم فقد صدمت جانبها بأحد التماثيل الحجرية الصلبة 


مدت إميليا يدها نحو أليس لتنهض هي الأخرى 


تقدمت الصغيرة نحو المساعدة التي لاتزال تلقي عليهن شتائمها بصوتها المزعج


إنحنت إميليا بخفة وهي تعتذر 

لكنها تلقت صفعة من تلك الشمطاء !


هل صفعتها للتو ؟!!


أدارت إميليا وجهها نحو تلك المساعدة بغضب شديد ثم إنقضت عليها تنتف شعرها خصلة بخصلة !


من ذا اللذي يمد يده عليها!


كان الأمر سهلاً بالأخص أن تلك المساعدة كانت بشرية سليطة اللسان 


أليس تحاول إبعاد إميليا التي تتسلق ظهر تلك التي تصرخ بألم


جذب صوت الجلبة العالي أليكس التي كانت في أحد مهماتها اليومية 


صدمت حينما وجدت مساعدة الملك المدعوة هيلينا تُنتف من قِبل إميليا الهائجة 


بحق الجحيم ! كيف لتلك القصيرة و الصغيرة جعل هيلينا الطويلة تصرخ و تبكي بين يداها 


سارعت أليكس لتفك الشجار الذي لم تستطع أليس فعل شيء حياله 


قامت أليكس بإحاطة معدة إميليا بكلتا ذراعيها ثم تسحبها للخلف بصعوبة 


فقد كانت إميليا تتحرك بهمجية وغضب وهي تحاول إفلات نفسها من أيدي أليكس 


"أتركيني والجحيم !، دعيني أري وجه الشمبانزي هذه كيف ترفع يدها علي !!!"


صوتها قد ملئ أروقة القصر 

الخادمات قد تجمعن في المكان 


بعضهن يشاهدن بصدمة و الباقي يحاول المساعدة 


أتى بعض مساعدي جيون الذكور وهم يركضون فقد ظنوا أن شيئاً خطيراً يحدث 


لكنهم سرعان ما تجمدوا مكانهم كما الباقي بصدمة 


"فل يساعدني أحدكم و اللعنة!"


صرخت أليكس وهي تحاول تثبيت إميليا بين ذراعيها حتى لا تعود لهيلينا 


تقدم أحد مساعدي جيون والمدعو ألبرت 

قام بإسناد هيلينا الملقية على الأرض بشعرها المنكوش 


جعلها تقف بصعوبة، كانت خصلات شعرها منتشرة في الأرضية 


فقد قامت إميليا بنتفها بمعنى الكلمة !


"ياإلهي أبعدو عني هذه الكلبة المسعورة !!! قامت بنتف شعري !!"


"لالا بل و لازلتِ تتكلمين !، فل تتركوني عليها لأريها من هي الكلبة المسعورة هنا !!"


ظلت إميليا تصرخ وأليكس تمسك ذراعها اليمنى و أحد مساعدي جيون يمسك بذراعها الثانية 


فجأة توقف الجميع حينما سمعوا صوت خطوات الرئيس جيون الهادئة وهو يتقدم نحوهم 


نقل الجميع أنظارهم نحو هيئته الجامدة و المظلمة 


إنحنى الجميع له بإحترام و إنصرفت الخادمات بسرعة خوفاً منه 


أفلتت إميليا نفسها من بين أيدي أليكس و المساعدة وقد خف غضبها 


رتبت فستانها و شعرها، فقد تبعثر مظهرها كلياًّ


ثم إبتسمت بشكلٍ واسع و تقدمت نحو جيون لتقف بقربه 


رفعت إصبعها السبابة نحو هيلينا المبعثرة و المنتوفة و تحدثت بصوتٍ قد تحول فجأة لطفولي بدل ذاك الحاد الذي كانت عليه قبل قليل 


"جونغكوكي ! لقد نعتتني تلك الدجاجة المنتوفة بالكلبة المسعورة وقامت بصفعي !!"


فتح الجميع فمه بصدمة 


ليس من حديثها إنما من لقبها لرئيسهم جيون !


أعين الغرابي قد نظرت لإميليا المشيرة بسبابتها نحو هيلينا 


كانت عيناه حادة وملامحه جامدة كما في كل مرة 


تخطاها يكمل خطواته الهادئة نحو جناحه غير مهتمٍ 


هل تجاهلها للتو !


قضمت شفتاها بغيض وهي ترى هيئته الضخمة مبتعدة 


ضربت قدمها مع الأرض ثم تحدثت وقد عاد غضبها و أشد من ذي قبل 


"يال هذا القصر المملوء بقردة الشمبانزي المتكبرين !!"


ألم يكن لطيفاً معها قبل قليل فقط ؟


إستدارت وهي تغادر لكن أوقفها صوت هيلينا المزعج و المستفز 


"يالكِ من مسكينة، أتمنى ألا أقع في حياتي في مثل هذا الموقف المحرج مع الملك"


"بدل الثرثرة يا أيتها الدجاجة المنتوفة قومي بجمع شعرك من على الأرض، ستحتاجين لشيء تخفين به صلعتكِ اللعينة !"


كانت إميليا تهسهس بصوتٍ غاضب و تضغط على حروف كلماتها 


ومن ثم غادرت المكان نحو غرفتها وصوت خطواتها الغاضبة يُسمع في أروقة القصر الهادئة 


دخلت لغرفتها ثم أغلقت الباب خلفها بقوة كبيرة 


حتى أن صوته قد صدح في أرجاء المكان 


إرتمت على سريرها وحملت الوسادة 

تغرس فيها وجهها ثم تبدأ بالصراخ بقوة 


ليس هناك طريقة ثانية للتنفيس عن غضبها 


بعد حوالي نصف ساعة كانت قد هدأت قليلا، قليلاً فقط..


نهضت لتستحم بخمول فهي قد إستنزفت كل قوى جسدها أثناء نتف هيلينا الشمطاء 


ملئت الحوض بالمياه الدافئة و مزجتها مع سائل معطر برائحة الخوخ اللطيفة


نزعت ثيابها سريعاً و ألقتها على الأرض بعدم إهتمام ثم إستلقت داخل الحوض الكبير


أرخت جسدها تسند رأسها على حافة الحوض براحة 


لاشيء أفضل من حمام دافئ بعد يومٍ شاقٍ بسبب الشجار


ملئت كفاها الرقيقة بصابون الشعر ذو الرائحة المُنعشة ثم بدأت بفركه مع شعرها الطويل 


إنتهت أخيراً لتخرج من الحوض بحذر ثم تلف منشفة حريرية وكبيرة حول جسدها و أخرى صغيرة حول شعرها 


أصبحت رائحة جسدها برائحة عطر الخوخ اللطيفة وذلك أشعرها بالإنتعاش 


تحب أن تكون رائحة جسدها جيدة دوماً ..


وقفت أمام تلك المرآة الكبيرة الخاصة بالحمام، كتفت يداها حول خصرها وهي تبتسم بينما تحدث نفسها 


"واااه.. من أين لكِ بكل هذا الجمال و اللطافة يا فتاتي الرائعة ششش أنظري فقط لهذا الوجه الصغير اللطيف "


حادثت نفسها عبر المرآة وهي مبتسمة ببلاهة 


تغازل نفسها بنفسها !


بدأت بتجفيف خصلات شعرها القاتم وهي تدندن بإحدى الأغاني 


خرجت حالما رأت أن شعرها أصبح جافاً نسبياً وذلك كافٍ 


فتحت خزانة ثيابها و إتجهت أنظارها نحو الثياب البشرية العصرية التي جلبتها لها زوراَ


قررت إرتدائها فلم تشعر بالإرتياح بفساتين المملكة 


إرتدت ثيابها و سرحت شعرها الحريري ومن ثم رفعته للأعلى تاركة فقط بعض الخصلات تسقط على جانبي وجهها 


غادرت غرفتها نحو صالة الأكل، كان موعد الغداء قد حان


أصبح الوضع مملاً للغاية بالنسبة لها، كل ما تفعله طوال الأيام هو النوم و الأكل 


وجدت الجميع يتخذ مكانه سوى الرئيس جيون الذي لم يأتي بعد


قررت تغيير مكانها من جانب زوراَ إلى الجلوس في مقعد الشقراء هِيمي سابقاً 

والذي كان يقع بجانب مقعد جيون الذي يترأس المائدة 


جلست على المائدة بعدم إهتمام 

وقليلاً حتى دخل جيون للصالة بهيبته المعتادة 


كان يرتدي بنطالاً واسعا كخاصة النوم، أحمر قاتم


ويرتدي رداء أسود حريري فوق كتفاه، لكن الرداء كان مفتوح تماماً ما يظهر صدره العريض و تلك الضمادة البيضاء بوضوح لكل الحاضرين 


هي شعرت بالضيق حيث أن هناك الكثير من مساعدي جيون إناثاً على المائدة 


جلس الغرابي على مقعده وكان قريباً للغاية من إميليا التي لم تعد تشعر بشيء سوى برائحة عطره 


بدأ الرئيس بالأكل و تبعه الجميع بهدوء 


الصغيرة كانت تأكل طعامها بملل و أحيانا تعبث بطبقها فقط 


لم تمتلك الشهية للأكل 


كانت عيناها مشتتة في أنحاء الصالة تتأملها جيداً، فلم تكن مهتمة بالتركيز على تصميمها و النقوش الذهبية التي تزين جدرانها سابقاً


حتى وقعت عيناها على هيلينا التي كانت تنظر لها بالفعل بحقد 


أووه هياا !


لم يمضي الكثير على الشقراء هِيمي حتى ظهرت هذه مكانها ؟!


قلبت إميليا عيناها بملل تتجاهلها ثم تكمل تأملها للأثاث 


وضعت شوكة الأكل جانباً ثم بدأت بالعبث بأصابعها فقط 

هي تكاد تموت من الضجر


بدأت بالترنح بالكرسي للخلف و الأمام لكنها وفي لحظة مباغتة فقدت التحكم بالكرسي الذي عاد للخلف منذراً على وقوعها 


شهقت بخفوت تنتظر لحظة إصطدامها بالارض


لكنه لم يحدث شيء، نظرت خلفها لتجد ذراع الغرابي القوية تمسك بالكرسي وتعيده للأمام ليعود لوضعه 


إبتسمت بخفة، لقد أصبح مؤخراً المنقذ الخاص بها رغم أنها لاتزال غاضبة من تجاهله لها صباحاً 


حين إنتهاء الغداء نهضت إميليا تساعد الخدم بجمع الأطباق و تنظيف المائدة بدافع القضاء على الملل 


ومن ثم ذهبت للمطبخ وهي عازمة على صنع كعكة صغيرة للغاية من أجل نفسها 


تحب أن تدلل نفسها و تصنع لذاتها الحلويات 


أخرجت المقادير المتطلبة وبدأت بإعداد ما تفكر فيه 


أما الخادمات فقد غادرن المطبخ ليتركنها على راحتها إلى حين حلول وقت العشاء 


وضعت قالب الحلوى الصغير داخل الفرن الحجري المشتعل حتى يُطبخ 


كل شيء هنا بدائي حتى أدوات المطبخ 


أخرجت قالب الحلوى بعدما نضج ثم وضعته على طبق فضي وبدأت بدهنه بكريمة زهرية للتزيين ثم وضعت قطعة فراولة كلمسة أخيرة 


شعرت أنها بحاجة للذهاب للحمام لذا تركت قالب الكعك الزهري على الرخام ومن ثم غادرت المطبخ 


حالما عادت وسعت عيناها بعدم تصديق حيث وجدت الطبق الذي كان يحتوي على كعكتها فارغاً تماما


ولم يتبقى منه سوى بعض الفتات و آثار الكريمة الزهرية 


شعرت بغضب كبير، ظنت أنها قد تكون أليس 


خرجت من المطبخ وهي تشتم بصوتٍ خافت، تحاول العثور على الفاعل 


توقفت حينما إصطدمت بذاك الجسد الصلب الذي لايزال يرتدي الرداء القاتم و صدره بارز لأنظار تلك الصغيرة 


تراجعت للخلف وإعتذرت 

و إلتفت الغرابي ليغادر المكان بهدوء 


"مهلا!"


نطقت إميليا بإنفعال نحو الغرابي الذي وقف فجأة وهو لايزال يقابلها بظهره 


"هل على شفتاك كريمة زهرية أم أنا أتخيل؟!؟!!"


تحدثت بصوتٍ حادٍ فهي تشعر بغضب كبير 


طرف شفاه جيون كان ملوثاً ببقايا كريمة زهرية 


تماماً كخاصة كعكها !


"تحلمين"


نطق بصوته الهادئ ثم حاول إكمال سيره لكن أوقفته تلك التي وقفت أمامه بينما تفرد ذراعيها حتى تسد عنه الطريق 


كان ما رأته صحيح !


الكريمة التي على شفتيه تخص كعكتها !


لقد تناول كعكتها التي منذ ساعة وهي تعدها رغم صغر حجمها لكنها تطلبت وقتاً طويلاً!


"تناولت كعكتي صحيح !"


تحدثت بصوت غاضب للغاية 

فهي في هذه اللحظة تناست تماما مع من تتحدث من فرط غضبها 


تراجع الغرابي خطوتان للخلف و إبتسامة جانبية تعتلي وجهه 


ثم إنطلق راكضاً في ممرات القصر وتلك القصيرة خلفه بينما تحمل بين يداها حذائها وتشير به نحوه ..


جميع من في القصر متجمدون مكانهم، الخادمات يُراقبنَ من أبواب الغرف خلسة 


كان الجميع في حالة ذهول من مايحدث أمامهم 


يبدو أن هذه أيام الصدمات بالنسبة لهم !


الصغيرة كانت تركض بكل ما تملكه

بينما الغرابي بالكاد يركض

فقد كان يملك سرعة خاطفة لكنه يرغب بالعبث قليلاً


دخل جيون نحو غرفته و أغلق الباب بسرعة ما جعل إميليا تصدم وجهها بالباب بقوة


تراجعت للخلف وهي تدعك أنفها بألم

لقد إحمر وبشدة


غادرت بعدما ألقت الكثير من الشتائم عليه


"اااخ يا أنفي، اللعنة عليكَ جيون !!"


توقفت مكانهَا حينما إنتبهت لكل تلك الأعين التي تراقبها


"لا أقوم بترقيص القردة هنا"


صرخت بصوتٍ حاد ناحية الجميع

هي تكره كيف يتجسسون على أبسط شيء


بعثرت شعرها بغضبٍ كبير و غيض

فليست لها القدرة على صنع كعكة جديدة ومن البداية.

      لقراءة البارت الثالث عشر من هنا 

تعليقات