وكفى بها فتنه
البارت السابع والعشرون 27
بقلم مريم غريب
كانت "أمينة" في الخارج أمام غرفة "سلاف" ...
تحاول الإفلات من إبنتها "عائشة" لتدخل و تنقذ ما يمكن إنقاذه من علاقة إبنها و زوجته ، و لكن دون جدوي
لم تتركها "عائشة" أبدا ..
-إوووعي يابت إنتي سيبيني ! .. غمغمت "أمينة" بغضب و هي تجاهد للتخلص من ذراعي إبنتها ، و أكملت :
-بقولك سيبيني خليني ألحقه هيطلقها
عائشة بلطف :
-يا ماما إهدي بس و متخافيش
أدهم لا يمكن يطلق سلاف ده بيحبها
هو بس بيتكلم معاها و هي دي الطريقة الوحيدة عشان يقدر يخليها تعترفله بكل حاجة
أنا إتكلمت معاه و هو قالي علي إللي في دماغه ماتقلقيش
أمينة بإنفعال :
-هتعترفله بإيه بس ؟
هي عملت إيـــه ؟؟؟ ما لو حد يقولي هي عملت إيه و يفهمني هرتاح
زمت "عائشة" شفتاها بتردد ، لكنها قالت و هي تربت علي كتف أمها :
-لا أنا و لا أدهم متأكدين من حاجة لسا يا ماما
هي إللي معاها السر و هنعرف منها كل حاجة . بس إهدي شوية و تعالي نقعد مع تيتة مش عايزينها تحس بحاجة
تعالي يلا !
...................
عند "سلاف" و "أدهم" ...
كان نحيبها يملأ الغرفة ، بعد أن قالت له و أقسمت أنها ستحكي كل شئ و بالتفصيل ... كانت لا تزال تحتضنه بقوة
عندما شعرت بذراعيه تطوقانها بشدة هو الأخر ..
كانت ستبتعد عنه ، لكنه ثبتها جيدا و هو يقول بصوت هادئ تغلفه الصرامة :
-أنا سامعك
إحكيلي كل حاجة يا سلاف من البداية
و خليكي فاكرة إنك مسؤولة عن كل كلمة هتقوليها
يعني خدي بالك من الكلام إللي هتخرجيه و إعرفي قبل ما تكدبي إنه ممكن يدينك قدامي و قدام الكل
مادمريش الثقة إللي بينا عشان لو إدمرت عمرها ما هترجع تاني
تنهدت "سلاف" بحرارة و نطقت بصعوبة :
-أنا عمري ما كدبت عليك و يوم ما فكرت أخبي عنك حاجة كان خوف من إني أخسرك
بس دلوقتي مابقاش ينفع أخبي
لازم تعرف كل حاجة و أنا هقولك يا أدهم و ربنا شاهد عليا و عارف إن كل كلمة هقولها حصلت فعلا .. و أطلقت زفرة مخنوقة
ثم بدأت تسرد عليه القصة كاملة ..
بداية من المصعد و سلسلة الخوف و الإبتزاز ... و ختمت بيوم سبوع "لمى" إبنة أخته ..
سلاف ببكاء حار :
-و أنا طالعة من أوضة إيمان كان مستنيني
إتخضيت أول ما حسيت بحد بيمسكني و بيشدني جامد في ركن مضلم
إترعبت أكتر لما إكتشفت إن هو
حاولت أبعده عني بس ماقدرتش كان ماسكني جامد
قالي : وحشتيني و إنه كان مستني اللحظة دي من أخر مرة لما كنت معاه في الأسانسير
أنا زعقتله و هدته لو ماسبنيش هصرخ و هعرف الكل
بس هو ضحك و ماهموش
ساعتها أنا كنت خايفة أوووي الحفلة تبوظ بسببي و إفتكرت تهديده إني لو إتكلمت محدش هيصدقني
خصوصا عمتو هتقف جمب إيمان و جمبه
بعد شوية لاقيته بيقولي : تعرفي إنك بقيتي مزة أوي بالحجاب ؟
أنا إتعصبت و قولتله : آوعي سيبني دلوقتي حالا أحسنلك
بس هو ضحك تاني و قالي : تعرفي إن شكلك بيبقي أحلي و إنتي عصبية ؟
و الله أنا مستخسرك في أدهم القفل ده ؟ أنا متأكد إنه مش عارف و لا هيعرف يقدر قيمتك
إنتي محتاجة حد يقدر جمالك و يحسسك بأنوثتك يا عسلية
و شدني أوي و حضني غصب عني
قولتله و أنا برفس فيه و بحاول أبعده بإيديا : عارف لو مابعدتش عني دلوقتي أقسم بالله هصرخ و هفضحك ده أخر تحذير ليك
رد عليا بإسلوب وحش أووي قالي : بقولك إيه يابت ماتستعبطيش عليا لو كنتي عايزة تتكلمي كنتي عملتيها من الأول إنما إللي بيحصل علي هواكي فمتعمليش فيها خضرة الشريفة و إثبتي كده
أنا إتقهرت أوي من كلامه و دموعي نزلت كتييير و ماحستش بنفسي إلا و أنا بشتمه و بضربه بركبتي في نص بطنه بكل قوتي
شتمتي يا أدهم . شتيمة أنا مش هقدر أقولهالك و لا أنا فكراها أصلا بس هي وحشة أوووي
ما صدقت إنه سابني فلت منه بسرعة و جريت علي برا
إديت إيمان الشال و نزلت علي تحت هربانة منه و من الكل
حسيت إن حالتي مش طبيعية و إن أي حد هيبصلي بس هيعرف كل حاجة
كنت بفتح الباب و مش عارفة و متلخبطة من كتر رعبي لاقيت إيد بتتحط علي كتفي
كنت فكراه هو و كنت هموت من الخوف
لكن إطمنت أول ما لفيت و شوفتك إنت
بس علي أد ما كنت مطمنة و كان نفسي أترمي في حضنك و أشكيلك و أحكيلك علي كل حاجة عشان تحميني منه و توقفه عن كل إللي بيعمله علي أد ما كنت جبانة و خايفة إنت كمان ماتصدقنيش
سكت و ضغط علي نفسي و إنت كمان كنت بتضغط عليا و عايز تعرف إللي حصل
بس صممت ماقولكش و إنت كمان كنت مصمم فحسيت إني بنهار و إبتديت أعيط جامد
ماهدتش إلا لما ختني في حضنك و طبطبت عليا و مسحت علي راسي و إنت بتردد قرآن
هديت بسرعة و إنت بطلت تسألني بس أنا قولتلك بعدها إني عايزة فرحنا يتم بسرعة
قولتلك كده عشان أسد الطريق قدامه خالص
كان عندي أمل لو إتجوزنا بسرعة يبعد عني و مايفكرش فيا
بس كنت غلطانة .. و صمتت لتأخذ أنفاسها المقطوعة من شدة البكاء
إنتظر "أدهم" و أمهلها دقيقة لتستجمع نفسها ، ثم سألها بصوت جاهد ليبدو هادئا :
-قرار إنك تلبسي النقاب ده كان بسببه ؟؟؟
شعر بها تومئ برأسها و هي تقول بصوت متحشرج :
-أيوه
فكرت في الحل ده
شوفت إنه أخر حاجة في إيدي و كنت مقررة وقتها إنه مش هيشوفني و لا يقرب مني تاني لحد ما أتجوزك
ساعتها هبقي معاك و هو مش هيقدر يجي ناحيتي
كنت مخططة لكده
بس للآسف الأمور مامشيتش زي ما كنت عايزة
باباه وصل . أنكل حسن
عائشة قالتلي إن البيت كله معزوم علي العشا عندهم
أنا سألتها إيمان و سيف هيكونوا هناك قالتي إنهم هيكونوا أول المعزومين عشان أنكل حسن نازل مخصوص عشان يشوف لمى
أنا ساعتها إتحججت بيك و بنناه حليمة و مارضتش أطلع معاهم
كنت مبسوطة إني تجنبته و قدرت أبعد عنه و أخليه مايشوفنيش
و كنت فرحانة بردو إننا قاعدين لوحدنا و بنتعشا سوا
كنت عايزاك تفضل معايا بس إنت كنت راجع من شغلك تعبان و دخلت عشان تنام
بعدها بشوية لاقيت موبايلي بيرن
كان رقم غريب بس رديت عشان أشوف مين إللي بيتصل بيا في وقت زي ده
كان هو يا أدهم
عرفت صوته علطول
و كلمني من رقم غريب عشان أرد عليه لأنه عارف إني عمري ما هرد علي رقمه
قولتله : إنت عايز مني إيه ؟
و بتتصل بيا ليه ؟؟؟
قالي : أبدا يا حبيبتي
أنا بس لاقيتك ماطلعتيش قلت أتصل أطمن عليكي بنفسي
فيكي حاجة كفا الله الشر ؟!
قولتله : شئ مايخصكش فيا حاجة و لا لأ مالكش دعوة
و أحسنلك تبعد عني أنا بحذرك للمرة الأخير و إلا آ ..
فقاطعني و قالي :و إلا إيه يا عسلية ؟؟؟ أحبك و إنتي خطيرة كده و بتهددي
قولتله : أنا مش بهدد أنا بقولك إللي هيحصل لو مابعتش عني
رد : و إيه بقي إللي هيحصل ؟
قولتله : هقول لأدهم و لمراتك و للكل
هعرفهم حقيقتك و أد إيه إنت إنسان سافل و قذر
فضحك و قال : و تفتكري هيصدقوكي ؟
أهـــــــــــــــلـي هيصدقوكي إنتي و يكدبوني أنا ؟؟؟
إنتي غلبانة أوووي يا روحي
إسمعي يا حلوة
تاخدي بعضك بالذوق كده و تطلعي
أنا مستنيكي وحشاني أوي بصراحة و عايز أملي عيني منك
إنفعلت عليه و قلت : مش طــالعـــة !
فقال : كده ؟
طيب قدامك 10 دقايق
لو ماطلعتيش أنا إللي هقلب عليكي الترابيزة إنهاردة و هفضحك قدامهم كلهم
بالبلدي يعني هتبلى عليكي و هقول إن إنتي إللي بتتمحكي فيا و بتجري ورايا و إن أنا مش عارف أوقفك و إحترت و بقيت خايف أحسن أخسر مراتي حبيبتي بسببك
هقولهم يشوفولي حل و إنتي طبعا عارفة الباقي
عارفة إيه إللي هيحصل لو الكلمتين دول إتقالوا !
بعدها ماحستش بنفسي و أغم عليا و إنت عارف الباقي .. و توقفت "سلاف" عند هذا الحد
مرت اللحظات ثقيلة و هي تنتظر رد زوجها ، ثم جاء صوت "أدهم" :
-هو ده كل إللي حصل يا سلاف ؟؟؟ .. كان صوته لطيف فعليا
سلاف بنبرة حذرة :
-أيوه يا أدهم
أدهم : يعني هو ماعملكيش حاجة تانية ؟
مالمسكيش أووو ... و صمت بطريقة موحية
سلاف بإسراع :
-لأ . لأ
و الله ما عمل كده
أنا إستحالة أسمحله يعمل كده
-أدهم : ماعملهاش غصب عنك يعني ؟؟؟
سلاف : أبدا
أبدا و الله
كان هيعملها أول مرة في الأسانسير بس الحمدلله إنتوا لحقتوني في أخر لحظة
سمعت تنهيدته و شعرت بالهواء ينفخ صدره ..
بينما أبعدها عنه و إحتضن وجهها بكفيه مزيلا الدموع التي أغرقته ، ثم قال :
-طيب قومي إغسلي وشك .. و أنهضها برفق مكملا :
-علي مهلك أنا مستنيكي هنا
نظرت له بغير ثقة ... لكنها إنصاعت لكلامه و توجهت إلي الحمام
و عندما عادت و هي تجفف وجهها بالمنشفة لم تجده ..
ساورها القلق و ذهبت لتتفقده في غرفته ، لتجدها فارغة
إنقبض قلبها بقوة و ركضت إلي عمتها فورا حيث سمعت صوتها ينبعث من غرفة جدتها ... فتحت الباب علي أمل أن تجده معهم ، و لكن أملها خاب ..
-في إيه يا سلاف ؟؟؟ .. قالتها "أمينة" بتساؤل و قد شحب لونها تماما
سلاف بصوت متهدج ذعرا :
-أدهم يا عمتو !!
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
في شقة "إيمان عمران" ...
كانت "إيمان" ترضع إبنتها النصف غافية عندما سمعت طرق عنيف علي باب شقتها ... وضعت الصغيرة في فراشها و هرولت لتفتح
إيمان بضيق :
-أيوووه جاية أهو ياللي علي الباب إهدا شوية
إنت فين يا سيف و سايب الباب كده ؟؟؟
الله يسامحك يا أخي البنت هتتسرع .. و فتحت
إيمان بإبتسامة :
-أدهم !
أهلا يا حبيبي خطوة عزيزة إدخل
أدهم بصوت كالفحيح :
-فين جوزك ؟؟؟ .. و كانت كل ألوان الغضب مطبوعة علي وجهه الآن
إيمان و قد تلاشت إبتسامتها :
-سيف في الأوضة تقريبا
إنت عايزه في حاجة يا أدهم ؟!
أزاحها "أدهم" بلطف حازم من طريقه و ولج إلي الشقة متجها إلي غرفة النوم ..
كان "سيف" يهم بخلع ملابسه بعد عودته من العمل ، ليفاجأ بتهجم "أدهم" عليه
حيث دفع الأخير باب الغرفة بمنتهي العنف و دخل و عيناه تطلقان شرار ..
-أدهم ! .. قالها "سيف" بشئ من الإرتباك
ليباغته "أدهم" بلكمة مباشرة في وجهه و قد شحنها بكامل قوته ..
صرخت "إيمان" عندما رأت هذا
بينما إستمر "أدهم" في تكييل اللكمات إلي "سيف" حتي أدمي مناطق عديدة بوجهه ، ثم صاح به :
-يا أقذر خلق الله
إنت الشيطـــان مايجيش حاجة فيك يا وسخ
مش عــارف كان فين عقلي لما جوزتك أختي !
أتاريني دبستها في بلوة سودة بغبائـــي
و الله نهايتك علي إيدي يا سيف و الليلة دي
مش هاســيبـــك
إنطلقت "إيمان" صوب أخيها و أمسكت بذراعه قائلة بحدة :
-إيه إللي بتعمله ده يا أدهم ؟؟؟
نزل إيدك . سيبه بقولك . هو عملك إيــه سيـــــبه !
أدهم صارخا بغضب شديد :
-الحيوآاان جوزك إللي بتحبيه رغم إنك عارفة قذرته و كل بلاويه
مش مكفيه النجاسة إللي بيعملها برا البيت و بدأ يتعدي علي حرمتنا
الزبالة لأ زبالة إيه ده الزبالة أنضف منه
بيتحرش بمراتي و هو إللي حاول يعتدي عليها في الأسانسير
شهقت "إيمان" بصدمة و هي تفطي فمها بكفها
بينما صاح "سيف" مستنكرا :
-إيه الكلام الفارغ إللي بتقوله ده ؟؟؟
أولا أنا ممكن أدافع عن نفسي دلوقتي بس أنا مش أتعارك معاك يا أدهم
ثانيا بقي و أنا إيه إللي هخليني أعمل كده و في البيت إللي أنا ساكن فيه وسط أهلي كمان ؟ أنا لو زي ما إنت بتقول يبقي الستات علي أفا من يشيل برا هفضح نفسي ليه هنا
مراتك أكيد بتتبلي عليا روح شوفها بتخونك مع مين و بدبسها فيا
أدهم و هو يلكمه علي أنفه بعنف كبير :
-أخـــــرس يا كلب
أخرس و كفاية وساخة بقي
أنا إللي هفضحك إنهاردة و هكشفك قدام مراتك
هعرفها هي متجوزة مين و هنشوف بعدها لو هتفضل تتنيل تحبك و لا إيه بالظبط
تعالي يا ××× .. و إجتذبه من ياقة قميصه إلي الخارج
حاولت "إيمان" الإمساك له و هي تقول برجاء :
-خلاص يا أدهم
بالله عليك خلاص بلاش فضايح
تجاهلها "أدهم" و صاح و هو يسوقه آمامه بعنف ممسكا بثيابه ملء كفاه :
-عـــم حـســـــــــن . عـــم حـســـــــــــــــن
عــم حـســـــــــــــــن !
توسلته! إيمان" و هي تركض خلفهم باكية بإنهيار :
-ياخويا سيبه عشان خاطري
طيب عشان خاطر بنتي . سيـــبه يا أدهم الله يخليك
-أنا لغاية دلوقتي عامل حساب لصلة القرابة إللي بينا ! .. قالها "سيف" بحنق شديد و هو يمسح أنفه المدماه في كم قميصه
نظر له "أدهم" و زمجر بشراسة :
-قرآابـة !!!!!
قرابة إيه يا نجس إنت ؟؟؟ بيني و بينك الشاهد إللي ندهتله دلوقتي ده
أقسم بالله لو أكد علي إللي قولته لأدخل فيك السجن
و هنا تجمع كل أهل البيت أمام شقة "إيمان" و هم يتساءلون في صوت واحد :
-في إيــــه ؟؟؟
إيه إللي بيحصل ؟؟؟!!
و كانت "سلاف" تقترب و هي تستندة بتعب إلي ذراع "عائشة" عندما جاء "حسن" مهرولا ..
حسن و هو يلهث بقوة :
-أيوه يا دكتور أدهم !
خير حضرتك عاوزني في حاجة
