قصة عشق يونس البارت الرابع والعشرون 24 بقلم شهد السيد


قصة عشق يونس
البارت الرابع والعشرون 24
بقلم شهد السيد



كان الغضب يعتليه بشدة و يكسر كل شيء تطاله يده الآن و أمامه صديقه "جايك" يحاول تهدأته بالكلام و لكن لا حياة لمن تنادي فقد كان "مايكل" علي أعتاب الجنون و يصرخ و يحطم بشدة كل شيء أمامه 

ففكرة أن يكون "يونس" يعلم عن وجود شقيقته الوحيدة و أغلي شخص و أنقي شخص في حياته تكاد تجعل عقله ينفجر من شدة الغضب ..

: كيف له أن يعلم عن وجود "ديانا" كيف .. لقد سعيت لسنوات عديدة علي إخفائها عن جميع الأنظار و الآن يأتي الشبح و بكل سهولة يقول لي أنه يعلم عن وجودهااا 

كان يحاول "جايك" تهدأته و لكن "مايكل" من الأصل لا يستمع له .. لترتفع صوت نغمة الهاتف بوجود رسالة قد صدرت للتو ليمسك ذلك الهاتف بلهفة شديدة فذلك الخط هو الذي حدثه "يونس" به 

أمسك "مايكل" الهاتف سريعاً لينظر إلي محتوي تلك الرسالة و قد كانت صورة تضم "مايكل" و "ديانا" شقيقته في أحد البلاد الأوربية و كان يحتضن شقيقته بها بحب شديد .. ثم أبصر لوجود رسالة قد جائت مرة أخري ليراها تضم محتوي كلام باللغة الإنجليزية و قد كانت 

( لا تحاول أن تنقلها من بريطانيا و ترسلها إلي بلد أخري فأنا أعلم بجميع تحركاتها عزيزي "مايكل" .. هل أعجبتك مفاجأتي فلنلعب سوياً بطريقتك .. كدت أنسي أبلغ سلامي لعديم الشرف "كلبك" و قل له أن ينتظرني فقدومي له لن يمر مرور السلام .. وداعاً عزيزي "مايكل" )

ليقوم "مايكل" برمي الهاتف بشدة علي الأرض محطماً إياه و قد قام بالضغط علي بقايا أشلاء الهاتف قاصداً تدميره بشدة حتي يستطيع إفراغ غضبه و لو قليلاً من ذلك الشبح الذي حقاً يؤرق منامه في الليل كما يقول "يونس" له 

ليصرخ "مايكل" بشدة و بغضب و هو يقول 

: سأندمك علي كل لحظة عشتها يا شبح سأجعلك تركع تحت أقدامي تتوسلني أن أعفو عن روحك 

انقضى النهار ومر اليوم وكانت الساعه حوالي الثامنة أو التاسعة مساءً تقريباً .. كانت "سلمي" قد ذهبت إلي المرحاض بأمر من شقيقتها حتي تجعلها تغسل وجهها و ترتب خصلات شعرها فقد كانت في حالة يرثي لها بشدة و هي لا تريد أن تراها بذلك الشكل و ذلك الضعف .. 

في ذلك الوقت بعد ذلك الحلم اللطيف الصغير التي كان يعيشه "مروان" مع "سلمي" قد يأس الآن من النوم هكذا ليشعر برغبة عارمة في الإستيقاظ .. فجأة فتح "مروان" جفنيه ببطيء شديد يحاول استيعاب أين هو و ما الذي حدث و كيف جاء إلي هنا لتبدأ ذاكرته في استعادة أحداث تلك الليلة التي مرت علي الجميع بدايةً من احتجازهم و دخولهم المجمد معاً حتي إطلاق "جايك" النيران علي "وليد" و هو من وقف أمام تلك الطلقة النارية يخشي أن تصيب صديقه و شقيقه الغالي بمكروه ..

كانت تجلس "ايمان" تبكي بحزن علي المقعد أمام غرفة الإنعاش و بجانبها زوجها "هاني" يحاول تهدأتها قليلاً لتقف "فريدة" من جانبهم قليلاً و نظرت بالصدفة إلي الزجاج لتجد "مروان" قد عاد إلي وعيه لتقول بسعادة و هي تنظر نحو "ايمان" مرة أخري 

: "مروان" فاااق 

لتقف "ايمان" من جلستها سريعاً و تذهب نحو الزجاج و بجانبها "هاني" أيضاً ينظرون بسعادة نحو ولدهم لتنظر "ايمان" إلي الممرضة و تقول لها بسرعة شديدة 

: "مروان" فاق أخيراً .. فين الدكتووور 

لتتركها الممرضة و تذهب سريعاً إلي غرفة الطبيب الذي يشرف علي حالة "مروان" و ما هي إلا دقائق و عاد الطبيب و معه الممرضة ليدخلوا إلي غرفة الإنعاش إلي "مروان" ...

في الغرفة التي تنام بها "يُسر" كان يجلس "زياد" على مقعد بجانب سريرها و والدتها تجلس أمامها على السرير بجانب قدمها و "نيروز" تجلس على السرير الخاص بها هي أيضاً و يجلس "يونس" على مقعد بجانب سرير "نيروز" .. 

كان عقل "يُسر" يعيد تلك الكلمات التي لمحها عقلها من الوعي البسيط و وصلت إليها و إلي مسامعها بشدة لدرجة أنها جعلتها تدخل جسدها في صدمة لم يسيطر عليها سوي المهدئ و كانت تلك الكلمات البسيطة تخترق رأسها بشدة و لم تكتفي بذلك بل و دخلت إلى قلبها لتخترقه أيضاً لتجبرها على المقاومة و على النهوض و على أن تفيق .. كانت تلك الكلمات هي 

: انتِ حامل يا "يُسر" 

و فجأة فتحت "يُسر" عيونها بشدة كما لو كانت تجاهد بشدة لفتحهم ....

كان أول من رأها و الذي كان من الأساس يتابعها بدون كلل أو ملل "زياد" الذي وقف بجانبها سريعاً يقول بلهفة 

: "يُسر" ، انتِ سمعاني ، "يُسر" انتِ فايقة صح ؟ 

لينتفض الجميع و يجتمعوا جميعاً يحيطوا بسرير "يُسر" ليطمئنوا عليها .. لتقول والدتها بخوف 

: "يُسر" حبيبتي ، "يُسر" انتِ سمعانا ؟

ليتحدث "يونس" بخوف علي شقيقته و يقول

: "يُسر" لو سمعانا اعملي أي حركة ، لو هتحركي عينك حتى

و لم يصدر من "يُسر" شيء عدا أنها رفعت يديها الإثنين لتضعهم علي معدتها التي تحمل طفلها بداخل أحشائها تتحسها بهدوء .. 

ليتنهد الجميع بهدوء و ينظر "زياد" إلي موضع يدها فوق معدتها ليعرف أن "يُسر" قد علمت أنها حامل .. ثم قاموا بمناداة الممرضة لكي تخبر الطبيبة وتأتي لكي تعاين حالة "يُسر" ...


نظرت "سلمي" أمامها و هي تأتي من نهاية الممر المؤدي إلي غرفة الإنعاش لتجد الجميع يقف أمام الزجاج الخاص ب "مروان" و كانت سوف تذهب سريعاً لتري ما حدث لتجد فجأةً "وليد" ظهر من العدم بجانبها و هو يقول بلهفة 

: "مروان" فاق يا "سلمي" 

و ذهب "وليد" من أمامها سريعاً لتذهب "سلمي" و "مليكة" وراءه أيضاً و اقتربوا من الزجاج ليجدوا الطبيب يقف بجانبه يعاينه و يفحص مؤشراته و بجانبه تفف الممرضة تساعده و ما هي إلا دقائق و انتهي الطبيب من معاينة "مروان" و خرج إليهم .. ليقترب الجميع بلهفة نحو الطبيب و كانت والدة "مروان" أسرع من سألت الطبيب 

: "مروان" بقي كويس يا دكتور طمني عليه 

لينظر له الجميع منتظرين إجابته علي أحر من الجمر ليقوم الطبيب بخلع نظارته الطبية و ينظر لهم بإبتسامة صغيرة و قال 

: الحمدلله اطمنوا يا جماعة استاذ "مروان" فاق و بقي كويس و الرصاصة مأثرتش عليه نهائي و لا عملت أي مشكلة كنا قلقانين منها 

و كانت تلك الكلمات البسيطة بمثابة الراحة الشديدة في قلب كلاً من "سلمي" و "وليد" و "ايمان" والدة "مروان" .. ثم أضاف الطبيب قائلاً 

: احنا هننقله أوضة عادية و تقدروا تزوروه لكن هو مصمم حالياً يشوف "سلمي" مين فيكم "سلمي" ؟ 

لتسرع "سلمي" في الرد و تقول بلهفة 

: انا يا دكتور 

ليقول الطبيب 

: اتفضلي ادخلي شوفيه بس خمس دقايق بسرعة عشان جو تعقيم الأوضة و بعدها هننقله أوضة عادية .. عن إذنكم 

و تركهم الطبيب و رحل و معه الممرضة المساعدة له .. لتقوم "سلمي" بالذهاب سريعاً من بينهم و تدخل غرفة الإنعاش إلي "مروان" 

دخلت "سلمي" إلي الغرفة و هي تتماشي ببطيء شديد بسبب خجلها منه و إظهار خوفها عليه لينظر نحوها "مروان" و يبتسم أجمل ابتسامة رأتها "سلمي" في حياتها لتذهب نحوه سريعاً متناسية خجلها و اقتربت منه و هي تقول بلهفة 

: "مروان" ألف سلامة عليك كويس إنك قومت بالسلامة 

لينظر "مروان" نحو كفي يدها التي تفركهم بتوتر و قام بإمساك كف يدها يسحبها تجلس علي طرف السرير أمامه لتنصاع "سلمي" لحركته تلك و تجلس أمامه و علي وجهها الخجل و التوتر ليقول "مروان" بإبتسامة 

: انا كويس الحمدلله ، الله يسلمك 

لتحاول "سلمي" عدم إظهار خجلها و قالت 

: كلنا كنا قلقانين عليك جداً يالا شد حيلك عشان تقوم بالسلامة بإذن الله 

: بإذن الله 

صمتت "سلمي" و لم تعد تعرف ماذا تقول فهو عندما كان نائماً كانت تتحدث و تتحدث عما ستفعله عندما يستيقظ فقط أما الآن عندما أصبح يبصرها بعينيه لم تعد تستطيع فعل أي شيء و لا حتي المقدرة في إظهار خوفها عليه 

نظر "مروان" نحوها و إلي شرودها ليقرأ في لغة جسدها و توترها مقدار الخجل و التوتر التي تعانيه من جلوسها معه الآن ليحاول تشتيت انتباها و يمثل الآلم قليلاً ليري لهفتها عليه 

: ااه 

لتنظر نحوه "سلمي" سريعاً و تقف من جلستها أمامه و تقترب منه بخوف و هي تقول 

: "مروان" مالك انت كويس ؟ 

و أمسكت "سلمي" كتفه بلطف و نظرت نحوه بخوف بالغ و قالت 

: حاسس بإيه ، استني أنادي الدكتور ؟ 

و كانت سوف تذهب "سلمي" لمناداة الطبيب ليمسك "مروان" كف يدها يمنعها من الذهاب و هو يقول 

: لاء لاء أنا كويس حسيت بتعب بسيط بس متقلقيش عليا 

لتقترب منه "سلمي" و قد بدأت عيناها تترقرق بالدموع و مالت عليه قليلاً تمس شعره بحنان و هي تقول 

: "مروان" لو تعبان بجد هروح أنادي الدكتور 

ليري "مروان" الدموع التي بدأت تتكون في عينيها و قال بإبتسامة 

: انا كويس يا حبيبتي والله متقلقيش عليا 

و كانت "سلمي" لم تستمع لأي كلمة قد قالها بعدما قال لها "حبيبتي" و نظرت نحوه بصدمة مطولاً ليستغرب "مروان" من ردة فعلها و كان سوف يتحدث و لكن دخلت الممرضات إلي الغرفة لتعتدل "سلمي" في وقفتها و نظرت للأسفل بخجل لتستمع إلي الممرضة تقول لها بهدوء 

: بعد إذن حضرتك اتفضلي عشان هننقل المريض لأوضة عادية 

لتومأ لها "سلمي" برأسها و تخرج سريعاً من الغرفة تحت أنظار "مروان" الذي يبتسم عليها بحب 


فحصت الطبيبة "يُسر" و نظرت إلي مؤشراتها مثل الضغط و ضربات القلب و ما شابه لتقوم بوضع محلول تغذية آخر في يدها التي بها كانيولا و نظرت نحو الجميع و قالت بإبتسامة 

: مدام "يُسر" فاقت و بقت كويسة الحمدلله يا جماعة اطمنوا عليها .. انا دلوقتي علقتلها محلول تغذية تاني عشان الفترة اللي فضلت فيها من غير أكل و لا شرب و انتو عارفين إن دا غلط في الشهور الأولى بس دلوقتي تقدروا تاخدوا بالكوا منها في البيت و تتغذي كويس .. 

لتنظر نحوها الطبيبة و تقول بإبتسامة 

: حمدلله علي سلامتك .. عن اذنكوا 

و تركتهم الطبيبة و خرجت و كان الجميع في حالة ذهول عدا "زياد" الذي اقترب من "يُسر" يميل عليها يحيط بوجهها و هو ينظر نحوها بإبتسامة و يقول 

: حبيبتي ألف سلامة عليكي متعرفيش أنا خوفت عليكي قد ايه 

لتنظر نحوه "يُسر" و تبتسم له بحب و هي تقول 

: انا بقيت كويسة يا حبيبي اطمن خلاص انا معاك أهو 

و نظرت "يُسر" نحو الجميع الذي مازالوا علي صدمتهم لتقول لهم بمزاح 

: انتو مكنتوش مستنيني أفوق انتو كمان و لا "زياد" بس اللي كان مستني ؟ 

لتقول والدة "يونس" و هي مازالت علي صدمتها 

: هي ايه الشهور الأولي دي ؟ 

لتقول لها "نيروز" بصدمة هي الأخري 

: "يُسر" هو انتي .. 

ليقول "زياد" بإبتسامة 

: حاامل 

لتقترب منها والدتها بسعادة و هي تقول 

: الف مليون مبروك يا حبيبت قلبي و الف سلامة عليكي يارب 

لتبتسم لها "يُسر" بسعادة و هي تقول 

: حبيبتي يا ماما الله يسلمك و الله يبارك فيكي يارب يا أحلي ناناه في الدنيا 

ليقول "يونس" بإستغراب 

: هو انتي كنتي عارفة إنك حامل من امتي ؟ 

لتجيبه "يُسر" بحزن مصطنع 

: اخص عليك يا ابو مراد طب إسأل علي صحتي الأول قول حمدلله علي سلامتك حتي 

ليقترب منها "يونس" و يطبع قبلة طويلة علي جبهتها و هو يقول 

: والله كنت خايف عليكي أوي و قلقان حمدلله علي سلامتك يا قلب اخوكي 

لتبتسم له "يُسر" بسعادة و هي تقول 

: الله يسلمك يا حبيبي ربنا يخليك ليا يارب 

لتقترب منها "نيروز" و تمسك بكفها بإبتسامة و هي تقول 

: الف حمدلله علي سلامتك يا "يُسر" ، و مبارك يارب علي الخبر الجميل اللي سمعناه دا 

لتبتسم لها "يُسر" بسعادة و قالت 

: ام مراااد قلبييي ، الله يسلمك يا حبيبتي و الله يبارك فيكي عقبالك يارب 

: برضو انا عايز أعرف انتِ عرفتي منين إنك حامل و لا انتِ كنتي عارفة من قبل ما اللي حصل دا يحصل و كنتوا هتقولولنا ؟ 

لينظر نحوه "زياد" و قال بإبتسامة 

: لاء احنا مكناش نعرف لسة حاجة انا امبارح الدكتورة جاتلي و قالتلي إن تحليل الدم اللي خدوه منها أثبت إنها حامل و انا النهاردة كنت بتكلم مع "يُسر" عادي و قولتلها إنتِ حامل و بعدها فجأة لقيناها دخلت في صدمة و فضلت تتنفض كتير و محدش عارف يسيطر عليها و لما الدكتورة جات تكشف عليها و تديلها مهدئ قالتلنا إن دي أول خطوة في إنها تفوق و كلها ساعات و المهدئ مفعوله يروح و هتفوق و أهو فعلاً "يُسر" فاقت الحمدلله 

لتقول والدتها بتعجب 

: يعني اللي حصلك النهاردة كان بسبب إن "زياد" قالك إنك حامل و انتي سمعتيه ازاي مش انتي كنتي في غيبوبة ؟ 

لتقول "يُسر" بهدوء 

: انا كأني كنت فايقة و قاعدة في وسطكوا يا ماما أصلاً بس كان في حاجة مانعاني إني افتح عيني أو اتحرك مش عارفة ليه كدا 

لتقول لها "نيروز" بتوضيح 

: عشان اللي فيكي نفسي مش جسمي .. انتي نفسك هي اللي كانت مانعاكي تفوقي بس انتِ أصلاً كويسة 

لتوافقها "يُسر" في الحديث ثم نظرت نحو يدها التي لفتت إنتباهها بالشاش الملفوف حولها و قالت لها بإستغراب 

: دا ايه دا يا "نيروز"

لتنظر "نيروز" نحو كف يدها و تقول لها بإبتسامة 

: اتجرحت جرح صغير كدا وسط كل اللي حصل 

لتقول لها "يُسر" بحزن بسيط 

: سلامتك ألف سلامة يا نيرو 

: الله يسلمك يا حبيبتي 

لتنظر "يُسر" نحوهم و تقول بإستغراب 

: فين "سلمي" و "مليكة" ؟ و فين "مروان" و "وليد" ؟ 

لينظر الجميع إلي بعضهم البعض و كان سوف يتحدث "زياد" يخبرها بما حدث ليستمعوا إلي دق علي باب الغرفة كثير بشدة ليقول "يونس" بتعجب 

: ادخل 

ليدخل "وليد" السعيد للغاية و هو يقول 

: "مروان" فاااق يا "يونس" "مروان" فاق يا "زياد" 

لينظر له "يونس" بسعادة ثم قال للجميع 

: هروح أطمن عليه و أجي 

و ذهب "يونس" و ذهبت "نيروز" أيضاً وراءه .. لينظر "وليد" نحو "يُسر" ليجدها قد فاقت هي أيضاً ليقول بسعادة 

: "يُسر" انتي كمان فوقتي حمدلله علي سلامتك 

لتعتدل "يُسر" و تجلس نصف جلسة علي السرير و هي تقول له 

: الله يسلمك يا "وليد" هو "مروان" ماله و فاق من ايه ؟ 

لينظر لها "زياد" و يقول لها بهدوء 

: "مروان" اتضرب برصاصة 

لتتسع أعين "يُسر" بذهول و صدمة و هي تقول بقلق 

: و جراله ايه ؟ 

ليقول "وليد" سريعاً 

: الحمدلله بقا كويس و فاق و الدكتور طمنا و قال الرصاصة معملتش أي آثار جانبية و اتنقل أوضة عادية كمان 

لتتنهد "يُسر" بهدوء و هي تقول 

: طب الحمدلله الف سلامة عليه يارب 

لتقول والدتها و هي تبتعد من جانبها قليلاً 

: هروح أطمن عليه يا "يُسر" بما إني اطمنت عليكي الحمدلله أصل مروحتش له من امبارح 

لتوافق "يُسر" سريعاً و هي تقول 

: طبعاً يا ماما روحي اطمني عليه 

و خرجت والدتها مع "وليد" حتي يرشدها إلي الغرفة التي بها "مروان" 


ظل "زياد" فقط من في الغرفة مع "يُسر" ليجلس "زياد" أمامها علي السرير و يمسك بكفي يدها و ينظر نحو عينيها بحزن و قال 

: كنت ضايع من غيرك و خايف أخسرك يا "يُسر" 

لتشتد "يُسر" من مسكة يده و تنظر نحو عينيه بحب شديد 

: متخافش يا حبيبي انا بقيت كويسة و معاك و قدامك سليمة أهو 

ليرفع "زياد" كفيه يضع وجهها بين كفيه و هو يقول 

: الحمدلله إن ربنا قومك ليا بالسلامة متتصوريش حالتي كانت عاملة ازاي و خايف عليكي ازاي 

لتقوم "يُسر" بإمساك كف يده الذي علي وجهها و تقبله بكل حب و هي تقول 

: انا معاك دلوقتي خلاص يا حبيبي اطمن عليا خلاص 

و قامت "يُسر" بإنزال كف يده و وضعتها علي معدتها و هي تقول بسعادة 

: او اطمن علينا خلاص

لينظر نحوها "زياد" بسعادة شديدة و هو يقول 

: مبارك يا حبيبتي علينا عيلتنا الصغيرة دي فرحت أوي اول ما الدكتورة قالتلي بس بعدها زعلت عشان الحالة اللي كنتي فيها بس لو أعرف إن انا اللي هخليكي تفوقي بسرعة كدا ياريتني كنت قولتلك من امبارح 

لتبتسم له "يُسر" و تقول 

: كل شىء بأوانه يا حبيبي و ربنا مقدر ليا إني أفوق دلوقتي

ليقول "زياد" بسعادة 

: أيوة الحمدلله إنك فوقتي بالسلامة يا حبيبتي 

و اقترب منها "زياد" يضمها داخل أحضانه بشدة فقد اشتاق لها حقاً و إلي دفء أحضانها .. لتشتد "يُسر" من عناقه هي أيضاً فقد اشتاقت إليه هي الأخري .. لتقول "يُسر" و هي مازالت داخل أحضانه

: "زياد" 

ليجاوبها "زياد" بنبرة هادئة و هما مازالا علي وضعهم 

: عيون "زياد" 

لتقول "يُسر" برغبة شديدة في الذي سوف تقوله

: انا جعانة اوي 

ليبتسم "زياد" و يبتعد عنها بهدوء و هي يمسك بوجهها بين كفيه و ينظر إليها عن قرب شديد 

: تصدقي إن أنا كمان جعان اوي 

لتبتسم له "يُسر" بحماس و هي تقول 

: يبقي يالا بسرعة اطلب لينا أكل بقا عشان هموت من الجوع اويي 

ليبتسم عليها "زياد" و يقول 

: لاء مفيش حاجة اسمها كدا في حاجة اسمها هنجيب الأكل الصحي بتاع المستشفي 

لتعبس "يُسر" بملاحها و تقول 

: خلاص أي حاجة المهم أكل عشان جعانة اوي 

ليبتسم لها "زياد" و يقبلها من وجنتها ثم قام بالضغط علي الزر الذي بجانبهم يستدعي الممرضة حتي يبلغها أن تحضر الطعام الصحي الخاص بالمرضي إلي "يُسر" 


تجمع الجميع في الغرفة عند "مروان" حيث كانت والدته و والده يقفون بجانب سريره و علي الجانب الآخر تقف "سلمي" و بجانبها "مليكة" و أيضاً والدتهم و تقف والدة "يونس" و بجانبها "يونس" و "نيروز" و كان "وليد" يقف بعيداً عنهم عند باب الغرفة يراقبهم من بعيد 

كانت "ايمان" تتمسك ب "مروان" و تنهال عليه بالقبلات و الدعوات حمداً لله علي ايقاظ ابنها سليماً معافياً و الجميع يبتسم لهم علي شكلهم اللطيف هذا .. ليقول "مروان" بإبتسامة 

: يا ماما انا بقيت كويس الحمدلله خلاص اطمني عليا 

لتبتعد قليلاً عنه والدته و تقول بنبرة سعيدة 

: فرحانة يا "مروان" إنك قومت بالسلامة حمدلله علي سلامتك يا حبيبي 

ليبتسم "مروان" بحب و قال 

: الله يسلمك يا ماما ربنا يخليكي ليا يارب 

لتقول "فريدة" بنبرة ودودة 

: حمدلله علي سلامتك يا مارو 

لتتغير ملامح "مروان" سريعاً بمجرد سماعه ذلك اللقب ليحاول الإبتسام حتي لا يقوم بإحراجها و قال 

: الله يسلمك يا حماتي 

اغتاظت "فريدة" من تلك الكلمة التي دعاها بها "مروان" ( حماتي ) و لكن قالت لنفسها أنه ليس الوقت المناسب حتي تقول له أن يدعوها بإسمها أو يقول لها "أنطي" .. و كان "يونس" يضحك بخفوت علي ملامح "مروان" التي تحولت سريعاً ما أن سمع الإسم لتنظر نحوه "نيروز" و تقول له بهمس 

: بتضحك علي ايه كدا 

ليجيبها "يونس" بهمس 

: هبقي أقولك بعدين 

و كانت "سلمي" من رأت ملامح "مروان" المقتضبة تلك منذ أن تحدثت والدتها معه و لكن لم تفهم لماذا تغيرت ملامحه هكذا .. نظرت والدة "يونس" إلي "مروان" و قالت بإبتسامة حنونة 

: ألف سلامة عليك يا بني كويس إنك قومت بالسلامة 

ليبتسم لها "مروان" بإتساع و يقول بسعادة 

: ست الكل هنا بنفسها أنا مش مصدق نفسي والله ، الله يسلمك يارب متحرمش من سؤالك يارب 

لتبتسم له والدة "يونس" و تقول 

: ربنا يخليك يا بني 

و كانت "ايمان" تنظر نحو والدة "يونس" بغيرة و تتسائل بتعجب في نفسها من تلك المرأة التي يحبها ابنها بذلك الشكل ..

نظر "مروان" نحو الجميع ليجد "وليد" يقف بعيداً عنهم نحو الباب ليقوم بمناداته 

: "وليد" 

لتتحول جميع الأنظار نحو باب الغرفة حيث يقف "وليد" ليتيح ل "مروان" النظر له بوضوح .. ليقترب "وليد" عدة خطوات بسيطة ينظر نحو الأرض و يقول ل "مروان" 

: الف سلامة عليك يا "مروان" الحمدلله إنك قومت بالسلامة 

لينظر "مروان" نحو الجميع و يقول لهم بهدوء 

: ممكن تسيبوني انا و "وليد" لحظة بس معلش 

ليوافقه الجميع و بالفعل لقد خرجوا جميعاً و لم يتبقي سوي "وليد" و "مروان" في الغرفة فقط .. كان يحاول "مروان" الإعتدال حتي يجلس نصف جلسة علي السرير ليطلق تأوهاً مؤلماً و هو يضع يده علي صدره المصاب ليقترب منه "وليد" بلهفة يحاول مساندته و هو يقول 

: قولي و انا أساعدك انت لسة تعبان بردو 

: والله يا صاحبي اللي تاعبني دلوقتي إني شايف أعز اصحابي بيبعد عينه عني 

ليبتعد عنه "وليد" بهدوء و يقف بجانبه و هو يقول 

: شكراً يا "مروان"

ليجيبه "مروان" بعدم فهم 

: شكراً علي ايه ؟ 

ليقول له "وليد" 

: علي إنك فديتني بروحك دا جِميل عمري ما أنساهولك يا صاحبي 

ليقول "مروان" بإمتعاض 

: بس يا أهبل شكراً ايه و بتاع ايه و ايه جِميل عليك طول العمر دي هو لو كان حصل العكس مكنتش هتفديني بروحك ؟ 

ليقول "وليد" سريعاً دون تفكير 

: طبعاً كنت أفديك بروحي 

ليقول له "مروان" بنبرة هادئة 

: و هو دا اللي عايز أفهمهولك انت اخويا مش صاحبي يا "وليد" انت مش عشرة سنة و لا سنتين انت عشرة سنين و عمر تاني عشان كدا انت أو "يونس" اخواتي اللي مجابتهمش أمي و مش عايز أسمع كلمة جِميل عليا و الكلام الخايب دا 

: بس يا "مروان" .. 

: مابسش يا "وليد" انا عملت اللي كنت انت نفسك هتعمله لو كان حصل العكس و خلاص بقا بلاش نتكلم في اللي فات دا و ركز انت و "يونس" إنكم تقبضوا علي الكلب اللي خلانا نعيش كل الكلام دا و كان معانا مراتاتنا 

ليقول له "وليد" بغضب 

: متقلقش يا "مروان" ، الكلب اللي عمل كدا هو و اللي مشغله هيتجابوا و هيدوقوا العذاب ألوااان 

ليقول "مروان" بنبرة قلقة 

: صحيح مشوفتش "زياد" و "يُسر" ليه هما فين ؟ 

ليجيبه "وليد" بهدوء و يقول 

: "يُسر" كانت في غيبوبة من وقت اللي حصل الدكاترة قالوا باين دخلت في صدمة بس الحمدلله فاقت دلوقتي و انا كنت لسة عندهم بعرفهم إنك فوقت انت كمان و "زياد" فضل معاها عشان متبقاش لوحدها 

ليقول "مروان" بهدوء 

: لاء سلامتها ألف سلامة فات الكل كان زعلان بسببي أنا و هي عشان لسة مفقناش 

: ايوة والله كنا زعلانين 

ليقول "مروان" بمزاح 

: رجعت من الموت عشان أتجوز سلومتي يا عم 

ليبتسم له "وليد" و هو يقول 

: يالا يا عم علي البركة يا صاحبي 

و في ذلك الوقت فتح الباب و دخل منه "يونس" و اقترب منهم و قال 

: عالله تكون النفوس هديت و اللي شايلين ذنب يحسوا بالراحة 

ليقول "مروان" بمزاح 

: طبعاً هديت و كنا بنتكلم دلوقتى إني رجعت من الموت عشان ألحق أخطف سلومتي علي حصانا الأبيض و أطير بيها 

ليبتسم له "يونس" ثم صاح مستنكراً 

: لاااء اوعي تكون ناوي علي الجواز قبلي دا انا قتيل الجوازة دي انا كاتب الكتاب قبلك سيبني أدخل قبلك بقا 

ليضحك "مروان" و "وليد" علي منظر "يونس" الغاضب ليغمز "مروان" بخفة ل "يونس" و يقول 

: طيب احنا و خلاص اتجوزنا الدور و الباقي علي اللي عامل نفسه أعمي و مش بيطلب البت من جوز أختها لسة 

لينظر نحوه "وليد" ثم قال لهم بهدوء 

: لاء خلاص مفيش "مليكة" و لا حاجة ليا 

ليقول "مروان" بإستغراب 

: ايه دا في ايه اللي حصل بس 

: قالتلي احنا اخوات و احنا كنا بنتكلم عادي معني كدا إنها مش شايفاني حاجة تانية غير أخوها و بس 

ليقول له "يونس" بهدوء 

: طب ما تحاول تثبتلها عكس كدا و تبين ليها إنكوا مش اخوات و إنك عايز تتجوزها

ليقول "وليد" بإستنكار 

: لاء طبعاً كرامتي متسمحليش بكدا هي خلاص شايفاني أخوها يبقي انا هحاول أنساها و خلاص أنا اخوها عادي بقا 

ليصمت "يونس" و "مروان" و هم ينظروا نحوه بهدوء ثم استمعوا إلي طرق الباب بهدوء لتدخل من ورائه "سلمي" و "مليكة" و "نيروز" و قاموا بالإقتراب منهم 

قالت "سلمي" بهدوء 

: قولت لماما تاخد طنط و اونكل و يروحوا ياكلوا حاجة بما إنهم اطمنوا علي "مروان" أصل طنط هنا من امبارح و تعبت أوي 

ليقول لها "مروان" بهدوء 

: و انتِ مكلتيش يا "سلمي" ؟

لتجيبه "سلمي" بهدوء و هي تقترب تقف بجانب السرير 

: انا مش جعانة دلوقتي أنا اطمنت علي مامتك و باباك و ماما و دلوقتي أبقي أجيب باتيه أنا و "مليكة" .. انت جعان أطلبلك أكل من المستشفي هنا 

ليجيبها "مروان" بهدوء 

: لاء شوية كدا مليش نفس 

لتومئ له برأسها بهدوء لتنظر نحوه "مليكة" و تقول بإبتسامة 

: الف سلامة عليك يا جوز اختي 

ليبتسم لها "مروان" و يقول 

: الله يسلمك يا حماتي الصغيرة 

لتقول "نيروز" بنبرة هادئة 

: الف سلامة عليك يا "مروان" الحمدلله إنك قومت بالسلامة 

: الله يسلمك يا "نيروز" تسلمي علي سؤالك والله 

ليقول له "يونس" و هو يضربه في قدمه 

: خِف في الرد ايه الجملة الطويلة اللي أنشأتها معاها دي 

لتقول له "نيروز" 

: بس يا "يونس" 

ليجيبها "مروان" بضحك هادئ 

: سيبيه يا "نيروز" دا أهبل و انا متعود منه علي كدا عادي 

: بردو بتقول جملة طويلة ليها بص لمراتك ياض و متبصش الناحية دي هه 

لينظر "مروان" نحو وجه "سلمي" و يقول برومانسية 

: أبص لمراتي ؟ و هو في أحلي من البصة لمراتي حبيبتي خد انت مراتك و طرقنا يالا سيبني مع مراتي شوية قبل ما امي و ابويا يجوا 

ليرفع "يونس" حاجبه له و يقول 

: طرقناا ؟؟ 

لتخجل "سلمي" من كلمات "مروان" هذه أمام الجميع ليقول لها "يونس" 

: أطرقكم انا و "نيروز" يا "سلمي" 

لتقول له "سلمي" بخجل ممزوج بالقلق تعتقد أن "يونس" و "نيروز" قد حزنوا من تلك الكلمة 

: لاء طبعاً خليكوا موجودين متمشوش 

لتحاول "نيروز" جذب "يونس" بهدوء من ذراعه و هي تقول 

: يالا نسيبهم بقا يا "يونس" 

ليقول "مروان" موضحاً مزاحه 

: أنا بهزر يا "نيروز" لو اخدتي الكلام جد !

لتبتسم له "نيروز" و تقول بتفهم

: طب مانا عارفة إنك بتهزر والله مخدتش الكلام جد و لا حاجة بس فعلاً احنا اطمنا عليك هنسيبكوا بقا شوية عشان تعرفوا تبقوا لوحدكوا صحيح قبل ما الباقي يجوا و متعرفوش تبقوا لوحدكوا تاني 

ليقول "يونس" محاولاً استفزاز "مروان" 

: مش عايز أمشي حاسس إن الجو هنا طراوة 

ليضحك "مروان" و يقول بتعب بسيط 

: يا عم مش قادر أضحك الجرح هيتعبني 

ليبتسم له "يونس" و يقول 

: يالا أعمل ايه بقا قلبي الرهيف هيسيبك شوية يالا سلام 

ليخرج "يونس" و "نيروز" من الغرفة معاً ليستأذن "وليد" قائلاً بهدوء 

: هروح انا بقا أرجع البيت كدا أغير هدومي و أشوف دنيتي بما إني اطمنت عليك و هجيلك الصبح بقا عايز حاجة 

ليسلم عليه "مروان" بيده في حركة تقديرية هكذا و هو يقول 

: تسلم يا خويا 

ليتركهم "وليد" و يخرج بعدما نظر نظرة أخيرة نحو "مليكة" التي لمحتها قبل خروجه لتقول "مليكة" 

: هروح أطمن علي "يُسر" بيقولوا فاقت 

و تركتهم "مليكة" و خرجت سريعاً تلحق ب "وليد" قبل ذهابه 


: "وليد" 

ليتوقف "وليد" و يغمض عينيه بهدوء ثم نظر نحوها و قال بهدوء 

: نعم ! 

لتقف أمامه "مليكة" و هي لا تعرف ماذا تقول له او ما الذي جعلها تخرج سريعاً لكي تتحدث معه .. طال صمتها لينظر نحوها "وليد" و يقول بتعجب 

: نعم يا "مليكة" ؟ 

لتقول له "مليكة" و قد انتابها الغباء في تلك اللحظة و هي تقول اول شيء خطر علي بالها

: انا جعانة 

لينظر نحوها "وليد" بتعجب لتنظر هي نحو الأرض تلعن نفسها علي ما تفوهت به هل هي تريده فعلاً أن يطعمها بالطبع لا هي فقط أرادت أن تتحدث معه قليلاً و لكن لا تعرف ما الكلمات التي سوف تتحدثها معه ليبتسم "وليد" لها و يقول 

: بتحبي الشاورما ؟ 

لترفع "مليكة" نظرها نحوه بتعجب ليقول 

: انا كمان جعان تيجي ناكل سوا بقا ؟ 

لتومئ "مليكة" برأسها بالإيجاب ليقول لها "وليد" 

: تعالي نقعد في الكافتيريا اللي جنب المستشفي هنا و انا هطلب لينا أكل دليفري أهو 

لتسير "مليكة" معه ذاهبون نحو الخارج ليختبئ "يونس" و "نيروز" بعيداً عنهم حتي لا يروهم و ما أن أبصروا أنهم خرجوا من المستشفي اعتدلوا في سيرهم و وقفوا ليقول "يونس" بإبتسامة 

: بيحبها 

لتبتسم "نيروز" بهدوء و هي تقول 

: و الهبلة متعرفش هي بتحبه و لا لاء أصلاً 

ليقول لها "يونس" 

: الهبلة اللي بتقولي عليها دي قالتله احنا اخوات 

لتنظر له "نيروز" بإستغراب ليضيف لها "يونس" و هو يقول 

: و هو نقوله خلاص بينلها عكس كدا قالنا لاء و لاء كرامتي و بتاع ، يا بني كرامة إيه دلوقتي هو ايه اللي هيحصل بنقولك بينلها إنك بتحبها و إنك مش شايفها اختك زي ما هي شايفاك اخوها لكن هو و كرامته اللي عملت أزمة دي هتخليهم مش هيجتمعوا سوا دلوقتي خالص 

لتبتسم له "نيروز" و تقول بهدوء 

: ربنا يصلح حالهم يارب 

ليقترب "يونس" قليلاً من "نيروز" و هو يقول بنبرة حاول جعلها حزينة 

: نيروو ما تيجي احنا كمان ربنا يصلح حالنا و نتجوز بقا 

لتبتسم له "نيروز" و هي تقول 

: لسة كام شهر يا "يونس" و أخلص 

: تعالي نتجوز و امتحني و انتِ في بيتك .. انا عايز نتجوز بقا يا "نيروز" عايزك معايا في حياتي و في بيتي بقا يا حبيبتي 

لتبتسم له "نيروز" و تقول له بكلمات اعتبرها "يونس" بداية الأمل 

: حاضر نطمن علي الكل و نخرج من المستشفي و نبقي نحدد الفرح 

ليبتسم "يونس" بإتساع و يأخذها داخل أحضانه و هو يقول بسعادة 

: يا ما انت كريم يارب الحمدلله 

لتضحك عليه "نيروز" بخفة و يسيروا معاً ذاهبين إلي غرفة "يُسر" 



في الغرفة عند "مروان" نظرت له "سلمي" بعد خروج الجميع و قالت له 

: أحرجتهم كلهم و اضطروا يخرجوا يا "مروان" 

ليغمز لها "مروان" بعبث و هو يقول 

: ما دا المطلوب إنهم يخرجوا 

لتنظر نحوه "سلمي" بإستغراب لتتفاجئ ب "مروان" الذي جذبها من يدها بشدة تجلس أمامه علي السرير لتستند "سلمي" بكفي يدها علي صدر "مروان" ليتأوه "مروان" بخفة لتخاف عليه "سلمي" و تقترب من جرحه و تقول 

: انا اسفة انا اسفة حصلك حاجة 

ليحاول "مروان" التمثيل عليها قليلاً و يقول لها 

: مش عارف شايفة الحتة دي بتوجعني شوية

كان يشير "مروان" نحو قلبه الذي بجانبه الإصابة بعدما أزاح ملابس المستشفى ليظهر جزعه العلوي عارياً و لكن "سلمي" لم تأخذ بالها من خوفها عليه و قامت بوضع يدها علي المكان الذي أشار لها "مروان" لتتحسس مكان قلبه بهدوء و هي تقول بحزن و أسف 

: انا اسفة بجد يا "مروان" انت اللي شديتني بسرعة و عشان كدا سندت عليك انا اسفة 

ليضع "مروان" إصبعه علي فمها يمنعها عن الحديث لتنظر نحوه "سلمي" ليقول لها "مروان" و هو ينظر نحو عيناها بشدة 

: "سلمي" انا بحبك 

لتفتح "سلمي" عيناها بذهول صدمت من كلمته تلك ليضع "مروان" كف يده علي كفها الموجود علي صدره و قال ببسمة عاشقة 

: المكان اللي بيوجعني دا كان قلبي يا "سلمي" ، بيوجعني عشان مش مستحمل التمثيل و عايز الحقيقة ، انا بحبك بجد يا "سلمي" و عايز نتجوز بجد مش تمثيل علي أهلنا و كام شهر و نتطلق لاء نبقي طول العمر سوا 

لم تتحمل "سلمي" كم تلك المشاعر لتترقرق عيناها بالدموع ليرفع "مروان" كفيه يمسك بوجه "سلمي" يمسح دموعها البسيطة التي ظهرت و قال بإبتسامة 

: موافقة يا "سلمي" ؟ 

لتبتسم له "سلمي" و تومئ برأسها لأعلي و أسفل بشدة ليبتسم لها "مروان" بحب شديد و كاد يقترب منها بشدة حتي وجدوا الباب قد فتح و دخل والديه و والدة "سلمي" معاً لتبعتد "سلمي" سريعاً و تقف بعيداً عنه لينظر الجميع نحو "مروان" و إلي جذعه العاري ليقول "مروان" و هو يغطي جسده بالملابس 

: اصل الجو كان حر يا جماعة متاخدوش في بالكوا 

و "سلمي" وقفت منكمشة علي نفسها تخجل بشدة من الموقف الذي هي به الآن بينما صمت الجميع بإبتسامة صغيرة علي وجههم و لم يقولوا شيئاً نظراً لأنهم زوجين من الأساس 


مر أسبوع تحسن فيه "مروان" و كان قد خرج من المستشفى بعد يومين من استيقاظه ، أما "يُسر" فقد خرجت في اليوم الثاني لها بعدما استيقظت فوراً و لكن لم تتركها والدتها بالطبع و أرادت أن تبقيها معها في الفيلا حتي تأخذ بالها منها و لكن "يُسر" رفضت ترك "زياد" و "نيروز" و طمأنت والدتها عليها بأنها أصبحت سليمة لا تخاف عليها و وافقت والدتها علي رغبتها .. 

كانت تذهب "سلمي" يومياً إلي المنزل عند "مروان" حتي تطمئن عليه فهو خرج من المستشفي برغبته هو لأنه لا يحب أن يبقي في المستشفي مع وعد للطبيب بعدم فعل شيء يرهقه أو العمل نهائياً علي الأقل لأسبوعين آخرين أيضاً و كانت "سلمي" تعتني به بكل حب و تأتي له يومياً لكي تطعمه الغداء و يجلسوا معاً يتناولوا طعامهم سوياً حيث يرفض "مروان" الطعام دون "سلمي" 

أما "يُسر" كانت ترعاها "نيروز" و "زياد" لأنها أصبحت حاملاً و التعب شىء خاطئ لها و كانت "يُسر" سعيدة بشدة من معاملتها كطفلة مدللة لديهم و سعيدة أيضاً أنها تحمل في أحشائها طفل صغير دلالة حبها هي و "زياد" ، ذلك الزوج الحنون التي لم تري حبيب مثله و لا شخص في حنانه من قبل و كانت سعيدة بشدة من عائلتها الصغيرة التي أصبحت فرداً منها 

أصر "يونس" كثيراً علي تحديد موعد الزواج يريد أن يتزوج "نيروز" فوراً لا يريد بعد عدة شهور بعد إنهائها السنة الدراسية ليقوم "مروان" بتحديد موعد زفافه معه في نفس اليوم حيث اتضح التاريخ بعد شهر و نصف من الآن 

كانت علاقة "وليد" و "مليكة" ليس بها شيئاً فهم لم يروا بعضهم منذ أخر مرة تناولوا الطعام سوياً و بعدها كانت زيارات "وليد" ل "مروان" في المستشفي تحدث في الوقت التي تكون "مليكة" في منزلها فلم تراه و لم يراها منذ ذلك اليوم الذي تناولوا الطعام سوياً فيه .. 

كان يتذكرها "وليد" كثيراً حتي أنه اعترف لنفسه أنه وقع صريعاً في عشقها فهو لم يفكر في فتاة كثيراً و تأتي علي مخيلته أوقاتاً كثيرة أو عذراً ليس أوقاتاً كثيرة بل طوال الوقت تأتي علي مخيلته .. و لكن كلما تأتي علي مخيلته و يتذكرها تضربه كلمتها في مقتل سريعاً بأنهم أشقاء فيحزن "وليد" و كرامته تروضه بعدم التفكير فيها و لكن قلبه يفكر فيها دائماً .. 

كانت "مليكة" و علي عكس شخصيتها فلأول مرة يصبح موضع تفكيرها شاب و كان ذلك الشاب "وليد" و تتذكر كل شيء يخصه و كل موقف حدث لهم و تبتسم علي شجاراتهم سوياً و لكن يأتي مع تذكرها له كلامه عندما أوضح أمام الجميع أنه يقع في حب فتاة أخري فكانت تحاول لملمة شتات قلبها و تحاول قدر الإمكان إبعاده عن تفكيرها فهو الآن ملكاً لغيرها .. 


كان يجلس "مايكل" في ذلك المنزل الصغير النائي عن الجميع و معه صديقه "جايك" المقرب منه في كل شيء و فجأة دخل عليهم حارس آخر بهاتف آخر غير ذلك الهاتف و الخط الذي دعسه تحت قدميه ليقول "مايكل" لحارسه 

: ما بك ؟ 

ليقول الحارس بقلق 

: توجد رسالة قد جاءت لي للتو من رقم مجهول الهوية 

ليقول "جايك" بتساؤل و هو يأخذ الهاتف من يد الحارس 

: أرني تلك الرسالة هكذا 

لينظر "جايك" نحو الرسالة و تتوسع أعينه بشدة من صدمة ما رأي ليتعجب "مايكل" من شكل "جايك" ليقوم بأخذ الهاتف من يده و يبصره لتتوسع أعينه أيضاً بشدة من صدمة ما رأي فقد كانت تلك الرسالة ما هي إلا صورة سيلفي تجمع "يونس" و شقيقته "ديانا" مع أحد اللافتات ورائهم يكتب عليها كلمات باللغة العربية مما يعني أنها جاءت إلي مصر دون أن تقول له .. و فجأة علي رنين الهاتف معلناً رسالة أخري تحتوي ما قاله "يونس" 

( انظر ، إن شقيقتك جاءت إلي مصر أو دعني أصحح لك بل صديقتي قد جاءت إلي مصر من أجل أن تراني ، هيا قل لي ماذا سوف تفعل في الخطة القادمة هل تسلم نفسك للعدالة أم تنال شقيقتك جميع أفعالك ؟ )




تعليقات