قصة عشق يونس البارت السادس 6بقلم شهد السيد


قصة عشق يونس
البارت السادس 6
بقلم شهد السيد



: مش هتصدق مين اتصل بيا و قال انه جاي من السفر 

كانت تلك جملة "مروان" عبر الهاتف يتحدث مع "يونس" و هو يسير بسيارته 

"يونس" بإستغراب : مين

"مروان" بمزاح : ضرتي ههههههههههههه 

"يونس" بصدمة : متقولشش .. الواد "وليد" هينزل اخيراً طول في مهمته الأخيرة دي 

"مروان" بغيرة مصطنعة : شوفت ياخويا عرفت لوحدك ازاي عشان قولت ضرتي ايوة ايوة ما هو صاحبك المفضل ماشيي و كمان بقيتوا ظباط مخابرات زي بعض الله اعلم بكرا ألاقيني بقيت ظابط انا كمان و انا مش واخد بالي 

"يونس" بضحك : يا بني بطل هبل انتو الاتنين أقرب ناس ليا والله 

"مروان" : ماشي يا عم مصدقك مصدقك 

"يونس" : اومال هو مكلمنيش ليه يعرفني بردو

"مروان" : قال انه رن عليك و موبايلك كان خارج الخدمة فانا قولت يمكن تلاقيه في الاوضة عند "يُسر" في المستشفي سألني بقا مستشفي ليه و حصل ايه روحت حاكيله خطفها و كدا و هو لما ينزل هيبقي يجي يزورها هي و والدتك

"يونس" بتفهم : يجي بالسلامة الأول إن شاء الله 

: إن شاء الله .. هسيبك انا بقا عشان سايق و في كذا ملف كده بشتغل عليهم عايز اخلصهم النهاردة عشان نفضي للواد "وليد" بكرا اليوم كله وحشنا والله 

"يونس" بإبتسامة : ايوة والله طول المرادي في المهمة دي .. تمام هسيبك انا عشان معطلكش بقا سلام يا مارو 

و اغلق "يونس" الخط سريعاً بضحك .. ليغتاظ "مروان" بشدة من مناداته بذلك الاسم ليأتي في ذاكرته ذكري كرهه لذلك الاسم حيث كان مرتبط بفتاة منذ أكثر من خمس سنوات و نصف و قام بخطبتها و كانت دائما تناديه بذلك الاسم حتي اكتشف خيانتها له مع احد اصدقائها المقربين فكرهها و كره نفسه لأنه كان يكن لها مشاعر الحب و كره مناداته بذلك الاسم مرة اخري .. ليأتي ع باله "سلمي" و هي تنهره بشده لأنه فقط لمس خصلة من شعرها فأدرك مدي الفرق بينها و بين تلك الخائنة السابقة .. جال بباله أيضاً مشاعره لـ "يُسر" و لكنه وجد ذاته يفكر في "سلمي" و "يُسر" في آنن واحد .. كيف يحدث له ذلك .. أبعد جميع تلك الافكار من عقله و هو يقول 

: ركز في شغلك يا "مروان" بطل تمشي تحب ع نفسك كدا و بعدين بتفكر في "سلمي" ليه مش انت بتحب "يُسر" ايه جاب "سلمي" دلوقتي 

و اكمل طريقه بهدوء ذاهباً للشركة لينجز الاعمال قبل حلول الليل 

في صباح اليوم التالي .. كان يقف "مروان" و "يونس" أمام سيارة "مروان" التي جاؤوا بها سوياً ليأخدوا صديقهم العائد من سفره 

بعد مدة خمسة عشر دقيقة من الإنتظار يطل عليهم صديقهم الغائب و هو يجر حقيبة سفر وراءه و يرتدي نظارته الشمسيه ليجد صديقيه يقفان يستقبلانه امام السيارة ليقترب منهم و هو يرفع النظارة فوق رأسه مردفاً بمرح 

: اخواتي حبايبي ليكم وحشة والله

ليقترب من "يونس" و قام بإحتضانه

"يونس" بإبتسامة و هو يربت ع كتفه : طولت الغيبة المرادي يا جدع احنا متعودين اكتر حاجة كانت تلات شهور انما سنة و نص كتير اوي 

ليبتعد "وليد" عنه و يقوم بإحتضان "مروان" : ع عيني المرة دي اتأخر عليكوا كدا بس كانت مهمة صعبة بنت ستين في سبعين

"مروان" بمرح : المهم شملنا اتلم تاني يا جدع و المرة دي هتطول معانا بقا

ليبتعد "وليد" و هو يردف لهم بمزاح : راجع أكمل نص ديني و استقر 

لينظروا له بذهول 

"يونس" : بجد نويت تتجوز ؟ 

"وليد" بضحك : اوعا تكونوا لسة بتاخدوا ع كلامي و تصدقوه من اول مرة 

ليضحك "مروان" و "يونس" بخفة و هم يذهبون ناحية السيارة 

"مروان" بضحك : طب يالا يا حبيبي مش هنخلل قدام المطار احنا

ليركب "وليد" بضحكته الساحرة المرحة تلك .. انطلقت بهم السيارة بهدوء تتجه نحو طريقها 

ليقطع "يونس" هذا الصمت بقوله لـ "مروان" الذي يعتل كرسي السواقة

: نزلني عند الشهر العقاري انا .. و "وليد" يروح يرتاح شوية من السفر

"وليد" : انا مرتاح و زي الفل ملكوش دعوة بيا انا اصلا في نيتي نروح نزور اختك و والدتك الاول و بعدها نطير احنا التلاتة نخرج شوية سوا 

"يونس" : خلاص تمام ماشي بس نعدي ع الشهر العقاري الاول

"مروان" بهدوء : واثق من قرارك يا "يونس" متأكد ؟

"يونس" بإبتسامة مريحة تسر الناظرين : استخرت ربنا يا "مروان" لأول مرة في حياتي و شوفت حلم حلو بطريقة يا "مروان"

"مروان" بفضول : كان ايه مضمون الحلم دا 

لينظر له "يونس" بإبتسامة : يوم ما اشوف المشهد اللي شوفته بعيني دا ع الواقع وقتها هقوله بس اتأكدت ان قراري دا اكتر قرار صح هاخده في حياتي

"مروان" بإبتسامة : ربنا يقدم اللي فيه الخير 

"وليد" بفضول : رسوني ع الحوار اللي اتكلمتوا عنه دا عشان مش فاهم و لا كلمة 

ليبتسم "يونس" و يبدأ يحكي عن كل شيء يخص "زياد" منذ أول يوم في الشركة له و انقاذه ل "يُسر" و عمله معه كسائق و وقفته بجانبه في كل شيء يخص اختطاف "يُسر" و معرفته أول شخص بهويته الحقيقية و حياة "زياد" حيث وفاة والديه في حادث منذ ان كان في الصف الاعدادي و تربيته لأخته و هي طفلة حتي أصبحت كبيرة الآن .. كان يحكي "يونس" عن "زياد" بحب شديد يكنه له و تأثر شديد ع حياة "زياد" .. فهمس "وليد" لـ "مروان" و هو في الخلف 

: شكلنا اتركنا ع الرف و "زياد" هيكتسح الصحوبية بتاعتنا و بقا المفضل 

ليضحك "مروان" بخفة و هو يومأ برأسه بالإيجاب

أنهي "يونس" حديثه و وجدهم يضحكون فتسائل بتعجب 

: بتضحكوا ع ايه ؟

"وليد" بحزن مصطنع : بنقول ان "زياد" اكتسح مكانتنا عندك 

"يونس" بإبتسامة : يا رجالة الغيرة بتاعتكوا الهبلة دي بين الناس اللي متثقش في اصحابها لكن انتو واثقين فيا و انا واثق فيكوا اننا كلنا عند بعض غير باقي الناس انتو اخواتي يا رجالة 

"وليد" : طب مش شايف انك تكتبله نصيب في أسهم الشركة دا اوڤر شوية و ممكن ميقبلش بكدا اصلا 

"يونس" : بصوا "زياد" لو اتشقلب ع راسه قدامي كدا عمري ما هغير رأيي و مكتبلوش جزء من نصيبي في الأسهم و بعدين الحلم اللي شوفته بعد صلاة الاستخارة دا مخليني مصمم و مش هرجع عن قراري ابداً

تم نقل سرير والدة "يونس" و "يُسر" إلي نفس غرفة ابنتها لكي تظل بجانبها يتاعفون سوياً ..سمعوا صوت طرقات خفيفة ع باب غرفتهم ليجدوا من يدلف و كانتا "نيروز" و "سلمي"

"نيروز" بإبتسامة : السلام عليكم 

والدة "يُسر" : و عليكم السلام اتفضلوا يا بنات

"يُسر" بإبتسامة واسعة : حبايب قلبي اللي بيسألوا عليا 

لتحتضنها "سلمي" و هي تقول بحزن : والله الشركة النهاردة ما هيبقي ليها حس من غيرك 

"يُسر" بمرح : عارفة طبعاً الشركة دي متسواش حاجة من غيري ابداً

لتضحك الفتاتان بخفة لتتسائل والدة "يُسر" عن تلك الفتاتين 

: معرفتنيش بصحباتك الجديدة يا "يُسر" 

"يُسر" بإبتسامة مرحة : ام عنين ملونة دي "نيروز" و ام ضحكة عسل دي "سلمي" بيتدربوا في الشركة عند ابو مراد و اتصاحبنا سوا 

لتتسائل "نيروز" بدون وعي لكي تنهي الجدال الذي يجتاح رأسها ..

: مكنتش اعرف ان مستر "يونس" متجوز و عنده أولاد اومال مراته فين عايزين نتعرف عليها 

ليصمت الجميع و ينظر لـ "نيروز" التي ظنت انها تفوهت بشيء خاطيء لتنفجر "يُسر" من الضحك بشدة و ابتسمت والدتها بخفة و هي تقول 

: شوفتي اهو الناس هتفكره متجوز بعمايلك دي و هتضيعي العرايس منه 

لتحاول "يُسر" التحدث من بين ضحكاتها و هي تنظر إلي باب الغرفة

: ابو مراد

ليلتفت الجميع لـ "يونس" الذي كان يقف ع أعتاب الغرفة لكي يدخل و لكن عندما استمع لجملة "نيروز" توقف يستمع لباقي كلامها ثم أظهر نفسه أمامهم .. ليتقدم منهم و يذهب إلي والدته و يقبل رأسها و يقول 

: شايفة يعني العرايس هتضيع مني يا ماما

لينظر إلي "نيروز" بإبتسامة و هو يقول

: العروسة اللي عايزها تبقي توافق بس عليا 

لتقول والدته بغضب 

: مين دي اللي متوافقش عليك يا واد دا انت قمر و حليوة و سيد الرجالة كلها 

ليبتسم بخفة و يميل ع يدها يقبلها بهدوء .. أما "نيروز" فقد خجلت بشدة و توردت وجنتاها عندما وجدته نظر لها و وجه ذلك الحديث لها كانت تشعر بنبضات قلبها تقرع كالطبول و أنهم سوف يستمعوا لها جميعهم الآن ..

"يونس" : "وليد' صاحبي رجع من السفر النهاردة

لتبتسم والدته

: حمدلله ع سلامته وحشني الواد دا والله مجبتوش معاك ليه 

"يونس" : لاء هو هنا جاي يزوركوا بس انا دخلت الاول اعرفكم عشان متتفاجئوش من وجوده

: طيب ناديله اوام يالا

ليخرج "يونس" و يشير بيده ل صديقيه و قد جاءوا و دلفوا الي الغرفة و كان يحمل وليد باقتين من الورود واحدة لوالدة "يونس" و الأخري لـ "يسر" 

"وليد" بمرح : نشتريلكوا المستشفي لأجل خاطر عيونكو و تبقوا كويسين و بصحة كويسة 

ليقترب من والدة يونس و يعطيها باقة ورد و يقترب من "يُسر" و يعطيها باقة ورد هي الاخري

"يُسر" بمرح : حمدلله ع السلامة يا فهد المخابرات 

"وليد" بضحك : ايه فهد المخابرات دي يا حاجة ؟ 

"يُسر" ببلاهة : قرأتها في رواية بيقولوها ع ظباط المخابرات الجامدين اوي و انا افتكرت لما بتحكيلي عن المهمات بتعملها ازاي قولت انت اللي يليق عليك فهد المخابرات دي 

ليضحك "وليد" بمرح  و البقية يضحكون بخفة 

"وليد" بضحك : يهدك يا "يُسر" يا بنتي الحاجات اللي في الروايات دي خيال و بس متصدقيش الكلام دا 

"يُسر" بحماس : اومال انت مسميينك ايه في المخابرات عندهم 

"وليد" بخفوت : اللهو الخفي

ثم انفجر ضاحكا عند رأي ان "يُسر" صدقته 

"وليد" بضحك : مش قولتلك يا بنتي متصدقيش 

"يُسر" بعبوس طفولي : اوووف

ليميل "وليد" ع يد والدة "يونس" و "يُسر" يقبل يدها و هو يقول 

: وحشتيي يا ست الكل 

لتطبطب ع كتفه بخفة و ع وجهها إبتسامة و تقول 

: اخبارك ايه يا بني عامل ايه في حياتك غيبت المدة الطويلة دي ليه كدا 

"وليد" بإبتسامة : كانت المهمة المرة دي صعبة والله بس اتحلت بفضل دعواتك انا واثق من كدا 

: بدعيلك يا بني وااله في كل صلاة يردك لينا بخير و يحفظك و ميوجعش قلبي عليك يا بني انت معزتك عندي انت و "مروان" من معزة "يونس" و "يُسر" والله 

"يُسر" بمرح لـ "نيروز" و "سلمي" : اعرفكم عليه دا "وليد" ابن امي التالت لينا و المفضل عن اولادها الحقيقيين

لتضحك "سلمي" و "نيروز" بخفة .. ليلتفت "وليد" ينظر للفتاتين و هو يقول 

: معرفتيناش ع اصحابك يا بنتي جينا خطفناكي منهم كمان 

"يُسر" : القمر دي "نيروز" و الجميلة دي "سلمي" و كمان بيتدربوا عند "يونس" في الشركة

ليقترب "وليد" و هو يمد يده يده ناحية "نيروز" لكي يصافحها

: اتشرفت بحضرتك انا "وليد"

لتضع "نيروز" يدها ع عنقها و هي تقول بإبتسامة هادئة 

: اسفة مش بسلم

لينظر لـ "سلمي" فتقول أيضاً بإبتسامة هادئة هي الاخري

: اسفة انا كمان مش بسلم

ليبعد "وليد" يده بإحراج بسيط

: لاء عادي ولا يهمكوا

بينما "يونس" و "مروان" كانوا يشعرون بالفخر الشديد و هم ينظروا الي تلك الفتاتان التي بالرغم انهم ليسوا محجبتين و لكن لا يريدوا السلام ع شخص غريب عنهم .. تسائل "يونس" في داخله إذا كانت بعلم بأمور دينها و اخيها "زياد" أيضاً يعلم الكثير من الامور فلماذا لا يجعلها تتحجب و لماذا هي لم تتحجب حتي الان ..

نظرت "يُسر" لهم بفخر شديد انها تصادق فتاتين صالحتين مثلهم و جاء ببالها اول يوم عمل لـ "زياد" و لها في الشركة عندما وجدته لم ينظر لها قط نهائياً إلا عندما حدث تعطل في المصعد الكهربائي 

"يُسر" في داخلها : دي اخت "زياد" اللي مرضيش يبصلي نهائي اكيد هي متفهمة و تعرف ربنا و امور الدين كتير اومال مش متحجبة ليه و لا هي و لا "سلمي" هبقي اسألهم لوحدنا 

لتستأذن "نيروز" و "سلمي" منهم لكي يذهبوا إلي الشركة و بعد قليل ذهب "وليد" و "مروان" و "يونس" إلي الشركة هم أيضاً لكي يعرض "يونس" أسهم الشركة التي باعها لـ "زياد" 

في الشركة 

تحديداً في مكتب "يونس" كان يجلس ع مقعد مكتبه الخاص به ينظر إلي "زياد" الجالس ع المقعد أمام المكتب ليقطع "زياد" الصمت و هو يقول 

: حضرتك طلبتني يا "يونس" ؟

ليقوم "يونس" من فوق مقعده و يذهب ليجلس ع المقعد المقابل لـ "زياد" أمام المكتب و هو يجذب أوراق من فوق المكتب و يقول 

: نشيل حضرتك و الالقاب دي بقا يا زيزو .. هاا متحمس تعرف شغلك هيبقي ايه ؟

"زياد" بإبتسامة : انا راضي الحمدلله يا "يونس" بأي شغل انت هتقدمهولي

ليبتسم "يونس" بخفة و هو يمد الأوراق ع الطاولة الصغيرة التي تتوسط جلستهم و فوقهم قلم

: طيب امضي هنا

"زياد" بإستغراب : امضي ع ايه ؟ 

"يونس" بهددوء : ع ورق شغلك في الشركة 

"زياد" بإستغراب : هو اللي بيشتغل هنا لازم يمضي ع حاجة ؟ ادفع فلوس لو سبت الشغل قبل ميعاده و لا ايه ؟ 

ليضحك "يونس" بخفة و هو يقول 

: لاء طبعا مفيش الكلام دا 

ليمسك "زياد" بالاوراق و هو يقول 

: اومال همضي ع ايه ؟ 

"يونس" : انت واثق فيا ؟ 

"زياد" و قد أعاد وضع الأوراق ع الطاولة و لم ينظر لهم بعد 

: ايوة طبعا يا "يونس" واثق فيك 

: ممكن تمضي قبل ما تقرأ و بعدها اقرأ الورق ؟ 

"زياد" بتساؤل : الورق دا فيه ايه بالظبط ؟ 

"يونس" بضحك : امضي يا زياد مش هدفعك تعويضات زي ما انت مفكر

"زياد" : مبتكلمش عن الفلوس بجد انا كنت بهزر في الموضوع دا بس دلوقتي في ايه مش عايزني اقرأ الورق الاول ليه و لا تعرفني همضي ع ايه 

"يونس" بإبتسامة : امضي انا مش هضرك

لينظر له "زياد" مطولا ثم يمسك القلم و يقوم بوضع امضته ع الاوراق ثم يضع القلم جانباً و يرجع ظهره للخلف و هو ينظر إلي "يونس" 

"زياد" بهدوء : مش عايز اقرأ الورق قولي انت موجود في ايه 

تنهد "يونس" بهدوء ثم قال

: بيع 25% من أسهم الشركة ليك 

ليهب "زياد" واقفاً و هو ينظر له بصدمة ممزوجة بالتعجب 

: نعم؟ أسهم؟

: ايوة

: دا ليه 

"يونس" بهدوء : ممكن تقعد و نتكلم بهدوء انت واقف ليه كدا 

ليجلس "زياد" و هو يتمالك نفسه كي لا يغضب أمام "يونس"

"يونس" : "زياد" انت معتش صاحب ليا و بس انت بقيت اخويا و اكتر كمان و انا بِعت أسهمي ليك انت و "يُسر" و سبت ليا جزء بسيط و هكتفي خلاص بشغلي الاساسي اللي انا فيه 

"زياد" بتمالك لأعصابه و بهدوء شديد 

: طب ما كنت تنقلهم لأخت حضرتك كلهم بتكتبلي جزء من شركتكم ليه و اقاسمكم فيها بتاع ايه

"يونس" بهدوء : اولاً دي مش شركتنا لوحدنا "مروان" ليه حصة 30% من اسهم الشركة هنا بمجهوده و تعبه و انا دلوقتي اكتر واحد واثق فيه بعد "مروان" أأمن ع الشركة معاه هو انت يا "زياد"

"زياد" بهدوء : "يونس" بيه انا مش هعرف ارد خدمتك دي متحرجنيش ارجوك 

"يونس" بهدوء : ردك للي عملته دا تحافظ ع الشركة و تخليها من أنجح الشركات في الوسط هنا و تكمل اللي انا مخلصتوش 

"زياد" بإحراج : يونس بيه مينفعش دي حاجة أكبر مني انا مفهمش في شغل الشركات و مليش في الكار دا 

"يونس" بإبتسامة : انا هساعدك في كل حاجة تخص الشغل و هفهمك من الألف للياء و "مروان" هيساعدك كمان متقلقش من أي حاجة و متحرجنيش انت و ترفض الهدية البسيطة دي عشان مزعلش منك بجد 

ليبتسم "زياد" بهدوء و يقف ليقف "يونس" أيضاً ليقوم "زياد" بإحتضانه بشدة حضن اخوي شديد و هو يتمتم 

: شكرا يا "يونس"

دخل "يونس" و معه "زياد" إلي مكتب "مروان" و كان يوجد به "مروان" و "وليد" 

"يونس" بإبتسامة : رحبوا بشريك الشركة الجديد 

ليبتسم "مروان" و يذهب ليصافح "زياد" و يحتضنه 

: مبروك يا معلم ع الشراكة الجديدة متقلقش انا معاك انا و "يونس" هنفهمك كل تفصيلة للشركة

ليبتعد عنه "مروان" ليقول "زياد" بإبتسامة هادئة 

: شكرا يا "مروان" بيه

"مروان" بإستنكار : بيه ايه يسطا اللي بتقولها دي لاااء انا خلصت من "يونس" عشان كئيب و غلس عايزك حلو معايا كدا بقا 

"يونس" و هو يرفع حاجبه : كئيب و غلس ؟

"مروان" بإرتباك مصطنع : انا اقدر اقول كدا يا باشا لاء طبعا قطع لسان اللي يقول عنك كدا

ليضحك الشباب بصخب ع مزاح "مروان" .. ليقترب "وليد" من "زياد" و هو يقول 

: "وليد" العراقي ظابط مخابرات و اكون العضو التالت للشلة الصغيرة دي 

"زياد" بإبتسامة و هو يبادله المصافحة

: اهلا بحضرتك و انا "زياد"

ليضع "وليد" يده ع كتف "زياد" و اليد الاخري ع كتف "مروان" و ينظر لـ "يونس" و يقول

: مفيش شغل النهاردة يا شباب و هنخرج سوا عشان انتو وحشتوني و بالمرة نحتفل بشراكة "زياد" للشركة و نتعرف اكتر عليه

"يونس" بهدوء : معنديش مانع

"مروان" : يالا بينا 

"زياد" : تمام 

عاد "زياد" إلي بيته مساءاً ليجد في استقباله اخته "نيروز"

"نيروز" بإبتسامة : اللي مش ظاهر طول النهار في الشركة و لسة راجع دلوقتي 

ليذهب "زياد" و يجلس ع الأريكة المقابلة لها و هو يقول بإبتسامة

: كنت خارج مع "يونس" و "مروان" و صاحبهم التالت

"نيروز" بإستغراب : خارج معاهم ؟ ايه دا انتو اتصاحبتوا 

"زياد" : اممم

"نيروز" بفضول : خرجتوا روحتوا فين و لا كنتوا خارجين ليه

"زياد" : خارجين عشان "وليد" صاحبهم لسة جاي من السفر النهاردة و كمان يحتفلوا بيا 

"نيروز" بإستغراب : يحتفلوا بيك ليه ؟

"زياد" بإبتسامة : بالشغل الجديد

"نيروز" بحماس : ايه الشغل دا اللي يحتفلوا بيك مخصوص 

"زياد" بهدوء شديد يترقب رد فعل شقيقته 

: بقيت أملك 25% من أسهم الشركة 

توسعت عيني "نيروز" بصدمة شديدة

: ايه ؟

: ايه ؟

"نيروز" بصدمة : بقيت تملك ايه ؟

"زياد" بهدوء : 25% من أسهم الشركة 

"نيروز" و مازالت ع صدمتها : شركة ايه ؟ 

"زياد" : اللي بشتغل فيها و بتتدربي فيها 

"نيروز" : يعني ايه ؟ 

"زياد" بضحك : "نيروز" في ايه يا بنتي جرالك ايه ركزي معايا بقا 

"نيروز" : اخدت 25% من أسهم الشركة ازاي يعني

"زياد" : اتفاجئت النهاردة و "يونس" جايبلي الورق و قالي امضي من غير ما تقرأ انت بتثق فيا متقلقش امضي و بعدها مضيت و قولتله عرفني بقا ايه الورق دا قالي انا بعتلك 25% من اسهم الشركة عشان هو هيسيب الشركة و ساب لنفسه جزء بسيط من الأسهم و ادايقت و فضلت اقوله ليه و عشان ايه اتكلم معايا كتير و قد ايه حبني و حس اني قريب ليه و بيثق فيا و عايز يتصاحب عليا و هيأمن ع الشركة معايا عشان هو هيبدأ يبعد عن الشركة و يركز في شغله اكتر 

"نيروز" بإعجاب شديد بفعل يونس 

: بجد ربنا يبارك فيه و يحميه حقيقي بيفكر في الغير و عايز يسعد اللي حواليه و يساعدهم

"زياد" بإبتسامة : "يونس" طيب و ابن حلال و من اول يوم اشتغلت معاه و هو بيعاملني كويس و عمره ما تطاول عليا و لا اي حاجة نهائي حقيقي ربنا يبارك فيه

"نيروز" بإبتسامة : بقا عندنا املاك يا زيزو

لتحتضن شقيقها بسعادة

: مبروك يا حبيبي ربنا يوفقك يارب و يبارك فيك يا حبيبي و تقدر توريهم قدراتك و جهدك في الشغل انت قدها طبعا يا رووحي

ليشتد "زياد" في احتضانها و هو يقول

: حبيبت قلبي ربنا يخليكي ليا يارب


جاء "يونس" ليلاً إلي المستشفي حيث يقبع بها والدته و شقيقته الذي كتب لهم الخروج غداً .. دخل الغرفة وجد "يُسر" شقيقته مستيقظة تعبث في هاتفها بينما والدتها تنام ع السرير المجاور لها ليذهب بهدوء و هو يحمل ذلك الملف في يده و يجلس ع السرير التي تنام عليه اخته

"يُسر" بسعادة : ابو مراااد تعالي تعالي انا هموت من الزهق هنا 

"يونس" بإبتسامة : مانا قولت هلاقيكي صاحية فقولت أسهر معاكي هنا 

ليخرج من جيب بنطاله قالب شوكولاته كبير جداً و يعطيه لها

: اتفضلي يا ستي 

لتمسك "يُسر" الشوكولاته بسعادة كالاطفال و هي تقول 

: ابو مراد حبيبي اللي فاكرني ربنا يخليك ليا يااارب 

ليخرج قلم من جيب بنطاله

"يونس" بهدوء : عايزك تمضي ع الورق دا يا "يُسر" 

لتضع "يُسر" الشوكولاته بجانبها ع السرير و تمسك الملف الذي في يده و هي تقول بتساؤل 

: ورق ايه دا

و قرأت اول صفحة و ما يدون بها لتجد ان بيع 20% من اسهم الشركة لتصبح املاكها في الشركة 40% .. لتنظر له بإستغراب

: مش فاهمة ايه الكلام دا يا "يونس" و ازاي بيع ليا و حصتي تبقي 40% من أسهم الشركة

"يونس" بهدوء : انا سبت شغل الشركة و احتفظت ب 5% ليا بس و الباقي قدامك اهو 

"يُسر" بصدمة : "يونس" انت اللي كبرت الشركة و خليت ليها اسم دلوقتي و تبقي من احسن الشركات في مصر بسهولة كدا هتسيبها و كمان تبيعلي أسهمك ؟ و انت حقكك فين يا "يونس" اللي هتاخده

"يونس" بإبتسامة : انا سبت ليا 5% بس يعني مش هسيب الشركة خالص و بعدين هاجي الشركة و لو حاجة احتاجت ليا انا اللي اعملها بنفسي هعملها بس دلوقتي انا مكتفي بشغلي و عايز اركز في المهمة اللي معايا و وانا واثق فيكي و في "مروان" و في "زياد" انكوا هتقدروا تخلوا الشركة أحسن من اللي كانت عليه اصلا و هتقدروا تكبروها كمان و كمان 

لفت انتباهها اسم "زياد" فتسائلت بتعجب

: "زياد" ؟ يعني ايه واثق في "زياد" هيخلي الشركة أحسن ؟

"يونس" : انا كتبت 25% من اسهم الشركة لـ "زياد" 

لتبتسم ابتسامة كبيرة داخلها لم تظهرها ع وجهها و اردفت بهدوء ظاهري

: عملت كدا ليه ؟

"يونس" بإبتسامة هادئة : واثق فيه ثقة متتخيليهاش يا "يُسر" و بقا صاحبي و قريب مني زيه زي "مروان" و "وليد" و كمان عرفت عنه حاجات كتير فشايف ان ربنا حطني في طريقه عشان انتشله من اللي هو فيه .. و يا عالم هيبقي مكانته عندي ايه في يوم من الايام 

لتنظر له بإستغراب من جملته الاخيرة و تقول 

: قصدك ايه ؟

: مقصديش حاجة متاخديش في بالك و يالا بقا امضي عشان نحتفل بالشوكولاتاية اللي جايبهالي و لا هتاكلي كل دي لوحدك من غيري 

لتضحك "يُسر" بخفة ثم تلمع عيناها بالدموع .. ليضم وجهها بين كفيه و هو يمسح دموعها و يقول بإبتسامة 

: متخلنيش اشوف دموعك يا "يُسر" انتي غالية عليا اوي و اكره نفسي لو خليتك انا اللي تعيطي 

لتمسك "يُسر" يده التي تضم وجهها و تقبلها بشدة و هي تقول بصوت باكي قليلاً 

: ربنا يخليك ليا يا "يونس" و ميحرمنيش منك ابداً انا بحبك اوي انت أفضل أخ في العالم كله عمرك ما عاملتني وحش ابداً و عمرك ما مديت ايدك عليا انت صاحبي من قبل ما تكون أخويا بتحسسني إن مشاكلي التافهه اللي بحكيلك عنها إنها مشاكل كبيرة اوي و لازم نحلها .. عمرك ما اتعصبت عليا عمرك ما عليت صوتك عليا انت بجد أحن و أحسن أخ في العالم يا اخويا و ابويا و كل الناس ليا 

ليأخذها بين احضانه يضمها بشدة و قد لمعت عينيه بالدموع قليلا تأثراً بكلامها 

"يونس" بصوت متحشرج قليلاً من أثر البكاء التي يغلب عليه 

: و بعدين بقا خليتي راجل كبير زيي يعيط اهو احترمي المخابرات طيب في ظابط مخابرات يعيط 

لتشتد من احتضانه و هي تقول 

: عيط ياخويا مفيش حد كبير ع العياط الناس كلها بتعيط عادي 

ليبتسم بخفة و يطبطب ع رأسها بهدوء .. ليقرر "يونس" أن يبيت الليلة معهم و لا يتركهم



جاء اليوم التالي و قام "يونس" بتوصيل والدته و شقيقته إلي الفيلا الخاصة بهم و اطمئن عليهم و تركهم ذاهباً إلي الشركة فهو سوف يعلم "زياد" كل شيء يخص الشركة اليوم 

كان يجلس في مكتبه ينتظر مجيء "زياد" ليبدأوا تدريب العمل سوياً اليوم .. سمع طرقات خفيفة ع الباب فظنه "زياد" و قال 

: ادخل يا "زياد"

ليفتح الباب و تطل من خلفه "نيروز" لتقول بصوت هادئ

: السلام عليكم

ليرفع "يونس" وجهه من أمام هاتفه الذي كان يعبث به عندما استمع للصوت ليقف من فوق مقعده و هو يقول

: و عليكم السلام اتفضلي يا انسه "نيروز"

لتذهب "نيروز" ببطيء و قد تركت باب المكتب مفتوح و وقفت أمام المكتب و هي تنظر إلي "يونس" تارة و تارة لا تنظر 

"يونس" بهدوء : اتفضلي اقعدي

لتجلس "نيروز" بهدوء و ارتباك بسيط يظهر من تشابك أصابعها كثيراً ببعضهم البعض 

"يونس" بهدوء و قد علم من نظرته لها و إلي نظراتها المرتبكة و أصابعها المتشابكة بأنها متوترة 

: حضرتك متوترة ليه ؟

لتنظر له "نيروز" و هي تقول بصدمة بسيطة

: لاء لاء مش متوترة و لا حاجة انا جاية لحضرتك أشكرك 

لينظر "يونس" لها بإستغراب بسيط

: تشكريني ع ايه ؟ 

لتبعد عيناها عنه و هي تقول بهدوء

: ع اللي عملتع مع "زياد"

ليقف "يونس" من فوق مقعده و يتجه إليها يجلس ع المقعد الأمامي لها أمام المكتب و هو يقول بإبتسامة

: "زياد" صاحبي و اكتر من صاحب و حقيقي يستاهل اللي عملته معاه دا انا مش عايز شكر

"يونس" في عقله : انا عايزك انتي 

ليبعد عيناه سريعاً عنه و هو يستغفر ربه في سره انه سمح لنفسه بالنظر لها مطولاً هكذا 

لتقول "نيروز" بهدوء : بردو حبيت اشكر حضرتك ع اللي عملته معانا دا
 ‏
"يونس" بهدوء : انا اللي عملته دا مع "زياد" لسة معملتش حاجة عشانك يا "نيروز"

لترفع "نيروز" عيناها الفيروزتين لتقابل عينيه في نظرة مطولة لا يعرفون كم مر من الوقت عليهم .. ليرن فجأة هاتف "نيروز" لتفيق من تحديقها به و هو أيضاً يفيق من تحديقه بها ليبعد عينيه سريعا لتقوم "نيروز" من فوق مقعدها سريعاً و بتوتر 

: عن إذنك 

و ذهبت سريعا من أمام عينيه 

خرجت "نيروز" و أغلقت الباب خلفها و وقفت أمام الباب تهدئ من نفسها و من تلك الحالة التي أصابتها فهي تشعر و كأن قلبها يقفز من مكانه يشعر بالضيق بين قفصها الصدري يريد أن ينبض بصوت أعلي ليستمع له الجميع لتضع يداها ع قلبها و هي تقول بنبرة هادئة 

: اهدي يا "نيروز" في ايه انتي عمرك ما حصلك كدا هو في ايه اللي بيحصل ليا دا 

لتنضبط أنفاسها و يهدأ توترها و تمسك هاتفها لتجد أن من كان يتصل بها صديقتها "سلمي" لتغلق هاتفها و تذهب إلي لإستقلال المصعد الكهربائي لتعود إلي قاعة المتدربين .. أما في الداخل عند "يونس" ظل جالساً فوق المقعد أمام المكتب المقابل لـ "نيروز" حيث كانت تجلس منذ دقائق بسيطة ينظر إلي مكانها و يتخيلها أمامه و ينظر لها بشدة يريد إدخالها داخل عينيه و لا يراها احد ابداً غيره .. ليبتسم "يونس" بهدوء و هو يقول 

: الحلم طلع حقيقة يا "نيروز" انا مش هسيبك ابداً لحد ما تبقي ليا


مر شهر ع تلك الأحداث و قد تغير فيها الكثير من الأشياء ..

 تعافت "يُسر" و والدتها تماماً و نزلت "يُسر" إلي الشركة بعد اسبوع من عودتها للمنزل و قد ازدادت صداقتها هي و "نيروز" و "سلمي" كثيراً و أصبحوا يلتقون ببعضهم البعض خارج الشركة أيضاً و بدأت "يُسر" في العمل بكل قوتها في الشركة حتي تثبت لأخيها أنه تم وضع الشركات في يد من سيحافظ عليها .. 
 ‏
 ‏توطدت علاقة "زياد" مع "يونس" و "مروان" و "وليد" كثيراً و أصبحوا اصدقاء و ازدادت صداقته مع "مروان" بالأخص فهو يراه دائما في الشركة و يعملون سوياً كثيراً و علاقة "زياد" بـ "يُسر" في إطار العمل فقط فأصبح الآن يناديها الآنسه "يُسر" و هي تغتاظ منه بشدة .. 
 ‏
 ‏انتهي تدريب "نيروز" و "سلمي" في الشركة و هم الآن ع أعتاب الامتحانات فيكونون سوياً كثيراً يزاكرون لإمتحاناتهم كانت "نيروز" تتذكر "يونس" كثيراً طوال الوقت فهو لا يذهب من بالها منذ آخر مرة تحدثت معه فيها و تريد أن تراه مجدداً بشدة فهو اصبح مختفي كثيراً منذ زمن طويل .. 
 ‏
 ‏انهي "يونس" تدريب "زياد" و معهم "مروان" لكل شيء يخص الشركة و أعلموه بجميع الصفقات التي تخص الشركة و جميع الشركات التي عملوا معهم في السابق و في الوقت الحالي و أصبح جديراً بإدارة العمل و ع كفاءة عالية كان "يونس" يفكر أيضاً في "نيروز" كثيراً و لا تغيب عن باله ابداً و قد قرر أنه سوف يتقدم لخطبتها ما أن ينتهي من تلك المهمة الأخيرة الذي يعمل بها فهو الآن مشغول في عمله كثيرا و لا أحد يراه ابداً بسبب كثافة العمل عليه .. 
 ‏
 ‏أما عن "مروان" فهو في حيرة من أمره كثيراً فهو اصبح يشتاق لـ "سلمي" و يفتقدها كثيراً منذ أن أنهت تدريبها و ابتعدت عن الشركة و أيضاً تفكيره في "يُسر" كثيراً و يشعر انه يحبها اكثر فأكثر .. هو لا يعلم ما الذي يعانيه هذا فهو يشعر أنه لديه اضطراب في مشاعره كيف له أن يفكر في الاثنين و يشتاق اليهم سوياً ..

كان اليوم أول يوم في الإمتحانات لـ "نيروز" و "سلمي" .. تقابلت الفتاتان و هم ع باب الجامعة 

"نيروز" : خايفة من الامتحان يا "سلمي" اوي 

"سلمي" : و انا كمان يا "نيروز" والله حاسة اني نسيت كل اللي ذاكرناه امبارح سوا 

"نيروز" : يارب متخذلناش وارفع راسنا و سهل علينا الامتحان 

"سلمي" : يسمع من بؤك ربنا 

دخلوا إلي الجامعة و ذهبت كل فتاة إلي المكان المخصص لها لأداء الامتحان به و انتهي الامتحان و خرجت الفتاتان يحتضنان بعضهما 

"سلمي" بفرحة : الامتحان كان حلو يا "نيروز" الحمدلله عقبال باقي المواد كلها يارب 

"نيروز" بفرحة : يارب اللهم امين بجد متوقعتش الامتحان يجي سهل كدا 

"سلمي" بمزاح : عشان احنا نيتنا كويسة و ولاد حلال بس 

لتضحك "نيروز" و يذهبوا سوياً ليرن هاتف "سلمي" لتجد المتصل والدتها لترد عليها و تخبرها بشيء و تريدها أن تأتي إليها ع الفور 

"سلمي" بحزن : معلش يا "نيروز" مش هنروح سوا مامي باين في حاجة حصلت و قالتلي تعاليلي حالا 

"نيروز" بإبتسامة هادئة : و لا يهمك يا سلومة هروح لوحدي عادي روحي شوفي مامتك عايزة ايه يا حبيبتي 

لتودع الفتاتان بعضهما و تقف "سلمي" لتستقل تاكسي بينما "نيروز" تذهب لكي تصل إلي موقف السيارت لكي تعود إلي بيتها 

كانت تسير "نيروز" ع أحد الأرصفة في ذلك الشارع لتقترب منها سيارة و تبدأ بالمشي بجانبها ببطيء و قد كان شاب هو من يسير بالسيارة 

الشاب بعبث : ما تيجي اكسب فيكي ثواب و اوصلك 

لتسرع "نيروز" بخطواتها قليلاً لتسرع السيارة تسير بمحاذاتها 

الشاب بصفير : يا حلوة كلميني بكلمك متجريش كدا 

لتنظر له "نيروز" بغضب و تتركه لكي تعدي ذلك الشارع ليوهمها هذا الشاب انه سيصدمها لتنتفض نيروز بشدة و هي تعتقد أن السيارة ستصدمها حقا لتصدر منها صرخة بسيطة و تقف تضع يدها ع قلبها تهدئ من انفاسها بسبب الخضة لينزل الشاب من السيارة و يذهب نحوها 

الشاب : عايز نتعرف بس اديلي فرصة نتعرف 

لتنظر له "نيروز" بغضب شديد و عيناها الفيروزتين تتطلقان الغضب منهم و تتركه لكي تذهب لتجد ذلك الشاب قبض ع يدها بشدة منعها من الذهاب لتستدير "نيروز" و كانت سوف تصفعه بشدة ع وجهه لتتفاجئ بلكمة في وجه الشاب أعقبتها وقوعه أرضاً لتنظر إلي من فعل هذا لتجده "يونس" 



تعليقات