قصة عشق يونس البارت الثاني 2 بقلم شهد السيد


قصة عشق يونس
البارت الثاني 2
بقلم شهد السيد


مر اسبوع و قد يأس "يونس" من رؤية الفتاه مره اخرى .. لم تظهر ابدًا منذ اول مره رآها ولكن يشاء القدر اليوم بعد غياب اسبوع يجدها "يونس" تجلس في نفس المقعد عندما كان يمارس رياضته اليوم .. ارتسمت ابتسامه تلقائيه على وجهه عندما رآها فإقترب "يونس" من مقعدها وجلس بجانبها مع مسافه ليست قليله بينهم .. رفعت اعينها لتواجه عيناه .. لينظر "يونس" الى فيروزتيها التي سحراه في تلك اللحظه ولا يعرف ما الذي حل عليه .. ولم يعد يعرف ابعاد عيناه عن تلك الفيروزتين التي بعينيها 

ابتسمت بهدوء وقالت له

: شكراً ع اللي حضرتك عملته معايا اخر مرة

"يونس" بنبرة هادئة : أي حد مكاني كان هيعمل كدا متشكرنيش و لا حاجة .. المهم انتي كويسة دلوقتي ؟

وجهت نظرها للأمام ثم قالت

: لسة عايشة عادي يعني

انزعج "يونس" من كلمتها تلك فقال

: لسة عايشة ؟ طب ليه بس تقولي كدا يا ... صحيح انا معرفتش اسمك ايه؟

نظرت له و ع وجهها ابتسامة صافية

: "نـيـروز"

"يونس" و هو يردد الاسم بإعجاب : "نـيـروز" .. اممم ، غريب لكنه حلو

"نيروز" بإبتسامة جانبية : شكراً .. انت اسمك ايه؟

: "يونس" 

: عاشت الاسامي

"يونس" بإبتسامة : تسلمي 

لتطلق "نيروز" تنهيدة حزينة فيراها "يونس" هكذا فيقول 

: مالك بس كدا في حاجة حصلت جديدة ؟

"نيروز" بنبرة ضيق : حاول يعتذرلي كتير و انا رفضت كل اعتذاراته و اديتله شبكته و هداياه و كل حاجة كان جايبهالي و لما لقي خلاص إن انا رفضاه نهائي راح لشغل اخويا و عمله شوشرة و خلاه يتطرد منه بس عشان ربنا بيحب اخويا و مش بيرضي بالظلم ابدا تاني يوم ع طول اخويا لقي شغل الحمدلله

"يونس" بنبرة هادئة : طب الحمدلله ربنا كرم اخوكي اهو مدايقة لسة ليه

"نيروز" بنظرة حزينة : خايفة يعمله شوشرة في شغله التاني دا و يتطرد منه بردو 

"يونس" بنبرة اطمئنان : لاء متقلقيش ان شاء الله اخوكي يكون شغال عند ناس كويسة مش بتسمع للكلام الوحش عن حد غير لما تتأكد 

"نيروز" : يارب 

وقفت "نيروز" عن مقعدها ليقف "يونس" و هو يقول سريعاً

: راحة فين ؟

"نيروز" بنبرة هادئة : همشي عشان عندي جامعة و هتأخر لو فضلت اكتر من كدا ، انا كنت جاية اشكر حضرتك لو لقيتك و الحمد لله لقيتك .. عن اذنك 

لتذهب بضعة خطوات أمام "يونس" ليوقفها بجملته الأخيرة ..

: هشوفك تاني؟

لتلتفت إليه و قد لمعت عيناها بلمعة جميلة انعكست ع فيروزتيها الجميلتين 

: مين عالم ؟!

لتذهب من امامه سريعاً و تستقل التاكسي و اختفت عن أنظاره مرة أخرى فأكمل "يونس" ركضه و من ثم عاد إلي الفيلا بعدما انتهي من رياضته ..

كانت تسير "يُسر" على اطراف قدميها في الفيلا حتى فتحت باب الفيلا بهدوء شديد وخرجت واغلقته ورائها بنفس الهدوء وظلت تسير بظهرها وما زالت تنظر الى باب الفيلا وتمشي على اطراف قدميها وجاءت "يُسر" نحو تلك الثلاث سلالم الذي امام باب الفيلا و لم تكن تعرف انها اقتربت منهم فسمعت احد يقول لها بصراخ 

: خدي بالك هتقعي 

صرخت "يُسر" بفزع من اثر الصراخ و بالفعل انزلقت قدمها من اول سلمة فلحقها "زياد" سريعاً قبل أن تقع علي السلالم و قام بإمساكها بإحكام فكان يضع يده حول خصرها ممسكاً بها بإحكام شديد .. كانت "يُسر" متشبثة به بشدة فكانت تمسك بكتفي "زياد" بشدة و مغمضة عيناها بقوة .. وجدت "يُسر" نفسها لم تقع ع الأرض ففتحت عين واحدة بهدوء لتقابل وجه "زياد" الذي يقترب منها ببضع سنتيمترات فقط .. فتحت عيناها الإثنين لتنظر الي "زياد" 

"يُسر" بإبتسامة بلهاء : هو ينفع تبقي البادي جارد بتاعي ؟ 

لينظر لها "زياد" بإستغراب شديد

: ليه ؟

"يُسر" بنفس الإبتسامة البلهاء : عشان احنا مش بنتقابل غير في الحوادث و دايما انت اللي بتنقذني ، كان فاتني وقعت علي جدور رقبتي انكسرت و كله عشان الشغل عند ابو مراد 

ليبتسم "زياد" ابتسامة بسيطة للغاية و يبعد يداه عن خصرها لتعتدل "يُسر" في وقفتها و يعتدل "زياد" و يبتعد بضعة خطوات عنها 

"يُسر" بإحراج : ميرسي انك لحقتني 

"زياد" و هو ينظر للناحية الأخري : العفو يا هانم

"يُسر" بإستغراب : هانم ؟ ، لاء سوري انا معنديش في قاموسي كلمة هانم ، بس مش هعرف اتجادل معاك دلوقتي عشان متأخرة جامد ع الشغل 

و ركضت "يُسر" سريعاً من أمامه و صوت ذلك الكعب يدوي علي الارض بصوته الرنان لتستقل سيارتها و تذهب من أمام أعين "زياد" ..

قامت بطرق باب المكتب مرتين ثم دلفت إلي الداخل بعدما سمعت "يونس" يسمح لها بالدخول .. اقتربت من مكتب رئيسها بالعمل و ..

: بكرا اول يوم لتدريب الطلبة اللي حضرتك تكفلت بتدريب جامعتهم الحكومية يا "مستر يونس"
ترك "يونس" ذلك الملف و الذي كان يرسم به أحد الأحذية ليقول بإنتباه 

: طب كويس انك فكرتيني انا كنت ناسيهم خالص 

عدلت من وضع نظارتها علي وجهها لتقول بنبرة عملية ..

: حضرتك نظام التعامل معاهم هيبقي ازاي؟

: فكريني كدا تدريبهم ع ايه و هيفضلوا قد ايه معانا؟

لتنظر في الايباد الخاص بالعمل و تقول بعملية شديدة 

: تدريبهم عن تصميم الازياء و الاحذية و هيفضلوا معانا شهر بإذن الله 

ليفكر "يونس" قليلاً

: القاعة المخصصة ليهم جهزت؟

: جهزت بعدد المكاتب لنفس عدد الطلاب يا مستر "يونس"

: هما عددهم كام؟

: 60 طالب بس ، لأن مش احنا الشركة الوحيدة اللي مقدمة عروض للقسم دا 

"يونس" بنبرة هادئة : تمام .. عشان اول يوم ليهم بكرا ، هنخليهم يصمموا شوز بسيط نقيم تفكيرهم و خبرتهم ؛ لأن ممكن ننتفع بيهم بعد تخرجهم 

: حضرتك هتقابلهم بكرا؟

أمسك "يونس" برسمته مرة أخرى

: اكيد هقابلهم .

: تمام يا مستر "يونس" حضرتك محتاج حاجة قبل ما اخرج 

: كوباية قهوة لو سمحتي

♡ في اليوم التالي ♡

كان يوجد تجمع هائل بكل هذه الطلاب في بهو الشركة حتي جائت لهم سكرتيرة "يونس"

السكرتيرة بصوت عالي نسبياً لتهدئتهم : ممكن هدوء لو سمحتم 

عم الصمت علي جميع الطلبة و نظروا لتلك الفتاة 

السكرتيرة بنبرة هادئة : ممكن تتفضلوا معايا عشان تروحوا القاعة اللي هتتدربوا فيها طول شهر تدريبكم ، علي ما مستر "يونس" و مستر "مروان" المديرين للشركة هنا يوصلوا و يقابلوكم 

بالفعل سار الجميع وراء تلك السكرتيرة و استقلوا المصعد علي مجموعات حتي وصلوا الي الدور الثالث و الذي يكون فيه القاعة التي بها مكاتبهم .. كانت قاعة كبيرة للغاية مجهزة من كافة الاشياء و كان بها مكاتب الطلبة تلك المكاتب التي تكون أربعة ملصقين ببعضهم البعض ممثلين دائرة بحيث كل مكتبين بجانب بعض و يقابل مكتب اخر من الامام و يفصل بين الأربعة مكاتب ألواح زجاجية .


نزل "مروان" من سيارته فوجد أمامه سيارة "يونس" تقف أيضاً في نفس وقت مجيئه للشركة .. ارتسمت ابتسامه واسعة علي وجه "مروان" و هو يري "زياد" يفتح باب السيارة لـ "يونس" لينزل منها اقترب "مروان" منهم فإستمع لذلك الحوار الدائر بين "يونس" و "زياد"

"يونس" بنبرة هادئة : لو سمحت يا "زياد" قولتلك 100 مرة معتش تفتحلي الباب

"زياد" بنبرة هادئة : دا شغلي يا "يونس" بيه

"يونس" : و انا رئيسك في الشغل و بقولك معتش تعمل كدا انا مش جايبك خدام ليا لا سمح الله .. لاء طبعاً انت بني ادم زيك زي بالظبط بتشتغل و تصرف علي نفسك و علي عيلتك لو عندك عيلة .. و انا عمري ما هسمح ليك انك تقلل من نفسك و تفتحلي الباب .. معدتش تتكرر يا "زياد"

"زياد" بإمتنان : حاضر يا "يونس" بيه

"يونس" : هنبقي نشوف موضوع بيه دا بردو .. دا مفيش بيني و بينك في السن غير حاجة بسيطة اوي 

"زياد" بنبرة معترضة : لاء مينفعش

"يونس" و هو يغمز له : هنشوف بعدين ينفع و لا لاء 

ليقترب "مروان" بصدمة ناحية أُذن "يونس" قائلاً : اخلاقك مالها يا "يونس"

لينظر له "يونس" بإستغراب : مالها أخلاقي دا انا ابن ناس والله و كويس 

"مروان" بصدمة : انت طلعت الوان يا "يونس" 

"يونس" بإستغراب : الوان ايه .. انا حتي لابس بدلة سودة انهاردة

"مروان" بتوضيح : لاء الوان اقصد يعني انت ش*ا*ذ 

"يونس" بصدمة : يخربيت ام اصطباحتك النيلة .. انا هرفدك قريب يا حيوان 

ليضحك "مروان" بشدة ع "يونس" ليتركه و يبتعد عنه و يدخل إلي الشركة ليذهب "مروان" من ورائه بخطوات سريعة 

"مروان" بضحك : انا فهمتك غلط والله

"يونس بعصبية طفيفة : راعي الفاظك يا "مروان" شوية 

"مروان" بتبرير : و هو انك تغمز لـ "زياد" دي افهمها ايه 

ليلتفت "يونس" لـ "مروان" و ينظر له 

"يونس" : و هو دا اللي تفهمه من غمزة ، المفروض تفهم أن دا شاب في سني و سنك و عايز اصاحبه ؛ لأن مينفعش يبقي سواق ليا فـ بحاول اقرب المسافات بيني و بينه 

"مروان" بفهم : اهااا طيب كدا فهمتك انا دلوقتي

ليذهب "يونس" و يستقل المصعد ليدخل معه "مروان" سريعاً قبل إغلاق الباب 

"مروان" بهزار : خلاص بقا يا "يويو" متتقمصش كدا 

"يونس" : متقولش زفت "يويو" في الشركة مش هيبقي انت و "يُسر" عليا 

مروان بضحك : طب والله اختك دمها خفيف و بتحب الهزار اكتر منك 

لينظر له "يونس" نظرة جانبية من وراء نظارته الشمسية و يصمت 

"مروان" بإستغراب : بس حاسك حبيت "زياد" كدا يا "يونس" مش إنه واحد شغال عندك عادي 

ليفتح باب المصعد عند الدور الخامس حيث مكان القاعة الخاصة بالمتدربين 

لينظر "يونس" إلي "مروان" و يقول له 

: معرفش "زياد" دا من يوم ما انقذ "يُسر" و انا بقيت مديونله بحياتي انا .. انت عارف "يُسر" غالية عندي قد ايه هي و امي .. و بعدين انا بفكر اصلا اعينه هنا في الشركة

ليخرج "يونس" من المصعد ليلحق به "مروان" و هو يقول له : طب لو مش معاه شهادة .. اصل اكيد بدام قِبل إنه يشتغل سواق يبقي مش معاه شهادة 

"يونس" بنبرة عملية : هشغله بردو و و ممكن ادربه بنفسي مش عارف عقلي كان فين لما وافقت إنه يبقي سواق و كنت عينته ع طول في الشركة

صمت "مروان" عن الكلام عندما وصلوا الي قاعة المتدربين و وجد "يونس" سكرتيرته تقف في الخارج تنتظره 

السكرتيرة بنبرة عملية : صباح الخير يا مستر "يونس" .. الطلبة وصلت قبل حضرتك بعشر دقايق و منتظرين جوا حضرتك و مستر "مروان"

"يونس" بنبرة هادئة : تمام يالا بينا ندخلهم 

ليدخل "يونس" إلي القاعة و علي جانبيه السكرتيرة و "مروان" صديقه .. كان يوجد صوت عالي من اثر حديث الطلاب الجانبي و لكن بمجرد دخول "يونس" إلي القاعة عم الصمت علي الجميع .. لينظر "يونس" إلي كل وجوه الطلبة ليتوقف نظره علي فتاة تنظر له بإستغراب بسيط ليقوم "يونس" بخلع نظارته الشمسية و قد رُسم علي وجهه علامات الدهشة لتندهش الفتاة أيضاً عندما قام "يونس" بخلع نظارته و لم تكن تلك الفتاة سوي...

كانت تجلس "يُسر" علي مكتبها الذي خصصه "يونس" لها لإدارة الحسابات في الشركة و التي كانت في نفس الطابق الذي يوجد به قاعة المتدربين ..

كانت تضع هاتفها علي أُذنها و هي تتحدث مع والدتها عبر الهاتف

: هروح اعمل شوبينج يا مامي عشان في حاجات كدا محتاجاها و عايزة اشتريها 

والدتها : ماشي يا حبيبتي بس هتكوني لوحدك؟

"يُسر" : ايه يا ام "يونس" عشان قولتلك مامي و كدا فاكراني بت خرعة مش هتعرف تروح تشوبينج لوحدها 

والدتها : يا بنتي هخاف عليكي بردو انتي مهما كان بنت و لازم حد يحميكي بردو انتي بتخلصي الشغل دلوقتي الساعة 5 و ع ما تلفي و تروحي هنا و هناك و انتي اصلا بالك طويل في الشوبينج الدنيا هتبقي ليل عليكي 

"يُسر" بملل : طب اعمل ايه لو قولت لـ "يونس" هو بيزهق من الشوبينج بتاعي و مش بيرضي من اخر مرة لما فضلت اخليه يلف معايا اليوم كله 

والدتها : ما انتي رخمة صحيح يا "يُسر" في الشوبينج بتاعك دا 

"يُسر" : الااااه ، مش انا بنت و مشترياتي كتير و حاجاتي لازم انقيها بعناية و اجيب حاجة حبيتها اعمل ايه يعني اجيب لبس وحش طيب 

والدتها : المهم انا مش عايزاكي تروحي لوحدك شوفي "يونس" اسأليه و هو بردو مش هيخليكي تروحي لوحدك 

"يُسر" بلا مبالاة : ماشي هقوله لما ابقي اخلص شغل .. يالا باي 

والدتها : مع السلامة 

أغلقت "يُسر" مع والدتها و هي تتنهد بملل 


لم تكن الفتاة سوي "نيروز" و عندما رأته صدمت بشدة عندما عرفت أن الذي امامها هو "يونس" و أنه يقف الآن في الشركة و لكن لم تعتقد أنه يكون مدير الشركة .. و ليس العكس علي "يونس" فهو كان مصدوماً بشدة عندما وجد "نـيـروز" أمامه و في شركته .. فاق "يونس" علي نكزه في كتفه من "مروان" صديقه لينظر له "يونس" بإستغراب

"مروان" بنبرة هامسة : في ايه يا "يونس" انت اول مرة تفضل مبحلق مدة طويلة لبنت كدا 

استوعب "يونس" كلام صديقه "مروان" فمن الممكن ان الطلاب قد يكونوا لاحظوا نظراته هذه لـ "نـيـروز" مثلما لاحظ "مروان" و بالفعل ابعد "يونس" نظره عنها و نظر لباقي الطلاب و علي وجهه ابتسامة هادئة

"يونس" بنبرة هادئة : اول حاجة ، اهلا بيكم في شركة "الـيُـسـر" .. ثانياً ، انا اكون "يونس الشناوي" و ابقي مدير الشركة (نظر إلي "مروان") : و دا مستر "مروان الزيني" مدير الإدارة الفرعي للشركة 

صدمت "نـيـروز" بشدة عندما عرفت أن "يونس" يكون مدير الشركة الذي سوف تتدرب بها

"مروان" بنبرة هادئة : اهلا بيكوا معانا في الشركة 

حل الصمت علي الجميع لتنظر سكرتيرة "يونس" إليه بصدمة .. لينظر لها "يونس" بإستغراب

: في ايه؟

السكرتيرة بنبرة هامسة : التدريب يا مستر "يونس"

"يونس" بتذكر : أيوة فترة تدريبكم معانا يإذن الله هتكون شهر ، و ياريت في الشهر دا تقدروا تستفيدوا من تدريبنا ، و بما إن دا اول يوم ليكوا مش هنبدأ تدريب ع طول احنا هنوفرلكم اسكتشات و اقلام و عايزين منكم تصميم شوز بسيط حلو ، و انت و خيالك بقا عايز تصمم شوز كلاسيك أو رياضي أو اي حاجة المهم تكون مخلص رسمتك قبل ميعاد الخروج و اللي هو الساعة 3 ليكوا ، و في عندكم فترة بريك بتبقي الضهر إن شاء الله .. بالتوفيق ليكوا

أنهي "يونس" كلامه و ألقي نظرة أخيرة علي "نـيـروز" قبل أن يضع نظارته الشمسية ع وجهه و يخرج من القاعة و من ورائه سكرتيرته و "مروان" 

دخل "يونس" إلي مكتبه و جلس ع المقعد خلف المكتب فوجد "مروان" صديقه يدخل أيضاً و قام بالجلوس أمام المكتب

"مروان" بإستغراب : كنت بتبص للبنت الطالبة ليه يا "يونس" ، انت تعرفها؟

تذكر "يونس" "نـيـروز" و تذكر مقابلاته معها صباحاً و أنها معه الان في مكان واحد ثم ارتسمت ابتسامه بسيطة بتلقائية علي وجهه

نظر له "مروان" بصدمه علي ابتسامته تلك 

"مروان" بصراخ : ابـتسسااااامممةة 

فزع "يونس" من اثر صراخه 

: ايه يا بني بطل هبل 

"مروان" : دا انا بقولك عنها ابتسمت اومال لو بقولك اسمها هتعمل ايه ؟؟؟

"يونس" بضحكة خفيفة : اسمها "نـيـروز"

"مروان" بإستغراب : دا ع كدا تعرفها بقا .. و انا اللي كنت بقول دا وقع من النظرة الأولي 

"يونس" بضحك : وقعت من النظرة الأولى!!

"مروان" : دي تعرفها منين ؟

تنهد "يونس" و هو علي وجهه ابتسامة صغيرة 

"يونس" : دي حكاية طويلة 

"مروان" : طب احكيلي

قص "يونس" المقابلتين الذي رأي "نـيـروز" فيهما صباحاً

"مروان" بنبرة هادئة : مش يمكن نصابة 

"يونس" بنبرة ساخرة : أيوة و ايه كمان

"مروان" بنبرة جادة : لاء حقيقي بتكلم بجد .. ممكن فعلاً تكون نصابة 

"يونس" بنبرة هادئة : و هي تنصب عليا ليه ؟

"مروان" بنبرة ساخرة : دا علي اساس انت شاب بسيط مش هتستفيد من وراك حاجة ؟ ، انت بسم الله ما شاء الله صاحب فروع شركة "الـيُـسـر" و اعدائك المنافسين كتييير متعدش ، فطبيعي يزقوا واحدة زي دي تنقلهم معلوماتك و صفقاتنا لحسابهم .. مش شايفها غريبة يعني انك تشوفها مرتين و يا سبحان الله تكون في نفس الكلية اللي انت قدمتلهم منحة تدريبية

"يونس" بنبرة هادئة : تمام هخلي حد اعرفه يعرفلي قرارها كله من يوم ما اتولدت لحد لحظتنا دي ، بس انا واثق إنها واحدة عادية مش نصابة لاء 

"مروان" بنبرة هادئة : ياريت تكون واحدة عادية .. المهم هسيبك انا دلوقتي و هروح اشوف شغلي .. سلااام

و بالفعل خرج "مروان" من مكتب "يونس" و لكن لم يذهب إلي مكتبه هو بل ذهب إلي مكتب "يُسر"

جلس الطلاب وراء مكاتبهم و تم التوزيع علي الجميع اسكتشات كبيرة و اقلام رصاص و اقلام تحديد الرسم و لكن لم يعطوهم ألوان .. كانت تجلس "نيروز" تفكر في "يونس" التي تفاجئت به منذ قليل أمامها و لم تتفاجئ به فقط بل بأنه رجل اعمال مشهور للغاية و صاحب شركات متنوعة الفئات كثيرة .. سمعت طرق علي اللوح الزجاجي الذي يفصلها بينها و بين صديقتها لتفيق من شرودها 

: ايه يا "سلمي" 

"سلمي" بغمزة : اللي واكل عقلك يا جميل 

"نيروز" بنبرة ساخرة : و مين يا ختي اللي هياكله ما انتي عارفة اللي فيها 

"سلمي" بنبرة هامسة : المدير الحليوة اللي كان فاضل مبحلق فيكي ، ايه النظام شكلك عجبتيه يا بت 

"نيروز" بنبرة ساخرة : عجبت ايه و بتاع ايه انتي كمان .. دا احنا بس نعرف بعض 

"سلمي" بإستغراب : تعرفوا بعض؟؟؟؟؟ .. تعرفي رجل الأعمال الغني اوي دا منين يا بت انتي 

"نيروز" بنبرة ضيق : ايه مشبهش يعني لما اكون عارفة واحد كويس و لا ايه 

"سلمي" بتراجع : لا والله ما اقصد كدا ابدا متفهمنيش غلط 

"نيروز" : انا اصلا اعرفه بس مكنتش اعرف إنه غني اصلا و راجل اعمال مشهور .. انا اول مرة اشوفه في حياتي اصلا ، قال مشهور قال 

"سلمي" : طب احكيلي عرفتيه امتي و ازاي ؟

"نيروز" : في البريك عشان مش هعرف احكي دلوقتي .. صممي بس عشان يمكن نخلص بسرعة و يمكن نروح بدري

"سلمي" : بس هتحكيلي كدا كدا متنسيش

"نيروز" و هي تمسك بالقلم الرصاص : طيب 


طرق بسيط علي باب مكتب "يُسر" لتسمح يسر للطارق بالدخول فيكون "مروان"

"مروان" بنبرة جادة : الشغل متعطل جدا ايه اللي بيحصل دا

"يُسر" بإستغراب : متعطل ليه و في ايه اللي بيحصل

ليضحك "مروان" ثم يقول 

: دخلت عليكي صح 

"يُسر" بضحكة خفيفة : الصراحة اها و كمان استغربت اول مرة اشوفك بتتكلم جد اوي كدا 

"مروان" : ربنا يديم الضحكة لاء الحمدلله احنا فرفوشين كدا و مش جد ع طول زي "يونس" باشا

"يُسر" : انت هتقولي عن "يونس" دا انا حافظاه صم 

"مروان" بنبرة هادئة : المهم كنت جايلك عايز ملف صفقة استيراد العربيات اللي من اليابان مع رجل الأعمال جونهوك عشان في حاجات كدا عايز ادرسها من جديد

"يُسر" : أيوة الملف دا عدا عليا استني هجبهولك 

لتقف "يُسر" من فوق مقعدها و تبتعد عن مكتبها لتذهب الي المكتبة الصغيرة الموجودة عندها في المكتب لتخرج أحد الملفات و تنظر له نظره سريعة لتعرف أنه الملف المنشود فتذهب "يُسر" إلي "مروان" و تعطيه الملف 

"يُسر" : اتفضل يا سيدي الملف اهو اي خدمة بقا

"مروان" و هو يلتقط منها الملف : نجاملك في الافراح يارب 

بتضحك "يُسر" بخفة و تذهب إلى مقعدها وراء مكتبها ليخرج مروان من مكتبها عائداً إلي مكتبه 

"مروان" في نفسه : امتي هحس بالحب من ناحيتك ليا يا "يُسر" .. دا انا معتش عارف افكر في حاجة غيرك و بالذات بعد ما اشتغلتي معانا هنا 

توقفت "سلمي" عن الرسم ثم نظرت إلي "نيروز" و قالت 

: هروح ادخل الحمام يا نيرو عايزة تيجي ؟ 

لتقول "نيروز" بهدوء : لاء مش عايزه اقوم عشان تفكيري ميتشغلش في المكان اللي برسم فيه دا

"سلمي" بهدوء و هي تقف : اوك يا نيرو هروح و مش هتأخر 

"نيروز" : اوك 

لتخرج "سلمي" من قاعة المتدربين تلك و هي تبحث بأعينها عن مكان دورة المياة لتجده في اخر ذلك الممر الذي أمامها فتحركت متوجهه إليه .. في نفس الوقت كان يسير "مروان" بعدما خرج من مكتب "يُسر" و هو حامل ذلك الملف و في يده الاخري يحمل هاتفه ينظر إلي شيء ما فيه و فجأة اصطدم بشخص ما أمامه بشدة أدي إلي وقوع الشخص الاخر ع الارض و الذي لم يكن سوي "سلمي" و وقع أيضاً هاتف "مروان" بجانبها .. صدم مروان من وقوع تلك الفتاة ع الارض و نزل بركبتيه بجانبها و هو يقول بقلق 

: انتي كويسة ؟ حصلك حاجة ؟ انا اسف بجد مخدتش بالي منك 

لتمسك "سلمي" يدها التي اوجعتها بشدة من اثر الاصطدام بالأرض و قالت بوجع بسيط

: حصل خير يا مستر "مروان" مفيش داعي للإعتذار 

ليساعدها "مروان" في الوقوف 

: انا اسف مرة تانية كنت مركز في الموبايل و مخدتش بالي بجد 

ثم انحني ارضاً ليأخذ هاتفه و وضعه في جيب جاكيت بدلته ثم نظر لـ "سلمي" مرة أخري

: ايدك جرالها حاجه ؟ انتي ماسكاها و بتتوجعي 

اردفت "سلمي" بهدوء و تعب 

: هي اتجذعت بس عشان كدا بتوجعني 

ليمسك "مروان" يدها و يقوم بتحريكها بهدوء

: لو بتوجعك جامد اوي مش قادره مسكة ايدي دي يبقي هي الحمدلله مش كسر 

لتبعد "سلمي" يدها عن يداه سريعاً بوجع 

: عارفة يا مستر "مروان" و الحمدلله محصلش حاجه

"مروان" بأسف : بجد انا اسفة مرة تانية

"سلمي" بإبتسامة خفيفه : حضرتك قصدك تالتة او رابعة بتهيألي .. حقيقي خلاص يا مستر "مروان" مفيش داعي للإعتذار انا كويسة الحمدلله

"مروان" بإبتسامة : انتي من المتدربين صح ؟ اول مرة اشوفك هنا في الشركة

"سلمي" بإستغراب : حضرتك عارف كل موظفين الشركة 

"مروان" بهدوء : طبعاً عارف كل موظفين الشركة فرد فرد و اسم اسم لأن انا من النوع اللي مش بينسي حاجة نهائي لو شافها لأول مرة 

"سلمي" بتعجب : واو ميزة حلوة جدا

"مروان" : ساعات بتبقي وحشة والله لأن بجد بتخليني فاكر كل حاجة جدا مش بقدر انسي حاجه نهائي .. يالا بقا اعمل ايه .. انتي اسمك ايه بقا ؟ 

"سلمي" بإبتسامة خفيفه : "سلمي"

"مروان" : عاشت الاسامي يا آنسة "سلمي" .. لو مش هتقدري تكملي رسم النهاردة و محتاجة تروحي تريحي ايدك و تعالجيها من الجذع دا روحي لأن اشك انك تقدري تمسكي القلم دلوقتي 

"سلمي" بهدوء : ايدي اليمين هي اللي اتجذعت و انا اساسا بعمل كل حاجة بإيدي الشمال اظن هقدر اكمل الشغل النهاردة عادي شكراً لحضرتك ع اهتمامك

"مروان" : العفو يا آنسة "سلمي" .. عن اذنك 

و غادر "مروان" من أمامها بينما هي أكملت طريقها ذاهبة إلي دورة المياة.. 

كانت تجلس "يُسر" على مكتبها ثم نظرت في هاتفها وجدت ان الساعه قاربت ع الخامسة نهضت من فوق مقعدها ثم لملمت اشيائها وذهبت الى المصعد لتستقل له لتصعد الى مكتب "يونس" و ذهبت الى تلك السكرتيرة فقالت لها السكرتيره ان تدخل بدون استئذان طرقت "يُسر" على باب المكتب طرقتين ثم دخلت بعدما سمعت صوت "يونس" يسمح لها بالدخول

 يونس بابتسامة :  يا اهلا بـ "يُسر" هانم في مكتبي
 ‏
 ‏لتجلس "يُسر" واضعة قدمها فوق الاخرى : اهلا بيك يا مستر ابو مراد
 ‏
 "يونس" بابتسامه : اخبار الشغل معاكي ايه 
 ‏
 ‏"يُسر" : تمام الحمد لله يعني بشتغل حاجه ليا فيها وفاهمه فيها وهتعود على الشغل باذن الله يعني بقالي فتره مش كبيره اسبوع باين اهو الحمد لله 
 ‏
"يونس" :  طب تمام .. ايه هي عايزه نروح البيت سوا ولا ايه 

"يُسر" بخفوت : عايزه اعمل شوبينج 

"يونس" بابتسامه ساخره : ايوه اللي بنقعد فيه بالخمس ست ساعات ده صح 

"يُسر" بضحك : يا "يونس" انت عارف ان انا بيبقى عندي نظره للحاجات كده ما بيعجبنيش اي حاجه من اول مره 

"يونس" بهدوء : يا بنتي انت بتقعدي كتير اوي في الشوبينج وبعدين اخاف عليكي انك تبقي لوحدك

"يُسر" بنظرة طفولية : ما انا قلت لماما وهي اللي قالت ليا اقولك علشان مش عايزاني اروح لوحدي

"يونس" بتفكير : تمام هبعت معاكي "زياد"

"يُسر" بهدوء : "زياد" .. لازم "زياد" يجي معايا

"يونس" بهدوء : انا واثق في "زياد" جدا من ساعه الحادثه اللي حصلت في الاسانسير

 لتتذكر "يُسر" هذه الاحداث مره اخرى لتترقرق الدموع في عينيها ليذهب "يونس" ويجلس امامها ويمسك بكفي يدها وقام بتقبيلهم ثم نظر لعيناها الخضرواتين وقال 
 ‏
 : ما تخافيش يا "يُسر" يا حبيبتي ان شاء الله هتعدي الفوبيا دي وهترجعي زي الاول تاني 
 ‏
"يُسر" بعياط : نفسي ارجع طبيعيه تاني يا "يونس" انا عمري ما كنت كده ولا كنت بخاف من الاماكن المقفوله كده 
"يونس" بحزن ع شقيته و طفلته : عارف يا "يُسر" يا حبيبتي والله عارف بس هنعمل ايه انتي لازم تكملي العلاج العملي علشان تقدري تتخطي الازمه اللي في حياتك دي 
لتردف له "يُسر" بخفوت : حاضر يا "يونس" هحاول تاني 

لياخذ "يونس" هاتفه من فوق المكتب ليضغط عليه عدة ضغطات ثم يضع الهاتف على اذنه فيأتي صوت "زياد" من الطرف الاخر 
"يونس" : بقولك يا "زياد" مش هتروحني النهارده هتاخد "يُسر" عايزه تروح تشتري شويه حاجات كده وانا هطمن عليها وهي معاك ممكن تروح معاها؟

يوافق زياد على الطرف الاخر فيغلق يونس الهاتف و يضعه أمامه ع المكتب

: يالا "زياد" مستنيكي و حاولي تخلصي بسرعة لأن الوقت متأخر اصلا اهو  
 ‏
 ‏قامت "يُسر" من فوق مقعدها و قد عاد لها مرحها
 ‏
 ‏: من عيني ابو مراد يا عسل انت 

نزلت "يُسر" إلي زياد و كان يقف أمام سيارتها أمام الشركة فإعتدل في وقفته عندما رأها تتقدم منه 

"زياد" بهدوء : مفتاح العربية يا هانم

لترفع "يُسر" حاجبها بتعجب و هي تقول 

: ليه ؟ 

لينظر لها "زياد" و إلي تعجبها

: هسوق ! 

لتضحك "يُسر" بمرح و هي تتجه ناحية باب السيارة خلف المقود

: معلش يا "زياد" اصل مبحبش حد يركب عربيتي مكاني تعالي جنبي يالا 

لينظر لها بتعجب و يقسم داخله ان تلك الفتاة ليست من عائلة غنية و مدللة فهي لا تتحدث مثل باقي الفتيات المغرورات و المتكبرات و كل تصرفاتها لا تمت للتكبر او الغرور نهائياً 

: هتفضل واقف كتير مش هتيجي ؟

كانت تلك جملة "يُسر" و هي تخرج رأسها من شباك سيارتها ليفيق "زياد" من شروده بها و بشخصيتها و يذهب الي باب السيارة حيث يجلس بجانبها و هي سائقة 

وصلوا إلي مول كبير و صفت "يُسر" سيارتها و نزلت من السيارة و نزل ايضا "زياد" معها .. ذهبت "يُسر" عدة خطوات بإتجاه ذلك المول و لكن نظرت بجانبها لم تجد "زياد" فنظرت خلفها وجدته يقف بجانب السيارة مستنداً عليها و قد وضع يديه الاثنين فوق بعضهم ع مقدمة صدره فنظرت له "يُسر" بتعجب و ذهبت بإتجاهه و هي تقول

: واقف ليه ؟

اعتدل "زياد" في وقفته عندما رأها تتجه نحوه مرة أخري 

: انت مجتش معايا ليه ؟

"زياد" بإستغراب : أجي معاكي نعمل الشوبينج سوا ؟ 

لتضحك "يُسر" بخفة و تقول : انا مش اخداك معايا سواق يا "زياد" و لا حاجة لاء هو يونس قالك تيجي معايا عشان انا بتأخر في الشوبينج كتير و خايف عليا ابقي لوحدي يعني انت معايا عشان مبقاش لوحدي

"زياد" بهدوء : انا تحت امرك يا "يُسر" هانم اتفضلي 

"يُسر" بعبوس طفولي : لو هنبتديها هانم و الكلام دا انا مبحبش الاسلوب دا 

"زياد" : حضرتك عايزاني اقولك ايه ؟

"يُسر" ببساطة : "يُسر"

"زياد" برفض : لاء طبعاً ميصحش 

"يُسر" بعبوس طفولي : لاء يصح و انا اللي بقولك يا "زياد" متقوليش يا هانم دي و إلا هقولك انا كمان "زياد" بيه انا مبحبش حد نهائي يقولي اي لقب انا اسمي "يُسر" اي حد يقولي يا "يُسر" و بس 

"زياد" بهدوء : صدقيني يا هانم مش هينفع بجد

"يُسر" بعناد : تمام انت اللي عايز كدا يا "زياد" بيه 

و ذهبت من أمامه تدخل المول لينظر في أثرها و يذهب ورائها و هو يتمتم بخفوت : طفلة 

كانت تنظر إلي المحلات و هي تنظر بلامبالاة للملابس لا يعجبها شئ و لم يلفت نظرها شيء و لكن دخلت إلي محل تشتري منه دائما فدخلت لتري الأشياء الموجودة به و دخل "زياد" أيضاً ورائها واقفاً عند باب المحل .. كانت تنظر "يُسر" الي الملابس الموضوعة و ليست مدركة نظرات ذلك الشاب عامل المحل الخبيثة لها و هو ينظر إلى تفاصيل جسدها بشدة و هي كانت تنظر إلي الملابس الموضوعة و فجأة وجدت "يُسر" ذلك العامل واقعاً أرضاً اثر لكمة شديدة من "زياد"

"يُسر" بذهول : ايه اللي حصل في ايه

"زياد" بهدوء و كأنه لم يفعل شيء : اتفضلي يا "يُسر" هانم نشوف محل تاني 

كان يفتح "زياد" يده و يغلقها نتيجة اثر اللكمة التي اوجعت يداه و كانت يده حمراء للغاية

لتنظر "يُسر" إلي يده و تسرع بالإمساك بيده و هي تتفحصها : "زياد" ايدك حمرا اوي هتورم تعال نشوف تلج نحطه عليها 

ليخرج "زياد" هو و "يُسر" من ذلك المحل و يذهبوا إلي احد الكافيهات و طلبوا بعض الثلج ليضعوه ع يد "زياد"

"يُسر" بإستغراب و هي تمسك بالثلج بيدها و باليد الأخرى ممسكة يد "زياد" : ضربته ليه ؟

لم يستمع لها "زياد" من الاساس فهو ينظر إلي يدها الممسكة بيده و تعتني بها و واضعة الثلج 

"يُسر" بصوت عالي نسبياً : "زياااد"

ليفيق "زياد" من شروده و ينظر لخضرواتيها : نعم في ايه ؟ 

"يُسر" بهدوء : بسألك ضربته ليه ؟ 

"زياد" : كان بيبص لحضرتك نظرات وحشة و لقيته قرب من حضرتك كان قاصد لما تلفي تتخبطي فيه 

"يُسر" بإستغراب : بجد دا حصل 

"زياد" : ايوة حصل كدا زي ما بقولك بجد

لتقف "يُسر" من مكانها بغضب : والله لهروح افرج الناس كلها عليه الحيو*ان دا 

و هبت تبتعد عن الطاولة الجالسين عليها ليقف "زياد" سريعاً و يلحقها و قام بإمساكها من ذراعها لفها له فأصبحت قريبة منه قليلاً

"زياد" : هو اخد جزاته خلاص ملوش لزوم حضرتك تروحي ليه تاني

"يُسر" بغضب : و اسيب الحيوان دا يعمل كدا معايا و مع اي واحده غيري ممكن تدخله المحل تاني 

"زياد" بهدوء : هو اخد جزاته خلاص و انا ضربته و كمان لو روحتيله دلوقتي و لقيته اتكلم معاكي بأسلوب وحش هكسر عضمه بدل مناخيره اللي كسرتها دلوقتي

لتضحك "يُسر" بخفة و تقول : متأكد مناخيره اتكسرت ؟ 

"زياد" بإبتسامة هادئة : ايوة بجد 

لتصمت "يُسر" و نظرت في عيناه بهدوء و هو ايضا لقد صمت و اصبح ينظر إلى خضراوتيها بهدوء و كأنهم انفصلوا عن العالم المحيط بهم و لا يوجد سواهم في المكان .. ليفيق "زياد" من شروده بعيناها و يترك ذراعها بسرعة و ابتعد قليلا عنها لتفيق "يُسر" أيضاً من شرودها به 

"زياد" : اتفضلي عشان نكمل الحاجات الي هتشتريها يا "يُسر" هانم

"يُسر" بخجل : اوك 

لتسير "يُسر" و هذه المرة يسير بجانبها بعيدا قليلا عنها و ذهبوا ليشتروا كل الأشياء التي تحتاجها و انتهوا بعد مدة طويلة نسبياً و غادروا المكان حيث اصرت "يُسر" و بشدة ان توصل "زياد" إلي منزله ..



تعليقات