قصة بالحلال البارت التاسع 9 بقلم ثناء معتز






قصة بالحلال

البارت التاسع 9

بقلم ثناء معتز‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​ ​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​ ​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​ ​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​ ​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​ ​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​ ​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​

" عمار "

اول ما طلعت من الحمام ومشيت عليها .. التفتت علي وهي ماسكة الورق في يدها ولما لاحظت للابتوب عرفت انها شافتو .. بس العقد الموقف اكتر لما لقيتها ماسكة تلفوني ما قادر اوصف نظراتها لي كانت كيف !! 

ثناء !! الما اتعودت عليها غير وهي بتضحك ودايماً معاي وتعاملها حلو .. حسّيت كسرة الدنيا كلها بقت جواها وباينة في عيونا .. وكلو بسببي انا .. كلو بسببي

ما قدرت الحقها لاني ما كنت لابس شيء غير البنطلون حقي .. قدر ما كوركت ليها ما سمعتني ومرقت بسرعة .. اتصلت عليها وسمعت صوت تلفونها حوليني لما عاينت لقيتو مختوت ف السرير ..

 شلتا اقرب حاجة قدامي لبستها ومرقت طوالي .. ركبت عربيتي وانا اصلاً ما عارف نفسي ماشي على وين .. لي حكاية ربع ساعة ماشي وما عارفها وين ..

ياخي دي شنو الزحمة دي ياخي !!

اتجاوزتها وفضلت لسا ماشي .. ما عرفت افتش وين فمشيت على بيتهم .. اول ما دقيت الباب وفتحت لي سحر .. عاينت ليها كدا ..

سلمت علي بعدها سألتني : ثناء ما جات معاك ولا شنو !!

لما قالت كدا عرفت انها م جات .. والقلق جواي زاد .. ما بعرف ليها مكان ولا حتى صحباتها م عندي أرقامهم ولا عنوان بيوتهم

سحر : عمااار ،، عمااار بتكلم معاك انا مالو وشك دا مخطوف كدا وثناء وين ي عمار !!

ما قدرت اتحكم في نفسي وانا بقول ليها بصوت هزيل : سحر الله يخليك خلينا نلقاها لازم نلقى ثناء انا العوير عملت كدا سحر الله يخليك يلا نفتشهاانا عايزها هسي هسسسي دي

لما خالتو ابتسام ( ام ثناء ) جات وعاينت لي .. زي القلبها حساها وهي بتقول لي : عمار !! ثناء مالا م جات معاك !! بتي كويسة !!

ما عارفها هي بتسألني ولا بتحاول توصل لي انو ثناء ابداً ما تمام

ما قدرت اقول ولا كلمة رجعت العربية وفضلت الفلف في الشوارع وانا ما عارفها وين .. فجأة قلبي قبضني لما اتذكرت كمية الناس الكانت متلمية والزحمة اللاقتني قبل شوية .. طلع صوتي بتثاقل وانا بقول بنفس متقطع : ث ، ثناء !!

رجعت طوالي للشارع داك وكانت لسا الزحمة زي ما هي وكمية ناس .. مرقت جري وقطعت فيهم لغاية ما دخلت جوا .. للحظة عيوني اتملت دموع وقلبي حسيتو وقف وانا بعاين في منظر عربيتها .. ما فيها حتة سليمة .. طيب ثناء وييين !! وين ثناء انا عايزها لي ما شايفا

سمعت واحد بقول : ياخي ما ننتظر ولا شيء امرقو البت دي بتموت

انا لما سمعت كلامو دا عرفت انها لسا جوا العربيةما عارف انا عملت شنو ولا اتصرفت كيف بقيت بحاول بأي طريقة أمرقها .. وبعد حكاية ربع ساعة حتى قدرنا نطلعها .. وَيَا ريتني ما عشت لليوم دا .. يا ريت لو مت وما شفت منظر ثناء كدا

الجروح منتشرة في كل جسمها ومن كمية النزيف ملامحها بقت ما باينة .. شايفها قدامي مغمضة عيونا وما بتتكلم ولا بتتحرك ما بتضحك معاي ولا بتعاين لي !! ثناء قومي قومي الله يخليك

كانو مسبقاً اتصلو على عربية اسعاف واول ما وصلت ورفعوها سمعت صوت خالتو ابتسام زي الشيء البعيد وهي بتكورك من بعيد : ثنااااء !! وووبببب علي بتي ماتت

التفت ولقيتها جارية علينا هي وسحر بعد ما نزلو من عربيتهم .. كلنا ركبنا سوى وانا ما كنت واعي لأي شيء بس كل الحاصل اني ماسك يدها وبعاين ليها .. 

ثناء ،، قومي ،، الله يخليك قومي ما تعملي فيني كدا


لما وصلنا المستشفى ونزلوها ساقوها بسرعة ودخلوها غرفة العمليات .. 

خالتو ابتسام جاتني وهي بتسأل فيني ومن البكا كلامها بطلع مقطع وهي بتقول : يا ولدي الله يرضى عليك وريني بتي مالا الحصل شنو لا حول ولا قوة الا بالله لا حول ولا قوة الا بالله

وسحر دي قعدت في الارض وبقت بتببكي لمن بترجف .. اما انا حتى خشمي غالبني افتحو واقول كلمة .. 

فضلتا على الحالة دي قريب ساعة وشوية كدا سمعت صوت كمية من الناس التفت لقيتهم اصحابها كلهم جو حتى محمد الكان مسافر 

هند وشريفة اي واحدة فيهم كان غالبها حتى المشي وهم بتكلمو مع سحر وبقولو ليها : ثناء كويسة مش !! متين حيطلعوها حالتها كيف

اما هاني ومحمد وعبدالله جو علي وعلى قدر ما كانو بيحاولو يتماسكو في عيونهم باين حجم الخوف والقلق .. كل الناس ملامحها اتغيرت .. او كل الدنيا في عيوني انا انطفت 

ثناء ما شفتي الحاصل فينا !! قومي الله يخليك قومي

شوية ولاحظنا الدكاترة والممرضين جارين ومارقين وداخلين في الغرفة بقينا واقفين وكأننا بنحاول نتصدى للخبر الما عايزين نسمعو

مسكت واحد من الدكاترة وانا بقول ليهو : يا دكتور ف شنو فهمني ف شنو الله يخليك ثناء مالا

كان ملامحو بتدل على الشيء الحيقولو قبل ما يتكلم .. جاوبني وهو بقول بصوت متأسف  نبضها بقا ضعيف وشبه وقف ،، دعواتكم بس لازم نلحقها والا لا سمح الله حتروح من يدنا

وانا بعاين ليهو كدا سمعت ممرضة بتناديهو من قدام الباب : ي دكتور تعال سريع النبض وقف


جرا دخل الغرفة .. وخالتو ابتسام دي بس وقعت في الارض وهي بتكورك اما سحر بتعاين ليها وبترجف .. هند وشريفة اي واحدة مشت على جهة وهي خاتة يدها ف راسا وبتبكي .. هاني اول ما سمع الخبر طلع برا .. ومحمد وعبدالله بيمسحو في الدموع النازلة من عيونهم ومابية تقيف دي .. وانا في كل دا .. لهسي حاولت اكون متماسك بس ثناء !! نبضها وقف !! ماتت !!

ما لقيت روحي غير اني بجري على الغرفة وبفتحها .. اول ما عيني وقعت عليها وهم بعملو ليها في الصدمة الكهربائية .. وشها شاحب ماف اي حركة منها

بقو بحاولو يطلعوني وانا اللحظة دي بقيت ما فاهم انا بقول في شنو .. بزح فيهم وانا بكورك بأعلى صوتي : ثناااااء قووومي ثناء ما تمشي تخليني ثناء والله انا ما بقدر انا اسف والله اسف قومي اعملي فيني العايزاهو بس ما تمشي يا ثناء ما تمشي قومي قووومي ثناااء


وهم بجرو فيني لغاية ما طلعوني من الغرفة وانا بكورك وببكي بأعلى صوتي

ببكي ثناء اناببكي ضحكتها وهظارهاببكي حنيتها وحبهاببكي عيونها وابتسامتهاببكي حضنها وببكي اهتمامها

بكييييت بكييييت وانا ما فاهم شيء غير انها مشت خلتنيحا اصحى وهي ما جمبي !! ما حا اسمع صوتها تاني !! ولا حتجي وتضربني بالمخدة وهي بتضحك !! ما حتكون حوليني تاني !!

يا رب .. يا رب ما تعمل فيني كدا انا عارف اني غلطان بس ما تجازيها شيل مني اي شيء وشيلني انا زاتي بس ما تحرمني من ثناء ياا رب يا رب انا ما بقدر


الدكتور جا مارق ووراهو كم ممرض .. كلنا جرينا عليهو وفي عيونا كمية خوف ما طبيعية وماف زول فينا قادر ينطق بحرف ..

قال ليها بكل هدوء : قدرنا نتدارك الوضع ورجع النبض بس لسا المريضة ما اتجاوزت مرحلة الخطر دعواتكم دعواتكم يا جماعة في الوقت دا ونحن حنعمل اي شيء بيطلع في يدنا


وعلى كدا مشا .. لما عرفت انو نبضها رجع .. ما بعرف حصل لي شنو .. للحظة بقت صورتها قدامي وانا بشوفها بتضحك .. يعني ثناء ما مشت !! هي معاي !! حرجع اشوفها واسمع صوتها !! ثناء ما ماتت وخلتني .. ثناء حياة 

جريت بسرعة برا المستشفى ومشيت اقرب جامع .. اتوضيت وانا بصلي وما حاسي بنفسي .. صليت كم ولا سجدت مدة قدر شنو .. بس دموعي نازلة وانا بدعي .. يا رب احفظها واحميها .. يا رب اشفيها وقومها بالسلامة .. يا رب ما تحرمني منها .. يا رب رجعها لي بعافيتها يا رب

يمكن فضلت على الحالة دي زمن طويل وانا ما حاسي .. بعدها رجعت المستشفى وكانو لسا قاعدين .. اول ما قربت منهم كدا .. شفت باب الغرفة اتفتح والممرضين جو مارقين وهم جارين السرير الراقدة فيهو ثناء ..

كلنا جرينا عليها واي زول بنادي بإسمها وكأنها سامعانا ومنتظرنها ترد علينا و تقوم ..

دخلوها العناية المشددة ونحن فضلنا منتظرنها برا .. الدكتور كان معاها جوا مدة بعد ما طلع جا علينا وهو بقول : حمدلله على سلامتها مقدماً يا جماعة زي ما قلتا ليكم لسا في شوية خطر عليها بس الشيء الكويس انو نبضها رجع طبيعي ،، اسف جداً على الخبرية دي بس حادث زي دا صعب ينجو منو زول كبير فما بالكم بطفل في بطن امو ،، ما قدرنا ننقذ الجنين ومات ،، وحمدلله على سلامة المدام تاني وربنا يقومها ليكم بعافيتها

قال كلامو دا ومشا .. كنّا بعاين ف وشوش بعض ونحن بنستوعب ف الكلام القالو .. ثناء كانت حامل !! حتى هي ذات نفسها ما كانت عارفة بالشيء دا .. البيبي مات حتى قبل ما نعرف بيهو

بالرغم من انو الخبر دا وجعني .. بس ما بقدر أنكر انو بغض النظر عن كل الاتقال مبسوط انو ثناء بعد ما كنّا حنفقدها نهائياً رجعت تاني فالحمدلله

في وقفتي دي تلفوني ضرب .. طلعتو من جيبي وانا بعاين لاسم المتصل لقيتها امي .. 

رديت عليها : الو

- عمار ي ولدي وينك من قبيل بضرب ليك

جاوبتها : والله م كنت سامع التلفون

- وين انت هسي جينا بيتكم دا بندق الباب لينا ساعتين لا انت ولا ثناء بتردو

سكت مسافة قبل ما احكي ليها الحصل .. 

قالت لي : لا حول ولا قوة الا بالله لا حول ولا قوة الا بالله عليك الله ثناء كيف ي ولدي !!

قلتا ليها : لسا ما اتجاوزت مرحلة الخطر بس الدكتور قال انهم قدرو يتداركو الموقف حالياً

اصرت انها تجي ووريتها اسم المستشفى .. بعد حكاية بتاعت نص ساعة جو .. امي اول حاجة عملتها مشت على خالتو ابتسام وقَعَدت معاها .. اما داليا سلمت على كل القاعدين وجاتني ..

عيني اول ما وقعت ف عيونا قالت لي : عمار ،، كويس انت

قلتا ليها : ما اعتقد انو السؤال دا ليهو جواب ،، كويس !! داليا اكون كويس كيف وثناء جوا بالحالة دي

ربتت على كتفي وهي بتقول لي : ما تقول كدا انت اقوى من الحاصل دا وثناء دي اكتر واحدة كلنا بنعرفها تمشي وين تخلينا دي ست الجوطة والضحك زاتو لو مشت الضحك دا تخليهو لمنو !! ها !!

لما قالت كلامها دا قلبي وجعني زيادة .. يعني حقيقي ثناء مربوطة في بال اي زول بكل لحظة حلوة هي ضحكت وهظرت فيها .. ما تستاهل الحصل ليها دا .. استاهلو انا .. كل النحن فيهو دا بسببي انا

جاتني امي برضو وحاولت تقول لي كم كلمة تقويني .. شوية وابوي جا سلم على القاعدين كدا واتكلم معاي شوية .. بعدها اصريت عليهم يرجعو البيت حتى خالتو ابتسام قالت لأمي انو ماف داعي لقعدتهم اول ما يحصل شي بتتصل وبتوريهم ..

محمد فوت طيارتو وأجل سفرتو للاسبوع الجاي .. وكلهم فضلو معانا ماف زول رجع بيتو او زح من الغرفة دقيقة واحدة.. 

ما عارف عدت ساعات قدر شنو وانا بعاين على باب الغرفة زي المنتظرها تفتحو وتجيني وهي بتضحك .. عارف انو كلامي غريب بس هي كدا .. ما بتشوفها الا وهي مبسوطة وباسطة الحوليها .. كل شيء كان حلو جواها انا طفيتو ودمرتو .. كل ما اتذكر العملتو دا بكره نفسي زيادة .. حتى ولدنا الما عرفنا بيهو راح بسببي انا


لغاية ما جا صباح تاني يوم ماف جديد وثناء ما فتحت عيونا وماف اي تقدم ف حالتا .. 

يوم .. يومين .. في اليوم التالت مشيت للتور وانا بحاول استوعب منو ليه ما صحت لي هسي ..

- يا دكتور معقول ٣ ايام !! مش مفروض تكون اتجاوزت مرحلة الخطر !!

جاوبني وهو بقول : شوف يا استاذ ،، انا ما كنت داير اقول الكلام دا وانا ما متأكد ،، بس الإصابات بالغة جداً ،، وفي إصابات في الراس خايفين من انها تكون سببت في دخول المريضة غيبوبة ما معروف مدتها كم ،، ما بقدر اقول حالياً انها دخلت غيبوبة ،، بس لو لغاية بكرا ما صحت يبقا دا الحصل فعلاً لانها ما بتستجيب لأي حاجة بنعملها ليها ،، فدعواتك بس

لما قال كدا بقيت بعاين ليهو زي الما مستوعب الشيء البقول فيهو دا ،، او انا ألما داير استوعبو ،، طلعت من الدكتور وانا حاسي بخطواتي تقيلة .. ثناء للدرجة دي انتي زعلانة !! لدرجة ما دايرة تصحي !! فتحي عيونك بس خليني اشوفك .. اشتقت ليكي انا


- عمار يا ولدي

التفت على صوت خالتو ابتسام وهي بتتكلم معاي ..

كملت كلامها : يا ولدي امشي البيت اخد ليك حمام وارتاح شوية وتعال انا وسحر قاعدين

قلتا ليها : خالتي !! مستحيل امشي ثناء لسا ما..

قاطعتني وهي بتقول : ثناء لو قامت وشافتك بالحالة دي ما حتبقا كويسة ابداً ،، فعشان كدا امشي وبالمساء تعال ،، بعد داك نحن بنرجع البيت وبنخليك معاها ،، يعني نتناوب عشان م تكون براها ،، فهمتني !!

عاينت ليها مسافة قبل ما اقول : طيب

واتحركت وانا مارق .. وقفت وعاينت مسافة في باب الغرفة الهي راقدة فيها .. ما بعرف فضلت اعاين مدة قدر شنو قبل ما امسح بسرعة على دمعتي النازلة وانا مارق .. ركبت العربية واتحركت على البيت .. وقفت في مكان الحادث وانا بعاين للعربية .. لسا في مكانها .. اخخ يا ثناء .. لي حصل معاكي كدا

اول ما وصلت البيت وطلعت الشقة .. فتحت الباب وعاينت حوليني وانا بفتش بعيوني عن اي حاجة تقول لي انها حترجع .. هنا كانت بتضحك .. وهناك كانت بتشاغل فيني .. في المطبخ كانت دايماً بتشتغل وهي بتغني .. وكل مرة بتعمل قعدة في البلكونة .. مشيت على غرفتنا وعاينت بإتجاه السرير .. قبل كم يوم بس كنّا سوى ومبسوطين .. متين وكيف حصل كدا ..

قطع تفكيري صوت جرس الباب .. مسحت بيديني على وشي وطلعت مني تنهيدة فتور .. قبل ما اتحرك على الباب وافتحو ..

واول ما عيني وقعت عليها عقدت حواجبي بضيق وانا بقول : شذى !! الجابك هنا شنو انتي !! 

دخلت وقفلت الباب .. التفتت علي وهي بتقول : عمار انا نزلت البيبي ،، بس !! بس انت دا قرارك النهائي !! ما حنرجع لبعض !!

كانت بتتكلم وعيونها ملانة دموع .. بالرغم من كمية الوجع الباينة في ملامحها .. ما كنت حاسي بولا شيء اتجاها .. لا زعل عليها ولا غيرو .. كل الكنت حاسي بيهو اني فاضي من جوا شديد وثناء بعيدة مني

عاينت ليها وانا بقول بكل صرم : زي ما فهمتك في الرسالة بالظبط ماف اي شيء بيني وبينك واتفضلي لو سمحتي

فتحت الباب ووقفت جمبو .. عاينت لي لما جات مارقة مسافة .. بس نظرتي ليها كانت بنفس الثبات .. لما عرفت انو دا قراري النهائي .. نزلت عيونا وطلعت بدون ما تقول شيء .. وقفلت الباب بوراها .. 

حسّيت اني عايز اطلع كل الجواي ومن قبيل ثابت بس .. بكييييت بكييييت وصوت شهقاتي بيتعالى وانا بنقل نظري في البيت .. كل مكان فيهو بدون ثناء باهت شديييد حتى انا


فتحت عيوني براحة .. وفضلت بعاين مسافة في السقف .. نقلت نظري حولين المكان .. انا وين !! 

جسمي واجعني .. وحاسة بتعب .. حتى يدي ما قادرة احركا .. 

يادوب استوعبت اني في المستشفى وفي كمية اجهزة حوليني .. 

الجابني هنا شنو !! وحصل شنو !! 

للحظة قلبي وجعني ودمعتي نزلت لما اتذكرت اخر ١٠ دقايق قبل الحادث .. شذى وحملها !! واوراق طلاق عمار مني !! اخر لحظة شفتو فيها قبل ما اطلع .. ولحظة دخلتي في الشاحنة وبعدها ما وعيت على شيء .. كنت مفتكرة انو دي اخر لحظة ح اعيشا .. يا ريتني مت .. يا ريتني على الاقل فقدت الذاكرة وما اتذكرت كل الحصل دا .. عمار كسرني وكسر كل شيء جواي .. بعد كريم اتحطمت تماماً وبقا ما عندي مقدرة على الحب .. وبعد عمار حسّيت انو الدنيا اتلونت ولقيت سعادتي .. بس حقيقي عمار كان نقطة التحول الحقيقية لكل شيء جواي .. ما حاسة بشيء .. انا ما مبسوطة ولا زعلانة .. جواي كمية فراغ ما طبيعية .. بعاين للسقف وحاساهو بعييد .. بعيد شديد .. ما فاهمة شيء غير ان


و اي رغبة كانت جواي معدومة .. حتى رغبة اني اعيش .. انعدمت

لما سمعت صوت الباب فتح نقلت نظري عليهو وشفت واحدة من الممرضات.. اول ما شافتني جات علي وهي بتقول : صحيتي !! الحمدلله الحمدلله

وطلعت بسرعة سامعاها بتنادي على الدكتور .. ولما جاتني راجعة جاني صوت امي وسحر زي البتكلمو مع الدكتور برا .. بس ليه ما سامعة صوت عمار !! ما قاعد اكيد .. اصلاً ماف سبب يخليهو يخاف علي .. حيكون هسي مع شذى وما هاماهو حالتي .. دا اذا كان اصلاً عرف بكل الحادث دا

وقف الدكتور وعمل لي كم فحص .. بعدها طمني انو ح اخد فترة بسيطة عشان ارجع كويسة وإني اتجاوزت مرحلة الخطر .. 

وكمل كلامو وهو بيقول : وان شاء الله الا ما ربنا يعوضك في البيبي 

عاينت ليهو بإستغراب .. بس ما سألتو .. كلامو واضح .. كنت حامل والولد مات بسبب الحادث

يا الله صبرك على الوجعات البتجي ورا بعض دي .. ما عندي اي قدرة لوجع تاني ..


بعد ما مرق شوية كدا وجو نقلوني غرفة عادية .. واول ما دخلوني جو امي وسحر وبقو بيتطمنو علي .. وامي دي ماسكة يدي وبتبكي بس وبتقول : حرام عليكي قطعتي قلوبنا دي عملة تعمليها يا بتي والحادث دا حصل ليكي كيف

فضلت ساكتة مسافة قبل ما اقول ليها : كنت سايقة بسرعة بس

سحر : مرة تانية خلي بالك عليك الله هسي قطعتي قلوبنا والعجب عمار ما فضل ليهو الا شوية وكان يقلب المستشفى بالكواريك ملامحو لمن انطفت

لما قالت كلامها دا دموعي نزلت بدون ما احس .. مجرد ذكر اسمو بيحسسني بضيق في صدري وبيغلبني حتى اقول حرف ..

امي مسحت دموعي وهي بتعاين لي ف عيوني وبتقول بقلق : مالك ي بتي واجعك شيء !


امي  امي هو شنو الما واجعني !! امي انا آي شيء فيني مؤلمني كل وجعي دا ما شايفاهو


فضلت ساكتة بس وقدر ما تسألني انا بعاين للسقف وما برد .. ما عارفة الكلام كان غالبني ولا لساني تقل


من القلق جرت سحر نادت الدكتور .. جا طلعهم من الغرفة وكان بيعمل ف كم شيء ما فهمت هو شنو .. وقدر ما يتكلم او يقول اي شيء بعاين ليهو وانا ساكتة .. او لو رديت برد بكلمة .. ما قادرة حقيقي انطق بأي حرف .. تعبانة انا .. وما نفسي اقول اي شيء او اشوف زول ولا نفسي في اي حاجة .. 



" سحر "


- امي ثناء مالا ي امي !!

جاوبتني : والله ي بتي علمي علمك كدي لما يمرق الدكتور ونشوف الله يستر ..


فضلنا واقفين مسافة لغاية ما مرق .. جا علينا وهو بتفحص في ملامحنا وكأنو بيستنتج ردة فعلنا حتكون شنو ..قبل ما يقول : للاسف الظاهر انو المريضة مارة بصدمة نفسية او ممكن نقول حالة اكتئابية ،، انا ما متخصص في الشيء دا بس أغلبية الحالات البتجينا زي دي بيكون حاصل معاها كدا ودا بحسب معرفتي وخبرتي طول السنين الانا شغال فيها ،، ايوة ممكن الحادث يتسبب مرات بأذى ف الراس ،، بس حالياً هي اتجاوزت مرحلة الخطر وكل شيء رجع كويس وشوية راحة حترجع طبيعية ،، فأنا بنصحكم انو اول ما نخرجها تتابع مع دكتور نفساني طوالي والا لا سمح الله حتخسروها ،، فأنا عملت العلي والباقي قراركم والمريضة بتكم ،، بالإذن


ومشا .. انا وامي اتبادلنا النظرات لمدة طويلة .. سرحت بعيد وانا بفكر .. ثناء انا بعرفها كويس بتنتبه مع الشارع شديد وسواقتها على مهل .. دقيقة .. انا متذكرة انو وقت الحادث لما دخلت العملية وقالو انو نبضها وقف عمار كان بكورك وبقول كلام غريب !! وانو هو اسف !! يا ربي شنو الحصل !!

قطع تفكيري صوت امي وهي بتقول لي بحسم : اتصلي لي على عمار هسي وخليهو يجي المستشفى

ما سألتها من السبب لاني قدرت افهم بالفكرت فيهو .. 

اتصلت عليهو وما قلتا ليهو غير : عمار تعال المستشفى سريع

وقفلت الخط على كدا .


" عمار " 


اول ما اتصلت علي سحر وقالت لي اجي .. عرفت انو حصل شيء .. بس الطمني انو ثناء حتكون كويسة صوت سحر كان عادي وهي بتتكلم معاي .. مرقت بسرعة واتحركت على المستشفى وكلها حكاية نص ساعة وكنت معاهم ..

اول ما وقفت قدامها سألتها بقلق : ثناء وين وكيف هي صحت ولا لسا !!

قالت لي : صحت الحمدلله ما تخاف ،، نقلوها الغرفة دي

وأشرت لي عليها ..

مشيت بسرعة فتحت الغرفة واول ما عيني وقعت عليها .. جسمي كشش .. كانت بتعاين للسقف بس وساكتة .. قفلت الباب ومشيت عليها ..

ما عارف كيف قدرت انطق بإسمها وانا بقول بصوت هزيل : ثناء


" ثناء "


لما نطق بإسمي .. عاينت ليهو ف عيونو .. ما شايفة شيء انا .. دا منو الواقف قدامي دا !! ما عمار الانا عشت معاهو اول ايام .. الواقف قدامي دا انا ما بعرفو ولا حتى في اللحظة دي انا ما بعرف روحي .. اي شيء جاييني طشاش وما مستوعبة حاجة


مسك يدي ودموعو نازلة وهو بقول : ثناء اسف ،، والله اسف يا ثناء كل العملتو دا في لحظة غباء مني ،، ثناء انا والله كنت بموت في الدقيقة مليون مرة وانتي جوا غرفة العمليات ،، لما قالو نبضك وقف انا الدنيا دي ضلمت لي في وشي وما كان فاضل لي الا اقول ليهم اقتلوني


ولحقوني ليها ،، الله يخليك يا ثناء امسحيها لي في وشي ،، انا بدونك ما بقدر اعيش


لما خلص كلامو دا .. سحبت يدي من بين يدينو ورجعت عاينت للسقف ..

قدر ما حاول يتكلم ويعتذر انا كنت بس ساكتة ..

 

- ردي علي ثناء الله يخليكي ردي علي


بعد مسافة قلتا ليهو بصوت مليان فتور ووجع عمار ،، دي حياتك وانت الاخترت انو الزواج دا يكمل ،، لو ما كنت عايزو او بعد ما اتزوجنا حسّيت انك ما قادر تكمل معاي تعال كلمني ،، بس تمشي وتخوني !! ومع منو !! مع الزولة الخلتك وعرست غيرك وما هماها !! وتحمل منك !! وانا بقرا ف الرسايل كنت بتقول ليها انك كنت مفتكر نفسك بتحبني بس طلع كل دا وهم !! انا حبي طلع وهم !! وقتك معاي وكل شي وكلامك عن العلاقات والحب والاهتمام وهم !! وعودك وهم !! وكل شيء كذب في كذب ،، وفوق كل دا الولد الكان مفروض يكون ولدنا ،، مات ،، مات ي عمار ونحن اصلاً ما عارفين بيهو ،، بس صحي تفرق معاك ف شنو انت !! ما اكيد ولد شذى هو البهمك ،، انا شنو وولدي شنو وحياتي الكانت حتنتهي شنو بالنسبة ليك !! ولا شيء ،، العلاقة دي وصلت سكة مسدودة ومافي منها رجعة ،، امشي في طريقك وخليني في حالي ،، ومن الليلة ولقدام غير انو تصلني ورقة طلاقي ما عايزة اشوف وشك نهائي ،، واطلع برا الغرفة لو سمحت


" عمار "


ثناء !! اول مرة تتكلم معاي وتقول كدا !! صوتها ونظراتها وبرود ردها .. حسّيت للحظة اني بتكلم مع واحدة انا ما بعرفها .. ودا البيحصل لما نستهون بمشاعر زول طيب وحبانا من قلبو .. لو لقيت انسان زي دا في حياتك ما تفرط فيهو .. لانو لما يقرر يمشي .. حيمشي بدون ما يتلفت .. وكمية الإصرار الكانت في صوت ثناء وهي بتتكلم خلاني متأكد اني مهما قلتا هسي هي ما حتسمعني ..


- ثناء بس..

قاطعتني وهي بتقول : عمار ،، لغاية هنا وكفاية اطلع الله يخليك لاني بجد محتاجة ارتاح وتعبانة


مسحت وشي بيديني .. قبل ما التفت واتحرك على الباب .. اول ما مسكت المقبض التفت وعاينت ليها .. كانت زي ما هي .. لسا عيونها معلقة في السقف وثابتة بدون حراك ..

نزلت راسي وطلعت من الغرفة .. 

وبدون ما اتكلم مع زول مشيت عشان اطلع .. وقفني صوت خالتو ابتسام وهي بتناديني : عمار !!

التفت عليها ..

جاتني وقالت : تعال معاي عايزاك

قبل ما تلتفت على سحر وهي بتقول : خشي اقعدي مع اختك جوا انا شوية وبجي


مشينا قعدنا في كافتيريا المستشفى .. 

كانت بتعاين لي مسافة قبل ما تقول : شوف يا ولدي ،، لا انا زولة شافعة ولا جاهلة ،، والموضوع الحنتكلم فيهو هسي دا ما عايزة فيهو اي كذب مفهوم !! ثناء بتي وانا بعرفها حتى لو ما اتكلمت انا شايفة ف عيونا الوجع الهي حاسة بيهو ،، ما عايزة أتدخل بينكم بس مدام الموضوع وصل لي انو الدكتور يقول انو بتي مارة بصدمة نفسية وحالة اكتئاب يبقا الموضوع ما بيتلعب فيهو وما بقدر اتجاوزو وامرق منو ،، هسي احكي لي بالتفصيل الحصل شنو !! ثناء مالا !!

ما كان عندي اي مفر ولا بقدر اخبي لانو في الاخر الا ما تعرف .. كيف قدرت احكي ليها ما مستوعب .. بس قلتا ليها اي شيء بالتفصيل وانا عيوني من الارض ما شلتها ومع كلمة كلمة دموعي بتنزل وبندم اكتر ..

بعد خلصت .. فضلت ساكتة وما سمعت ليها صوت .. رفعت عيوني ولقيت ملامح وشها مخطوفة ..

قالت لي : صدقني لو ما كنت ولد صحبتي اللينا عمر سوى كان لي معاك تصرف تاني ،، بس احتراماً لألف حاجة بينا ،، وللاسف آمنت بتي على الزول الغلط ودا كلو غلطي انا من البداية ،، بس ماف شيء فات ،، بتي وبتتعالج وبترجع وتكمل حياتها والا ما في الاخير تلقا الزول البستاهلها ،، اما انت ما عندي عندك غير ورقة طلاقها تصلني وبعد دا كل الباقي علي انا بتصرف


قالت كلامها دا وقامت طوالي .. وانا في كل دا ما ركزت غير مع جملة ( والا ما في الاخير تلقا زول يستاهلها ) .. الجملة دي خلت اي شيء جواي يتقطع حتة حتة .. كيف يعني !! كيف يعني ثناء تكون مع زول تاني في يوم !! كيف زول يقدر يشوف ضحكتها وعيونا وعفويتها دي !! كيف زول يقدر يعيش العشتو انا معاها !! ثناء لي !! لي يعني ما ممكن زول تاني يشيلها !! هي خالتو ابتسام كيف بتقول الكلام دا


مسحت دموعي وقمت ركبت عربيتي .. ورجعت الشقة .. اول ما طلعت وقفلت الباب وراي .. جاني صوتها وهي بتقول : شرفت يا دكتور ..

رفعت عيني لقيتا ماف .. تاني سامعها زي البتضحك وبتقول : عمااار روق ساي ياخي

برضو عاينت ماف ..

حسّيت زي الكأنو شفتها داخلة الغرفة .. مشيت عليها واول ما دخلت شفتها واقفة قدام المراية وهي بتسرح في شعرها وبتغني .

لما جيت امشي عليها ما لقيتا !! ثناء وينك !! ثناء مشيتي وين !!

صوتها رجع !! هي اكيد بتعمل في الشاي عشان نقعد في البلكونة سوى !! جريت جري المطبخ لقيتا ماف !!

بقيت بتجارى ف البيت زي المجنون صوتها وصورتها في اي مكان .. بس هي ماف معايلا كدا ما بقدر انا والله ما بقدر ..

مرقت بسرعة ركبت عربيتي ومشيت على بيتنا .. دقيت الباب بقوة لغاية ما قربت اكسرو .. واول ما فت


حت لي الشغالة جريت جري على غرفتي .. قعدت في الارض وانا بس بعاين في الفراغ القدامي وبحاول استوعب في كل الحصل دا 

سمعت صوت امي وهي بتقول : عمار بِسْم الله يا ولدي مالك ثناء كويسة ي ولدي مش كدا في شنو وريني 


لما نطقت بإسمها رفعت عيني عاينت ليها لقيتا قاعدة جمبي ونظراتها ملانة قلق ..

كررت سؤالها وهي بتقول : عمار جاوبني ثناء كويسة صاح !!

جاوبتها بتعب : اي ي امي ،، بس انا الما كويس ،، انا يا امي التعبان

قالت لي بقلق : كيف يعني مالك ي ولدي

وضمتني عليها .. للحظة اتذكرت ثناء لما كانت بتعمل كدا وبتقول لي انا معاك ودايماً حفضل سانداك وحتلقاني جمبك .. انا ضيعتها .. انا غبي غبي غبي ..

بقيت بكرر بصوت عالي وانا ببكي لما بشهق وماسك امي بقوة وبقول ليها : امي انا غبي انا ضيعتها يا امي انا ثناء ضيعتها بيدي يا امي كسرت قلبها وطفيت كل شيء جواها يا امي ثناء عمرها ما حترجع لي خلاص كل شيء انتهى يا امي تاني ثناء ماف حفضل براي منو الحيعوض غيابها منو الحيكون زيها منو الحيفهمني ويتحملني ويحبني ويهتم بي بدون مقابل ويتقبلني زي ما انا ،، منو الحيحسسني انو الدنيا دي ملانة ألوان وكل شيء حلو بس نحن نعاين صح ،، منو الحيقيف قدامي طول اليوم وهو بضحك ،، منو غيرا يا امي


بكيت .. ما بعرف مدة قدر شنو ويمكن في حالتي ديك ما وعيت لما هي مسكتني ورقدتني في السرير .. غطتني وهي قاعدة جمبي وبتهديني لآخر لحظة .. غمضت عيوني ومن التعب شالتني نومة ما حسّيت بيها 


" بعد مرور ٥ ايام "


" ثناء "


- براحة براحة بِسْم الله ايوة كدا

- ايوة بس خلاص ارفعي رجولك


كانو ديل شريفة وهند .. رقدوني في السرير وغطوني .. الليلة طلعت من المستشفى .. وطيلة الايام الفاتت هم كانو معاي .. حتى لما جينا البيت كانو منتظرننا هاني ومحمد وعبدالله هنا .. على الاقل في حاجة في حياتي ممكن اقول عليها حقيقية .. وهي صحبتهم ..


سحر : عايني حبيبتي اخدي ليكي نومة شوية عشان ساعة كدا اصحيكي تاكلي ليكي حاجة تمام !! الدكتور وصى بشنو !! ترتاحي عشان ترجعي لينا سريع

شريفة : والله كان ما دايرة ترتاح ترتاح ،، على كيفها هو خليها علي اصلاً انا بعد دا رحلت معاكم أفوت اخليها وين البت دي بس خلوها لي

هند : كفاكم نقة ارح ارح البت حتجيبو ليها صداع ..

سحر : اها عايزة حاجة !!


هزيت راسي بمعنى ( لا ) بدون ما اقول شيء

سحر : طيب انا كل شوية بجي بطل عليكي ،، نومي يلا


مرقو كلهم وطفو النور وقفلو الباب وراهم .. اما انا غير اني اعاين للسقف .. ما بعمل ولا شيء .. مشيت للموت وجيت .. اتخذلت وانكسرت من منو !! من الزول الانا كنت مفتكرة اني معاهو ح اعيش


غمضت عيوني بقوة لما حسّيت بالدموع النزلت منها .. وما عدت دقايق طويلة الا وانا نايمة 


" بعد مرور اسبوع "

" سحر "


- ايي ايي ي امي خلصنا نازلين ،، ثناء يلا

عاينت لي كدا وشالت شنطتها ومرقنا .. ركبنا العربية مع امي واتحركنا .. الليلة اول جلسة لي ثناء مع دكتورة العلاج النفسي .. في البداية كنت مفتكرة انو ثناء بسبب جروح الحادث تعبانة .. بس عدا الاسبوع دا وبقت كويسة وممكن تتحرك وتعمل اي شيء براها  بس اتغيرت .. او هي مش اتغيرت .. ما ثناء اختي الانا بعرفها .. ساكتة اليوم كلو وفي غرفتها .. يا نايمة .. او قاعدة في الارض وسرحانة .. ما بتبدي اي ردة فعل ولا اي رأي في اي شيء .. ودا الخلاني أتأكد انو فعلاً هي مارة بحالة اكتئاب

اول ما وصلنا امي نزلتها وقالت : عندي كم شغلة بعملها وبرجع ليكم تمام اول ما تخلصو اتصلي لي

قلتا ليها : حاضر 


دخلنا جوا والمكان كان فاضي .. واول ما قعدنا سمعنا واحدة بتقول : ثناء موجودة !!

قلتا ليها : ثناء قومي بندهو عليكي

قامت بدون ما تقول لي شيء ودخلت على غرفة الدكتورة .. اما انا ففضلت برا منتظراها لغاية ما تخلص



" ثناء "


اول ما قعدت .. جات وختت كرسي قدامي وقَعَدت هي كمان .. كانت مبتسمة وملامحها هادية .. ما بعرف في شنو بس خلتني ارتاح ليها .. سلمت علي بطريقة ظريفة وهي بتقول لي : اسمك ثناء ي حلوة !! شكلك م غريب علي

وفعلاً حتى انا كنت حاسة بملامحها مألوفة بالنسبة لي ..

فضلت ساكتة مسافة قبل ما تقول لي : دقيقة دقيقة انا قبل كدا طلبت منك هدية وانتي سلمتيها لي متذكرة !!

رجعت بذاكرتي لورا .. متذكرة اني مرة شفت لي بت عشرينية كدا وعجبتني شديد .. سبحان الله .. أهي هسي قدامي وانا جاية أتعالج عندها ..

هزيت راسي بالإيجاب وانا بقول ليها : ايوة اتذكرت

بقت بتتكلم معاي وبتسألني عن اني بحب شنو وكدا وقريت وين .. وشوية أتجاوب معاها وشوية اختصر كلامي .. لغاية ما قالت لي : طيب ي ثنوية كدي احكي لي مالك زعلانة كدا

على قدر ما كانت بتحاول تبسط الموضوع .. كان وجعو جواي بيكبر زيادة ..

عاينت ليها ف عيونا شديد وانا بقول : انا زعلانة !! ابداً ما زعلانة !! للتوضيح يا دكتورة انا اصلاً ما


حاسة بشيء ،، كل الجواي فراغ في فراغ ،، كل شيء ملخبط ،، ما فاهمة الحصل شنو ،، لي حصل فيني كدا ،، ايوة لما اتزوجنا ما كان بينا شيء،، بس بعد داك كل شيء حصل هو عملو ،، هو الخلاني احبو وهو الوصلني مرحلة انو يبقا نفسي المارق والداخل ،، وفي الاخر  بعد ما رفعني السماء عمل شنو !! جا ورماني من فوق على وشي ،، وراني اني كنت غبية قدر شنو لما صدقت انو الزول ممكن يتجاوز وجع قديم ويبدأ حياة جديدة مع زول جديد ،، وينسى بيهو كل الفات ،، وعشان شنو كل دا !! عشان حبيبتو الما فكرت فيهو ولا لحظة وهي بتتخلى عنو وبتكمل حياتها مع واحد غيرو ،، طيب لي !! لي كان بكذب علي كدا !! وصلت معاهو لدرجة انو يفكر يطلقني او مش يفكر اقصد يقرر ،، يعني ولا لثانية واحدة فكر فيني ،، كل دا كوم ،، وانو عمار ألهو راجلي انا !! كيف !! كيف هي تبقا شايلة جواها ولدو !! للدرجة دي انا كنت رخيصة ف نظر عمار !! معقولة وهو بعمل في كل عمايلو دي ما فكر فيني !! وفي كل دا انا مشيت للموت ورجعت والبيبي الما كنت عارفة انو هو جواي مات ،، فهمتي لي هسي بقول ليك اني حاسة بفراغ ،، لانو كل الحاصل دا اكبر من انو مخي يستوعبو  !


قلتا بعدها كلام كتير .. بس في كل دا كنت بعاين ليها ف عيونا بثبات بدون ما تنزل ولا دمعة من عيوني .. ودا الموجعني اكتر .. انا ببكي في اقل شيء وبطلع الجواي .. ويوم الليلة كل الجواي دا انا ماقادرة اطلعو ولا حتى بي البكا


بعد ما خلصت قالت لي : طيب يا ستي نحن الليلة اتعرفنا وبجد انا مبسوطة اني سمعتك وقَعَدت معاكي ،، وشكلو في مشروع صحبة جاي لاني بجد حبيتك ياخي ،، فرأيك شنو المرة الجاية لما تجيني تتشيكي وكدا عشان عندي ليكي مفاجأة وبالمرة نكمل كلامنا !!


ما عارفة كيف حصلت وارتحت ليها كدا.. بس هزيت راسي بالإيجاب وانا بقول ليها : ان شاء الله


وعلى كدا ودعتها وطلعت مع سحر .. في المسافة دي امي كانت جات ساقتنا .. وكلها شوية ووصلنا البيت .. اول ما دخلنا طلعت على غرفتي وقفلتها علي .. طلعت العباية الكنت لابساها .. طفيت النور ورقدت في السرير اتغطيت .. واول ما غمضت عيوني نمت .


" في جانب تاني "


كانت ماسكة الدفتر في يدها وهي بتراجع في كم نقطة سجلتها لما كانت ثناء بتحكي ليها .. عاينت بعيد وهي بتقول : قبل ايام بس لما استلمت منها الهدية كانت ملامحها بتديك احساس انها اكتر زول مبسوط في الدنيا ،، شووف الحصل في ظرف الايام البسيطة دي عمل فيها شنو ،، الله يكون في عونها ويقدرني أطلعها من الهي فيهو.

              البارت العاشر من هنا 

            لقراءة جميع الحلقات من هنا  

تعليقات